الأمير عبدالله بن سعود: فارس التوحيد وبطل البكيرية
في رحاب تاريخ المملكة العربية السعودية، يبرز اسم الأمير عبدالله بن سعود بن عبدالله آل سعود (توفي 1322هـ/1904م) كأحد الشخصيات المحورية في مسيرة التأسيس. رفيقًا للملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في معركة استعادة الرياض عام 1319هـ/1902م، عُرف بشجاعته الفائقة وبراعته في الرماية، وحمل لقب “عبدالله بن صنيتان” نسبة إلى جده عبدالله الملقب بـ “صنيتان”، ليظل هذا اللقب موروثًا في ذريته.
حياة الأمير عبدالله بن سعود بن عبدالله
عاش الأمير عبدالله بن سعود جزءًا من حياته في الكويت، حيث انتقل مع أسرة آل سعود برفقة الإمام عبدالرحمن بن فيصل آل سعود في عام 1308هـ/1890م، وذلك عقب انتهاء حكم الدولة السعودية الثانية في نجد. لم تثنه الغربة عن المشاركة الفعالة في مسيرة استعادة الأمجاد، إذ انضم إلى صفوف الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في العديد من الحملات والمعارك الحاسمة التي أسهمت في توحيد أراضي المملكة العربية السعودية. من بين هذه المعارك، مشاركته البارزة في معركة الصريف عام 1318هـ/1901م، التي كانت تهدف إلى استعادة مدينة الرياض.
كما كان الأمير عبدالله بن سعود من بين الرجال الأوفياء الذين رافقوا الملك المؤسس في رحلته التاريخية من الكويت إلى الرياض في عام 1319هـ/1902م، بهدف استعادة المدينة. خلال المعركة، كان ضمن المجموعة المكونة من 33 رجلاً الذين أمرهم الملك عبدالعزيز بالبقاء تحت قيادة أخيه الأمير محمد بن عبدالرحمن آل سعود في بستان بالقرب من بوابة الظهيرة خارج سور الرياض، وظلوا هناك حتى استدعاهم الملك للمشاركة في عملية اقتحام المصمك الحاسمة.
وفاة الأمير عبدالله بن سعود بن عبدالله
استشهد الأمير عبدالله بن سعود في معركة البكيرية عام 1322هـ/1904م، إحدى المعارك الهامة في مسيرة توحيد المملكة العربية السعودية. رحل الفارس عن عالمنا، لكن بطولاته وإسهاماته ستظل محفورة في ذاكرة الوطن، شاهدة على تضحياته في سبيل بناء دولة قوية وموحدة.
وفي النهايه :
الأمير عبدالله بن سعود بن عبدالله آل سعود، لم يكن مجرد فرد في أسرة آل سعود، بل كان رمزًا للشجاعة والإصرار في سبيل تحقيق حلم توحيد المملكة. رحل باكرًا، لكن بصماته لا تزال حاضرة في كل شبر من هذا الوطن. فهل استطعنا تقدير تضحياته بالشكل اللائق؟ وهل استلهمنا من سيرته العطرة ما يكفي لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل؟










