مجلة العرب: منبر الأدب والتراث العربي العريق
مجلة العرب هي منارة ثقافية تضيء دروب آداب العرب، وتحافظ على تراثهم الفكري وتاريخهم الزاخر. تأسست على يد العلامة حمد الجاسر في عام 1386هـ الموافق 1966م، حيث صدر العدد الأول من بيروت، ثم انتقلت إلى مصر لتتم طباعتها، قبل أن تستقر في الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية، لتصبح مركز انطلاقها.
في بدايتها، كانت المجلة تصدر شهريًا من الرياض، ثم تحولت إلى مجلة كل شهرين، وظلت على هذا المنوال حتى عام 1444هـ الموافق 2023م، عندما أصبحت مجلة فصلية. وقد تولى حمد الجاسر مهمة نشرها لمدة تقارب 35 عامًا، واستمر في ذلك حتى وفاته في عام 1421هـ الموافق 2001م، وبعد ذلك، تم تشكيل هيئة تحريرية للمجلة، لتستمر في الصدور بشكل فصلي.
محتوى مجلة العرب
اهتمت مجلة العرب بنشر الأبحاث الأدبية والنقدية والتاريخية، بالإضافة إلى تحقيق كتب التراث. كما أولت اهتمامًا خاصًا بمقالات الأنساب وإبراز تاريخ وجغرافية شبه الجزيرة العربية. لم يقتصر اهتمامها على ذلك، بل امتد ليشمل الكتب المخطوطة والمطبوعة التي تتناول مناطق من الجزيرة العربية، وخاصة ما يتعلق بمناطق السعودية.
مساهمات متنوعة وإرث أدبي
نُشرت في مجلة العرب كتابات لمؤلفين من مختلف أنحاء العالم العربي، وترجمات لنصوص أدبية تبرز جوانب من تاريخ مناطق المملكة، أو تعكس رؤى الرحالة الأجانب الذين جالوا في بعض أرجائها. كما احتضنت المجلة بحوثًا لعدد من الكتب التي صدرت لاحقًا، مثل كتاب “مع الشعراء” لحمد الجاسر، وكتاب “معجم المطبوعات العربية في المملكة العربية السعودية” للمؤلف علي جواد الطاهر، وبعض أجزاء “المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية”، بالإضافة إلى كتاب “مختلف القبائل ومؤتلفها” لحمد الجاسر.
كتّاب مجلة العرب
شارك في الكتابة لـ مجلة العرب نخبة من العلماء والأدباء العرب والأجانب المهتمين بـ حضارة العرب وتاريخهم. وتضم المجلة مجموعة متكاملة من إصداراتها في مجلدات، حيث يتضمن كل مجلد أجزاء كاملة مع فهارس عامة في مجلد خاص.
أسماء لامعة في سماء الأدب
من بين الكتّاب الذين نشروا في مجلة العرب: علي جواد الطاهر، وأحمد الضبيب، وحاتم الضامن، ومحمد أحمد العقيلي، وبكر أبو زيد، بالإضافة إلى صالح أحمد العلي، وعبدالعزيز المانع، وهلال ناجي، ومحمد العبودي، وإبراهيم السامرائي.
وفي النهايه:
تعتبر مجلة العرب علامة فارقة في تاريخ الصحافة الثقافية العربية، حيث أسهمت في إثراء المكتبة العربية بالعديد من الأبحاث والدراسات القيمة، وحافظت على هوية وتراث الأمة العربية. فهل ستستمر هذه المجلة في أداء دورها الثقافي في ظل التحديات المعاصرة؟ وهل ستتمكن من مواكبة التطورات المتسارعة في عالم النشر والإعلام؟











