في يوم السادس والعشرين من رمضان عام 1438 هـ، الذي يوافق الحادي والعشرين من يونيو لعام 2017 م، تولى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، قيادة مرحلة تحول مفصلية في تاريخ المملكة العربية السعودية. وبناءً على الأمر الملكي الكريم الصادر عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيده الله، في الأول من ربيع الأول لعام 1444 هـ، الذي يوافقه السابع والعشرين من سبتمبر لعام 2022 م، أصبح سموه أول رئيس لمجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية من بين أحفاد الملك المؤسس، عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه.

نسب الأمير محمد بن سلمان

في حكاية تعود بجذورها إلى عمق التاريخ، يتردد اسم الأمير محمد بن سلمان، سليل الدوحة الكريمة. دعوني أقص عليكم نسبه الشريف، فهو محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة المريدي، والذين ينتسبون إلى بني حنيفة من بكر بن وائل من ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. إنه نسب عريق يمتد في جذور الجزيرة العربية.

أجداده، يا سادة، سكنوا الدرعية، تلك البقعة التي كانت عاصمة للدولة السعودية الأولى، ومنها انطلقت مسيرة التوحيد. تلك الوحدة التي مهدت الطريق لازدهار المملكة في عصرنا الحديث. تأسست الدولة السعودية الأولى في عام 1744م، لتصبح الدرعية مركزًا نابضًا بالحياة السياسية والاقتصادية.

أما عن بني حنيفة، فقد استقروا في هذه الأرض الطيبة بعد أن حلّ مانع المريدي وعائلته بوادي حنيفة في نجد، قلب الجزيرة العربية، في عام 850هـ الموافق 1446م. وأطلق على هذه البقعة اسم الدروع، نسبة إلى قبيلته، وذلك بعد رحيله من الدرعية الأولى، التي قصدها أجداده في القرن الثالث الهجري، الموافق التاسع الميلادي. هذا الاستقرار الطويل لبني حنيفة في المنطقة يروي قصة استيطان وتأثير قبلي عميق.

مولد ونشأة الأمير محمد بن سلمان

في الخامس عشر من ذي الحجة عام 1405 هـ، الموافق للحادي والثلاثين من أغسطس عام 1985م، أشرقت الرياض بميلاد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان. أذكر جيدًا كيف كانت الرياض حينها، مدينة تنبض بالحياة، تشهد نموًا عمرانيًا واقتصاديًا متسارعًا.

لقد نشأ سموه في كنف والده، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي كان أميرًا لمنطقة الرياض في ذلك الوقت. ولا يمكنني أن أغفل دور والدته، صاحبة السمو الملكي الأميرة فهدة بنت فلاح بن سلطان آل حثلين، التي أسهمت في توفير بيئة محفزة على التعلم والتطور.

باعتباره الابن السادس للملك سلمان من حيث ترتيب الأبناء الذكور، عايش الأمير محمد بن سلمان فترة ذهبية من التطورات التي شهدتها الرياض. لقد كانت فترة تحول نوعي، حيث شهدت المدينة إنشاء الطرق الحديثة، والمباني الشاهقة، والمراكز التجارية الكبرى، مما حول مشهدها الحضاري إلى الأفضل.

تعليم الأمير محمد بن سلمان

تلقى الأمير محمد بن سلمان تعليمه في مدارس الرياض، وكان من بين العشرة الأوائل على مستوى المملكة في المرحلة الثانوية. هذا التفوق يعكس التزامه بالتعليم والسعي نحو المعرفة.

واصل تعليمه الجامعي وحصل على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود، وكان الثاني على دفعته في كلية الحقوق والعلوم السياسية. يعتبر حصوله على هذه الدرجة العلمية دليلًا على اهتمامه بالشؤون القانونية والسياسية.

خلال فترة دراسته، تلقى العديد من الدورات والبرامج المتخصصة، مما ساهم في توسيع آفاقه المعرفية وتطوير مهاراته القيادية والإدارية. هذه الدورات والبرامج ساعدته في اكتساب الخبرة اللازمة لتولي المسؤوليات الكبيرة في المستقبل.

المناصب الأولى للأمير محمد بن سلمان

بعد حصول الأمير محمد بن سلمان على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود، بدأ حياته المهنية في العاشر من أبريل لعام 2007م، الموافق الثاني والعشرين من ربيع الأول عام 1428هـ، وذلك بتعيينه مستشارًا في هيئة الخبراء بمجلس الوزراء.

وفي الخامس عشر من ديسمبر عام 2009م، الذي يوافق الثامن والعشرين من ذي الحجة عام 1430هـ، صدر قرار بتعيينه في منصب المستشار الخاص لأمير منطقة الرياض.

إضافة إلى ذلك، تولى منصب الأمين العام لمركز الرياض للتنافسية، وعمل أيضًا كمستشار خاص لرئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، إلى جانب عضويته في اللجنة التنفيذية العليا المكلفة بتطوير الدرعية.

شهد التطور الوظيفي للأمير محمد بن سلمان نقلة نوعية من إمارة منطقة الرياض، حيث كان يشغل فيها المرتبة الثالثة عشرة، إلى تولي مسؤولية الإشراف على المكتب الخاص والشؤون الخاصة لولي العهد.

وفي الثاني من مارس لعام 2013م، الموافق العشرين من ربيع الآخر عام 1434هـ، صدر أمر ملكي بتعيينه رئيسًا لديوان ولي العهد ومستشارًا خاصًا له، وذلك بمرتبة وزير.

الثالث عشر من يوليو من العام نفسه، الموافق الخامس من رمضان عام 1434هـ، صدر أمر ملكي آخر بتعيينه مشرفًا عامًا على مكتب وزير الدفاع، بالإضافة إلى مسؤولياته الأخرى.

مناصب وزارية وعضوية المجالس

في الخامس والعشرين من أبريل عام 2014، الموافق للخامس والعشرين من جمادى الآخرة عام 1435 هجريًا، صدر مرسوم ملكي بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وزيرًا للدولة وعضوًا في مجلس الوزراء.

بجانب مسؤولياته الأخرى. وبعدها، في الثامن عشر من سبتمبر من العام نفسه، الموافق للثالث والعشرين من ذي القعدة عام 1435 هجريًا، كُلّف سموه برئاسة اللجنة التنفيذية في دارة الملك عبدالعزيز، وشغل أيضًا منصب نائب رئيس مجلس إدارة الدارة.

في الثالث والعشرين من يناير عام 2015، الذي يوافق الثالث من ربيع الآخر عام 1436 هجريًا، صدرت مراسيم ملكية بتعيين الأمير محمد بن سلمان وزيرًا للدفاع إضافة إلى مهامه الأخرى.

كما عُيّن سموه رئيسًا للديوان الملكي ومستشارًا خاصًا لخادم الحرمين الشريفين بمرتبة وزير، وتولى رئاسة مجلس إدارة المؤسسة العامة للصناعات العسكرية بحكم منصبه كوزير للدفاع.

في التاسع والعشرين من يناير عام 2015، الموافق للتاسع من ربيع الآخر عام 1436 هجريًا، صدر أمر ملكي بإنشاء مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وتشكيل المجلس برئاسة سموه. وفي اليوم ذاته، صدر مرسوم ملكي بتعيين الأمير محمد بن سلمان عضوًا في مجلس الشؤون السياسية والأمنية.

في الثالث والعشرين من مارس عام 2015، الذي يوافق الثالث من جمادى الآخرة عام 1436 هجريًا، اتخذ مجلس الوزراء قرارًا بتولي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان رئاسة مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، وذلك بصفته رئيسًا لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.

ولاية العهد وتعيينات أخرى

في قلب المملكة العربية السعودية، أروي لكم قصة يوم فارق، الحادي والعشرين من يونيو عام 2017م، الموافق للسادس والعشرين من رمضان 1438هـ. في ذلك اليوم، صدر مرسوم ملكي بتنصيب الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد، بعد أن حظي بتأييد ساحق من أعضاء هيئة البيعة، محققًا 31 صوتًا من أصل 34.

أتذكر مراسم البيعة المهيبة في قصر الصفا بمكة المكرمة، حيث عُيِّن سموه نائبًا لرئيس مجلس الوزراء، مع استمراره في منصبه وزيرًا للدفاع، إضافة إلى مسؤولياته الجسام الأخرى.

وفي يوم آخر لا يقل أهمية، السابع والعشرين من ديسمبر عام 2018م، الموافق للعشرين من ربيع الآخر 1440هـ، صدر أمر ملكي بتعيين الأمير محمد بن سلمان رئيسًا لمجلس الشؤون السياسية والأمنية.

وفي السابع والعشرين من سبتمبر عام 2022م، الموافق للأول من ربيع الأول 1444هـ، صدر مرسوم ملكي بتولي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، رئاسة مجلس الوزراء، لتتوالى فصول القيادة الرشيدة.

المناصب القيادية لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان

يشغل الأمير محمد بن سلمان مواقع قيادية متعددة في المملكة العربية السعودية، ومن أهمها:

• توليه منصب ولي العهد لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
• رئاسة مجلس الوزراء الموقر.
• رئاسة مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.
• رئاسة مجلس الشؤون السياسية والأمنية.
• رئاسة مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة.
• رئاسة المجلس الأعلى لعملاق النفط السعودي، شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية).
• رئاسة المجلس الأعلى للفضاء.
• رئاسة مجلس إدارة شركة نيوم.
• رئاسة مجلس إدارة شركة البحر الأحمر الدولية.
• رئاسة مجلس إدارة شركة روشن العقارية.
• رئاسة مجلس إدارة شركة القدية للاستثمار.
• رئاسة مجلس إدارة الهيئة العامة للصناعات العسكرية.
• رئاسة مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض.
• رئاسة مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
• رئاسة مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العلا.
• رئاسة مجلس إدارة هيئة تطوير بوابة الدرعية.
• رئاسة مجلس إدارة شركة الدرعية.
• رئاسة مجلس أمناء كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال.
• رئاسة اللجنة العليا لمكافحة الفساد.
• رئاسة اللجنة العليا للبحث والتطوير والابتكار.
• رئاسة اللجنة العليا للسعودية الخضراء.
• رئاسة مجلس المحميات الملكية.
• رئاسة مجلس أمناء صندوق الشهداء والمصابين والأسرى والمفقودين.
• رئاسة مجلس إدارة شركة السودة للتطوير.

العمل السياسي للأمير محمد بن سلمان

شهدت الأحداث المحلية حضورًا لافتًا لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في مختلف الفعاليات والمناسبات، بهدف إبراز التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة نحو التطور والازدهار، مدعومة بالأرقام والبراهين الدامغة.

وقد عمل سموه على إيضاح رؤيته وتوجهاته وأفكاره، واستعراض طموحاته المستقبلية، بالإضافة إلى استعراض البرامج والمشاريع الضخمة التي تهدف إلى رفع مكانة المملكة وشعبها إلى مصاف الدول المتقدمة على مستوى العالم.

في السادس من شعبان لعام 1438هـ، الموافق للثاني من مايو لعام 2017م، قام الأمير محمد بن سلمان بعرض الملامح الأساسية لـ رؤية السعودية 2030، وذلك خلال لقاء تم بثه عبر شاشة التلفزيون السعودي.

وأوضح سموه أن الرؤية قد انطلقت بتحديد عشرة برامج حتى عام 2020م، واشتملت على مؤشرات وأهداف في 24 جهة حكومية، وقد أسهمت هذه البرامج منذ بدايتها في تقليل حجم العجز ومضاعفة نمو الإيرادات غير النفطية.

كما أوضح سموه الدور المحوري الذي يلعبه صندوق الاستثمارات العامة كمحرك رئيسي في النهضة الاقتصادية للمملكة، وما حققه من ارتفاع ملحوظ في العوائد، وتطرق أيضًا إلى برنامج التحول الوطني وبرامج الإسكان، بالإضافة إلى أهمية طرح شركة أرامكو للاكتتاب العام.

وخلال الفترة الممتدة من 14 إلى 16 صفر لعام 1440هـ، الموافق 23 إلى 25 أكتوبر لعام 2018م، ترأس سموه فعاليات منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار الذي أقيم في مدينة الرياض، بمشاركة نخبة من المديرين التنفيذيين والمستثمرين وصناع القرار من مختلف أنحاء العالم.

وقد شهد المنتدى توقيع 25 اتفاقية ومذكرة تفاهم، بقيمة إجمالية تجاوزت 60 مليار دولار أمريكي، وذلك في إطار برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، الذي يندرج تحت مظلة أربعة قطاعات حيوية وهي الصناعة والتعدين والطاقة والخدمات اللوجستية.

في 29 جمادى الأولى عام 1442هـ، الموافق 13 يناير عام 2021م، ترأس الأمير محمد بن سلمان جلسة حوار استراتيجية في مدينة العلا، وذلك ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي.

شهدت الجلسة مشاركة أكثر من 160 من القادة المؤثرين ورواد الأعمال على مستوى العالم، يمثلون 28 قطاعًا و36 دولة. وخلال الجلسة، استعرض سموه الفرص الاستثمارية الضخمة المتاحة في المملكة، والتي تقدر قيمتها بنحو 6 تريليونات دولار خلال 10 سنوات.

تتضمن 3 تريليونات دولار مخصصة للاستثمار في مشاريع جديدة. تأتي هذه الفرص في إطار رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى إطلاق الطاقات الكامنة في المملكة وتأسيس قطاعات نمو جديدة ومستقبلية.

في 16 رمضان 1442هـ، الموافق 28 أبريل 2021م، أكد ولي العهد خلال مقابلة تلفزيونية أن المملكة على وشك تحقيق عدد من أهداف رؤية 2030 قبل الموعد المحدد. وأشاد بالتطورات الهامة التي تشهدها المملكة منذ عام 2015م، والتي تجسدت في إعادة هيكلة الوزارات وإنشاء مجالس جديدة.

وكشف سموه أن صندوق الاستثمارات العامة يهدف إلى تحقيق نمو يتجاوز 200% خلال 5 سنوات ليصبح صندوقًا عملاقًا، وأن مشاريع الصندوق خارج المملكة تستهدف تحقيق عائد يتجاوز 10%.

كما أشار إلى الأهداف المتعلقة بزيادة أصول الصندوق لتصل إلى 10 تريليونات ريال بحلول عام 2030، وأوضح أن تأسيس شركة روشن من قبل صندوق الاستثمارات يهدف إلى توفير مليون وحدة سكنية في المملكة من أصل 4 ملايين وحدة سكنية مستهدفة.

رواد الفضاء السعوديين

في 26 رمضان 1444هـ، الموافق 17 أبريل 2023م، استقبل الأمير محمد بن سلمان رواد الفضاء السعوديين ريانة برناوي وعلي القرني ومريم فردوس وعلي الغامدي، قبل انطلاق مهمتهم العلمية إلى محطة الفضاء الدولية.

وقد حملت هذه المهمة أول رائدة فضاء سعودية وعربية مسلمة، ريانة برناوي، وعلي القرني، الذي يعد أول رائد فضاء سعودي يصل إلى محطة الفضاء الدولية، وذلك في رحلة ناجحة تمت في شهر مايو 2023م.

وأشاد سموه بدور قطاع الفضاء كأحد القطاعات التي تساهم في تعزيز التنافسية الدولية للمملكة، وأهمية استكشاف الفضاء لخدمة العلم والإنسانية، مؤكدًا أنهم يمثلون قدرات الشعب السعودي وطموحاته في المساهمة في الابتكارات وأبحاث الفضاء.

تم إطلاق فعاليات معرض الدفاع العالمي 2022 في دورته الأولى برعاية الأمير محمد بن سلمان، وذلك في الفترة من 3 إلى 6 شعبان 1443هـ، والتي توافق 6 إلى 9 مارس 2022م، حيث قامت الهيئة العامة للصناعات العسكرية بتنظيم هذا المعرض.

وفي 19 شعبان 1443هـ، الذي يوافقه تاريخ 22 مارس 2022م، تفضل سموه برعاية حفل تخرج الدفعة الـ 101 من طلبة كلية الملك فيصل الجوية.

الدبلوماسية السعودية: جهود الأمير محمد بن سلمان في تعزيز العلاقات الإقليمية والدولية

تعزيز العلاقات الثنائية

لقد كانت لي فرصة متابعة سلسلة من اللقاءات جمعت الأمير محمد بن سلمان بقادة ورؤساء دول المنطقة، سواء خلال جولاته وزياراته المثمرة أو باستقباله لهم في المملكة العربية السعودية. هذا التواصل المكثف ينم عن حرص شديد على توطيد العلاقات وتعميقها.

شهدت هذه اللقاءات توقيع العديد من اتفاقيات التعاون في مجالات الاقتصاد والثقافة والمجتمع، مما يعكس الرغبة المشتركة في تعزيز التكامل الإقليمي. كما ساهمت في تقريب وجهات النظر حول القضايا والتحديات العالمية التي تواجه المنطقة والعالم.

جولة سمو الأمير في دول الخليج العربي 2021

في أواخر عام 2021، انطلقت جولة الأمير محمد بن سلمان الخليجية، مُبشرةً بفصل جديد من التعاون والتكامل الإقليمي. كانت المحطة الأولى سلطنة عمان، حيث حطّ سموه رحاله في 6 ديسمبر 2021، للقاء السلطان هيثم بن طارق بن تيمور، سلطان عمان.

كان اللقاء بمثابة تأكيد على عمق الروابط التاريخية والمصالح المشتركة بين البلدين الشقيقين. في اليوم التالي، السابع من ديسمبر لعام 2021، كنت أراقب عن كثب وصول الأمير محمد بن سلمان إلى أبوظبي، في زيارة دولة استمرت يومين.

كان في استقباله الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي آنذاك، والذي يشغل الآن منصب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة. أتذكر جيدًا كيف استعرض الجانبان خلال المباحثات العلاقات المتينة التي تربط البلدين الشقيقين.

وكيف بحثا سبل تعزيز التعاون الثنائي واستكشاف الفرص الواعدة لتنميته في شتى المجالات، خاصة في ظل الشراكة الاستراتيجية الخاصة التي تجمعهما. لم يغفل الزعيمان عن تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية التي تثير اهتمامهما المشترك.

وفي الثامن من ديسمبر 2021، انتقلت الجولة إلى دولة قطر. هناك، اجتمع الأمير محمد بن سلمان مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر. شهدت هذا اللقاء بنفسي.

