منطقة البلد التاريخية في جدة، ثاني أكبر مدينة في المملكة العربية السعودية، ومركز تجاري على ساحل البحر الأحمر، كانت منطقة البلد التاريخية في جدة ذات يوم مدينة تجارية قديمة بشوارعها الجميلة، وأسواقها الساحرة، ومبانيها التقليدية الشهيرة المبنية على الطراز التقليدي والزخارف ما زالت قائمة حتى اليوم بنوافذها المشذبة. هذا ما يجعل البلد مكانًا رائعًا للزيارة، لأنه لا تكتمل أي رحلة إلى جدة دون زيارة أحياء جدة التاريخية.
منطقة البلد التاريخية في جدة
بلا شك لديها الكثير من الأماكن التاريخية والثقافية التي تجعلها تبدو وكأنها متحف مفتوح.عندما يدخل الزائر إلى “البلد” في السعودية، يشعر كما لو أنه قد تم نقله عبر الزمن حيث يمكنه رؤية الأزقة والمساجد والبيوت والخانات التي تعود تاريخها إلى قرون عديدة.وبينما يؤكد بعض المؤرخين على وجود تاريخ يعود إلى فترة ما قبل الإسلام في منطقة البلد التاريخية في جدة، إلا أن الاتفاق العام هو أن المدينة شهدت تحولًا كبيرًا مع ظهور الإسلام، خاصة في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان. تم بناء المباني في الأحياء القديمة في منطقة البلد التاريخية في جدة في شوارع ضيقة تربط بين الاتجاهات الرئيسية لاستفادة من رياح البحر، وتم تصميمها بحيث تلقي الظلال على بعضها البعض لتقليل تأثير درجات الحرارة والرطوبة العالية.نظراً إلى أنها الميناء الرئيسي في جزيرة العرب المطلة على البحر الأحمر، تضم منطقة البلد التاريخية في جدة العديد من المعالم التاريخية والحرف التراثية والأزقة القديمة.
- في عام 2014، أضافت اليونسكو الدولة إلى قائمة التراث العالمي، واصفة المنطقة بأنها “تجسيد بارز للتقاليد المعمارية للبحر الأحمر.” البلد هو مركز دائم للنشاط للسكان المحليين والمغتربين الذين يتطلعون إلى استكشاف روعة الزيارات هنا الزقاق القديم، ابحث عن السلع بأسعار معقولة.
- يعود تاريخ موطن البلاد إلى القرنين السادس عشر والتاسع عشر، حيث نمت جدة خلالها من قرية صيد صغيرة إلى مدينة حصينة وميناء مهم على طرق التجارة في المحيط الهندي، فضلاً عن كونها بوابة لمكة والمدينة. المدينة المنورة.
- تعتبر منازل روشان التاريخية في جدة أو البلد أمثلة بارزة على العمارة الإسلامية، فبعد افتتاح قناة السويس عام 1869، استفاد التجار المحليون من زيادة التجارة وبدأوا في بناء منازل مزخرفة لأنفسهم وتأجير غرف على القناة. تسوق في الطابق الأول.
- الواجهة مزينة بشبكات خشبية، والتي لا تساعد فقط في دوران الهواء، ولكنها توفر أيضًا الخصوصية لمن في الداخل، وخاصة النساء مع منحهم الخصوصية الكاملة.
- في جميع أنحاء البلاد، يتم بناء المنازل بجوار بعضها البعض لحمايتها من أشعة الشمس وإبقائها في الظل قدر الإمكان. لا تزال الأزقة الضيقة بين المباني تصطف على جانبي المحلات والأسواق التي تبيع كل شيء من البهارات إلى العطور والأحذية.
- يقع سوق الندى في منطقة وسط المدينة التاريخية، وهو أشهر الأسواق التقليدية في جدة، وقد تأسس منذ أكثر من 150 عامًا، وما يميزه هو أنه يقدم مجموعة متنوعة من الأطباق التقليدية والمكونات والسلع الطازجة.
لنتعرف على المزيد عن منطقة البلد التاريخية في جدة …
ابواب سور جدة
عند وصولك إلى منطقة البلد التاريخية في جدة، ستلاحظ وجود عدة أبواب، حيث كانت حارات جدة محاطة قديمًا بسور يحتوي على ثمانية أبواب. كانت تُغلق هذه الأبواب قبيل الليل لحماية السكان وتأمين الأسواق. وكان لكل اتجاه باب خاص به، وأبرز هذه الأبواب كان “باب جديد”، الذي بُني في بداية الأربعينات من القرن الميلادي في عهد المملكة السعودية ويُعتبر آخر الأبواب في السور. وثمة أيضًا “باب مكة” في الجهة الشرقية المقابلة لسوق البدو، وهو محصن لأسواقهم وحلقات بيعهم. هناك أيضا “باب شريف” في الجنوب، يستخدمه سكان الأحياء للتجول وزيارة الأسواق الخارجية مثل “حراج العصر” الذي أصبح اليوم سوقاً شعبياً كبيراً.
