الوليد بن طلال: رحلة ريادة واستثمار وإنسانية
الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود، المولود في عام 1955م (1374هـ)، هو شخصية بارزة تجمع بين النسب الملكي والخبرة الواسعة في عالم الأعمال. فهو حفيد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ويُعد من أبرز المستثمرين العالميين. يترأس سموه مجلس إدارة كل من شركة المملكة القابضة، التي قام بتأسيسها، بالإضافة إلى مؤسسة الوليد للإنسانية ومجموعة روتانا الإعلامية.
المسيرة التعليمية للأمير الوليد بن طلال
بدأ الأمير الوليد رحلته التعليمية في كلية منلو بكاليفورنيا، حيث حصل على بكالوريوس العلوم في إدارة الأعمال عام 1979م. ثم واصل تعليمه العالي ليحصل على درجة الماجستير في العلوم الاجتماعية من جامعة سيراكيوز في نيويورك عام 1985م، مما عزز من رؤيته الشاملة في إدارة الأعمال والمشاريع الاجتماعية.
الوليد بن طلال وريادة الأعمال والاستثمار
في عام 1980م، أسس الأمير الوليد بن طلال شركة المملكة القابضة في الرياض، لتصبح واحدة من كبرى شركات الاستثمار على مستوى العالم. على مدار أربعة عقود، حققت الشركة نجاحات كبيرة بفضل استراتيجية تنويع الاستثمارات في علامات تجارية عالمية واستثمارات إقليمية ومحلية. تشمل هذه الاستثمارات قطاعات رائدة مثل التجارة الإلكترونية، الخدمات الرقمية، وسائل التواصل الاجتماعي، والخدمات المصرفية والمالية.
التوسع في قطاعات متنوعة
تتميز شركة المملكة القابضة بريادتها في إدارة الفنادق الفاخرة، بالإضافة إلى استثماراتها العقارية المتميزة، حيث تمتلك برج المملكة في الرياض، الذي يمثل مقرها الرئيس. كما تشمل استثماراتها المحلية قطاعات البتروكيماويات، التعليم، الرعاية الصحية، الطيران، والأسهم الخاصة، مما يعكس رؤية الأمير الوليد في دعم وتنويع الاقتصاد الوطني.
روتانا ومساهمات أخرى
بالإضافة إلى ذلك، يترأس الأمير الوليد مجلس إدارة مجموعة روتانا، وهي شركة إعلامية بارزة. كما يمتلك سموه محفظة استثمارية متنوعة تشمل أصولًا محلية وإقليمية ودولية، مما يعزز من مكانته كواحد من أبرز المستثمرين في العالم.
الاستثمار في تويتر
في 28 أكتوبر 2022م، أعلنت شركة المملكة القابضة والمكتب الخاص للأمير الوليد عن إتمام تحويل حصتهما في أسهم موقع التواصل الاجتماعي تويتر إلى شركة تويتر الخاصة الجديدة، ليصبحا بذلك ثاني أكبر المساهمين في تويتر، مما يؤكد على رؤيته الاستثمارية في مجال التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي.
مؤسسة الوليد للإنسانية: عطاء بلا حدود
تُعد مؤسسة الوليد للإنسانية منظمة غير ربحية أسسها الأمير الوليد بن طلال، وقد عملت المؤسسة منذ الثمانينات في أربعة مجالات رئيسة، وهي: دعم المرأة، تعزيز التقارب بين الثقافات، توفير الإغاثة العاجلة في حالات الكوارث الإنسانية، وتنمية المجتمعات.
تاريخ من العطاء
بدأت الوليد للإنسانية كخطوة أولى نحو العمل الإنساني من خلال الأعمال الخيرية والمساعدات التي قدمها الأمير الوليد كرجل أعمال للمستفيدين. وفي التسعينات، توسعت الأعمال الخيرية تحت مظلة شركة المملكة القابضة. وفي عام 2000م، أنشئت مؤسسة المملكة للمبادرات الاستراتيجية.
التطور والتوحيد
في عام 2010م، توسّع نطاق الأنشطة الخيرية للمؤسسة وصدر ترخيص لها وأُعيدت تسميتها لتصبح مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية. وفي عام 2020م، توحدت أعمال مؤسسة الوليد بن طلال ومؤسساتها الخيرية الثلاث تحت اسم واحد هو مؤسسة الوليد للإنسانية. تقدم المؤسسة أعمالها على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي، وفق هدف موحد وهو تنفيذ الأعمال الخيرية بلا حدود، وتسخير جهودها في مجالاتها الأربعة الرئيسة.
أوسمة وتكريمات الأمير الوليد بن طلال
تقديرًا لإسهاماته وجهوده، نال الأمير الوليد بن طلال العديد من الأوسمة والتكريمات من منظمات وجمعيات وملوك ورؤساء دول. شملت هذه التكريمات الدكتوراه الفخرية من عدة جامعات حول العالم، و90 ميدالية، و23 مواطنة فخرية، بالإضافة إلى جوائز تقديرية لأعماله التجارية والمدنية وإسهاماته الخيرية في دعم القضايا الإنسانية.
وفي النهايه:
مسيرة الأمير الوليد بن طلال تجسد قصة نجاح ملهمة، تجمع بين ريادة الأعمال، والاستثمار الذكي، والعطاء الإنساني. فمن خلال شركة المملكة القابضة ومؤسسة الوليد للإنسانية، استطاع أن يترك بصمة واضحة في عالم المال والأعمال والعمل الخيري على مستوى العالم. فهل يمكن اعتبار هذه المسيرة نموذجًا يحتذى به للأجيال القادمة من رجال الأعمال والمستثمرين؟