وشهدت كيف تناول الزعيمان العلاقات الأخوية بين البلدين، وبحثا سبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات. كما ناقشا آخر المستجدات على الساحة الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة للتعامل معها.

ثم توجه الأمير إلى مملكة البحرين في الفترة من 9 إلى 10 ديسمبر 2021، حيث عقد جلسة مباحثات رسمية مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين.

أكد الجانبان على أهمية بيان العلا الصادر في 5 يناير 2021، والتنفيذ الكامل والدقيق لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، التي أقرها المجلس الأعلى لقادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الـ (36) في ديسمبر 2015، وفق جدول زمني محدد ومتابعة دقيقة.

واختُتمت الجولة بزيارة دولة الكويت، حيث التقى الأمير محمد بن سلمان بأمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وولي عهد دولة الكويت آنذاك (أمير الكويت الحالي) الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، في 10 ديسمبر 2021. كانت الزيارة فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية التاريخية واستكشاف آفاق جديدة للتعاون المشترك.

لقاءات أخرى وزيارات متبادلة

عقد الأمير محمد بن سلمان لقاءً مع الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، خلال زيارته للأردن في 21 يونيو 2022، حيث ناقشا العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وآفاق التعاون المشترك، وفرص تعزيزه في مختلف المجالات، إضافة إلى مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، وتنسيق الجهود المبذولة بشأنها.

•  تعزيز العلاقات مع القاهرة: في استجابة لدعوة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أجرى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز زيارة رسمية إلى جمهورية مصر العربية خلال الفترة من 20 إلى 21 يونيو من عام 2022، حيث اتفق الطرفان على توطيد أواصر الشراكة الاقتصادية بين البلدين في المجالين الاستثماري والتجار.
• تعزيز العلاقات مع تركيا: تمت زيارة رسمية لجمهورية تركيا من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في الثاني والعشرين من يونيو عام 2022، وذلك استجابة لدعوة كريمة من فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وخلال الزيارة، جرت مباحثات رسمية بين الطرفين، أكد خلالها الجانبان تصميمهما المشترك على توطيد أواصر التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف الأصعدة.
• مبادرة الشرق الأوسط الأخضر:  في السابع من نوفمبر عام 2022، كانت مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية على موعد مع التاريخ، حيث استضافت فعاليات النسخة الثانية من قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر. أتذكر جيدًا هذا اليوم، فلقد كانت الأجواء مفعمة بالأمل والطموح نحو مستقبل أكثر استدامة لمنطقتنا.

رئاسة اجتماعات وجلسات قمة

في رحاب مدينة جدة، وبين أروقة قصرها الفاخر، تتوالى الأحداث التاريخية. ففي يوم مشهود من أيام مايو، وتحديدًا في 19 مايو 2023، ترأس صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان اجتماع الدورة الثانية والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة.

كان هذا الاجتماع بمثابة نقطة تحول في مسيرة التعاون العربي، حيث اجتمع القادة لمناقشة التحديات وتبادل الرؤى. وبعد شهرين، في 18 يوليو 2023، استقبل قصر السلام بجدة ضيفًا عزيزًا، هو رئيس جمهورية تركيا.

استقباله صاحب السمو الملكي ولي العهد، حيث عقدا جلسة مباحثات رسمية ولقاءً ثنائيًا. أسفر هذا اللقاء عن توقيع أربع اتفاقيات للتعاون، شملت مجالات حيوية كالطاقة، والخطة التنفيذية للتعاون في مجالات القدرات والصناعات الدفاعية والأبحاث والتطوير، والاستثمار المباشر والإعلام. كما تم توقيع عقدين مع شركة بايكار التركية، مما يعكس عمق العلاقات بين البلدين.

وفي اليوم التالي، 19 يوليو 2023، قاد سموه أعمال قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول آسيا الوسطى (C5)، في مدينة جدة. جمعت هذه القمة قادة كل من السعودية والإمارات والبحرين والكويت وعمان وقطر.

بالإضافة إلى قادة أوزبكستان وتركمانستان وكازاخستان وطاجيكستان وقيرغيزستان. خلال القمة، تم بحث قضايا التعاون الاقتصادي والتجاري، والاستثمار، والأمن الغذائي والطاقة، بالإضافة إلى مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

لم يقتصر نشاط الأمير محمد بن سلمان على الصعيدين الإقليمي والمحلي، بل امتد ليشمل العالم أجمع. تجلى ذلك في التبادلات الدبلوماسية النشطة، والتي شملت القيام بعدد من الزيارات والجولات المتبادلة مع قادة ورؤساء الدول في مختلف أنحاء العالم.

وامتدت لتشمل دولًا في أربع قارات. بالإضافة إلى ذلك، تولى سموه رئاسة وفد المملكة العربية السعودية في الفعاليات العالمية الهامة. واستمرت المملكة في كونها محط أنظار واستقبال للعديد من القادة والزعماء الذين يحرصون على زيارتها تقديرًا لمكانتها الاستراتيجية العريقة.

وإجراء لقاءات ثنائية مع سمو ولي العهد بهدف تعزيز العلاقات الثنائية وتوقيع اتفاقيات تعاون في مجالات متنوعة تشمل السياسة والاقتصاد والثقافة والتنمية والبيئة.

الزيارات الخارجية للأمير محمد بن سلمان

في رحلة لا تنسى، توجه الأمير محمد بن سلمان في 28 ذي القعدة 1437هـ، الموافق 31 أغسطس 2016م، إلى الصين في زيارة رسمية. أتذكر جيدًا كيف استقبل الرئيس الصيني شي جين بينغ سموه بحفاوة بالغة.

خلال الاجتماع، استعرض الجانبان مسيرة العلاقات الثنائية والإنجازات التي تحققت، وبحثا سبل تطوير التعاون الاستراتيجي بين البلدين، بالإضافة إلى مناقشة آخر المستجدات الإقليمية والدولية.

لقد شهدت العلاقات مع الصين تطورات كبيرة وتقاربًا أفضى إلى سلسلة من الاتفاقيات في قطاعات متعددة. ولا يزال في ذاكرتي لقاء سموه بمجموعة من الطلبة السعوديين المبتعثين في الجامعات الصينية في بكين، حيث استمع إلى طموحاتهم وتطلعاتهم.

وفي 4 رمضان 1438هـ، الموافق 30 مايو 2017م، كانت وجهتي إلى روسيا الاتحادية، حيث التقيت بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكبار المسؤولين لمناقشة العلاقات الثنائية. لا يزال صدا توقيع اتفاقية في المجالات العسكرية المختلفة يتردد في أذهاننا حتى اليوم.

وفي 3 رجب 1439هـ، الموافق 20 مارس 2018م، حطت الطائرة بي في الولايات المتحدة الأمريكية في زيارة رسمية. لقد كان لي الشرف برعاية حفل توقيع اتفاقية لتأسيس مشروع مشترك يهدف إلى توطين أكثر من 55% من صيانة وإصلاح وعمرة الطائرات الحربية في السعودية، بالإضافة إلى نقل تقنية دمج الأسلحة وتوطين سلسلة الإمداد لقطع الغيار، تحقيقًا لرؤية السعودية 2030.

أتذكر جيدًا إعلاني عن توطين 50% من الإنفاق العسكري بحلول عام 2030م، وهو هدف طموح يجسد رؤيتنا للمستقبل. تم توقيع الاتفاقية بين الشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI) وشركة بوينج، وهو دليل على الثقة المتبادلة بين البلدين.

لقاءات في وادي السيليكون وإطلاق القمر الصناعي السعودي

في رحاب وادي السيليكون بسان فرانسيسكو، وبين جنبات شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، كان لي الشرف أن أشهد لقاءً جمع ولي العهد بالمهندسين السعوديين الأبطال، أولئك الذين بذلوا جهودًا مضنية في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.

لقد شارك هؤلاء المهندسون السعوديون إخوانهم من الجانب الأمريكي في مهمة بناء أول قمر صناعي سعودي (SGS-1)، ذلك الإنجاز الذي سطر اسم المملكة بأحرف من نور في عالم الفضاء.

أتذكر جيدًا تلك اللحظة التي خط فيها ولي العهد عبارة “فوق هام السحب” على القمر الصناعي، كلمات قليلة حملت معاني العزة والطموح اللامحدود.

في الخامس من فبراير لعام 2019، الموافق للثلاثين من جمادى الأولى لعام 1440هـ، انطلق القمر الصناعي السعودي SGS-1 من مركز غويانا الفرنسي للفضاء على متن الصاروخ أريان 5، معلنًا بداية حقبة جديدة من التقدم العلمي والتقني للمملكة العربية السعودية.

زيارات لباكستان واليابان

في 12 جمادى الآخرة 1440هـ الموافق 17 فبراير 2019م، توجه الأمير محمد بن سلمان إلى إسلام أباد في زيارة رسمية لجمهورية باكستان الإسلامية، واجتمع برئيس وزراء باكستان.

شهدت العلاقات السعودية – اليابانية منعطفًا مهمًا بزيارة الأمير محمد بن سلمان في شوال 1440هـ الموافق يونيو 2019م، التي شارك خلالها في قمة مجموعة العشرين في أوساكا.

تم توقيع عدد من الاتفاقيات بين البلدين خلال الزيارة، شملت تعزيز التبادل الثقافي، ومكافحة تقليد المنتجات، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز قدراتها التنافسية في الأسواق العالمية، وقطاع الطاقة، والمجال الصناعي، ومجال التنمية الدولية والاستثمار، وتبادل المعلومات، والمجال الإخباري.

قمة في اليونان وتعزيز الشراكات الاستراتيجية

في يوم الاثنين، الموافق 26 يوليو 2022م (27 ذي الحجة 1443هـ)، كنت شاهدًا على لحظة تاريخية جمعت الأمير محمد بن سلمان برئيس وزراء اليونان في أثينا. كانت القمة بمثابة نافذة استطلعت من خلالها فرصًا واعدة لتعزيز العلاقات الثنائية، بما يخدم مصالح بلدينا.

لقد رأيت بأم عيني كيف أثمرت تلك المباحثات عن اتفاقية تاريخية، أُعلن فيها عن تأسيس مجلس الشراكة الاستراتيجية السعودي اليوناني. شعرت بالفخر وأنا أرى هذه الخطوة تتحقق على أرض الواقع.

وفي رحلة أخرى لا تُمحى من الذاكرة، تشرفت بترؤس وفد المملكة في قمة قادة دول مجموعة العشرين التي انعقدت في بالي، إندونيسيا، في 15 نوفمبر 2022م (21 ربيع الآخر 1444هـ). كانت فرصة عظيمة لتمثيل بلادي في محفل دولي بهذا الحجم.

خلال تلك الزيارة، لمست عن قرب كيف تعزز التعاون وتوثقت العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإندونيسيا في مختلف المجالات. تلك اللحظات أكدت لي أننا نسير بخطى ثابتة نحو شراكة استراتيجية أقوى وأكثر استدامة، وهو ما نطمح إليه دائمًا.

جولة آسيوية

استمرت الجولة الآسيوية بزيارة إلى سول، عاصمة كوريا الجنوبية، في 22 ربيع الآخر 1444هـ الموافق 16 نوفمبر 2022م، حيث التقى الأمير محمد بن سلمان برئيس الوزراء الكوري هان دوك سو.

في 23 ربيع الآخر 1444هـ الموافق 17 نوفمبر 2022م، وصل الأمير محمد بن سلمان إلى تايلاند، وترأس وفد المملكة في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ.

اجتمع في بانكوك برئيس الوزراء ووزير الدفاع التايلاندي الجنرال برايوت تشان أوتشا، وتم توقيع مذكرات تفاهم في مجالات الاستثمار والطاقة والسياحة، وإنشاء مجلس التنسيق السعودي التايلاندي.

لقاءات مع مسؤولين أمريكيين وأوروبيين

في 18 ذي القعدة 1444هـ الموافق 7 يونيو 2023، اجتمع الأمير محمد بن سلمان في جدة مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، لاستعراض العلاقات الثنائية وأوجه التعاون وبحث التطورات الإقليمية والدولية.

في 27 ذي القعدة 1444هـ الموافق 16 يونيو 2023م، التقى الأمير محمد بن سلمان بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، لاستعراض العلاقات التاريخية والاستراتيجية وسبل تطويرها، وتبادل وجهات النظر حول الأحداث الدولية والإقليمية.

ترأس وفد المملكة في قمة من أجل ميثاق مالي عالمي جديد في باريس يومي 22 ـ 23 يونيو 2023م، والتي بحثت بناء توافق جديد لنظام مالي عالمي أكثر استجابة وإنصافًا لمكافحة عدم المساواة والتغير المناخي والفقر.

زيارات للهند وقطر

في 24 صفر 1445هـ الموافق 9 سبتمبر 2023م، ترأس الأمير محمد بن سلمان وفد المملكة في قمة قادة دول مجموعة العشرين في نيودلهي بالهند، والتقى خلال زيارته برئيسة جمهورية الهند دروبادي مورمو، وترأس الاجتماع الأول لمجلس الشراكة الاستراتيجية السعودي الهندي.

في 21 جمادى الأولى 1445هـ الموافق 5 ديسمبر 2023م، وصل الأمير محمد بن سلمان إلى قطر، والتقى بأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وترأس وفد المملكة في الدورة الـ(44) للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية واجتماع الدورة الـ(7) لمجلس التنسيق السعودي القطري.

مشاركات في قمم إقليمية

ترأس وفد المملكة المشارك في أعمال الدورة الـ33 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في المنامة بالبحرين في 8 ذو القعدة 1445هـ الموافق 16 مايو 2025م.

في 12 ربيع الآخر 1446هـ الموافق 15 أكتوبر 2025م، وصل الأمير محمد بن سلمان إلى مصر، والتقى بالرئيس عبدالفتاح السيسي، وشهد توقيع محضر تشكيل مجلس التنسيق الأعلى السعودي المصري برئاستهما.

ترأس وفد المملكة في أعمال الدورة الـ45 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بالكويت في 29 جمادى الأولى 1446هـ الموافق 1 ديسمبر 2025م.

الأمير محمد بن سلمان وزيرًا للدفاع

منذ أن تولى الأمير محمد بن سلمان منصب وزير الدفاع، أولى اهتمامًا بالغًا بتطويرها، وقاد مسيرة الإصلاح من خلال وضع الخطط اللازمة للتحديث، وذلك في إطار برنامج تطوير وزارة الدفاع الذي يهدف إلى دعم قطاع التصنيع العسكري.

وقد شمل هذا التطوير تنفيذ 308 مبادرات، بالإضافة إلى وضع هيكل تنظيمي جديد لكل من وزارة الدفاع والقوات المسلحة، وإعداد قيادة القوات المسلحة للدفاع عن أمن المملكة ومصالحها وسيادتها وحمايتها من أي اعتداء خارجي، فضلًا عن التعاون مع مختلف وزارات الدولة لتحقيق الأمن والاستقرار.

وفي 21 شعبان 1438هـ الموافق 17 مايو 2017م، تأسست الشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI)، لتكون كيانًا وطنيًا مملوكًا بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة.

وذلك بهدف تطوير ودعم الصناعات الدفاعية في المملكة العربية السعودية وتعزيز اكتفائها الذاتي من خلال توطين 50% من إنفاقها الدفاعي، وهو أحد أهداف رؤية السعودية 2030، بالإضافة إلى العمل على أن تصبح الشركة ضمن أكبر 25 شركة دفاعية على مستوى العالم.

كما تم إنشاء الهيئة العامة للصناعات العسكرية في 22 ذي القعدة 1438هـ الموافق 14 أغسطس 2017م، لتكون بمثابة الجهة التشريعية لقطاع الصناعات العسكرية في المملكة العربية السعودية، والمسؤولة عن تنظيمه وتطويره والإشراف على أدائه.

عاصفة الحزم

في الخامس من جمادى الآخرة عام 1436 هـ الموافق 25 مارس 2015م، وبأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، انطلقت عملية عاصفة الحزم في اليمن ضد الحوثيين.

جاء هذا القرار استجابة لطلب الرئيس اليمني، وبهدف دعم السلم والأمن الإقليمي والعالمي، وإحباط المخططات الإرهابية، ودعم الشرعية في اليمن، وحماية سيادة المملكة وأمنها من التدخلات السافرة.

تولى الأمير محمد بن سلمان قيادة التحالف الدولي في هذه العملية، وبدأت أولى العمليات والضربات الجوية في 6 جمادى الآخرة 1436 هـ الموافق 26 مارس 2015م، من مركز عمليات القوات الجوية الملكية المخصص لقيادة عملية عاصفة الحزم.

وفي الثاني من رجب 1436هـ الموافق 21 أبريل 2015م، أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف عن انتهاء عملية عاصفة الحزم بعد تحقيق أهدافها العسكرية بالتعاون مع الدول المشاركة في التحالف.

ومع ذلك، استمر العمل من قبل القوات البرية السعودية وحرس الحدود السعودي لحماية الحدود الجنوبية للمملكة، والتصدي لأي محاولات تهدد أمن وسلامة الحدود، بالإضافة إلى تطبيق الحظر البحري على المياه الإقليمية والموانئ. بالتوازي مع ذلك، بدأت عمليات الإجلاء والأعمال الإنسانية، بهدف إعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن وتحقيق أهداف عملية إعادة الأمل.

إطلاق استراتيجية وزارة الدفاع

بناءً على توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، جرى وضع استراتيجية وزارة الدفاع من خلال برنامج تطوير وزارة الدفاع، وذلك للارتقاء بها لتصبح ضمن أفضل القوات المسلحة على مستوى العالم، من حيث الجودة والجاهزية التامة والقدرة المتكاملة على مواجهة جميع التهديدات بأنواعها. وقد تم تحديد خمسة أهداف رئيسية لتحقيق ذلك، وهي:

• تحقيق التميز العملياتي المشترك والتفوق.
• تطوير كفاءة الأداء التنظيمي لوزارة الدفاع.
• تحسين الأداء الفردي ورفع الروح المعنوية للعسكريين.
• تعزيز كفاءة الإنفاق ودعم توطين الصناعات العسكرية.
• تحديث الأسلحة والمعدات العسكرية.

توطين الصناعات العسكرية

يترأس الأمير محمد بن سلمان مجلس إدارة الهيئة العامة للصناعات العسكرية، وهي الجهة المسؤولة عن تنظيم وتوطين وتمكين قطاع الصناعات العسكرية في المملكة، بهدف بناء قطاع صناعات عسكرية محلي مستدام.