لنتعرف على المزيد عن منطقة البلد التاريخية في جدة …
تاريخ ممتد
ووفقًا لبيانات وزارة السياحة السعودية، تشير الدراسات الأثرية إلى وجود سكان في المنطقة المعروفة الآن بجدة منذ فترة العصور الحجرية، حيث عُثر على بعض الآثار والنقوش الثمودية في المناطق الشرقية للمدينة.
جُمّد تأسيس مدينة جدة إلى حوالي 3 آلاف سنة مضت عندما استقرت فيها مجموعة من الصيادين بعد انتهاء رحلاتهم في صيد الأسماك في البحر الأحمر.
يعود بعض المؤرخين تأسيس المدينة إلى قبيلة بني قضاعة العربية التي استوطنتها بعد تهدم سد مأرب في اليمن عام 115 قبل الميلاد.
ويعود سبب تسمية مدينة جدة إلى جدة بن جرم بن قضاعة، الشخصية الشهيرة في العصر القديم قبل الإسلام، حيث وُلد في هذه المدينة وسُميت باسمه، ومن ثم اشتهرت المدينة بهذا الاسم. وهذا ما ذكره ياقوت بن عبد الله الحموي في كتابه “معجم البلدان”.
بينما يحمون البعض الآخر اسم جدتها، وهو والد الأب أو الأم، في إشارة إلى والدة البشر حواء التي يُقال إنها دُفِنَت في المدينة التي هبطت إليها من الجنة بينما هبط آدم في الهند والتقيا عند جبل عرفة.
يُعتبر تسمية “جدة” هي الاسم الأكثر انتشارًا بين سكان المدينة حاليًا.
هيا بنا لنتعرف اكثر على منطقة البلد التاريخية في جدة في جدة تابع معنا ..
جولة فى اجمل البيوت الاثرية
بيت نصيف
استعد لرحلة في منازل التاريخ المذهلة في منطقة البلد التاريخية في جدة، وابدأ من بيت نصيف حيث يمكنك الوقوف على أرضية أول نموذج لبيت عربي بني على الطراز الشرقي في جدة. كان هذا المبنى مستقرًا لضيافة الملوك والعلماء على مر السنين، ويضم 40 غرفة فسيحة وأسقفًا رفيعة. تحولت دوره إلى معارض فنية ومقاهٍ مريحة، حيث يمكنك التمتع بليالٍ مليئة بالحكايات والفرح بصحبة عائلتك أو أصدقائك.
بيت المتبولي
تجاوزنا المشي إلى بيت المتبولي، الذي يشبه متحفًا تراثيًا يحتفظ بكل مقومات الجمال المعماري منذ بنائه. يُعتبر كل ما يحتويه لوحة فنية، حيث يعود تاريخ بناء هذه التحفة إلى نحو 420 عامًا، وتم بناء جدرانه بتفاصيل دقيقة تخفض درجات الحرارة وتحافظ على مناخ معتدل. تم جمع المواد المحلية مع الفن المعماري الشرقي وتم استيراد الخشب من شرق آسيا والأحجار من البحر الأحمر لتأثيث الداخلية بتأثير ثقافات مختلفة.
بيت نور ولي
بعد ذلك، يمكنك زيارة بيت نور ولي، والذي يميزه نوافذه الخضراء البارزة إلى الخارج، وهو يعتبر جزءًا من العمارة الحجازية التقليدية والمميزة، والمعروفة بـ”الرواشين”. ستلاحظ العديد من النقوش الدقيقة على جدرانه، بالإضافة إلى التصميم العالي لقنوات التصريف التي كانت تستخدم في مجاري المياه القديمة وتوجيهها إلى خزان تجميع تحت الأرض.
بنى هذا المنزل شيخ مهووس بالعمارة في جدة يُدعى “محمود الصبان”، وتم بيعه في وقت لاحق عام 1946 إلى عبد القادر نور ولي، وبهذه الطريقة حصل المنزل على شهرته، وظل قائمًا لفترة طويلة وأصبح مثالًا للجمال المعماري في جدة التاريخية.
بيت الشربتلي
استعرض كاميرتك، لقد وصلت إلى منزل الشربتلي، وهو واحد من أقدم وأشهر المنازل في منطقة البلد التاريخية في جدة. تم بناؤه عام 1916 ميلادي بواسطة الشريف عبد الله العبدلي، وظل يقف بثبات بفضل أعمدته البيضاء اللامعة، ونوافذه وشرفاته الخشبية المميزة التي تطل على أبرز معالم المنطقة. تم اختيار كل قطعة من البلاط فيه بعناية لتصبح بمرور الوقت قطعة أثرية، وعليها كُتب “صنع الحجاز – جدة”.
