صون التراث الثقافي غير المادي في السعودية: مشروع موروثنا
يهدف مشروع موروثنا إلى حصر عناصر التراث الثقافي غير المادي في مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية. يمثل هذا المشروع خطوة هامة نحو تحقيق أهداف اتفاقية صون التراث غير المادي، التي أقرتها منظمة اليونسكو ووقعت عليها المملكة في عام 2003. وتضطلع الجمعية السعودية للمحافظة على التراث بدور الذراع المنفذة لهذا المشروع الوطني.
طبيعة عمل مشروع موروثنا
يرتكز مشروع موروثنا على جمع وتوثيق شامل لعناصر التراث الثقافي غير المادي في المملكة. يشمل ذلك الممارسات المتوارثة عبر الأجيال، مثل فنون الأداء، والمهارات والمعارف المتعلقة بالطبيعة والكون، والحرف التقليدية، والاحتفالات، والممارسات الاجتماعية، بالإضافة إلى التقاليد وأشكال التعبير الشفهي، بما في ذلك اللغة باعتبارها أداة أساسية للتعبير عن هذا التراث.
الفئات المستهدفة في مشروع موروثنا
يستهدف مشروع حصر التراث الثقافي غير المادي الوطني المجتمع المحلي بشكل أساسي، بالإضافة إلى الجهات المعنية بالتراث، مثل الوزارات والمؤسسات الحكومية ذات الصلة، والجماعات المحلية، والجمعيات، والمنظمات غير الحكومية، والجامعات، ومراكز البحوث، والخبراء المتخصصين.
تعمل الجمعية السعودية للمحافظة على التراث، بصفتها الجهة المعنية بالمشروع، مع العديد من الشركاء، بما في ذلك وزارة الثقافة، والهيئة الملكية لمحافظة العلا، ووزارة التعليم، واللجنة الوطنية لليونسكو، وإمارات المناطق، ووزارة الحرس الوطني، ومهرجان الجنادرية، بالإضافة إلى المهتمين والممارسين في المجتمع، والباحثين.
مخرجات مشروع موروثنا
يهدف المشروع إلى تحقيق عدة مخرجات رئيسية، من أهمها:
- تدريب متخصصين في مجال حصر وتوثيق التراث، وفقًا لمعايير اليونسكو.
- إعداد قوائم حصر وطنية بمشاركة المجتمع المحلي.
- توفير مواد للجهات المعنية لتسجيل عناصر مرتبطة بالتراث الثقافي غير المادي لدى اليونسكو.
كما يهدف المشروع إلى إنتاج أفلام وثائقية عن فنون الأداء في السعودية، وإعداد برامج توعية، وإنشاء أرشيف خاص بالجمعية يضم كل ما يتعلق بهذه الفنون، وإنشاء موسوعة إلكترونية وتطبيقات متنوعة، وتأسيس مركز تدريب للشباب، وتنظيم عمل الممارسين في مجال التراث، وتقديم الدعم لهم، وإعداد مقترحات لضمان حقوقهم.
فنون الأداء في مشروع موروثنا
ركز مشروع حصر التراث الثقافي غير المادي الوطني في مرحلته الأولى على حصر وتوثيق فنون الأداء في مختلف مناطق المملكة.
- في منطقة الرياض، تم حصر فنون مثل الحوطي، والدوسري، والربابة، والسامري، والعارضي، والحوربة، والعرضة، والمراد، والهجيني، والمسحوب.
- أما في المنطقة الشرقية، فقد شمل الحصر فنون الجلوة، والدوارى، والسامري، والطنبورة، والعاشوري، والعرضة، والليوة، وفن الصوت، والنهام، والمجيلس، والموال، وبريخة، وياليل دانه، والدزه، والفجري، والعدساني، والحدادي، والمخولف، والهبان، والشياليين، والدوخلة. وفي الأحساء، تم حصر العرضة الحساوية، والقادري، والعاشوري، والسامري الحساوي، ودق الحب، والهيده.
- في منطقة القصيم، وثقت فنون الحوطي، وسامري عنيزة، والناقوز.
- وفي منطقة عسير، شمل التوثيق ألوان الروحة والصفقة والهزمل، والخطوة، والزحفة، والعرضة، ولون الرازف، ولون الزامل، ولون القزوعي، ولونا المجالسي والمسحوب، ومدقال بني شهر، ودَمَة، والربخه، والمهشوش، والطراق. وفي بيشة، تم حصر العرضة المسيرة، والعرضة الخفيفة، والرايح، والرزف، وشيلات أثناء الزراعة.
- في منطقة الباحة، شمل التوثيق فنون السامر، والمجالسي، والمسحباني، واللعب، والهرموج، والمهشوش، وطرق الجبل، والرايح، والقباسين.
- وفي منطقة الجوف، سكاكا تحديدًا، تم توثيق الدحة، والسامري، والعرضة، والحداء، والهجيني.
- في منطقة مكة المكرمة، وثقت فنون البحري، والخبيتي، والرودمان، والصنعاني، والطريقة، والمزمار، والتتريب، والخيالي، ودانة، والشرقين، ويماني الكف، وصوت حجازي. وفي الطائف: المجرور، والقصيمي، والمخومس، والمروبع، والمجالسي، وحيوما، والحدري، والتعشير. وفي القنفذة: العرضة الجنوبية، والزيفة، والربخة، والثلبة، والعزاوي، والمدامير.
- وفي منطقة الحدود الشمالية، تم توثيق الدحة، والربابة، والحندة، والعرضة، والهجيني على ظهور الهجن، والهجيني المسحوب على الربابة، وفن الشمالي، ودبكة الشمال.
- في منطقة جازان، حصرت فنون الدانا، والزامل، والزيفة، والسيف، والعزاوي، والمعشي، ورقصة السيف، والهصعة، ولون الجمل.
- في منطقة نجران، حُصرت فنون الرزفة، والزامل، والطبول، والمثلوثة، والشرح.
- في منطقة المدينة المنورة، وثقت فنون الخبيتي، والمزمار، والزير، والرجيعي، والصهبة، والعجل، والدلوكة، والبحري، والنبوة العرضة، والسامري. وفي ينبع: الحدري، والجمالي، والينبعاوي، والموال، ولعبة العجل، والسمسمية، والرديح، ولعبة البيشانة.
- في منطقة حائل، حصرت فنون السامري، والعرضة، والربابة، والهجيني، وأغاني ترقيص الأطفال، وأغاني في حجرة العرس، والغناء على الرحى، والغناء على ظهور الخيل، والغناء عند تجريد عسب النخيل، والغناء عند حصد الزرع، والغناء مع سياق السواني، وغناء البناء.
- في منطقة تبوك، حصرت فنون الرديحي، والدحية، والربابة، والرفيحي، والريحان، والسامري، والسمسمية، واللال، والهجيني.
وفي النهاية:
مشروع موروثنا يمثل خطوة جادة نحو صون التراث الثقافي غير المادي الغني والمتنوع في المملكة العربية السعودية، فهل سينجح هذا المشروع في تحقيق أهدافه الطموحة في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه التراث الثقافي في عالمنا المعاصر؟ وهل سيساهم في تعزيز الهوية الوطنية وتعزيز الوعي بأهمية هذا التراث لدى الأجيال القادمة؟