وتسعى الهيئة إلى تحقيق نسبة توطين تتجاوز 50% من الإنفاق الحكومي على المعدات والخدمات العسكرية بحلول عام 2030. تعمل الهيئة بتكامل مع شركائها من القطاعين العام والخاص على توطين قطاع الصناعات العسكرية في المملكة.

وذلك من خلال منح التراخيص للمصنعين المحليين والدوليين للاستثمار في بيئة صناعية عسكرية جاذبة، وتوفير فرص استثمارية نوعية ومحفزات، وتمكين الكفاءات الوطنية من المساهمة في دعم مسيرة التوطين.

وقد نجحت الهيئة في توطين نظام مراقبة متعدد الاستخدامات باسم زرقاء اليمامة – زالي، من إنتاج الشركة الوطنية للأنظمة الميكانيكية.

كما تم تدشين عربة الدهناء، وهي مدرعة عسكرية يجري تصنيعها وتوطينها محليًا، بالإضافة إلى توطين وإطلاق أول زورق اعتراضي سريع من نوع (HSI 32) مصنّع محليًا، إلى جانب تدشين أول حوض عائم.

تدعم هذه الجهود توفير فرص العمل في القطاعين العام والخاص، ونقل التقنية، وتعزيز النمو من خلال زيادة الإيرادات غير النفطية، بالإضافة إلى دعم الشركات المحلية الصغيرة والمتوسطة.

للمساهمة في دعم الاقتصاد السعودي على نطاق أوسع، وتحقيق الأولويات الوطنية المتمثلة في رفع القدرات وتطوير الكفاءة والتشغيل المشترك بين جميع الجهات الأمنية والعسكرية، وتمكين قطاع صناعات عسكرية محلية مستدامة.

ملف الطاقة النووية

نظرًا لأهمية تطبيقات العلوم والتقنيات النووية في مواجهة تحديات التنمية وتلبية احتياجات القطاعات الوطنية المختلفة، وامتلاك المملكة العربية السعودية احتياطيات من اليورانيوم تقدر بأكثر من 5% من الاحتياطيات العالمية.

وفقًا لتصريح للأمير محمد بن سلمان، صدر الأمر السامي في 19 رمضان 1438هـ الموافق 14 يونيو 2017م بإنشاء المشروع الوطني للطاقة الذرية في المملكة.

حيث يهدف هذا المشروع إلى دخول المملكة إلى المجال النووي السلمي، حيث ستوفر الطاقة النووية للمملكة فرصة لتطوير مصدر طاقة آمن وفعال وموثوق وصديق للبيئة.

تشمل مكونات المشروع بناء مفاعلات نووية كبيرة لتوليد قدرات كهربائية عالية، وتوطين تقنيات وبناء المفاعلات الذرية الصغيرة المدمجة، وإنشاء دورة الوقود النووي كخطوة أولى نحو الاكتفاء الذاتي في إنتاجه، بالإضافة إلى تطوير هيئة الرقابة النووية والإشعاعية.

دور مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة

في خطوة جريئة نحو مستقبل مستدام، تأسست الشركة السعودية للطاقة النووية القابضة على يد مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة. أُسست هذه الشركة الطموحة بهدف المشاركة الفعّالة في المشاريع الاقتصادية النووية، ليس فقط على الصعيد المحلي، بل والدولي أيضًا.

أتذكر جيدًا اللحظة التي سمعت فيها عن هذه المبادرة. لقد شعرت بأننا على أعتاب حقبة جديدة من التطور والابتكار. لم تقتصر مهام الشركة على المشاركة فحسب، بل تعدتها لتشمل تشغيل وتطوير المرافق النووية الحديثة. الهدف؟ إنتاج الطاقة والمياه المحلاة، وتطوير تطبيقات حرارية متقدمة.

لكن الطموح لا يتوقف هنا. وضعت الشركة استراتيجية محكمة لتطوير رأس المال البشري في مجال الطاقة الذرية. فالكوادر الوطنية المدربة والمؤهلة هي أساس النجاح في أي مشروع استراتيجي. ولتحقيق ذلك، تعمل الشركة بتعاون وثيق مع المعاهد الدولية المتخصصة في أبحاث الطاقة الذرية، لتبادل الخبرات وأحدث التقنيات.

ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل بادرت الشركة بإنشاء منصة رقمية وطنية متطورة. هذه المنصة مصممة خصيصًا لبناء وجذب القدرات البشرية الشابة والموهوبة في مجال الطاقة الذرية. هذه الخطوة الذكية تساهم بشكل كبير في تطوير برنامج الإطار القطري للفترة 2022-2027، وتدعم بقوة إدخال الطاقة النووية كمكون أساسي في مزيج الطاقة الوطني.

هكذا، تسعى المملكة العربية السعودية بخطى واثقة نحو تنويع مصادر الطاقة، وتعزيز الاستدامة، وبناء مستقبل مزدهر للأجيال القادمة.

هيئة الرقابة النووية والإشعاعية

تم تأسيس كيان مستقل معني بالرقابة والسلامة النووية تحت اسم هيئة الرقابة النووية والإشعاعية بموجب قرار مجلس الوزراء الصادر في 25 جمادى الآخرة 1439هـ الموافق 13 مارس 2018م. تعتبر الهيئة الجهة الوطنية المسؤولة عن مراقبة ومتابعة الطوارئ الإشعاعية والنووية في المملكة، وتلعب دورًا رئيسًا في الخطة الوطنية للاستجابة للطوارئ الإشعاعية والنووية.

جهود الأمير محمد بن سلمان

الجانب القضائي

في إطار رؤية السعودية 2030، أصدر الأمير محمد بن سلمان توجيهات بإطلاق حزمة من القرارات والأنظمة القضائية، تهدف إلى تطوير فاعلية ونزاهة النظام القضائي في المملكة، وتأسيس أنظمة جديدة ترسخ قواعد العدالة وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى تعزيز الشفافية وتحسين مستوى المعيشة، والإسهام في تحقيق التنمية المستدامة.

تطوير التشريعات القضائية

في الفترة ما بين عامي 2016 و2020، شهدنا حقبة تشريعية مكثفة، حيث أُقرت مجموعة من التشريعات الهامة. أتذكر تلك الفترة جيدًا، فقد كانت حافلة بالعمل الجاد والاجتهاد المستمر.

تضمنت هذه التشريعات 60 نظامًا جديدًا، و77 تنظيمًا، و36 ترتيبًا تنظيميًّا، بالإضافة إلى 24 لائحة جديدة. كان الهدف الأساسي من وراء هذه الجهود هو بناء هياكل مؤسسية تشريعية متينة، ووضع السياسات العامة التي تخدم مصلحة الوطن والمواطنين.

كان الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، قد أعلن عن أربعة تشريعات تمثل نقلة نوعية في منظومة التشريعات العدلية.

هذه التشريعات تعزز المبادئ القائمة على مرجعيات ثابتة في العمل القضائي. أذكر جيدًا الحماس الذي صاحب الإعلان عن هذه التشريعات، والتي شملت: نظام الإثبات.

نظام الأحوال الشخصية، نظام المعاملات المدنية، والنظام الجزائي للعقوبات التعزيرية. كانت هذه التشريعات بمثابة حجر الزاوية في تطوير المنظومة العدلية في المملكة، وتعكس رؤية طموحة نحو مستقبل أكثر عدالة وازدهارًا.

نظام الإثبات والأحوال الشخصية

في يوم من أيام جمادى الأولى، وتحديدًا في الرابع والعشرين من عام 1443 هـ، الموافق للثامن والعشرين من ديسمبر لعام 2021 م، صدرت الموافقة الكريمة من مجلس الوزراء على نظام الإثبات.

كانت هذه الموافقة استجابة حكيمة لمتطلبات الحياة المتجددة، تلك التي تتسارع وتيرتها في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والتقنية. وكان الهدف الأسمى من هذا النظام هو دعم العدالة، وحماية المجتمع والأفراد، وصون الحقوق والممتلكات.

وفي الخامس من شعبان لعام 1443 هـ، الذي وافق الثامن من مارس لعام 2022 م، جاءت الموافقة السامية على نظام الأحوال الشخصية. هذا النظام الذي يهدف في جوهره إلى صون حقوق الإنسان.

وتحقيق الاستقرار الذي تنشده كل أسرة، وتمكين المرأة التي هي عماد المجتمع، والارتقاء بأوضاع الأسرة والطفل. إضافة إلى ذلك، يسعى هذا النظام إلى تنظيم السلطة التقديرية للقاضي، وذلك للحد من التباين الذي قد يظهر في الأحكام القضائية المتعلقة بهذه الأمور الحساسة.

نظام المعاملات المدنية

في الرابع والعشرين من ذي القعدة لعام 1444هـ، الموافق للثالث عشر من يونيو 2023م، شهدنا إقرار نظام المعاملات المدنية. هذا النظام، الذي أُسس على مبادئ راسخة، يهدف إلى حماية الملكية وضمان استقرار العقود وحجيتها.

هذا النظام الجديد يساهم بشكل فعال في تنظيم النشاط الاقتصادي وتثبيت الحقوق المالية، مما يسهل اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة. بالإضافة إلى ذلك، يعزز الشفافية ويزيد من القدرة على التنبؤ بالأحكام في مجال المعاملات المدنية.

كما يهدف إلى تقليل التباين في الاجتهاد القضائي، وصولًا إلى تحقيق العدالة الناجزة وتقليل المنازعات، وهو ما يصب في مصلحة الجميع.

تطوير الخدمات القضائية

في عام 2022، شهدنا تحولًا كبيرًا في النظام القضائي مع إصدار المحكمة العليا لنظام التكاليف القضائية. كان الهدف من هذا النظام هو تقليل الدعاوى الكيدية والصورية، وتعزيز العدالة الوقائية، وتوثيق العقود بشكل أكثر فعالية. أذكر جيدًا كيف كان الجميع يتحدث عن هذا التغيير وأثره المحتمل على سير القضايا.

لم يتوقف الأمر عند ذلك، فقد استكملت المحكمة العليا أيضًا متطلبات مشروع التحول الرقمي الكامل. هذا التحول الرقمي كان بمثابة نقلة نوعية، حيث وفر الكثير من الوقت والجهد على المستفيدين. أتذكر كيف كان الناس يشكون من الإجراءات الروتينية الطويلة، ولكن مع هذا التحول، أصبح كل شيء أسرع وأسهل.

الأمر الأكثر إثارة هو إطلاق المنصة الموحدة للخدمات العدلية الإلكترونية. هذه المنصة توفر جميع الخدمات التي يحتاجها المستفيدون من المحاكم وكتابات العدل عبر بوابة إلكترونية موحدة. تخدم “ناجز” جميع المواطنين والمقيمين وقطاعات الأعمال، مما يسهل وصولهم إلى الخدمات العدلية الإلكترونية بسرعة وسهولة. لقد سمعت قصصًا كثيرة عن أشخاص تمكنوا من إنجاز معاملاتهم وهم في منازلهم بفضل هذه المنصة.

منصة تراضي والمحكمة الإدارية العليا

في أروقة وزارة العدل، بزغ فجر جديد، يحمل بين طياته بشرى الصلح والتراضي. أُطلقت منصة تراضي، لتكون ملاذًا آمنًا لأطراف النزاع، ومساحة رحبة لمصلحي الوزارة والمصلحين المسجلين. هنا، يلتقي الخصوم، وجهًا لوجه أو عبر الأثير، لتبدأ رحلة البحث عن حلول تُرضي الجميع.

أتذكر جيدًا، كيف كانت قاعات المحاكم تعج بالمتخاصمين، وكيف كانت الإجراءات تستغرق وقتًا وجهدًا كبيرين. اليوم، بفضل منصة تراضي، أصبح كل شيء أكثر سلاسة ويسرًا. إجراءات مؤتمتة بالكامل، تبدأ بتقديم طلب الصلح، وتنتهي بتوثيق الاتفاق أو إعلان تعذره.

وفي عام 1438هـ، الموافق 2017م، شهدنا ميلاد صرح قضائي شامخ، هو المحكمة الإدارية العليا. هذه المحكمة، تمثل الذروة في سلم القضاء الإداري بالمملكة العربية السعودية، فهي الفيصل الأخير في الأحكام المعترض عليها، والصادرة من محاكم الاستئناف الإدارية. إنها صمام الأمان، الذي يضمن تطبيق العدالة على أكمل وجه.

ديوان المظالم

في خضم سعينا الدؤوب نحو التطور والتحسين، أطلق ديوان المظالم مبادرة رائدة تجسدت في مركز إدارة العمليات القضائية. أذكر جيدًا كيف كانت الإجراءات التقليدية تستغرق وقتًا وجهدًا كبيرين، ولكن مع هذا المشروع الطموح، شهدنا تحولًا جذريًا نحو الرقمنة في كل تفصيل ومرحلة من مراحل العمل القضائي.

هذا التحول لم يكن مجرد تغيير في الأدوات، بل كان بمثابة ثورة حقيقية أسهمت في تسريع وتيرة العمل بشكل ملحوظ، مع الحفاظ على أعلى مستويات الدقة والجودة في جميع الأعمال والمخرجات. وكأننا انتقلنا من عصر القلم والورق إلى عصر السرعة والكفاءة.

وفي هذا السياق، لا يمكن إغفال أهمية صدور نظام التنفيذ أمام ديوان المظالم في 27 محرم 1443هـ الموافق 4 سبتمبر 2021م، الذي عزز من قدرة الديوان على تحقيق العدالة الناجزة.

كما تم تعديل معيار الدعاوى المتأخرة ليصبح 150 يومًا من تاريخ قيد الدعوى في المحاكم الإدارية، و120 يومًا من تاريخ قيد الدعوى في محاكم الاستئناف الإدارية في مختلف مناطق المملكة. هذا التعديل كان له الأثر البالغ في رفع كفاءة المخرجات القضائية وتعزيز الشفافية، مما يعكس التزام ديوان المظالم بتحقيق أعلى معايير العدالة والإنصاف.

نتائج الإصلاحات القضائية

في عام 2019، وبينما كنت أتابع تقرير التنافسية العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، جنيف، لم يسعني إلا أن أشعر بالفخر بالتقدم الذي حققته المملكة في عدة مؤشرات قضائية وقانونية وتشريعية.

لقد تقدمنا 8 مراكز دولية في مؤشر الاستقلال القضائي، لنحتل المرتبة الـ 16 عالميًا.

وفي مؤشر كفاءة الإطار القانوني لتسوية النزاعات، قفزت المملكة أربعة مراكز لتحقق المرتبة الـ 17 عالميًا، وهو إنجاز نفخر به جميعًا. لم نكتفِ بذلك، بل حافظنا على ترتيبنا الـ 11 عالميًا في مؤشر مواءمة الإطار القانوني للأعمال الرقمية، وارتقينا 11 مركزًا في مؤشر كفاءة الإطار القانوني للطعن في اللوائح، ليصبح ترتيبنا الـ 18 عالميًا.

إضافة إلى ذلك، احتلت المملكة المرتبة الثالثة بين دول مجموعة العشرين (G20) والـ 11 عالميًا في محور الحوكمة التقنية، متقدمةً على دول عريقة مثل بريطانيا والصين. إنه دليل قاطع على التزامنا بالتطور والابتكار في كافة المجالات.

الجانب السياسي

سعى الأمير محمد بن سلمان إلى أن تتبنى المملكة العربية السعودية سياسات داخلية وخارجية تدعم أمنها واستقلالها، وتساهم في تطوير موقعها، وذلك بالاعتماد على إمكاناتها البشرية والاقتصادية والثقافية، وتاريخها الطويل في علاقات حسن الجوار، والانفتاح المتوازن والحكيم على العالم، مع الحفاظ على أسس وثوابت المملكة.

في إطار سياساته الداخلية، وضع الأمير محمد بن سلمان المواطن السعودي في صدارة اهتماماته، من خلال سلسلة من الإصلاحات والمبادرات والبرامج، بدأها بمكافحة الفساد، باعتبارها عاملًا أساسيًا في زيادة الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، وإعادة تنظيم الوزارات والمجالس والهيئات.

وتحديد أهدافها، وتعيين الكفاءات والمؤهلين القادرين على تنفيذ ممكنات التحول الوطني، وتقديم أعلى مستويات الخدمة، وأطلق رؤية السعودية 2030، التي تقوم على مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح.

تضمنت هذه الرؤية عددًا كبيرًا من المبادرات والفعاليات التي تهدف إلى تحقيق التميز في الأداء الحكومي، وتأسيس البنية التحتية اللازمة لتحسين عوامل التمكين الاقتصادي، ورفع مستوى المعيشة، وتقليل معدلات البطالة من خلال توفير فرص عمل في مختلف القطاعات.

تطوير البنية الاجتماعية والثقافية

تضمنت سياساته الداخلية تطوير البنية الاجتماعية والثقافية، وشهدت خطوات تمكين المرأة السعودية تسارعًا ملحوظًا بفضل إصدار العديد من القرارات والتشريعات والأنظمة التي تعزز مكانتها في المجتمع، لتصبح شريكًا فاعلًا في التنمية الوطنية في جميع المجالات وعلى كافة المستويات.

• تمكين المرأة السعودية: شهدت مكانة المرأة السعودية تحولًا تاريخيًا بفضل رؤية المملكة 2030، التي أولت اهتمامًا بالغًا بتمكين المرأة. تجلى ذلك في رفع نسبة مشاركتها في سوق العمل، وتقلدها مناصب قيادية في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة.
• تعزيز دور الشباب: عملت الدولة على تعزيز دور الشباب من خلال زيادة الفرص الوظيفية، وتوفير بيئة تدعم الإبداع وتسهم في نموه، وتفتح آفاقًا جديدة للطاقات الإبداعية لدى السعوديين.مبادرات لدعم الشباب

تجسد اهتمام الدولة بالشباب في إطلاق العديد من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى تطوير مهاراتهم وقدراتهم، وتمكينهم من المساهمة الفعالة في بناء مستقبل الوطن.  من بين هذه المبادرات:

• برنامج الابتعاث الخارجي الذي يتيح للشباب الدراسة في أفضل الجامعات العالمية واكتساب الخبرات والمعارف الحديثة.
• دعم ريادة الأعمال من خلال توفير التمويل والتوجيه للشباب الذين يرغبون في إنشاء مشاريعهم الخاصة.
• إطلاق منصات ومراكز لدعم الابتكار والإبداع، مثل حاضنات الأعمال ومسرعات النمو، التي تساعد الشباب على تحويل أفكارهم إلى مشاريع واقعية.