جميع تلك التفاصيل المعمارية الرائعة لن تبعدك كثيرا عن تاريخه الفريد، إذ كان في السابق مقرًا للسفارة المصرية في المملكة العربية السعودية، حيث شهدت أروقته الأربعة لقاءات ومناسبات هامة، أصبح الآن مركزًا ثقافيًا ووجهة محبوبة لافتتاح معارض فنية أو إقامة فعاليات ثقافية.
يمكنك استكشاف صالاته وغرفه القديمة، ويجب عليك زيارته في وقت الغروب لتستمتع بالإطلالة الرائعة على البيوت الأثرية المحيطة به من شرفة خشبية مذهلة.
بيت قابل
تم بناء منزل قابل في قلب منطقة البلد التاريخية في جدة البارزة والمحاطة بالأحداث التاريخية، حيث ارتفعت أسقفه القديمة عالية للسماح بتداول الهواء وتنقية الجو في المنزل. بسبب تميز تصميمه، تم إنشاء قطع فنية تشبه نوافذه بمهارة عالية. نجح التاجر سليمان قابل في تحويل شارع قابل إلى واحد من أهم شوارع مدينة جدة في عصره، حيث كان أول شارع يحصل على الكهرباء. تظل هذه المنطقة، على مر العقود التاريخية وحتى اليوم، واحدة من أبرز الوجهات في جدة بسبب تاريخها وتراثها، وتفتح بيته ومنطقته أبوابها لزوار يبحثون عن القصص والحكايات.
بيت زينل
يقف بيت زينل في مدخل جدة التاريخي في حارة الشام، في كامل بهائه ويحتفظ بنقوشه المحفورة على نوافذه، ويتميز ببابه المنقوش بالحجارة ونقوشه الفنية التي تعكس زمنه. تم تحويله إلى معرض يعرض الحقبة الزمنية التي تمر به، ويعرف أيضا بـ “بيت هولندا” بسبب استخدامه كمبنى للسفارة الهولندية واستقبال الحجاج القادمين من آسيا وتنظيم رحلاتهم إلى مكة المكرمة.
بيت البترجي
ستميز بيت البترجي الأثري الجميل ذو الطوابق الثلاثة عند دخولك إلى منطقة البلد بألوانه الجذابة وتصميمه الشامخ. كان هذا المكان أول مقر للسفارة الأمريكية في جدة، واليوم يعيد تجسيد تاريخه من خلال أثاثه وأدواته وأجهزته النادرة، مثل أول هاتف سعودي يحمل شعار “سيفين ونخلة”. تزين جدران البيت من الداخل صور تعكس مكانته التاريخية. كل هذه التفاصيل الفريدة والتاريخ الغني جعلوا بيت البترجي وجواره وجهة مميزة للسياح.
بيت باعشن
يُعتبر بيت باعشن مكانًا تاريخيًا وثقافيًا هامًا، حيث كان في الماضي نقطة التقاء للأعيان في جدة وأصبح اليوم وجهة سياحية شهيرة. تم بناء هذا البيت الرائع من قبل الشيخ محمد صالح علي باعشن في عام 1273هـ، ويتميز بتصميمه الإسلامي الفريد وروعة تفاصيله. يحتوي البيت اليوم على مجموعة من الحرف اليدوية الرائعة، بالإضافة إلى صور نادرة ومخطوطات قيمة.
بيت الرشايدة
في قلب بيت الرشايدة توجد لوحة نحتت عليها آية قرآنية في عام 1301هـ، وقد كان يُعتبر في السابق كمركز لكافة الأنشطة الأكاديمية، وحتى اليوم يحتفظ بتراثه بفضل الفنانين السعوديين الذين يعملون فيه. يتم فيه عرض أعمال فنية تعبر عن تراث جدة، بالإضافة إلى تنظيم دورات فنية متنوعة. زوار محبي الفن والثقافة مدعوون لخلق ذكريات جميلة هنا.
بيت سلوم
تحول هذا المنزل إلى متحف يسمى “بيت جدة وأيامنا الحلوة”، ويحتفظ بجميع مقتنياته كما لو أنه يحتفظ بلحظات في الماضي في المنطقة القديمة. على الرغم من أنه يشارك بيتاً آخر في نفس المنطقة والعصر التاريخي، إلا أنه يتميز بمقتنيات اجتماعية وتحف ذات علاقة أكثر. يمكنك أن تُري أطفالك في رحلتك العائلية جهاز الموسيقى القديم “الجراموفون”، والأطعمة المعلبة، والنقود القديمة، وأول نسخ من المشروبات الغازية المشهورة.
