رؤية السعودية 2030: تحولات اقتصادية وتنموية غير مسبوقة
تشهد المملكة العربية السعودية طفرة تنموية متسارعة في إطار رؤية المملكة 2030 الطموحة. كشف تقرير حديث صادر عن شركة «نايت فرانك» بعنوان «مشاريع جيجا» لعام 2025، عن قفزة نوعية في قيمة عقود المشاريع العملاقة، مسجلةً ارتفاعًا بنسبة 20% لتصل إلى 196 مليار دولار (735 مليار ريال سعودي). هذا النمو يعكس التحول الفعلي للمبادرات الضخمة، المقدرة بتريليونات الدولارات، من مجرد خطط على الورق إلى مشاريع ملموسة على أرض الواقع.
تتوزع هذه المشاريع على قطاعات حيوية متعددة تشمل المدن العصرية الجديدة، وتطوير البنية التحتية المتطورة، والسياحة الفاخرة، وإنشاء الملاعب الرياضية وفق أعلى المعايير العالمية. هذه الاستثمارات الطموحة تضع السعودية في صدارة الدول الساعية إلى تحقيق تحول اقتصادي شامل وغير مسبوق.
رؤية 2030 محرك للتحول الاقتصادي
تهدف رؤية السعودية 2030، التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، في عام 2016، إلى تحقيق تنويع اقتصادي مستدام وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل. تتضمن الرؤية خططًا استثمارية ضخمة تتجاوز قيمتها 1.3 تريليون دولار أمريكي، تستهدف قطاعات متنوعة مثل العقارات، والبنية التحتية، والنقل، والسياحة، والترفيه. ويؤكد تقرير «نايت فرانك» على النطاق الواسع والطموح لهذه المشاريع، التي من المتوقع أن تحدث تغييرات جذرية في المشهد الحضري وتساهم في تحسين جودة الحياة في جميع أنحاء المملكة.
مشاريع الرياض البارزة
تتبوأ مدينة الرياض مكانة مركزية في رؤية السعودية 2030، حيث تعمل المشاريع الرائدة مثل بوابة الدرعية، وحديقة الملك سلمان، والمسار الرياضي الممتد على طول 220 كيلومترًا، على إعادة صياغة الهوية الحضرية والثقافية للمدينة.
بوابة الدرعية
بوابة الدرعية، بتكلفة تبلغ 63 مليار دولار، تحول منطقة الطريف التاريخية، المسجلة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، إلى وجهة سياحية فاخرة عالمية المستوى، مع إبراز الإرث الثقافي الغني للمملكة وتعزيز السياحة. حتى الآن، بلغت قيمة المشاريع المنجزة في الدرعية 14.5 مليار دولار، مع خطط لمشاريع إضافية بقيمة 45.6 مليار دولار. وفي عام 2024، بلغت قيمة العقود المبرمة 5.9 مليار دولار، وأُبرمت عقود إضافية بقيمة 3.7 مليار دولار في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2025.
17 مشروعًا عملاقًا على الساحل الغربي
تبرز المنطقة الغربية كمركز حيوي في رؤية 2030، حيث تشمل مشاريع عملاقة مثل نيوم، ومشروع البحر الأحمر، وساحل القدية، التي تقود مسيرة التنمية الحضرية المبتكرة، والحفاظ على البيئة، والسياحة الفاخرة.
ترصد «نايت فرانك» 17 مشروعًا ضخمًا على طول الساحل الغربي للمملكة، باستثمارات معلنة تبلغ قيمتها الإجمالية 431.3 مليار دولار (1.617 تريليون ريال). من هذا المبلغ، تم منح عقود بقيمة 57 مليار دولار، ويتبقى 187.2 مليار دولار قيد التنفيذ.