أثر هذه السياسات

ساهمت هذه السياسات التنموية بشكل كبير في تحقيق التنمية المستدامة في المملكة العربية السعودية، وتعزيز التقدم والازدهار في مختلف المجالات الحيوية.

يشمل ذلك قطاعات مثل الاقتصاد، والتعليم، والصحة، والبنية التحتية، حيث شهدت هذه القطاعات تحسينات ملحوظة بفضل الاستراتيجيات الحكومية الطموحة. على سبيل المثال، أدت الاستثمارات الكبيرة في الطاقة المتجددة إلى تقليل الاعتماد على النفط وتعزيز الاستدامة البيئية.

السياسة الخارجية الديناميكية

وفي إطار رؤية الأمير محمد بن سلمان، انتهجت المملكة سياسة خارجية ديناميكية، تتسم بالمبادرة والاستباقية، بما يتماشى مع التغيرات الجيوسياسية والجيواستراتيجية، واستغلال المقومات الوطنية من الثقل السياسي والقوة الاقتصادية، والمكانة الروحية، والعلاقات القوية مع قادة العالم، وتوسيع نطاق العلاقات الدولية للمملكة، وتنويع علاقاتها الاقتصادية.

بالإضافة إلى تنويع مصادر السلاح، ومصادر القوة العسكرية السعودية، بحيث لا تعتمد على مصدر واحد، وتنظيم أسعار النفط بما يخدم مصالح المملكة.

وقام سمو ولي العهد بزيارات وجولات خليجية وإقليمية ودولية لتعزيز التعاون الإيجابي، والعمل على فتح آفاق جديدة تتماشى مع التغيرات الدولية، واستقبل العديد من رؤساء العالم، وتم توقيع اتفاقيات أمنية وسياسية واقتصادية ساهمت في تعزيز العلاقات السعودية بالدول الكبرى.

الاقتصاد السعودي: رؤية نحو مستقبل مزدهر

في قلب رؤية السعودية 2030، يقف تطوير الاقتصاد الوطني ورفع الناتج المحلي الإجمالي كأولوية قصوى، يقودها الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد. أذكر جيدًا عندما أُعلنت الرؤية، وكيف استقبلها الشعب السعودي بأمل وتفاؤل، فهي تهدف إلى بناء اقتصاد قوي ومتنوع، يقلل من الاعتماد على النفط.

تهدف الرؤية إلى استغلال مواردنا الطبيعية وموقعنا الاستراتيجي الذي يربط بين قارات العالم، لتحويل اقتصادنا إلى اقتصاد مستدام يعتمد على الإنتاجية ومساهمة القطاع الخاص. لقد كانت لحظة فارقة في تاريخنا الاقتصادي، حيث بدأنا نرى مستقبلًا واعدًا يتجاوز النفط.

شهدت المملكة إصلاحات هيكلية في القطاعين الاقتصادي والمالي، مما ساهم في تعزيز النمو الاقتصادي مع الحفاظ على الاستقرار المالي. تم ذلك من خلال تطوير بيئة الأعمال وتمكين القطاع الخاص من دعم التنويع الاقتصادي والاستثمار في القطاعات غير المستغلة.

وتحسين البيئة الاستثمارية وأنظمة البنوك لزيادة جاذبيتها للمستثمرين المحليين والأجانب. أذكر كيف بدأت الشركات الناشئة تزدهر، وكيف تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر إلى المملكة.

في عام 1436هـ/2015م، صدر قرار مجلس الوزراء رقم (270) بربط صندوق الاستثمارات العامة بمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، برئاسة الأمير محمد بن سلمان. يساهم الصندوق في إطلاق قطاعات جديدة.

وتوليد فرص عمل، وإنشاء وتأسيس الشركات، من خلال امتلاكه محافظ استثمارية رائدة ترتكز على الاستثمار في الفرص الواعدة محليًّا وعالميًّا، مما يجعله أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم. لقد كان هذا القرار بمثابة نقطة تحول، حيث أصبح الصندوق محركًا رئيسيًا للتنويع الاقتصادي والتنمية المستدامة.

برنامج التحول الوطني ودوره في التنمية الاقتصادية

في عام 1437هـ/2016م، أُطلق برنامج التحول الوطني بهدف تطوير الأداء الحكومي وتأسيس البنية التحتية اللازمة لتحسين عوامل التمكين الاقتصادي ورفع مستوى المعيشة. ويستند البرنامج إلى ثمانية أبعاد استراتيجية تشمل الارتقاء بالرعاية الصحية، وتحسين مستويات المعيشة والسلامة.

وضمان استدامة الموارد الحيوية، وتعزيز التنمية المجتمعية وتنمية القطاع غير الربحي، وتحقيق التميز في الأداء الحكومي، وتمكين فئات المجتمع من دخول سوق العمل ورفع جاذبيته، والإسهام في تمكين القطاع الخاص، وتطوير القطاع السياحي والتراث الوطني.

يسعى البرنامج إلى تحقيق 34 هدفًا استراتيجيًّا تمثل 35% من أهداف رؤية السعودية 2030، ويغطي نطاق عمله سبع وزارات قائدة للأهداف الاستراتيجية، وأكثر من 50 جهة مشاركة من هيئات ومراكز حكومية.

وفي عام 1439هـ/2017م، وافق مجلس الوزراء على تعديل النظام الأساسي لصندوق التنمية الصناعية السعودي، بهدف توسيع نطاق دعمه لعدد من القطاعات الجديدة والواعدة في مجالات الصناعة والتعدين والطاقة والخدمات اللوجستية.

صندوق التنمية الوطني واستراتيجيته

في يوم من أيام عام 1439هـ، الموافق 3 أكتوبر 2017م، صدر أمر ملكي بتأسيس صندوق التنمية الوطني. كان الهدف من هذا الصندوق هو الارتقاء بمستوى أداء الصناديق والبنوك التنموية، ومواكبة تطلعات التنمية والاحتياجات الاقتصادية التي تتواكب مع رؤية السعودية 2030.

في يوم مشرق من أيام شعبان لعام 1443هـ، وتحديدًا في 14 مارس 2022م، أطلق الأمير محمد بن سلمان، خلال رئاسته لاجتماع مجلس الإدارة، استراتيجية الصندوق. كانت الرؤية واضحة: دعم أهداف التنمية المستدامة في جميع القطاعات الاقتصادية، وتحويل الصندوق إلى مؤسسة تمويلية وطنية متكاملة تسهم في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.

يهدف الصندوق، من خلال الصناديق والبنوك التنموية التابعة له، إلى تحفيز مساهمة القطاع الخاص بأكثر من ثلاثة أضعاف التأثير التنموي في اقتصاد المملكة بحلول عام 2030م.

ويسعى الصندوق أيضًا إلى المساهمة في نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للمملكة بضخ ما يزيد على 570 مليار ريال سعودي بحلول عام 2030م. كما يطمح الصندوق إلى مضاعفة حصة الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بأكثر من ثلاثة أضعاف، لتصل إلى 605 مليارات ريال سعودي بحلول عام 2030م، بالإضافة إلى توفير العديد من فرص العمل في المملكة بحلول عام 2030م.

برامج ومبادرات لدعم النمو الاقتصادي

في عام 1440هـ (2019م)، انطلق برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية (نِدلب)، كأحد برامج رؤية السعودية 2030. كان الهدف واضحًا: تحويل المملكة إلى قوة صناعية رائدة ومنصة لوجستية عالمية. تخيلوا معي، تكامل بين قطاعات النمو الأربعة: الصناعة، والتعدين، والطاقة، والخدمات اللوجستية. استغلال أمثل للموارد، بيئة استثمارية جاذبة، وتنويع اقتصادي مستدام.

بعد ذلك، وفي شعبان 1442هـ (مارس 2021م)، أُطلق برنامج تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص “شريك”، بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان. الهدف؟ زيادة الاستثمارات المحلية لشركات القطاع الخاص لتصل إلى 5 تريليونات ريال سعودي بحلول عام 2030م.

وفي 24 جمادى الآخرة 1444هـ (17 يناير 2023م)، أعلن الأمير محمد بن سلمان عن إطلاق صندوق الفعاليات الاستثماري برئاسة سموه. يهدف هذا الصندوق إلى تأمين بنية تحتية مستدامة لدعم أربعة قطاعات حيوية: الثقافة، والسياحة، والترفيه، والرياضة. يطمح الصندوق إلى بناء شراكات استراتيجية لتطوير هذه القطاعات، وجذب الاستثمارات الخارجية، وزيادة العوائد المالية المستدامة عبر تطوير أكثر من 35 موقعًا فريدًا بحلول عام 2030م.

مشاريع السعودية الكبرى ورؤية 2030

في خضم سعينا الدؤوب نحو مستقبل مشرق، انطلقت رؤية السعودية 2030 كمنارة تضيء دروب التنمية والازدهار. أذكر جيدًا تلك اللحظة التي أُعلنت فيها الرؤية، وكيف استقبلها الشعب السعودي بحماس وتفاؤل، فهي لم تكن مجرد خطة عمل، بل كانت حلمًا بدأ يتحقق على أرض الواقع.

من بين المشروعات الطموحة التي تجسد هذه الرؤية، نجد المعارض الفنية النابضة بالحياة، والمسارح التي تعج بالإبداع، ومراكز المؤتمرات التي تستضيف قادة الفكر، بالإضافة إلى حلبات سباقات الخيل الأصيلة، وميادين الرماية التي تعكس تراثنا العريق، وساحات سباقات السيارات التي تجذب عشاق السرعة والإثارة. هذه المشروعات، وغيرها الكثير، تنتشر في ربوع المملكة، حاملةً معها بذور التغيير والتطور.

تتبنى صندوق الاستثمارات العامة استراتيجية فريدة ترتكز على الممارسات البيئية والاجتماعية، وتسعى جاهدة لتحقيق أهدافها النبيلة من خلال ثلاثة محاور رئيسية: تحسين البيئة، وإثراء المجتمعات المحلية، والالتزام بأعلى معايير الحوكمة الرشيدة.

هذه المبادرات الطموحة تدعم أهداف رؤية السعودية 2030 في تنويع مصادر الدخل غير النفطية، وتوفير بيئة محفزة لإقامة شراكات استراتيجية، وزيادة فرص العمل المتاحة للمواطنين، وإنشاء بنية تحتية مستدامة. تهدف هذه البنية التحتية إلى زيادة المساهمة الاقتصادية لقطاع السياحة من 3% من الناتج المحلي الإجمالي إلى 10%، وجذب 150 مليون زائر بحلول عام 2030م، مما يحقق طموح المملكة في أن تصبح واحدة من أبرز الدول استقبالاً للسياح على مستوى العالم، والمساهمة في الناتج المحلي الإجمالي بما يعادل 28 مليار ريال بحلول عام 2045م.

لقد أسهمت الجهود الحثيثة في دفع عجلة التنمية في قطاعات حيوية، منها قطاع الطاقة، وذلك من خلال تنفيذ عدد من مشروعات الطاقة المتجددة في مختلف أنحاء المملكة، مع الاستمرار في تطوير قطاعي النفط والغاز، وشمل ذلك زيادة القدرة الإنتاجية للغاز في المملكة. بالإضافة إلى قطاع التعدين، وذلك عبر إطلاق نظام الاستثمار التعديني، وتحسين البنية التحتية للخدمات اللوجستية والاستثمار، وقطاع السياحة والترفيه. تعمل رؤية السعودية على تعزيز تطوير المواقع السياحية وفقًا لأعلى المعايير العالمية، وتسهيل إجراءات إصدار التأشيرات للزوار، وتأهيل المواقع التاريخية والتراثية وتطويرها، وإقامة الفعاليات والمواسم التي حققت أرقامًا قياسية في عدد الحضور.

إنجازات النمو الاقتصادي

في حكايات النمو الاقتصادي، تبرز المملكة العربية السعودية كلاعب رئيسي، مسجلةً قفزات نوعية في مختلف القطاعات. أتذكر جيدًا كيف كانت الأخبار تتصدر العناوين في عام 2021، حين حققت المملكة نموًا بلغ 5.6%، لتصبح بذلك من بين الدول الأسرع نموًا على مستوى العالم.

هذا النمو لم يكن مجرد رقمًا عابرًا، بل كان شهادة على رؤية اقتصادية طموحة وجهود دؤوبة. وفي الربع الأول من عام 2023، استمر هذا الزخم، حيث سجل الناتج المحلي الإجمالي نموًا سنويًا بنسبة 3.8%. كان أداء القطاع الخاص غير النفطي محركًا أساسيًا لهذا النمو، بالإضافة إلى نمو الأنشطة النفطية بنسبة 1.4%. والأكثر إثارة للإعجاب كان ارتفاع الأنشطة غير النفطية بنسبة 5.4% في الفترة نفسها، مما يعكس تنوعًا اقتصاديًا واعدًا.

الرياض تتألق باستضافة إكسبو 2030

في يوم تاريخي، 28 نوفمبر 2023 الموافق 14 جمادى الأولى 1445هـ، سطع نجم الرياض، حيث تم اختيارها لاستضافة معرض إكسبو 2030. هذا الحدث العالمي، الذي سيقام في الفترة من أكتوبر 2030 إلى مارس 2031، يمثل فرصة ذهبية للمملكة لتأكيد مكانتها كمركز عالمي للابتكار والثقافة.

الاختيار جاء خلال اجتماع الجمعية العمومية للمكتب الدولي للمعارض (173) في باريس. ملف المملكة حصد 119 صوتًا من الدول الأعضاء، متفوقًا على مدينتي بوسان الكورية الجنوبية وروما الإيطالية اللتين تنافستا على الاستضافة.

هذا الفوز لم يكن مجرد حدثًا عابرًا، بل كان تتويجًا لجهود دبلوماسية حثيثة ورؤية واضحة المعالم.

إن استضافة إكسبو 2030 في الرياض تعكس ثقة العالم في قدرة المملكة على تنظيم حدث بهذا الحجم، كما أنها فرصة لعرض التقدم الحضاري والاقتصادي الذي تشهده البلاد.

مكانة المملكة الاقتصادية

في خضم سعينا الدؤوب نحو التميز، سطع نجم المملكة العربية السعودية لتتبوأ مكانة مرموقة ضمن أكبر 20 اقتصادًا عالميًا. أصبحت المملكة عضوًا فاعلًا في مجموعة العشرين، ولاعبًا رئيسيًا في الاقتصاد العالمي وأسواق النفط العالمية.

أتذكر جيدًا كيف كانت بداياتنا، واليوم، نفخر بأننا القوة الاقتصادية الأكبر في الشرق الأوسط، نسجل أعلى نمو في الناتج المحلي الإجمالي. نتمتع بنظام مالي قوي وقطاع بنكي فعال، وشركات حكومية عملاقة يقودها كوادر سعودية مؤهلة تأهيلًا عاليًا.

لقد أسسنا قاعدة اقتصادية متنوعة تركز على المجالات الواعدة، مثل الصناعات التحويلية، والطاقة ومشتقاتها، والتعدين، وقطاع سياحة الأعمال، وصناعة تقنية المعلومات.

واكبنا هذه التطويرات ببناء مشاريع اقتصادية عملاقة، تجسد طموحاتنا وتطلعاتنا نحو مستقبل مزدهر، مثل مدينة نيوم، ومشروع ذا لاين، ومشروع البحر الأحمر، ومشروع القدية، ومشروع بوابة الدرعية، ومدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك)، ومشروع تطوير العلا.

طرح أسهم أرامكو للاكتتاب العام

في رحلة التحول الاقتصادي التي بدأها الأمير محمد بن سلمان، كان الهدف واضحًا: تقليل اعتماد المملكة على النفط وتنويع مصادر الدخل. أتذكر جيدًا كيف كان الحديث عن طرح جزء من أسهم شركة أرامكو للاكتتاب العام يملأ المجالس، وكأنه حلم يتحقق أمام أعيننا.

في 20 ربيع الأول 1441هـ، الموافق 17 نوفمبر 2019م، تحول الحلم إلى واقع. ثلاثة مليارات سهم، أي ما يعادل 1.5% من أسهم الشركة، طُرحت للاكتتاب، مع تخصيص مليار سهم للأفراد. كان سعر السهم الواحد محددًا عند 32 ريالًا، وكأننا نشارك في كتابة فصل جديد من تاريخ أرامكو.

بعد أسابيع قليلة، في 14 ربيع الآخر 1441هـ، الموافق 11 ديسمبر 2019م، بدأت أسهم أرامكو بالتداول رسميًا في سوق الأسهم السعودي. القيمة السوقية للشركة وصلت إلى 6.4 تريليونات ريال، ما يعادل 1.71 تريليون دولار، لتتجاوز بذلك قيمة عمالقة الشركات مثل أبل.

في 25 ذو القعدة 1445هـ، الموافق 2 يونيو 2025م، أعلنت أرامكو السعودية عن طرح عام ثانوي لأسهمها. هذه المرة، كان حجم الطرح 1.545 مليار سهم، تمثل حوالي 0.64% من الأسهم المصدرة، وبنطاق سعري يتراوح بين 26.7 ريالًا و29 ريالًا للسهم الواحد.

وفي 5 ذو الحجة 1445هـ، الموافق 11 يونيو 2025م، اكتملت عملية الطرح الثانوي. تم بيع كامل الأسهم المطروحة، والتي بلغت 1.545 مليار سهم. هذا الطرح يُعتبر الأكبر من نوعه في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا منذ عام 2000م، والأكبر في منطقة الشرق الأوسط بعد الطرح الأولي في 2019م.

الجانب الدبلوماسي

في خضم الأحداث العالمية المتسارعة، برزت المملكة العربية السعودية كقوة مؤثرة، وذلك بفضل الجهود الدبلوماسية الحثيثة التي قادها صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. أذكر جيدًا كيف كانت المملكة، بتوجيهات سموه، ترتكز في سياستها الخارجية على مبادئ راسخة، قوامها حسن الجوار، واحترام سيادة الدول والقوانين الدولية، والمشاركة الفعالة في المجتمع الدولي.

في عام 2022، شهدت بنفسي كيف قام الأمير محمد بن سلمان بجولة آسيوية تاريخية، بدءًا من إندونيسيا، مرورًا بكوريا الجنوبية، وصولًا إلى تايلاند. كانت قمة قادة دول مجموعة العشرين في إندونيسيا، وقمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في تايلاند، محطتين بارزتين في هذه الجولة. لقد تجسد في هذه الزيارات حرص المملكة على تعزيز التعاون الثنائي في شتى المجالات، والتعبير عن أهداف وتطلعات رؤية السعودية 2030.

