مشروع وادي الدواسر للطاقة الشمسية: رؤية السعودية نحو مستقبل مستدام
في قلب منطقة الرياض، وتحديدًا في محافظة وادي الدواسر، يبرز مشروع وادي الدواسر للطاقة الشمسية الكهروضوئية كمبادرة سعودية رائدة في مجال إنتاج الطاقة النظيفة. هذا المشروع، الذي أطلقته وزارة الطاقة، يهدف إلى تشجيع الشركات السعودية على الاستثمار والمساهمة الفعّالة في قطاع الطاقة المتجددة، بما يتماشى مع رؤية المملكة الطموحة.
إطلاق مشروع وادي الدواسر للطاقة الشمسية
تم الإعلان عن مشروع وادي الدواسر للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة إنتاجية تبلغ 120 ميجاوات، كجزء من المرحلة الثالثة للبرنامج الوطني للطاقة المتجددة. هذه المرحلة، التي تهدف إلى إنتاج 1,200 ميجاوات إجمالاً، تم إطلاقها في 9 يناير 2020م، الموافق 14 جمادى الأولى 1441هـ، لتؤكد التزام المملكة بتنويع مصادر الطاقة.
أهمية مشروع وادي الدواسر للطاقة الشمسية الكهروضوئية
توفير الطاقة وتقليل الانبعاثات
مشروع وادي الدواسر لا يقتصر على إنتاج الطاقة النظيفة فحسب، بل يمتد ليشمل تزويد حوالي 16.5 ألف منزل بالكهرباء، مع توفير ما يقارب 659 ألف برميل من الوقود المستهلك سنويًا في إنتاج الكهرباء بالطرق التقليدية. والأهم من ذلك، يساهم المشروع في تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بمقدار 225 ألف طن سنويًا، مما يعزز جهود المملكة في مكافحة التغير المناخي.
رؤية المملكة 2030
تأتي هذه الخطوة ضمن خطة المملكة لتنويع مصادر الطاقة المحلية وتحفيز النمو الاقتصادي المستدام، وذلك بهدف تحقيق استقرار اقتصادي دائم ودعم تطوير قطاع الطاقة السعودي. وينطلق هذا الالتزام من سعي المملكة لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والوصول إلى الحياد الصفري.
البرنامج الوطني للطاقة المتجددة
يمثل البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، الذي يشمل مشروع وادي الدواسر، مبادرة استراتيجية تحت مظلة رؤية السعودية 2030 ومبادرة الملك سلمان للطاقة المتجددة. يهدف البرنامج إلى زيادة حصة المملكة في إنتاج الطاقة المتجددة إلى أقصى حد ممكن، مما يعكس التزام المملكة بمستقبل مستدام.
دور مشروع وادي الدواسر للطاقة الشمسية الكهروضوئية في الاقتصاد الوطني
تعزيز المحتوى المحلي
يولي مشروع وادي الدواسر للطاقة الشمسية الكهروضوئية اهتمامًا كبيرًا بمتطلبات المحتوى المحلي، حيث يعتمد على محتوى محلي بنسبة لا تقل عن 17%. ويتم ذلك بناءً على الآليات التي وضعتها هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية، مع التركيز على القيمة المضافة للمحتوى المحلي في الاقتصاد الوطني.
مشاريع مماثلة
يتزامن هذا المشروع مع مشاريع أخرى مماثلة، مثل مشروع ليلى بقدرة 80 ميجاوات، ومشروع سعد بسعة 300 ميجاوات، ومشروع الرس بسعة 700 ميجاوات، مما يعكس التوجه الشامل نحو الطاقة المتجددة.
حماية البيئة
تعتمد السعودية في جهودها لحماية البيئة على تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والاجتماعي وزيادة الاعتماد على مشاريع الطاقة المتجددة، لمواجهة التحديات البيئية العالمية، بما في ذلك التغير المناخي وحماية البيئة البحرية والبرية.
وفي النهايه :
مشروع وادي الدواسر للطاقة الشمسية يمثل خطوة هامة نحو تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 في مجال الطاقة المتجددة. هل يمكن لمثل هذه المشاريع أن تحدث تحولاً جذرياً في مستقبل الطاقة بالمملكة، وهل ستتمكن المملكة من تحقيق الحياد الصفري في المستقبل القريب؟