تهدف هذه المشاريع الضخمة إلى إضافة أكثر من 382500 وحدة سكنية جديدة، وأكثر من 3 ملايين متر مربع من المساحات المكتبية، وأكثر من 4.3 مليون متر مربع من مساحات التجزئة، وأكثر من 330000 غرفة فندقية بحلول عام 2030، مما يُحدث نقلة نوعية في المنطقة.
مشروع نيوم
بلغت قيمة عقود مشروع نيوم وحده 24 مليار دولار حتى الآن. وتشمل العقود المهمة مشروع ماجنا الفرعي بقيمة 70 مليون دولار، ومشروع تروجينا بـ3.31 مليار دولار، الذي سيضم أكبر بحيرة اصطناعية في العالم بطول 2.8 كيلومتر، ومشروع ذا لاين بقيمة 8.9 مليار دولار، ومشروع أوكساجون بقيمة 9.3 مليار دولار، التي ستُسهم كل منها في دفع عجلة الابتكار المعماري والاستدامة.
رؤية وطنية تتجاوز المراكز الرئيسية
تؤكد «نايت فرانك» على أهمية المشاريع العملاقة في المناطق الأخرى لتعزيز التنوع الاقتصادي وتحسين مستويات المعيشة في جميع أنحاء المملكة، مشيرةً إلى أن الرياض والممر الغربي ليسا وحدهما محور الاهتمام. وتمثل هذه المشاريع استثمارات بقيمة 132.3 مليار دولار، وتشمل مجموعة من مبادرات تطوير الإسكان والبنية التحتية والسياحة خارج المراكز الحضرية الرئيسية.
تُعدّ مشاريع تأهيل منطقة عسير وجبال السودة أمثلةً على تعزيز السياحة الداخلية والتكامل الإقليمي.
الشركة الوطنية للإسكان وشركة روشن
تُركّز مبادرات الشركة الوطنية للإسكان على الارتقاء بمستويات المعيشة من خلال مشاريع الإسكان العام واسعة النطاق. بالإضافة إلى ذلك، تعمل شركة روشن، بدعم من صندوق الاستثمارات العامة، على إنشاء مجتمعات سكنية متكاملة، تُوسّع نطاق تملك المنازل، وتُقدّم أنماط حياة حضرية جديدة في جميع أنحاء المملكة.
الرياضة والترفيه
يُسلّط تقرير «نايت فرانك» الضوء أيضًا على الرياضة والترفيه كركائز ناشئة في رؤية المملكة العربية السعودية 2030، إذ تستثمر المملكة نحو 17.5 مليار دولار في بناء وتجديد أكثر من 12 ملعبًا بحلول عام 2032، ما يُهيئها لاستضافة فعاليات دولية كبرى، مثل كأس آسيا 2027 وكأس العالم لكرة القدم 2034. وقد صُممت هذه الملاعب أيضًا كمرافق متعددة الأغراض ومدمجة ضمن مراكز الترفيه والثقافة الحضرية، مما يُعزز جودة الحياة ويزيد من التفاعل العالمي.
قيمة العقود في 17 مشروعا عملاقا
-
- 617 تريليون ريال استثمارات معلنة
-
213.75 مليار ريال تم منحها كعقود
-
702 مليار ريال قيد التنفيذ
-
90 مليار ريال عقود مشروع نيوم
-
12.4 مليار ريال عقود مشروع تروجينا
-
33.3 مليار ريال لمشروع ذا لاين
-
34.8 مليار ريال لمشروع أوكساجون
وفي النهايه :
تستمر رؤية السعودية 2030 في إحداث تحولات جذرية في مختلف القطاعات، مدفوعة باستثمارات ضخمة ومشاريع طموحة. وبينما تتسارع وتيرة التنفيذ، يبقى السؤال: كيف ستنعكس هذه التحولات على حياة المواطنين والاقتصاد الوطني على المدى الطويل؟ وهل ستتمكن المملكة من تحقيق أهدافها الطموحة في ظل التحديات الاقتصادية والجيوسياسية المتغيرة؟