كنت شاهدًا على الجهود الدولية المكثفة التي سبقت هذه الجولة، وبالتحديد في قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر ومنتدى مبادرة السعودية الخضراء، اللذين انعقدا في شرم الشيخ، مصر، بالتزامن مع مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (COP 27) في نوفمبر 2022.

أتذكر جيدًا كيف شهدت العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية تطورًا ملحوظًا، نحو تعزيز التعاون والتفاهم المشترك في كافة المجالات. لقد كانت المملكة تسعى جاهدة لتعزيز علاقاتها وشراكاتها الثنائية مع مختلف القوى الدولية المؤثرة، وإقامة علاقات متوازنة تخدم أهدافها وتحمي مصالحها.

كما لا أنسى كيف عززت الدبلوماسية السعودية التعاون الثنائي مع جمهورية روسيا الاتحادية، من خلال الزيارات المتبادلة بين الأمير محمد بن سلمان والرئيس فلاديمير بوتين. لقد أرسى ذلك أسسًا متينة للتفاهم في مجالات الطاقة والاستثمارات في البنية التحتية، والعمل المشترك على تحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة، بما يضمن التوازن بين مصالح المستهلكين والمنتجين.

الاستدامة البيئية في صميم رؤية السعودية 2030

في خطابه، أكد الأمير محمد بن سلمان أن العمل الجاد لمواجهة التغير المناخي ليس مجرد ضرورة بيئية، بل هو محرك أساسي لتعزيز القدرة التنافسية وخلق ملايين الوظائف. لقد لمس سموه تطلعات الجيل الصاعد في المملكة، الذي يطالب بمستقبل مشرق وأكثر استدامة، مؤكدًا أن هذا المطلب هو ما يجب على القيادة العمل على تحقيقه. هذا التصريح ليس مجرد كلمات، بل هو شهادة حية على الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة لتحسين الوضع البيئي، حيث أصبحت الاستدامة عنصراً جوهرياً في التخطيط، وبناء البنية التحتية، وتطوير السياسات، والاستثمار، كل ذلك في إطار رؤية السعودية 2030. بالإضافة إلى ذلك، تولي المملكة اهتماماً كبيراً بمواجهة التحديات المعاصرة في مجالي الطاقة والمناخ، وذلك للمساهمة الفعالة في بناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة.

رحلة التحول: مبادرات وبرامج رائدة

ولتحقيق هذه الغاية الطموحة، أُطلقت العديد من البرامج والمبادرات التي تعكس التزام المملكة الراسخ بحماية البيئة وتعزيز الاستدامة. فيما يلي أبرز محطات هذه الرحلة:

• 2017: شهد هذا العام إطلاق مبادرة الملك سلمان للطاقة المتجددة، والإعلان عن البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، بالإضافة إلى تأسيس الشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير (سرك).
• 2018: تم إنشاء مجلس للمحميات الملكية، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للبيئة، وتأسيس القوات الخاصة للأمن البيئي، مما يعكس الاهتمام المتزايد بحماية التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية.
• 2019: انضمت المملكة إلى التحالف الدولي للطاقة الشمسية، وتم تأسيس خمسة مراكز متخصصة في مجالات البيئة المختلفة. كما شهد هذا العام إطلاق مشروع الرياض الخضراء، وبدء أنشطة الإدارة المتكاملة للنفايات وإعادة تدويرها في مدينة الرياض، بالإضافة إلى تأسيس صندوق البيئة وإطلاق مشروع دومة الجندل لطاقة الرياح.
• 2020: خلال رئاستها لقمة مجموعة العشرين G20 في الرياض، تبنت المملكة مبادرة الاقتصاد الدائري للكربون. كما تم الإعلان عن مبادرتين للحد من تدهور الأراضي والموائل الفطرية البرية، وتأسيس المنصة العالمية لتسريع البحث والتطوير للحفاظ على الشعاب المرجانية، وإنشاء المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي.
• 2021: أُطلقت مبادرة السعودية الخضراء و مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وانضمت قولف السعودية إلى مبادرة الأمم المتحدة إطار العمل الرياضي من أجل المناخ. كما تم إطلاق محطة سكاكا للطاقة الشمسية، وإدراج جزر فرسان ضمن برنامج الإنسان والمحيط الحيوي التابع لليونسكو. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت المملكة عن استهدافها الوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2060م، من خلال اتباع نهج الاقتصاد الدائري للكربون المستدام اقتصاديًا لإدارة الانبعاثات الكربونية. وشملت هذه الاستراتيجية أربع ركائز أساسية تتفق مع رؤية السعودية 2030، وهي: التخفيض، وإعادة الاستخدام، والتدوير، والإزالة. وأُطلق أيضًا البرنامج الوطني للاقتصاد الدائري للكربون، وانضمت السعودية إلى التعهد العالمي بشأن الميثان وإلى التحالف العالمي للمحيطات.
• 2022: انضمت المملكة، ممثلةً في اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، إلى مبادرة الأمم المتحدة إطار العمل الرياضي من أجل المناخ.
• 2023: تم توقيع عقد لدراسة وإعداد وثيقة الكود السعودي لمصادر المياه واستخداماتها.

هذه المبادرات والبرامج المتنوعة تعكس رؤية المملكة الطموحة نحو مستقبل أكثر استدامة، وتؤكد التزامها الراسخ بحماية البيئة والمساهمة الفعالة في الجهود العالمية لمواجهة التغير المناخي.

مبادرات نوعية لحماية البيئة

وفي كلمته الافتتاحية لمنتدى مبادرة السعودية الخضراء، أعلن الأمير محمد بن سلمان عن إطلاق الحزمة الأولى من المبادرات النوعية في المملكة، لتكون بمثابة خارطة طريق لحماية البيئة ومواجهة تحديات التغير المناخي. وأشار إلى إطلاق المملكة مبادرات في مجال الطاقة من شأنها تخفيض الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030م.

مشاريع الطاقة المتجددة

تم إطلاق مشاريع مميزة لتنويع مصادر الطاقة، مثل برنامج مزيج الطاقة الأمثل لإنتاج الكهرباء، الذي يهدف إلى أن تصل نسبة الطاقة المستهلكة من المصادر المتجددة إلى 50% بحلول عام 2030م. وتعتبر مشاريع الطاقة المتجددة أحد المحركات الرئيسة لتحقيق الاستدامة، والتي ستساهم في تجنب الانبعاثات الكربونية، وخفض التكاليف، ومكافحة تغير المناخ.

مدينة ذا لاين الذكية

تجسد مدينة ذا لاين الذكية الواقعة في منطقة نيوم مبادئ المسؤولية البيئية في لوائح الأعمال، وذلك لتعزيز الممارسات القائمة على التنمية المستدامة ومصادر الطاقة المتجددة، حيث سيتم دعمها بالطاقة المتجددة بنسبة 100%، ضمن المساحات المفتوحة، والمتنزهات، والحدائق، والبيئة الطبيعية، والإنتاج الغذائي المستدام.

جوائز عالمية

نتيجة لهذه الجهود، حصدت الشركة السعودية للكهرباء جائزة المملكة العربية السعودية للإدارة البيئية في العالم الإسلامي، عن فرع أفضل تطبيقات الإدارة البيئية، وذلك خلال حفل المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء البيئة بحضور 56 دولة إسلامية، في 9 أكتوبر 2019م.

كما حققت المملكة، ممثلة في وزارة البيئة والمياه والزراعة، إنجازًا عالميًا بحصولها على جائزة الجهة الحكومية الأفضل عالميًا في قطاع المياه لعام 2021م، من خلال مشاركتها في مؤتمر قمة المياه العالمية، والذي جرت فعالياته في العاصمة الإسبانية مدريد، خلال الفترة من 16- 18 مايو 2022م.

وفازت السعودية، ممثلة في وزارة البيئة والمياه والزراعة، بجائزة القمة العالمية والمرتبة الأولى لمجتمع المعلومات لعام 2023م، عن فئة البيئة الرقمية، بعد استيفاء المتطلبات والمعايير التقنية للجائزة، والمواءمة مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (SDGs).

الجانب الإنساني

في إطار رؤية السعودية 2030، يهدف الأمير محمد بن سلمان إلى زيادة مساهمة القطاع غير الربحي لتصل إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030. يرمي هذا الهدف إلى دعم وتسهيل الأعمال الخيرية والتطوعية، وتعزيز مشاركة المواطنين في تقديم المساعدة والدعم لجميع أفراد المجتمع، مما أدى إلى زيادة عدد المتطوعين بمقدار 20 ضعفًا بين عامي 2015 و2022.

في 11 شعبان 1440هـ الموافق 16 أبريل 2019م، تم تأسيس المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، الذي يتبع تنظيميًا لرئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان. كما ترأس سموه مجلس إدارة مدارس الرياض غير الربحية ومجلس أمناء مركز الملك سلمان للشباب، وهو مؤسسة خيرية.

أنشأ الأمير محمد بن سلمان برنامج سند محمد بن سلمان بهدف تلبية مختلف احتياجات المجتمع وتقديم الدعم المادي للمواطنين. يشمل البرنامج عدة مبادرات وبرامج، مثل مبادرة سند الزواج، التي تهدف إلى تخفيف أعباء الزواج عن المتزوجين حديثًا، ومبادرة أسرة مستقرة التي تسعى إلى الوصول إلى شريحة واسعة من المستفيدين لتمكين استقرار الأسرة السعودية، إضافة إلى مبادرة العيش باستقلالية للتمكين التقني لذوي الإعاقة، بهدف مساعدتهم في مواجهة التحديات والتواصل مع محيطهم ومجتمعهم.

من خلال مؤسسة مسك، التي وجه الأمير محمد بن سلمان بتأسيسها في عام 1432هـ الموافق 2011م ويرأس مجلس إدارتها، يسعى سموه إلى تعزيز المبادرات وتشجيع الإبداع لضمان استدامتها ونموها، وذلك للمساهمة في بناء العقل البشري. تدعم المؤسسة تمكين الشباب السعودي في مجالات التعليم وريادة الأعمال كمجال أساسي، والعلوم والتقنية كمجال مساند، من خلال تصميم البرامج وبناء الشراكات مع المنظمات المحلية والعالمية، لدعم الجهود المبذولة في بناء مجتمع متقدم قائم على المعرفة.

الجانب الديني

في عهد الأمير محمد بن سلمان، شاهدت بنفسي كيف أولى اهتمامًا بالغًا لترسيخ تعاليم الدين السمحة. لقد كانت جهوده واضحة في نشر قيم التسامح والوسطية والاعتدال، ونبذ الكراهية والتطرف، ومحاربة التشدد الذي تضررت منه دول ومجتمعات كثيرة.

أتذكر جيدًا سعيه لإصلاح الشؤون الدينية الداخلية، حين صدر في 4 رجب 1437 هـ الموافق 11 أبريل 2016م تنظيم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. لقد كان التنظيم الجديد يهدف إلى استبدال التنظيم السابق، ونصت فقراته على أن يكون أعضاؤها من ذوي المؤهلات العلمية التي تحددها اللائحة التنفيذية للتنظيم، والتعامل باللين، وحصر البلاغات في حال وجود مخالفات بمذكرات إبلاغ رسمية إلى الشرطة أو الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، بحسب الاختصاص، بما في ذلك إجراءات الضبط الجنائي والإداري والتحفظ والمتابعة والمطاردة والإيقاف والاستجواب والتثبت من الهوية والتحقيق والقبض في أي بلاغ ذي صلة باختصاص الهيئة.

في عام 2015م، شهدت تأسيس مشروع سلام للتواصل الحضاري، والذي كان بمثابة مشروع وطني يهدف إلى مساندة الجهود القائمة في مجال التواصل الحضاري. كان المشروع يرتكز على ثلاثة توجهات رئيسة، هي البناء المعرفي، والتنمية وبناء القدرات، والممارسة الفاعلة، بالإضافة إلى المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف اعتدال، والذي يعد أول مركز من نوعه لتتبع ومكافحة مصادر تمويل الإرهاب، سواء على مستوى الأفراد أو المنظمات.

لقد رافقت جهود الأمير محمد بن سلمان مجموعة من القرارات الإصلاحية، وأذكر منها صدور مرسوم ملكي بتاريخ 27 ذي القعدة 1440هـ الموافق 30 يوليو 2019م، بمنح النساء اللاتي يبلغن من العمر 21 عامًا فأكثر الحق في طلب إصدار أو تجديد جوازات السفر، والسفر خارج المملكة دون الحاجة لتصريح. كما أصدر اتحاد الغرف السعودية في ذي الحجة 1442هـ الموافق يوليو 2021م تعميمًا وجه فيه باستمرار فتح المحلات، ومزاولة الأنشطة التجارية والاقتصادية خلال أوقات الصلوات. ورحبت المملكة العربية السعودية باعتماد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مشروع قرار مكافحة الكراهية الدينية التي تشكل تحريضًا على التمييز أو العداء أو العنف، تجسيدًا لمبادئ احترام الأديان والثقافات، وتعزيزًا للقيم الإنسانية التي يكفلها القانون الدولي.

لم يقتصر الأمر على ذلك، بل شهد التعليم عددًا من الإصلاحات، وطورت المناهج في المدارس، من خلال تنقيتها من شوائب التطرف وكراهية الآخر.

الجانب الرياضي

في قلب المملكة العربية السعودية، بدأت قصة تحول رياضي طموح، يهدف إلى تعزيز نمط حياة صحي ومستدام. أتذكر جيدًا كيف كانت البداية، مع إطلاق حزمة من المشاريع الرياضية الرائدة التي تهدف إلى تحسين الصحة العامة والمحافظة على اللياقة البدنية للمواطنين.

من بين هذه المشاريع، يبرز المسار الرياضي بالرياض، ومشروع القدية الطموح، وحديقة الملك سلمان الغنّاء، بالإضافة إلى مبادرة الرياض الخضراء التي تهدف إلى زيادة المساحات الخضراء في العاصمة.

لم تقتصر الجهود على ذلك، بل امتدت لتشمل مشاريع المسارات المخصصة للمشي، التي تحولت إلى مراكز جذب رياضية متكاملة. هذه المسارات مزودة بالملاعب الرياضية، والمساحات الخضراء الواسعة، ومضامير مخصصة للدراجات الهوائية، مثل ممشى واجهة جدة البحرية، وممشى طريق الأمير سعود بن عبدالمحسن في حائل، وممشى ومتنزه الحمراء في الخبر، وممشى جادة قباء في المدينة المنورة.

رؤية 2030 والقطاع الرياضي

أتذكر كلمات الأمير محمد بن سلمان، عندما أكد أن بناء قطاع رياضي فعّال هو جزء لا يتجزأ من رؤية السعودية 2030، التي تسعى إلى بناء مجتمع حيوي. تهدف الرؤية إلى الارتقاء بمكانة الرياضة في المملكة لتتبوأ مكانة متقدمة على المستوى العالمي، وتحقيق أفضل النتائج للمنتخبات الوطنية، والأندية الرياضية، والممارسين. كما تهدف إلى زيادة عدد ممارسي الرياضة في المجتمع، والمساهمة في رفع متوسط العمر، وزيادة نسبة الممارسين للرياضة من 13% في عام 2018م إلى 29.7% في عام 2021م.

• استضافة الفعاليات الرياضية العالمية: لم تكتف المملكة بتطوير البنية التحتية الرياضية، بل حرصت أيضًا على تنظيم العديد من المناسبات والبطولات الرياضية العالمية. أذكر جيدًا كيف استقبلنا بحماس رالي داكار في عام 2020م، وكيف استمتعنا بسباقات الفورمولا 1، وفورمولا إي الدرعية، وبطولة ريتشارد ميل العلا لبولو الصحراء، وبطولة السعودية الدولية للجولف، وبطولات كأس السوبر الإيطالي، وكأس السوبر الإسباني، وبطولة طواف السعودية للدراجات الهوائية.
• يا له من فخر عندما تم اختيار الرياض لاستضافة ألعاب المنظمة الدولية للرياضة للجميع (TAFISA) لعام 2028م، لتكون بذلك أول مدينة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تستضيف هذه الألعاب العالمية.
• مبادرات وزارة الصحة لتعزيز الصحة العامة: لم تقتصر الجهود على الجانب الرياضي فقط، بل امتدت لتشمل مبادرات وزارة الصحة، التي أطلقت المشروع الوطني للمشي، بهدف رفع متوسط العمر المتوقع من 74 إلى 80 عامًا، وذلك من خلال تعزيز ثقافة المشي في المجتمع. يتضمن المشروع مسابقات، وتطبيقات، ودورات تدريبية، وفعاليات ميدانية، تستهدف جميع الشرائح العمرية.
• برنامج جودة الحياة وتطوير القطاع الرياضي: أتذكر كيف دعم برنامج جودة الحياة التأهيل والتدريب للكوادر الوطنية في القطاع الرياضي، وكيف حقق تطورًا ملحوظًا شمل وضع استراتيجيات للقطاع الرياضي وتمكين القطاع الخاص، بالإضافة إلى استضافة الفعاليات العالمية، وتحقيق العديد من الإنجازات الرياضية على الصعيدين المحلي والدولي.

تطوير المنشآت الرياضية

لم يغفل القائمون على الأمر أهمية تطوير المنشآت الرياضية، حيث خصصت وزارة الرياضة مبلغ 160 مليون ريال ضمن مبادراتها لتطوير المنشآت الرياضية، وذلك بهدف تحقيق التطوير الشامل والجزئي لهذه المنشآت، وتوفير الدعم اللازم لتحفيز الأندية على تطوير وتحسين المنشآت والملاعب الرياضية، وفقًا لاحتياجات كل منشأة.

• الاستراتيجية الوطنية للتدريب الرياضي: تأتي مبادرة تطوير وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتدريب الرياضي ضمن مبادرات برنامج جودة الحياة، وتنفذها وزارة الرياضة من خلال عدة جهات، بما في ذلك معهد إعداد القادة.
• الاتحاد السعودي للرياضة للجميع: تأسس الاتحاد السعودي للرياضة للجميع في عام 2018م، وهو الجهة الرئيسة المسؤولة عن تطوير الرياضات المجتمعية بهدف زيادة نسبة ممارسة الأنشطة البدنية إلى 40% من سكان المملكة بحلول عام 2030م.

