منصة المخطوطات: نافذة رقمية لكنوز التراث العربي
في خطوة تعكس الاهتمام المتزايد بالتراث العربي، أطلقت هيئة المكتبات في المملكة العربية السعودية منصة المخطوطات، وهي منصة إلكترونية موحدة تهدف إلى جمع وإتاحة المخطوطات القيمة بنسخ رقمية. تم الإعلان عن هذه المبادرة الهامة في يوم المخطوط العربي، الموافق 25 رمضان 1445هـ (4 أبريل 2025م)، لتكون بمثابة كنز رقمي يضم مخطوطات أثرية تزخر بالعلوم والمعرفة.
محتويات منصة المخطوطات
تأتي منصة المخطوطات ثمرة للتعاون المثمر بين وزارة الثقافة السعودية، ممثلة في هيئة المكتبات، ومؤسسات القطاع الثالث، بالإضافة إلى مختلف المكتبات. في مرحلة الإطلاق، تحتوي المنصة على ما يقرب من 5000 مخطوط بنص كامل، مع خطط مستقبلية لإتاحة جميع المخطوطات الموجودة في المملكة. يُذكر أن السعودية تحتضن أكثر من 160 ألف مخطوط، أي ما يعادل نحو 27% من حجم المخطوطات في العالم العربي. وتعتبر المنصة مشروعًا وطنيًا يحظى بأولوية قصوى لدى هيئة المكتبات، وقد حاز بالفعل على جائزة أفضل مشروع متميز من الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات في نوفمبر 2023م.
التعاون مع مكتبة الملك فهد الوطنية
في إطار التعاون بين هيئة المكتبات والجهات المعنية، تم توقيع مذكرة استضافة مع مكتبة الملك فهد الوطنية في 6 جمادى الأولى 1442 هـ (21 ديسمبر 2020م). بموجب هذه المذكرة، تقوم المكتبة بإتاحة مجموعة من المخطوطات المرقمنة على المنصة، بهدف تعزيز التعاون مع المكتبات والأفراد الذين يمتلكون مخطوطات أصلية، وإنشاء نسخ رقمية لها وإتاحتها للمستفيدين عبر منصة إلكترونية موحدة. يهدف هذا الجهد إلى إنشاء قاعدة معلومات شاملة بالمخطوطات الأم في المملكة وحفظها، لخدمة الباحثين ودعم المناخ البحثي من خلال توفير الوصول إلى المعلومات القيمة التي تحتويها المخطوطات.
إنشاء منصة المخطوطات
تم إنشاء منصة المخطوطات على الموقع الإلكتروني بوابة الثقافة، الذي يمثل واجهة رقمية للثقافة السعودية. تهدف البوابة إلى الحفاظ على ثروة المملكة الثقافية وتعزيزها من خلال منصة رقمية موحدة. وتُعنى منصة المخطوطات بإتاحة المخطوطات التي تمثل قيمة تاريخية وتحمل بين طياتها أصالة عريقة وهوية حضارية فريدة.
اهتمام السعودية بالمخطوطات
تولي المملكة اهتمامًا بالغًا بقطاع المخطوطات، ويظهر ذلك في جهود جمعها وتحقيقها وترميمها وإصدار الفهارس وحفظها. صدر مرسوم ملكي في 24 جمادى الأولى 1422هـ (14 أغسطس 2001م) يوافق على نظام حماية التراث المخطوط في المملكة، وتتولى مكتبة الملك فهد الوطنية مهمة تنفيذه. كما حرصت المملكة على إنشاء أقسام مستقلة للمخطوطات في معظم المكتبات، وإنشاء معامل للترميم والصيانة باستخدام التقنيات الحديثة، وتوفير معامل متنقلة لصيانة المخطوطات في أنحاء المملكة. بالإضافة إلى ذلك، تشجع المملكة تحقيق ونشر المخطوطات من خلال دعم برامج الدراسات العليا في الجامعات، وإتاحة فهارس المخطوطات آليًا لجميع الباحثين من داخل المملكة وخارجها.
وفي النهايه : تجسد منصة المخطوطات قفزة نوعية في حفظ وإتاحة التراث العربي الأصيل، وتعكس التزام المملكة العربية السعودية بدعم الثقافة والمعرفة. فهل ستسهم هذه المنصة في إحياء الاهتمام بالمخطوطات العربية وزيادة الوعي بقيمتها التاريخية والحضارية؟