المعالم التاريخية في جدة
شارع قابيل
شارع قابيل هو واحد من أفضل مناطق الجذب في البلاد، ويشتهر بهندسته المعمارية التقليدية وأكشاكه وطعامه الأصيل. تشتهر المنطقة أيضًا بمبانيها الحجازية، والتي كانت المركز التجاري الأول في المدينة منذ عام 1940. لا يزال الشارع يجذب الكثير من الناس لزيارة العديد من مكاتب الصرافة قبل التسوق. سمي هذا الشارع الرئيسي باسم عائلة قابيل. في أوائل العشرينيات من القرن الماضي، اشترى سليمان قابيل الشارع من الشريف علي بن الحسين، وبنى متجراً على السطح في منزله الصغير وقدم الإضاءة، وقد جذبت هذه التحسينات في البنية التحتية في البداية العديد من البائعين الذين يتطلعون إلى استئجار متاجر أصغر ورجال أعمال.
لنتعرف على المزيد عن منطقة البلد التاريخية في جدة :
رباط الخنجي
تعد رباط الخنجي واحدة من أبرز أمثلة العمارة الإسلامية في منطقة البلد، حيث كانت تستخدم كمساحة اجتماعية للنساء المسنات والأرامل والمارة. يعتبر هذا الببت الذي بُني في عام 1813 م من قبل محمد الخنجي معلمًا تاريخيًا يفوح بالقصص في حارة الشام داخل جدة.
لنتعرف على المزيد عن منطقة البلد التاريخية في جدة :
مسجد الشافعي
تم بناء مسجد الشافعي العتيق الذي تم تسجيله كتراث عالمي في منظمة اليونسكو خلال عهد خلافة عمر بن الخطاب. يبلغ عمر أعمدته وأحجاره نحو 1400 عام، ومئذنته نحو 850 عامًا. في السابق، لم تكن المساجد تصنع بمآذن، لذلك كانت مئذنة هذا المسجد إضافة لاحقة. تُعرف هذه المكان بأنه المكان الذي درس فيه المذهب الشافعي وحمل اسمه. وبالقرب منه يقف “وقف الشافعي”، وهو مبنى قديم يتميز بنوافذه الخارجية المسماة “رواشين”. يُعتبر هذا المكان محطة توقف رائعة للاستمتاع بعمارة الحجاز وتأثير الزمن عليها.
مسجد عكاش
مسجد عكاش هو أحد المباني الشهيرة في شارع الكبير، وقد تم بناؤه منذ أكثر من 230 عامًا، وسمي المسجد باسم عكاش أباظة، الذي قام بتجديده وشيد خمسة أبواب مشهورة من خشب الجوز.
سوق العلوي
على بعد خطوات قليلة من شارع قابيل، يمكنك أن تجد مسجد المعمار في سوق العلوي الذي بني عام 1824 وتم بناؤه بشكل جميل، في هذه المنطقة يمكنك شراء بعض من أفضل البهارات في المدينة واستكشاف مجموعة متنوعة من المحلات التجارية الصغيرة، بعضها يمكن إرجاعها إلى بناء المدينة القديمة نفسها.
منزل نصيف والمتبولي
في منطقة العلوي، خذ بعض الوقت للاستمتاع بالعمارة الحجازية الفريدة المستخدمة في بناء المنازل والمساجد المحلية. قأثناء زيارتي لمنزل نصيف الذي بُني في عام 1881، أدركت أنه لا يزال أحد أروع المباني في المنطقة التاريخية. وله أهمية تاريخية حيث كان مقر إقامة الملك عبد العزيز عندما زار جدة قبل الانتهاء من تشييد قصر هوزان. يمكنك أيضًا استكشاف الهندسة المعمارية لمنزل المتبولي بالقرب من بيت نصيف، والذي يعود تاريخه إلى 400 عام.
باب مكة
لأكثر من 500 عام، كانت مكة المكرمة بوابة مدينة جدة القديمة. تم بناؤه في العصر المملوكي لحماية المدينة من الغزاة البرتغاليين. يمر جميع الحجاج إلى مكة عبر هذه البوابة قبل بدء رحلتهم.
المراجع
المصدر: https://en.wikipedia.org/wiki/Al-Balad,_Jeddah
المصدر: https://www.tripadvisor.com/ShowUserReviews-g295419-d319501-r589061136-Al_Balad-Jeddah_Makkah_Province.html
المصدر: https://www.thenationalnews.com/lifestyle/travel/explore-al-balad-9-things-to-do-in-jeddah-s-oldest-neighbourhood-1.917849
المصدر: https://whc.unesco.org/en/list/1361/
المصدر: https://thewanderingquinn.com/al-balad-jeddah/