دورة الألعاب السعودية

في 3 ربيع الآخر 1444هـ الموافق 28 أكتوبر 2022م، افتتحت النسخة الأولى من دورة الألعاب السعودية، التي تُعد أكبر حدث رياضي وطني، بمشاركة أكثر من 6000 رياضي و2000 مشرف فنّي وإداري، يمثلون أكثر من 200 نادٍ سعودي. أقيمت الدورة على استاد الملك فهد الدولي (مدينة الملك فهد الرياضية حاليًّا) في العاصمة الرياض، بهدف بناء بيئة رياضية مثالية للتنافس بين الرياضيين في مختلف الرياضات، وزيادة عدد ممارسي الرياضة في السعودية، واكتشاف جيل جديد من الأبطال الرياضيين.

ترتبط الدورة ببرنامج رياضيي النخبة لاكتشاف المواهب الجديدة، كما تسعى إلى رفع مستوى قدرات السعودية على تنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى، تحقيقاً لمستهدفات رؤية السعودية 2030.

الفعاليات الاستثمارية في السعودية: قصة رؤية طموحة

في قلب المشهد الاقتصادي المتنامي للمملكة العربية السعودية، بزغ فجر صندوق الفعاليات الاستثماري، برئاسة الأمير محمد بن سلمان. أُعلن عن هذا الصندوق بهدف سامٍ: تطوير بنية تحتية متينة ومستدامة، تكون بمثابة الركيزة الأساسية لأربعة قطاعات حيوية تشكل مستقبل المملكة، وهي الثقافة، والسياحة، والترفيه، والرياضة.

مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية: في الخامس من يونيو لعام 2023، الموافق 16 ذي القعدة 1444هـ، شهدنا إطلاق مشروع طموح للاستثمار والتخصيص في الأندية الرياضية، بقيادة ولي العهد. هذا المشروع، الذي جاء بعد استكمال المرحلة الأولى من الإجراءات التنفيذية، يحمل في طياته رؤية لتحقيق نقلة نوعية في عالم الرياضة السعودية بحلول عام 2030.

تهدف هذه المبادرة إلى بناء جيل رياضي متميز، قادر على المنافسة على الصعيدين الإقليمي والعالمي. ولا يقتصر الطموح على ذلك، بل يمتد ليشمل تطوير كرة القدم السعودية ومنافساتها، بهدف الوصول بالدوري السعودي إلى قائمة أفضل 10 دوريات في العالم.

كما يسعى المشروع إلى زيادة إيرادات رابطة الدوري السعودي للمحترفين من 450 مليون ريال إلى أكثر من 1.8 مليار ريال سنويًّا، ورفع القيمة السوقية للدوري من ثلاثة مليارات إلى أكثر من ثمانية مليارات ريال.

استضافة الأحداث الرياضية الكبرى

المملكة العربية السعودية تتأهب لاستضافة دورة الألعاب العربية 2027، وهو حدث يعكس الثقة الدولية في قدرة المملكة على تنظيم فعاليات رياضية عالمية المستوى. بالإضافة إلى ذلك، فازت السعودية بحق تنظيم دورة الألعاب الآسيوية الرياض 2034، وهي المرة الأولى في تاريخها التي تستضيف فيها هذا الحدث الضخم.

وتستعد مدينة تروجينا، وجهة السياحة الجبلية العالمية في نيوم، لاستضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029، مما يبرز التنوع الجغرافي والثقافي للمملكة وقدرتها على استضافة فعاليات رياضية في مختلف البيئات.

الترشح لاستضافة كأس العالم 2034

 في الرابع من أكتوبر 2023، الموافق 19 ربيع الأول 1445هـ، أعلنت السعودية عن عزمها الترشح لاستضافة بطولة كأس العالم 2034، وهو حلم يراود كل محب لكرة القدم في المملكة. وفي التاسع والعشرين من يوليو 2025، الموافق 23 محرم 1446هـ، بارك ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هذا الملف، بعد استكمال التفاصيل والاشتراطات اللازمة.

تم تسليم الملف رسميًّا في العاصمة الفرنسية باريس، في حفل أقامه الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA، لتعلن المملكة عن جاهزيتها لاستضافة هذا الحدث العالمي.

رؤية ولي العهد حول استضافة كأس العالم

 أكد ولي العهد أن ملف الترشح يرتكز في المقام الأول على تنمية القدرات البشرية، وتطوير رياضة كرة القدم، ومد جسور التواصل حول العالم. وأشار إلى أن استضافة كأس العالم تعد خطوة مهمة في رحلة نمو القطاع الرياضي بالمملكة، والتي شهدت تطورات ونجاحات كبيرة في السنوات الماضية.

كما أوضح أن استضافة كأس العالم ستكون تتويجًا للجهود التي تبذلها المملكة في هذا القطاع، والتي أسهمت في ترسيخ مكانتها وجهة عالمية لأبرز الفعاليات والأحداث الرياضية.

أعلى تقييم فني لملف استضافة كأس العالم

 في الثلاثين من نوفمبر 2025، الموافق 28 جمادى الأولى 1446هـ، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن حصول ملف استضافة المملكة لكأس العالم 2034 على تقييم 419.8 من 500، كأعلى تقييم فني يمنحه الاتحاد الدولي عبر التاريخ لملف تم تقديمه لاستضافة بطولة العالم. هذا التقييم يعكس الثقة الكبيرة في قدرة المملكة على تنظيم بطولة استثنائية ومميزة.

فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

في الحادي عشر من ديسمبر لعام 2025، الموافق العاشر من جمادى الآخرة 1446هـ، زفّ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لنا خبرًا أسعد قلوبنا، ألا وهو فوز المملكة العربية السعودية باستضافة كأس العالم 2034. يا لها من لحظة فخر واعتزاز!

كأس العالم للرياضات الإلكترونية

شهد صيف 2025 حدثًا استثنائيًا، حيث نظمت السعودية النسخة الأولى من كأس العالم للرياضات الإلكترونية. انطلقت فعاليات البطولة في الثالث من يوليو واستمرت حتى الخامس والعشرين من أغسطس، لتتحول الرياض إلى مركز عالمي للرياضات الإلكترونية.

في الخامس والعشرين من أغسطس، تشرفت برؤية الأمير محمد بن سلمان وهو يتوج الفريق السعودي فالكونز بكأس العالم للرياضات الإلكترونية. تخيلوا، من بين 500 فريق و1500 لاعب محترف من جميع أنحاء العالم، كان اللقب من نصيب فريقنا السعودي!

أهداف المملكة من تنظيم كأس العالم للرياضات الإلكترونية

تهدف المملكة العربية السعودية من خلال تنظيم هذه البطولة إلى الارتقاء بقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، الذي يشهد نموًا متسارعًا. كما تسعى إلى ترسيخ مكانتها كوجهة رائدة للمنافسات الرياضية والعالمية البارزة.

ولتحقيق هذه الأهداف، أنشئت مؤسسة غير ربحية باسم مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية. تتولى هذه المؤسسة تنظيم البطولة ونقل القطاع إلى مرحلة جديدة من التعاون بين الشركاء والجهات المعنية بمنظومة الألعاب والرياضات الإلكترونية، للاستفادة من إمكاناتها الحقيقية وتعزيز نمو واستدامة القطاع.

الجانب الثقافي والترفيهي

إطلاق أكبر مدينة ثقافية وترفيهية

في ذاكرتي، يتردد صدى إعلان الأمير محمد بن سلمان في 7 أبريل 2017، الموافق 10 رجب 1438هـ، عن إطلاق مشروع القدية. كان ذلك بمثابة الشرارة التي أضاءت سماء الترفيه والثقافة في المملكة، إذ يمثل القدية أضخم مدينة نوعية تحتضن الثقافة والرياضة والترفيه على أرض المملكة.

على مساحة تقدر بـ 376 كيلومترًا مربعًا، غرب الرياض، تنبض القدية كوجهة عالمية استثنائية، تحتضن بين جنباتها أحدث وأروع التجارب في عالم الترفيه والرياضة والفنون.

أذكر تمامًا كيف انبهر الحضور بتنوع الأنشطة والخدمات التي يقدمها المشروع، والتي ترتكز على خمسة محاور أساسية: الرياضة والصحة، الطبيعة والبيئة، المتنزهات والوجهات الترفيهية، الحركة والتشويق، والفنون والثقافة. هذا التنوع جعل من القدية عاصمة للترفيه والرياضة والفنون في المملكة، ومنطقة جذب سياحي فريدة من نوعها.

في 28 أبريل 2018، الموافق 12 شعبان 1439هـ، تشرفت بحضور حفل إطلاق مشروع القدية، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. كان المشهد مهيبًا، والمخطط العام للمشروع يجسد رؤية طموحة، حيث يشمل منتجعًا ترفيهيًا متكاملًا، ومنطقة مخصصة للجولف مع حي سكني فاخر، ومنطقة أخرى تنبض بالحركة والتشويق.

بالإضافة إلى مدرج للطائرات ومهابط للطائرات الهليكوبتر. كما يضم المشروع مركزًا للمدينة، ومنطقة للطبيعة الخلابة، ومحورًا أخضر يربط بين أجزاء المدينة، ونقاط وصول خاصة تضمن سهولة التنقل والوصول إلى مختلف المرافق.

لقاءات المثقفين ودورهم

أدرك الأمير محمد بن سلمان، منذ توليه مسؤولية القيادة وصنع القرار في المملكة العربية السعودية، الأهمية الكبيرة لدور المثقفين في تنوير المجتمع وتعزيز إنجازاته. تجسد هذا الإدراك في لقائه بنخبة منهم في بيت نصيف بمنطقة جدة التاريخية، المصنفة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، في 19 رمضان 1440هـ الموافق 14 مايو 2019م.

أكد ولي العهد خلال اللقاء على الدور المحوري للثقافة في تحقيق التنمية الاجتماعية والثقافية، وتحسين جودة الحياة، وأهميتها في الحفاظ على الهوية والتاريخ، والتعبير عن التنوع الحضاري الغني الذي تتمتع به المملكة.

كما أبرز إسهامات الثقافة في بناء جسور التواصل المعرفي والإنساني مع مختلف الحضارات والدول. حرص الأمير محمد بن سلمان على مشاركة مثقفين يمثلون 16 قطاعًا في وزارة الثقافة، وهي: التراث، والمتاحف.

والمواقع الثقافية والأثرية، والمسرح والفنون الأدائية، والكتب والنشر، وفنون العمارة والتصميم، والتراث الطبيعي، والأفلام، والأزياء، والترجمة، وفنون الطهي، والمهرجانات والفعاليات الثقافية، والأدب، والمكتبات، والفنون البصرية، والموسيقى.

ترميم وإحياء جدة التاريخية

في رحاب الاهتمام بالحفاظ على المواقع التاريخية وتأهيلها وصونها، تجلّت عناية خاصة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بمنطقة جدة التاريخية، تلك الجوهرة السياحية والثقافية السعودية الأصيلة.

أذكر جيدًا، في مستهل الأمر، كيف وجّه سموه في شهر رمضان 1440هـ الموافق مايو 2019م بتقديم دعم مالي قدره 50 مليون ريال كمرحلة أولى لمشروع ترميم 56 مبنى من المباني المعرضة للخطر.

كانت هذه اللحظة بمثابة بارقة أمل ضمن خطة شاملة تهدف إلى حماية المواقع ذات القيمة الثقافية من أي تهديد قد يؤدي إلى فقدانها، وبالتالي الحفاظ على الإرث التاريخي والحضاري.

وفي يوم 29 محرم 1443هـ الموافق 6 سبتمبر 2021م، أعلن الأمير محمد بن سلمان عن انطلاق مشروع إحياء جدة التاريخية، كجزء من برنامج تطويرها، وذلك لتحويلها إلى مركز حيوي للأعمال والمشروعات الثقافية، ووجهة رئيسة لرواد الأعمال الطموحين.

كم كانت هذه الرؤية ملهمة! يتحقق ذلك من خلال إبراز المعالم التراثية الغنية التي تزخر بها المنطقة، والتي تضم 600 مبنى تراثي، و36 مسجدًا تاريخيًا، و5 أسواق تاريخية رئيسة.

بالإضافة إلى الممرات والساحات العريقة، والمواقع ذات الأهمية التاريخية الكبيرة، كالواجهة البحرية القديمة التي كانت مسلكًا رئيسًا للحجاج، والتي يعيد المشروع بناءها لتروي لزوار جدة التاريخية قصة الحج منذ بزوغ فجر الإسلام.

وفي 18 ربيع الأول 1445هـ الموافق 3 أكتوبر 2023م، جرى الإعلان عن تأسيس شركة تطوير البلد، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، لتكون المطور الرئيس لمنطقة جدة التاريخية (البلد)، بهدف تحويلها إلى وجهة عالمية للتراث والثقافة.

وفي 20 رجب 1445هـ الموافق 1 فبراير 2025م، تم الإعلان عن تأسيس شركة آلات، وهي إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة، للإسهام في جعل المملكة مركزًا عالميًا للصناعات المستدامة التي تركز على التقنيات المتقدمة والإلكترونيات.

الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية

في يوم من أيام المملكة العربية السعودية الزاهرة، وتحديدًا في 28 جمادى الأولى 1444هـ الموافق 22 ديسمبر 2022م، بزغ فجر جديد مع إطلاق الأمير محمد بن سلمان للاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية.

كانت هذه الاستراتيجية بمثابة حجر الزاوية في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 الطموحة، والتي تهدف إلى بناء منظومة ملكية فكرية متكاملة تدعم الاقتصاد القائم على الابتكار والإبداع.

“لدينا عقول وطاقات شغوفة بالابتكار والإبداع، وبتمكينها ستكون المملكة بيئة خصبة للاقتصاد المعرفي.” – الأمير محمد بن سلمان

هكذا كانت كلمات الأمير محمد بن سلمان تعكس رؤيته الثاقبة واهتمامه البالغ بالمبدعين والمفكرين. هذه الرعاية الكريمة تجسدت في إطلاق الاستراتيجية التي تهدف إلى إنشاء سلسلة قيمة للملكية الفكرية، تحفز تنافسية الابتكار والإبداع، وتدعم النمو الاقتصادي، لتتبوأ المملكة مكانة رائدة في هذا المجال الحيوي.

تعتمد هذه الاستراتيجية على أربع ركائز أساسية، تشمل توليد الملكية الفكرية، وإدارتها بكفاءة، والاستثمار التجاري الأمثل فيها، وتوفير الحماية اللازمة لها. هذه الركائز المتينة تعمل بتناغم لتعزيز بيئة محفزة للإبداع والابتكار.

الأمير، برؤيته النيرة، أكد أن هذه الاستراتيجية ستمكن من تحفيز الاستثمار وخلق وظائف عالية الجودة، بالإضافة إلى رفع مستوى الوعي بأهمية حقوق المبدعين والمبتكرين. إنها خطوة جبارة نحو بناء مستقبل مزدهر ومستدام للمملكة.

الاستثمار في الدرعية

في يوم من الأيام، وبينما كانت الأنظار تتجه نحو مستقبل مشرق للمملكة، أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عن رؤية تلامس جوهر الهوية الوطنية. في السادس عشر من جمادى الآخرة عام 1444هـ، الموافق التاسع من يناير عام 2023م، صدر قرار بإضافة مشروع الدرعية إلى قائمة المشاريع الكبرى لصندوق الاستثمارات العامة.

أتذكر ذلك اليوم جيدًا، وكأنني أرى الدرعية تتحول إلى معلم فريد يتربع على عرش الوجهات العالمية. تحتضن الدرعية بين جنباتها كنوزًا ثقافية وتراثية عريقة، وعلى رأسها حي الطريف التاريخي، ذلك الموقع الذي نال اعتراف اليونسكو كإرث عالمي يستحق الحماية والتقدير.

الدرعية ليست مجرد مكان، بل هي قصة تحكى، وإرث يتجدد. إنها وجهة استثنائية تأسر الزوار وتقدم لهم تجارب لا مثيل لها. يمكنك هناك استكشاف تاريخ المملكة العريق، والتعرف على ثقافتها الأصيلة من خلال فعاليات ثقافية وتاريخية متنوعة.

كما يمكنك زيارة المتاحف والمرافق المتعددة التي تعكس جوانب مختلفة من تاريخ الدرعية والمملكة. الدرعية، يا سادة، هي أكثر من مجرد مشروع؛ إنها تجسيد لرؤية طموحة واعتزاز بالجذور.

صندوق الفعاليات الاستثماري

في السابع عشر من يناير لعام 2023، كنت شاهدًا على لحظة فارقة في تاريخ المملكة العربية السعودية. أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء.

صندوق الفعاليات الاستثماري، في الرابع والعشرين من جمادى الآخرة لعام 1444هـ. كانت تلك اللحظة بمثابة إعلان عن حقبة جديدة، تهدف إلى دعم وتطوير أربعة قطاعات حيوية: الثقافة، والرياضة، والترفيه، والسياحة.

كان الهدف واضحًا: تعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص، وخلق بيئة جاذبة للاستثمارات الأجنبية.

أتذكر جيدًا كيف كانت الآمال معلقة على هذا الصندوق الطموح. كان من المتوقع أن يساهم في الناتج المحلي الإجمالي بما يقارب 28 مليار ريال بحلول عام 2045. والأهم من ذلك، كان يهدف إلى توفير فرص عمل جديدة للمواطنين، مما يساهم في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.

لم يكن الأمر مجرد أرقام وإحصائيات، بل كان حلمًا بتحويل المملكة إلى مركز إقليمي وعالمي رائد. تخيلت كيف ستصبح المملكة وجهة عالمية للأحداث والفعاليات، وكيف ستزدهر الثقافة والرياضة والترفيه.

كان من المخطط تطوير أكثر من 35 موقعًا متميزًا بحلول عام 2030، تشمل مراكز المؤتمرات والمعارض الفنية والمسارح، بالإضافة إلى حلبات سباق الخيل والسيارات وميادين الرماية.

أعتقد أن صندوق الفعاليات الاستثماري ليس مجرد صندوق، بل هو قصة طموح ورؤية تسعى لتحقيقها المملكة العربية السعودية.

الجانب العلمي

إطلاق هيئة وطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي

في رحلة ملهمة نحو الريادة التقنية، تجسّدت رؤية الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، في إيمانه الراسخ بأهمية العلم والتقنية لتعزيز مكانة المملكة. انطلاقًا من هذا الإيمان العميق.

وُلدت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) بأمر ملكي سامٍ في 30 أغسطس 2019. ما زلت أتذكر تلك اللحظة التاريخية، حيث كانت الآمال معلقة على هذه الهيئة لتحقيق نقلة نوعية في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، وبدء عصر البيانات.

