الأمير محمد بن عبدالرحمن: مسيرة في تأسيس المملكة العربية السعودية
الأمير محمد بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود (1294هـ/1877م – 1362هـ/1943م)، شخصية بارزة في تاريخ المملكة العربية السعودية، فهو أحد أبناء الإمام عبدالرحمن بن فيصل، الذي يُعد آخر أئمة الدولة السعودية الثانية، كما أنه الشقيق الأصغر للملك المؤسس، عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. شارك الأمير محمد بفاعلية في العديد من الحملات والمعارك التي قادها الملك عبدالعزيز لتوحيد أراضي المملكة، وفي بعض الأحيان، كلفه الملك عبدالعزيز نفسه بقيادة هذه الحملات الحاسمة.
حياة الأمير محمد بن عبدالرحمن آل سعود
وُلد الأمير محمد بن عبدالرحمن في قلب مدينة الرياض، حيث تلقى تعليمه الأولي، فدرس مبادئ القراءة والكتابة، وتمكن من حفظ أجزاء من القرآن الكريم. وفي عام 1308هـ/1890م، رافق الأمير محمد أسرته في رحيلهم من الرياض إلى الكويت، وذلك عندما غادر الإمام عبدالرحمن المدينة.
عُرف الأمير محمد بشجاعته الفائقة، وطيبة قلبه التي لا تخفى على أحد، وأخلاقه الحسنة التي جعلت منه شخصية محبوبة. كان حريصًا على أداء الفرائض الدينية، كما عُرف عنه شغفه بهواية الصيد، والزراعة، وتربية الخيول والإبل، مما يعكس ارتباطه الوثيق بتراثه العربي الأصيل.
مشاركات الأمير محمد بن عبدالرحمن آل سعود
كان الأمير محمد بن عبدالرحمن رفيقًا دائمًا لأخيه، الملك عبدالعزيز، وشاركه في المحاولة الأولى لاستعادة الرياض عام 1318هـ/1901م، خلال معركة الصريف. كما شارك معه في الخروج من الكويت لاستعادة الرياض في الفترة ما بين عامي 1319هـ/1901-1902م. وفي هذه الفترة، عهد إليه الملك عبدالعزيز بقيادة المجموعة المساندة التي تمركزت خارج أسوار الرياض، والتي كانت تتألف من 33 رجلًا.
أبقى الملك عبدالعزيز هذه المجموعة ليلة الخامس من شوال عام 1319هـ/1902م، في بستان يقع بالقرب من بوابة الظهيرة. وبعد نجاح دخول الرياض، استدعى الملك عبدالعزيز الأمير محمد ورفاقه للمشاركة في اقتحام حصن المصمك، بعد أن علم أن ابن عجلان، وهو عامل تابع لابن رشيد، كان يقيم فيه.
مناصب تولاها الأمير محمد بن عبدالرحمن آل سعود
لعب الأمير محمد بن عبدالرحمن دورًا هامًا في مسيرة بناء الدولة السعودية الحديثة. فبعد دخول مكة المكرمة، عينه الملك عبدالعزيز أميرًا عليها، وظل في هذا المنصب حتى عام 1344هـ/1926م، عندما عُين الأمير فيصل بن عبدالعزيز نائبًا عن الملك في الحجاز. بعد ذلك، استدعاه الملك عبدالعزيز إلى الرياض ليكون بجانبه كمستشار في شؤون الدولة.
وفاة الأمير محمد بن عبدالرحمن آل سعود
توفي الأمير محمد بن عبدالرحمن في الرياض عام 1362هـ/1943م، تاركًا وراءه إرثًا عظيمًا من الإسهامات في تأسيس المملكة العربية السعودية.
وفي النهايه :
الأمير محمد بن عبدالرحمن آل سعود، شخصية محورية في تاريخ المملكة العربية السعودية، لم يكن مجرد شقيق للملك المؤسس، بل كان شريكًا فاعلاً في مسيرة التوحيد والبناء. من خلال مشاركته في معارك حاسمة وتقلده مناصب قيادية، أسهم الأمير محمد بشكل كبير في وضع الأسس الراسخة للدولة الحديثة. هل يمكن اعتبار دوره نموذجًا يحتذى به في التفاني والإخلاص للوطن؟










