المكتبات الخاصة في السعودية: كنوز من المعرفة والإرث الثقافي
تُعد المكتبات الخاصة في السعودية جزءًا لا يتجزأ من المشهد الثقافي، حيث أنشأها أفراد بجهودهم الذاتية وأموالهم الخاصة، بهدف إثراء المعرفة ونشر الثقافة. تنتشر هذه المكتبات في مختلف مدن المملكة، مثل الرياض ومكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة والطائف والأحساء والقطيف وأبها والباحة، وحتى في بعض القرى والمدن الصغيرة.
تأسيس المكتبات الخاصة
حرصت الشخصيات البارزة من ملوك وتجار وأدباء ومثقفين على إنشاء مكتبات خاصة في قصورهم ومنازلهم للاستخدام الشخصي، مما يعكس اهتمامهم العميق بالمعرفة. وتنقسم هذه المكتبات إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
- مكتبات عامة: تتيح للجميع الاستفادة من محتوياتها.
- مكتبات شبه عامة: تسمح للأصدقاء والمعارف والباحثين بالاطلاع والاستخدام.
- مكتبات خاصة: تقتصر على أصحابها فقط.
بدايات ظهور المكتبات الخاصة في العالم الإسلامي
ظهرت بعض المكتبات الخاصة في بداية الحضارة الإسلامية، مثل مكتبة يحيى بن علي المنجم في ضواحي بغداد، ومكتبة ابن حمدان في الموصل في القرن الرابع الهجري. وعلى الرغم من كونها مكتبات خاصة، إلا أنها كانت تفتح أبوابها للجمهور، وتوفر للباحثين كل ما يحتاجونه من حبر وأقلام وورق، بالإضافة إلى توفير المبيت والنفقة. وكانت بعض المكتبات الخاصة في المملكة العربية السعودية والمكتبات المدرسية في المنطقة الغربية تسمح لطلاب العلم بالاستفادة من مواردها.
المكتبات الخاصة في عهد الملك عبدالعزيز
ازدهرت المكتبات الخاصة في المنازل قبل ظهور المكتبات العامة التي أنشأتها الدولة. ونظرًا لقلة انتشار التعليم المنظم في ذلك الوقت، كان المنزل يضطلع بمهام التربية والتعليم والتثقيف. ومن أبرز المكتبات الخاصة في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود:
- مكتبة الملك عبدالعزيز الخاصة.
- مكتبة الأمير عبدالله بن عبدالرحمن.
- مكتبة الشيخ إبراهيم الختني.
- مكتبة حسونة البساطي.
- مكتبة الشيخ حمود بن حسين الشغدلي.
- مكتبة رباط مظهر.
- مكتبة السيد صافي العلوي.
- مكتبة الشيخ صالح السالم.
- مكتبة الشيخ عبدالرحمن المحيميد.
- مكتبة الشيخ عبدالستار الدهلوي.
- مكتبة الشيخ عبدالوهاب الدهلوي.
- مكتبة الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ.
- مكتبة محمد سرور الصبان.
- مكتبة محمد نصيف.
- مكتبة آل عبدالقادر.
- مكتبة الشيخ يوسف بن راشد المبارك، بالإضافة إلى مكتبات أخرى.
مصير المكتبات الخاصة بعد وفاة أصحابها
بعد وفاة أصحاب المكتبات الخاصة، يتحدد مصيرها بناءً على عدة عوامل:
-
إهداؤها إلى مكتبات أكبر: حيث تم إهداء العديد من المكتبات الخاصة إلى مكتبة الملك فهد الوطنية، مثل:
- مكتبة الشيخ محمد بن عبدالعزيز المانع.
- مكتبة الشيخ عبدالله بن خميس.
- مكتبة الشيخ عثمان بن حمد الحقيل.
- مكتبة الأديب محمد حسين زيدان.
- مكتبة فوزان بن عبدالعزيز الفوزان.
- مكتبة الدكتور إبراهيم السلّوم.
- مكتبة الرسام محمد موسى السليم.
- مكتبة الأديب محمد منصور الشقحاء.
- مكتبة الوراق أحمد عيسى كلاس، إضافة إلى مكتبات أخرى.
-
نصيب الجامعات السعودية: حظيت الجامعات السعودية أيضًا بمجموعة من المكتبات الخاصة، حيث أُهديت إلى جامعة الملك سعود في الرياض مكتبة العلامة الزركلي ومكتبة الأديب الشاعر محمد بن أحمد العقيلي. كما حصلت المكتبة المركزية في جامعة الملك فيصل في الأحساء على عدد من المكتبات الخاصة، منها مكتبة الدكتور محمد صالح ومكتبة السيد أحمد الهاشم.
-
الأندية الأدبية: نالت الأندية الأدبية في السعودية نصيبها من المكتبات الخاصة، حيث حصل النادي الأدبي في مكة المكرمة على مكتبة الأديب والشاعر حسين عرب الخاصة.
- بيع المكتبات الخاصة: قد يتم بيع هذه المكتبات لمكتبات كبرى أو لمؤسسات مهتمة بالكتب النادرة، أو حتى لصغار التجار.
- الاحتفاظ بها: في بعض الحالات، يتم الاحتفاظ بالمكتبات الخاصة، كما حدث مع مكتبة الشيخ حمد الجاسر التي نُقلت من منزله بالرياض إلى مركز حمد الجاسر الثقافي.
وفي النهايه :
تُعتبر المكتبات الخاصة في السعودية كنوزًا ثقافية تعكس اهتمام المجتمع السعودي بالعلم والمعرفة. سواء تم إهداؤها للمكتبات الوطنية والجامعات أو تم الاحتفاظ بها، فإن هذه المكتبات تظل شاهدًا على إرث ثقافي غني يستحق الحفاظ عليه للأجيال القادمة. فهل ستستمر هذه الظاهرة في الازدهار، وهل ستجد الأجيال القادمة في هذه الكنوز ما يثري عقولهم ويشعل شغفهم بالمعرفة؟