برئاسة سموه، انطلقت سدايا بشخصية اعتبارية واستقلال إداري ومالي، لتتولى مهمة قيادة المملكة نحو الريادة في هذا المجال الحيوي.

في 26 مارس 2020، سطّرت سدايا اسمها بأحرف من نور في سجل التاريخ باستضافة أول قمة افتراضية لمجموعة العشرين G20. لقد كان حدثًا استثنائيًا بكل المقاييس، حيث قامت سدايا ببناء منظومة اتصال مرئي آمنة وموثوقة.

أطلق عليها اسم بروق، لتمكين الجهات الحكومية من عقد اجتماعات افتراضية بكفاءة وأمان. علاوة على ذلك، قامت بدمج وتوحيد أكثر من 80 مجموعة بيانات حكومية، مما عزز من قدرتها على تحليل البيانات واستخلاص رؤى قيمة.

وفي نوفمبر 2022، حصدت سدايا جائزة أفضل مشروع تقني لعام 2022 عن بنك البيانات الوطني، وجائزة أفضل مشروع مجتمعي عن معسكرات سدايا T5، من معهد إدارة المشاريع (PMI). كانت هذه الجوائز بمثابة تقدير مستحق للجهود المضنية والإنجازات الملموسة التي تحققت في فترة وجيزة.

في خريف عام 2022، وبالتحديد في 13 سبتمبر، كانت الرياض على موعد مع حدث استثنائي، القمة العالمية للذكاء الاصطناعي. أتذكر جيدًا الرعاية الكريمة التي أولاها الأمير محمد بن سلمان لهذه القمة.

التي امتدت لثلاثة أيام تحت شعار “الذكاء الاصطناعي لخير البشرية”. لقد كان تجمعًا ضخمًا، حيث شارك فيه أكثر من 10 آلاف شخص و200 متحدث من 90 دولة، ممثلين لصناع السياسات وقادة كبرى الشركات التقنية في العالم.

وفي رحلة التطور التقني، لا يغيب عن ذاكرتي يوم 16 مايو 2023، حينما قامت سدايا بتدشين مركز التميز للذكاء الاصطناعي التوليدي. في ذلك اليوم، أُطلقت النسخة التجريبية لتطبيق “علام”، كخطوة جريئة نحو الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي وتعزيز مكانة المملكة في هذا الميدان الحيوي.

ولم يقتصر الأمر على ذلك، ففي عام 2023، شهدنا إنجازًا آخر يضاف إلى سجل المملكة، حيث تم اختيار أربع مدن سعودية – الرياض، مكة المكرمة، جدة، والمدينة المنورة – ضمن مؤشر IMD للمدن الذكية في العالم.

هذا الاختيار يعكس التقدم الكبير الذي حققته المملكة في تبني التقنيات الذكية وتحسين جودة الحياة في مدنها، وهو برهان قاطع على مستقبل السعودية المشرق.

برنامج تنمية القدرات البشرية

في خضم التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، أدرك الأمير محمد بن سلمان أهمية العلم والتعلم في اغتنام الفرص الواعدة، فكان إطلاق برنامج تنمية القدرات البشرية في 15 سبتمبر 2021، الموافق 8 صفر 1443هـ، بمثابة حجر الزاوية في تحقيق رؤية السعودية 2030. هذا البرنامج يمثل محورًا أساسيًا في رحلتنا نحو مستقبل مزدهر.

أتذكر جيدًا ذلك اليوم الذي أُعلن فيه عن البرنامج، وكيف استقبلنا الخبر بحماس كبير، فهو ليس مجرد برنامج، بل استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى تعزيز تنافسية القدرات البشرية السعودية على المستويين المحلي والعالمي. كان إعلانه بمثابة نقطة تحول في نظرتنا لمستقبل التعليم والتطوير.

من بين الأهداف الطموحة التي يسعى البرنامج لتحقيقها، زيادة فرص الالتحاق برياض الأطفال من 23% إلى 90%، وهو ما يمثل نقلة نوعية في التعليم المبكر. كما يهدف البرنامج إلى دخول جامعتين سعوديتين ضمن قائمة أفضل 100 جامعة في العالم بحلول عام 2030، وهو ما يعكس التزام المملكة بتعزيز مكانتها العالمية في مجال التعليم العالي.

تنمية البحث والتطوير والابتكار

في ذاكرة تاريخنا، أسترجع يومًا لا يُنسى، إنه 20 شوال 1442هـ الموافق 1 يونيو 2021م، حين بزغ فجر هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار. أراها كأنها وليد جديد، يرتبط مباشرةً برئيس مجلس الوزراء، شامخًا بشخصيته الاعتبارية واستقلاله المالي والإداري.

وفي 4 شعبان 1443هـ الموافق 7 مارس 2022م، أضاء الأمير محمد بن سلمان سماءنا باستراتيجية برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث. أتذكر تلك المرحلة الجديدة، كطائر يحلق بنا نحو آفاق أرحب، لرفع كفاءة رأس المال البشري في القطاعات الجديدة والواعدة، وتعزيز تنافسية أبناء الوطن.

وفي غرة ذي الحجة 1443هـ الموافق 30 يونيو 2022م، كشف ولي العهد رئيس اللجنة العليا للبحث والتطوير والابتكار عن أربع منارات تضيء طريقنا: صحة الإنسان، استدامة البيئة والاحتياجات الأساسية، الريادة في الطاقة والصناعة، واقتصاديات المستقبل.

هذه الأولويات الأربع، أراها كبوصلة توجه مشاريعنا وجهودنا، مستندة إلى مميزاتنا التنافسية، لمواجهة تحديات البشرية، وضمان مستقبل الأجيال القادمة. نطمح أن نكون في مصاف رواد الابتكار.

وأن نصل بمعدل الإنفاق السنوي على القطاع إلى 2.5% من إجمالي الناتج المحلي في عام 2040م، وأن يسهم هذا القطاع في تنويع وتنمية اقتصادنا الوطني بعوائد إضافية تصل إلى 60 مليار ريال بحلول عام 2040م.

كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة

في الثاني عشر من رمضان عام 1437 هـ، الموافق السابع عشر من يونيو عام 2016 م، شهدت مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بجدة حدثًا تاريخيًا، ألا وهو إطلاق كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال.

أذكر جيدًا هذا اليوم، فقد كان بمثابة بذرة أمل نبتت في أرضنا الطيبة، كثمرة للشراكة المثمرة بين مؤسسة مسك ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية، بالتعاون مع كلية بابسون العالمية وشركة لوكهيد مارتن.

تضمنت الكلية مركز الأبحاث والتطوير في ريادة الأعمال، الأول من نوعه في السعودية، والذي أتاح للطلاب والباحثين فرصة فريدة للتفاعل والمساهمة الفكرية مع القطاعين العام والخاص، من خلال تقديم الدراسات الإدارية والاستراتيجية المتخصصة.

أتذكر اللقاءات الأولى مع الطلاب، كانت أعينهم تشتعل بالحماس والرغبة في التعلم والتغيير. واليوم، بعد أن تخرج منها أكثر من 1000 طالب وطالبة، أستطيع القول بكل فخر إن الكلية قد حققت إنجازات ملموسة.

ضمت الكلية مجموعة من المراكز الأكاديمية البحثية المتميزة، مثل مركز بابسون العالمي لصناعة القيادات الريادية، ومختبر الأعمال، ومركز دراسات الحالة، بالإضافة إلى برنامج ماجستير إدارة الأعمال التنفيذي.

وتركز الكلية بشكل أساسي على إطلاق القدرات الكامنة لدى الباحثين والدارسين، وهو ما انعكس إيجابًا على مسيرتهم المهنية، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 80% من خريجيها حققوا زيادة في رواتبهم، و72% ترقوا إلى مناصب وظيفية أعلى، فيما وصل 27% منهم إلى مناصب قيادية. إنها قصة نجاح تُلهم الأجيال القادمة.

دعم الجامعات السعودية

طالما أكد الأمير محمد بن سلمان، في مناسبات عدة، أن رؤية المملكة 2030 تتطلع إلى إدراج جامعتين سعوديتين ضمن قائمة أفضل 100 جامعة على مستوى العالم. وقد تجسد هذا الاهتمام في دعمه اللامحدود للجامعات السعودية، سواء كانت حكومية أو أهلية أو خاصة.

أتذكر جيدًا ذلك الأمر السامي الذي صدر في 7 محرم 1445هـ، الموافق 25 يوليو 2023م، بتشكيل مجلس إدارة جامعة الملك سعود. هذه الخطوة جاءت بعد تحويل الجامعة إلى مؤسسة أكاديمية مستقلة غير هادفة للربح، تعمل تحت مظلة الهيئة الملكية لمدينة الرياض.

كان هذا التحول بمثابة نقطة تحول هامة، حيث منح الجامعة مرونة أكبر في اتخاذ القرارات وتطوير البرامج الأكاديمية بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030.

مؤتمر مبادرة القدرات البشرية

في يوم من أيام الرياض الزاهرة، وتحديدًا في 18 شعبان 1445هـ الموافق 28 فبراير 2025م، تشرفت بحضور مؤتمر مبادرة القدرات البشرية الذي رعاه الأمير محمد بن سلمان، رئيس لجنة برنامج تنمية القدرات البشرية.

انعقد المؤتمر في رحاب مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات، وشهد حراكًا فكريًا وثقافيًا مميزًا. هذه المبادرة، التي تُعد جزءًا لا يتجزأ من رؤية السعودية 2030 الطموحة، تحمل في طياتها هدفًا نبيلًا.

تطوير مهاراتنا ومعارفنا وقدراتنا البشرية، حتى نكون على أهبة الاستعداد لمواجهة تحديات سوق العمل المتغيرة. إنها منصة عالمية للتعاون، تهدف إلى تمكين كل فرد فينا وتعزيز اقتصادات مرنة قادرة على مواكبة المستقبل.

لقد شعرت بالفخر وأنا أرى المملكة تجدد التزامها بإثراء الحوار العالمي حول تنمية القدرات البشرية. وتسعى المبادرة إلى تعزيز استراتيجيات وحلول قابلة للتطبيق، تلهمنا جميعًا نحو التقدم والازدهار.

لقد كان من دواعي سروري أن أكون جزءًا من هذا الحدث الذي ضم نحو 200 من القادة والخبراء العالميين، الذين تبادلوا وجهات نظرهم القيمة حول كيفية إطلاق العنان لإمكاناتنا الكامنة.

المبادرة ليست مجرد مؤتمر، بل هي رؤية متكاملة لبناء جيل المستقبل، جيل قادر على الإبداع والابتكار والمساهمة الفعالة في بناء المملكة الحديثة.

مكافحة الفساد

وجهة ليجا السياحية

في الخامس عشر من أكتوبر لعام 2023، الموافق للثلاثين من ربيع الأول عام 1445 هجري، صدر الإعلان الذي طال انتظاره عن تحويل ليجا إلى مقصد سياحي استثنائي، يضاف إلى سلسلة مشاريع نيوم الطموحة.

هكذا، انطلقت ليجا لتكون إضافة نوعية للمشهد السياحي في المنطقة، واعدة بتقديم مزيج فريد يجمع بين الفخامة، وسحر الطبيعة الخلابة، وتجارب الاستكشاف المتميزة التي لا تُنسى.

مرافق ليجا الفاخرة

في قلب واحة طبيعية ساحرة، حيث تتداخل الأودية مع الجبال الشاهقة، تتمركز ليجا، الوجهة التي تضم ثلاثة فنادق فاخرة ومرافق عالمية المستوى. لقد صُممت هذه الفنادق بعناية فائقة لتقديم تجربة إقامة لا مثيل لها، حيث يتركز الاهتمام على توفير أقصى درجات الراحة والاستجمام للزوار.

أتذكر جيدًا كيف كانت المرافق تشمل مجموعة متنوعة من المطاعم الراقية التي تقدم أشهى المأكولات العالمية والمحلية، بالإضافة إلى مراكز صحية ورياضية متكاملة.

كل ذلك كان يهدف إلى ضمان تجربة شاملة وممتعة للضيوف، سواء كانوا يبحثون عن الاسترخاء والهدوء في أحضان الطبيعة، أو الإثارة والمغامرة في استكشاف المناظر الطبيعية الخلابة.

تهدف ليجا إلى تقديم تجارب سياحية ورياضية ومغامرات استكشافية متنوعة، بالإضافة إلى خدمات متكاملة تلبي كافة احتياجات الزوار. كانت ليجا بحق المكان الذي يقدم كل ما تتمنى، حيث تلتقي الفخامة بالطبيعة في تناغم فريد.

موقع ليجا الاستراتيجي

تقع ليجا في منطقة تاريخية ذات إرث عريق ضمن نيوم، وتمتد من ساحل خليج العقبة غربًا، مرورًا بالتضاريس الطبيعية الفريدة في وادٍ متعرج بين جبال يصل ارتفاعها إلى نحو 400 متر، نحتتها المياه على مر آلاف السنين.

هذا الموقع الاستراتيجي يمنح ليجا ميزة إضافية، حيث يتيح للزوار الاستمتاع بمجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات، مثل رحلات السفاري الصحراوية، وتسلق الجبال، والغطس في مياه خليج العقبة الصافية.

تتميز المنطقة المحيطة بـ ليجا في نيوم بتاريخها الغني وآثارها القديمة، مما يضيف بعدًا ثقافيًا وتاريخيًا إلى تجربة الزوار. يمكن للضيوف استكشاف المواقع الأثرية القريبة والتعرف على تاريخ المنطقة وتراثها العريق، مما يجعل زيارتهم تجربة تعليمية وثقافية لا تنسى.

وجهة إبيكون: تحفة معمارية فاخرة على خليج العقبة

في 1 جمادى الأولى 1445هـ الموافق 15 نوفمبر 2023م، تم الإعلان عن مشروع إبيكون (Epicon)، وهي وجهة سياحية فاخرة تعد بإعادة تعريف مفهوم الرفاهية والاستدامة في منطقة نيوم.

يهدف هذا المشروع الطموح إلى تقديم تجربة فريدة للزوار والمقيمين على حد سواء، من خلال مجموعة من المرافق المميزة التي تم تصميمها بأساليب مبتكرة ومستدامة تنسجم مع طبيعة خليج العقبة الخلابة.

• تصميم فريد ومرافق عالمية المستوى: تتميز وجهة إبيكون بتصميمها المعماري الفريد الذي يجمع بين الفخامة والاستدامة. يتضمن المشروع برجين شاهقين، يرتفع أحدهما إلى 225 مترًا والآخر إلى 275 مترًا، يضمان فندقًا فائق الفخامة يقدم مستويات لا مثيل لها من الخدمة والراحة.
• فندق فاخر وشقق سكنية متميزة: يحتوي الفندق على 41 شقة سياحية فاخرة ومساكن فخمة تشمل 14 جناحًا وشقة، صُممت جميعها لتوفير إطلالات بانورامية خلابة على البحر والمناظر الطبيعية المحيطة. تم تجهيز الوحدات السكنية بأحدث التقنيات والمرافق لضمان إقامة مريحة وممتعة للضيوف.
• منتجع فاخر وإطلالات ساحرة على الشاطئ: بالإضافة إلى الفندق، يضم المشروع منتجعًا فاخرًا يتكون من 120 غرفة و45 فيلا سكنية تطل مباشرة على الشاطئ. يوفر المنتجع مجموعة واسعة من الخدمات والمرافق الترفيهية.

وجهة نيوم سيرانا: ملاذ الفخامة والاستدامة

في 15 جمادى الأولى 1445هـ الموافق 29 نوفمبر 2023م، أُعلن عن وجهة سيرانا لتكون إضافة بارزة إلى وجهات نيوم السياحية العصرية. تقع سيرانا على امتداد ساحل خليج العقبة، مقدمةً نموذجًا فريدًا للحياة الفاخرة التي تنسجم مع جمال الطبيعة الخلابة.

• موقع سيرانا المتميز: تتميز سيرانا بموقعها الاستراتيجي على ساحل خليج العقبة، مما يمنحها إطلالات خلابة ومناخًا معتدلًا على مدار العام. هذا الموقع الفريد يجعلها وجهة مثالية للزوار الباحثين عن الاسترخاء والاستجمام في أحضان الطبيعة، بالإضافة إلى الاستمتاع بالأنشطة البحرية المتنوعة.
• نموذج للحياة الفاخرة: تقدم سيرانا مفهومًا جديدًا للحياة الفاخرة على الشواطئ، حيث تجمع بين الرفاهية والراحة والاستدامة البيئية. يمكن للزوار توقع تجارب استثنائية تشمل الإقامة في فنادق فاخرة، والاستمتاع بمرافق ترفيهية عالمية المستوى، وتناول أشهى المأكولات في المطاعم الراقية.
• التزام بالاستدامة: تعتبر الاستدامة جوهر رؤية سيرانا، حيث يتم تطبيق أحدث التقنيات والممارسات البيئية لضمان الحفاظ على الموارد الطبيعية وتقليل الأثر البيئي. تشمل هذه الممارسات استخدام الطاقة المتجددة، وإدارة النفايات بكفاءة، وترشيد استهلاك المياه، مما يجعل سيرانا وجهة سياحية صديقة للبيئة.
• نيوم والاستدامة: تجسد سيرانا التزام نيوم بمبادئ الاستدامة، حيث تسعى نيوم إلى أن تكون مدينة المستقبل التي تعتمد على الطاقة النظيفة وتحافظ على البيئة. من خلال تطوير مشاريع مثل سيرانا، تهدف نيوم إلى إرساء معايير جديدة للتنمية المستدامة في المنطقة والعالم.

وجهة أوتامو: تحول نوعي في مفاهيم الترفيه

في يوم من أيام جمادى الأولى من عام 1445 هـ، الموافق للثالث عشر من ديسمبر لعام 2023 م، سطع نجم مشروع واعد حمل اسم “أوتامو” Utamo، كوجهة فريدة تحتضن الفنون والترفيه بأنماط مبتكرة. رُسمت لأوتامو مهمة جلية: أن تكون حاضنة للأحداث والفعاليات الخلاقة، ومستضيفة لفناني العالم، لتغدو مركزًا عالميًا يستقطب الزوار من كل حدب وصوب.

تسعى المملكة العربية السعودية من خلال هذا المشروع الطموح إلى تعزيز مكانتها كوجهة سياحية رائدة على الخريطة العالمية. أوتامو، بتصاميمها العصرية وطابعها الفريد، تعد بأن تكون إضافة نوعية تثري المشهد السياحي والثقافي في المملكة.

• موقع فريد وتجارب استثنائية: ستوفر أوتامو، من خلال موقعها الفريد بين الجبال المطلة على ساحل خليج العقبة، بيئةً استثنائية تُحدث تحولًا نوعيًّا في مفاهيم الترفيه التقليدية. هذا الموقع الاستراتيجي يتيح للزوار الاستمتاع بمزيج فريد من المناظر الطبيعية الخلابة والتجارب الترفيهية المبتكرة، مما يجعلها وجهة لا مثيل لها.
• فعاليات فنية وترفيهية عالمية: من المتوقع أن تستضيف أوتامو مجموعة واسعة من الفعاليات الفنية والترفيهية العالمية، بما في ذلك المهرجانات الموسيقية، والمعارض الفنية، والعروض المسرحية، وورش العمل الإبداعية.

وجهة نورلانا: ملاذ العافية والاستدامة في خليج العقبة

في الرابع عشر من جمادى الآخرة لعام 1445 هـ، الموافق للسابع والعشرين من ديسمبر لعام 2023 م، تم الإعلان عن وجهة نورلانا، وهي أكثر من مجرد مجمع سكني؛ إنها رؤية لحياة متجددة وصحية. تم تصميم هذا المجمع السكني وفقًا لأحدث الطرز المعمارية والمعايير البيئية، ليصبح ملاذًا فريدًا لتجديد النشاط والحفاظ على الصحة.

• موقع استراتيجي وتصميم مبتكر: تتميز نورلانا بموقعها الاستراتيجي على ساحل خليج العقبة، مما يمنحها ميزة طبيعية خلابة تجمع بين جمال البحر وسحر الصحراء. تم تصميم المجمع ليحتضن 3000 ساكن، مع توفير بيئة معيشية متكاملة تعزز من جودة الحياة.
• تقنيات متطورة لحياة مستدامة: تم تجهيز نورلانا بأحدث التقنيات والحلول الذكية التي تهدف إلى تحقيق حياة صحية ومستدامة. يشمل ذلك أنظمة إدارة الطاقة والمياه الذكية، بالإضافة إلى استخدام مواد بناء صديقة للبيئة، مما يقلل من الأثر البيئي للمجمع ويعزز من استدامته.
• مرافق وخدمات عالمية المستوى: لا تقتصر نورلانا على كونها مجمعًا سكنيًا، بل هي وجهة متكاملة توفر مجموعة واسعة من المرافق والخدمات التي تلبي احتياجات السكان وتطلعاتك.
• مجتمع متكامل ونمط حياة صحي: تهدف نورلانا إلى خلق مجتمع متكامل يشجع على التفاعل الاجتماعي ونمط الحياة الصحي. من خلال تنظيم فعاليات وأنشطة متنوعة، تسعى نورلانا إلى تعزيز الروابط الاجتماعية بين السكان وتشجيعهم على تبني عادات صحية ومستدامة.

أكويلم: وجهة المستقبل الرقمي في باطن الأرض

أُعلن عن وجهة أكويلم في 28 جمادى الآخرة 1445 هـ الموافق 10 يناير 2025م، لتكون إضافة نوعية للمشاريع السياحية المبتكرة في المملكة العربية السعودية. تتميز أكويلم بموقعها الفريد داخل سلسلة جبال شاهقة، محاطة بتكوينات صخرية يصل ارتفاعها إلى 450 مترًا، مما يوفر حماية طبيعية وبيئة منعزلة.

• مفهوم أكويلم المستقبلي: تستوحي أكويلم رؤيتها من نمط الحياة المستقبلية، حيث تدمج أحدث التقنيات والابتكارات في جميع جوانبها. تم تصميم هذه الوجهة لتكون مجتمعًا رقميًا متكاملًا، يختبئ في باطن الأرض، مما يوفر تجربة معيشية فريدة ومستدامة.
• التصميم والتكنولوجيا: يعكس تصميم أكويلم التزامها بالابتكار والاستدامة، حيث يهدف إلى تقليل الأثر البيئي وتعزيز كفاءة استخدام الموارد. تعتمد الوجهة على أحدث التقنيات في مجالات الطاقة المتجددة، وإدارة المياه، وإعادة تدوير النفايات لضمان بيئة نظيفة ومستدامة.
•  تجربة فريدة للزوار: تهدف أكويلم إلى تقديم تجربة استثنائية للزوار، تجمع بين الرفاهية والراحة والتقنية المتقدمة. يمكن للزوار الاستمتاع بمجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات، بدءًا من الاستكشافات الرقمية التفاعلية وصولًا إلى التجارب الثقافية والترفيهية الفريدة.
• أكويلم والمجتمع: تلتزم أكويلم بدعم المجتمع المحلي والمساهمة في التنمية المستدامة. من خلال توفير فرص عمل جديدة ودعم المشاريع المحلية، تسعى الوجهة إلى تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

وجهة زاردون الفاخرة

في 12 رجب 1445هـ الموافق 24 يناير 2025م، تم الإعلان عن وجهة زاردون، المنتجع الذي يمثل إضافة نوعية لمفهوم الرفاهية والاستدامة في آن واحد. يتألف هذا المنتجع من أربعة مبانٍ فائقة الفخامة.

صُممت لكي تندمج بتناغم مع المناظر الطبيعية الخلابة المحيطة بها، مما يجعلها وجهة فريدة تجمع بين الفخامة والبيئة الطبيعية. زاردون ليس مجرد مكان للإقامة، بل هو تجربة متكاملة تعزز من الاستمتاع بجمال الطبيعة مع توفير أعلى مستويات الراحة والترفيه.

تصميم يراعي البيئة: تتميز وجهة زاردون بتصميمها المبتكر الذي يراعي البيئة المحيطة، حيث تم استخدام مواد بناء مستدامة وتقنيات حديثة لتقليل الأثر البيئي. تهدف هذه المبادرة إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي وتعزيز السياحة المستدام.

موقع فريد ومميزات استثنائية: يُعتبر موقع وجهة زاردون استراتيجيًا، حيث يتيح للزوار الاستمتاع بمجموعة متنوعة من الأنشطة الخارجية مثل المشي لمسافات طويلة، وركوب الدراجات، والتخييم. كما يوفر المنتجع أيضًا مجموعة من المرافق الفاخرة مثل المسابح.

الرفاهية المستدامة: وجهة زاردون تمثل رؤية جديدة للرفاهية، حيث تجمع بين الفخامة والاستدامة. من خلال استخدام الطاقة المتجددة، وإدارة المياه بكفاءة، وتقليل النفايات، يساهم المنتجع في الحفاظ على البيئة للأجيال القادمة.

وجهة زينور

لقاء الأمير محمد بن سلمان على قناة العربية (2016)

في عام 2016، وبينما كانت المملكة تستعد للانطلاق نحو آفاق جديدة، استضافت قناة العربية لقاءً تلفزيونيًا تاريخيًا مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد آنذاك. كان ذلك في الثامن عشر من رجب لعام 1437 هـ، الموافق الخامس والعشرين من أبريل 2016م، حيث حاوره الإعلامي القدير تركي الدخيل.

في هذا اللقاء، كُشِف الستار عن رؤية السعودية 2030، تلك الخطة الطموحة التي تهدف إلى تحويل المملكة إلى قوة اقتصادية عالمية. استعرض الأمير محمد بن سلمان، بأسلوب الراوي العارف، نقاط القوة التي تنعم بها بلادنا، وأوضح الأسباب الجوهرية وراء طرح أسهم شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو) للاكتتاب العام، وهي خطوة جريئة تعكس التوجه نحو تنويع مصادر الدخل.

لم يغفل اللقاء الحديث عن الفرص الواعدة في قطاع السياحة، وكيف يمكن للمملكة أن تصبح وجهة سياحية عالمية جاذبة. كما أعلن سموه عن خطط لتأسيس شركة قابضة متخصصة في الصناعات العسكرية، في إشارة إلى مكانة المملكة كثالث أكبر دولة في العالم من حيث حجم الإنفاق العسكري، والسعي نحو توطين هذه الصناعات الاستراتيجية.

لقاء الأمير محمد بن سلمان على القناة السعودية (2017)

في عام 2017، وبعد مرور عام على إطلاق رؤية السعودية 2030، شهدت شاشة القناة السعودية استضافة الأمير محمد بن سلمان في لقاء خاص مع الإعلامي داود الشريان. بُث هذا اللقاء على نطاق واسع عبر قنوات التلفزيون السعودي وشبكة قنوات إم بي سي، ليقدم الأمير شرحاً وافياً لبرامج الرؤية الطموحة.

خلال الحوار، أوضح الأمير محمد بن سلمان أن تنفيذ رؤية 2030 يرتكز على ثلاث مراحل رئيسية. المرحلة الأولى، والتي بدأت مع إطلاق الرؤية، تمتد حتى عام 2020. تليها المرحلة الثانية حتى عام 2025، وصولاً إلى المرحلة الثالثة والأخيرة التي تستمر حتى عام 2030، ليتحقق معها اكتمال أهداف الرؤية.

تطرق اللقاء إلى محاور عدة ذات أهمية بالغة، شملت برنامج التحول الوطني، ومعدلات البطالة التي تسعى الرؤية إلى معالجتها، وتنويع مصادر الدخل غير النفطي للمملكة لضمان استدامة الاقتصاد.

كما تناول مستقبل صندوق الاستثمارات العامة ودوره الحيوي في تحقيق التنمية، وفرص توطين صناعة السيارات، وتطوير الموانئ، ومستقبل مشروع جسر الملك سلمان، إضافة إلى خصخصة بعض القطاعات الحكومية، وأهمية تعزيز دور هيئة الرقابة ومكافحة الفساد. لم يغفل اللقاء استعراض الأوضاع السياسية الراهنة، والحرب الدائرة مع الحوثيين، بالإضافة إلى العلاقات السعودية الإيرانية.

لقاء الأمير محمد بن سلمان على القناة السعودية(2021)

في مساء السادس عشر من رمضان لعام 1442هـ، الموافق للثامن والعشرين من أبريل لعام 2021م، اجتمع المشاهدون أمام شاشات التلفاز لمتابعة لقاء خاص. الإعلامي السعودي القدير، عبدالله المديفر، استضاف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في حوار شامل بُث على القناة السعودية، وامتد ليشمل العديد من القنوات العربية الأخرى.

كان هذا اللقاء بمثابة استعراض لمسيرة خمس سنوات مضت على إطلاق رؤية السعودية 2030، تلك الرؤية الطموحة التي غيرت وجه المملكة.

خلال المقابلة، تم تسليط الضوء على الإنجازات التي تحققت في مجال تنويع الموارد الاقتصادية غير النفطية، وكيف استطاعت المملكة التعامل مع التحديات الهيكلية التي واجهتها. كما تم استعراض البنى التحتية التي تم تأسيسها، والهياكل المؤسسية والتشريعية التي تم إنشاؤها، بالإضافة إلى السياسات العامة والمبادرات التي تم تفعيلها.

المرحلة القادمة من الرؤية، كما أوضح سمو الأمير، ستركز على متابعة التنفيذ وتعزيز مساهمة القطاع الخاص والمواطنين على نطاق أوسع، بهدف دفع عجلة التنمية المستدامة في المملكة.

مستقبل المدن: فيلم وثائقي “ذا لاين” (2023)

في يوم السادس والعشرين من يونيو عام 2023، الموافق للثامن من ذي الحجة عام 1444 هـ، أطلت علينا قناة ديسكفري الأمريكية بفيلم وثائقي شيق حمل عنوان “ذا لاين”. الفيلم كان بمثابة نافذة استشرافية على مستقبل المدن وإمكانيات تطويرها، مع تسليط الضوء بشكل خاص على مشروع مدينة ذا لاين الطموح.

خلال هذا الوثائقي، أطل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، ليشاركنا رؤيته الثاقبة حول الغاية من تأسيس هذه المدينة الفريدة، والقيمة المضافة التي ستجلبها للمملكة العربية السعودية والعالم أجمع.

استعرض الأمير محمد بن سلمان خلال الفيلم الرؤية السعودية الطموحة لإعادة تعريف دور المدن في القرن الحادي والعشرين، والسعي نحو بناء حضارة مستقبلية مبتكرة. كما تحدث عن فكرة استثمار المساحات الشاسعة غير المستغلة في المملكة، وتصميم مدينة ذا لاين، التي تهدف إلى استيعاب 10 ملايين نسمة.

ولم يغفل سموه التطرق إلى الإجراءات الدقيقة التي سبقت إقرار التصميم النهائي للمدينة، وحث الدول الأخرى على تبني هذا النموذج الرائد من أجل بناء مستقبل أفضل للبشرية وكوكب الأرض.

مقابلة ولي العهد محمد بن سلمان مع فوكس نيوز الأمريكية (2023)

في “حوار ولي العهد” الذي عُقد في السادس من ربيع الأول عام 1445هـ، الموافق 21 سبتمبر 2023، استضاف الإعلامي بريت باير سمو ولي العهد في لقاء تلفزيوني هام، بُثّ عبر قناة فوكس نيوز الأمريكية من مدينة نيوم. خلال هذا الحوار، تم استعراض رؤى مستقبلية للمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى العلاقات السعودية الأمريكية الوطيدة، ومناقشة آخر المستجدات الإقليمية والعالمية.

تطرّق الأمير محمد بن سلمان خلال اللقاء إلى طموحات رؤية السعودية 2030 وأهدافها النبيلة، مؤكداً أن المملكة حققت أعلى معدل نمو في الناتج المحلي الإجمالي بين دول مجموعة العشرين G20 لعامين متتاليين. كما تناول التقدم في العلاقات مع إيران، ومبادرة الربط بين الهند وأوروبا، والمباحثات الجارية مع الولايات المتحدة حول القضية الفلسطينية والعلاقات مع إسرائيل.

أكد سموه أن الاتفاقيات المنتظرة مع أمريكا ستعود بالنفع على البلدين، وستعزز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، مما يعكس التوجهات الاستراتيجية للمملكة نحو تحقيق مستقبل مزدهر ومستقر.

الأوسمة والتكريمات التي حصل عليها الأمير محمد بن سلمان

الأوسمة والتقديرات

توشح الأمير محمد بن سلمان بالعديد من الأوسمة الرفيعة، حيث تفضل ملك مملكة البحرين، الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، بمنحه وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الممتازة في عام 2018.

وذلك اعترافًا بجهوده القيمة في توطيد العلاقات الأخوية بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين. وفي عام 2018 أيضًا، قام الرئيس التونسي الأسبق، قائد السبسي، بتقليده الصنف الأكبر من وسام الجمهورية.

وذلك تقديرًا لدوره البارز في دعم وتعزيز العلاقات المتينة بين تونس والمملكة العربية السعودية. وفي عام 2019، مُنح ولي العهد أرفع وسام مدني في جمهورية باكستان من قبل الرئيس الباكستاني. وفي عام 2021، تفضل السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان.

بتقديم وسام عمان المدني من الدرجة الأولى له، وذلك تجسيدًا للاعتزاز بالروابط الأخوية الوثيقة والعلاقات المتميزة والتعاون البناء بين البلدين، ويُعتبر هذا الوسام من أرفع الأوسمة العمانية الممنوحة لقادة الدول وأولياء العهد ورؤساء الحكومات.

وبالنيابة عن رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، قام ولي عهد أبوظبي بتقليد الأمير محمد بن سلمان وسام زايد من الدرجة الأولى، تعبيرًا عن الفخر والاعتزاز بعمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين.

وفي العام نفسه، تفضل أمير دولة الكويت بمنح ولي العهد وسام الكويت وقلادة مبارك الكبير، وذلك تقديرًا للجهود المخلصة التي بذلها في سبيل تعزيز وتوطيد روابط الإخاء والتعاون بين البلدين.

وفي الحادي والعشرين من يونيو عام 2022، قدم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني للأمير محمد بن سلمان أرفع وسام مدني في المملكة الأردنية الهاشمية، وهي قلادة الحسين بن علي.

وذلك تكريمًا للعلاقات التاريخية الراسخة التي جمعت بين البلدين على مر العقود. وفي التاسع عشر من نوفمبر عام 2022، مُنح شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة كاسيتسارت التايلاندية في مجال معرفة الأرض من أجل التنمية المستدامة.

وفي عام 2025، قدم رئيس البرلمان العربي، عادل بن عبدالرحمن العسومي، وسام القائد لولي العهد، وذلك تقديرًا وعرفانًا من الشعب العربي لمواقفه القيادية الشجاعة في الدفاع عن القضايا العربية العادلة، وتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك.

التكريمات

تمت مكافأة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بالعديد من الجوائز والتكريمات في مختلف المحافل الدولية، ومن بين أبرز هذه التكريمات جائزة شخصية العام القيادية في مجال دعم ريادة الأعمال لعام 2013، والتي منحتها مجلة فوربس الشرق الأوسط للأمير بصفته رئيس مجلس أمناء مركز الملك سلمان للشباب.

تقديرًا لجهوده في دعم رواد الأعمال الشباب. وفي عام 2015، أدرجت مجلة السياسة الخارجية الأمريكية (فورين بوليسي) سموه ضمن قائمتها السنوية لأكثر القادة تأثيرًا في العالم، وذلك في قائمة أهم مئة مفكر لعام 2015.

كما منحته مجلة تايم الأمريكية لقب شخصية العام لعام 2017 بناءً على اختيار القراء. وفي عام 2017 أيضًا، اختارته مجلة فوربس ضمن قائمة رواد التغيير العالمي لعام 2017.

رؤى الأمير محمد بن سلمان

خلال حوار في مبادرة مستقبل الاستثمار، وجه مدير الجلسة سؤالاً للأمير محمد بن سلمان حول آفاق الشرق الأوسط. وفي رده، تناول سموه دول الخليج العربي وخططها الطموحة ومستوى التقدم الذي حققته.

بالإضافة إلى دول شقيقة كالمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية والجمهورية اللبنانية. وقد أدلى الأمير بتصريحات لاقت صدى واسعًا لدى السعوديين وتناولتها وسائل الإعلام على نطاق كبير، ومن أبرزها:

“إن الشرق الأوسط هو أوروبا الجديدة.”

“هذه حرب السعوديين، بل هي حربي الشخصية التي أتبناها، ولا أرغب في مغادرة هذه الدنيا قبل أن أرى الشرق الأوسط في مصاف الدول المتقدمة.”

“لدينا مثال دائمًا ما نضربه، ألا وهو جبل طويق، فشعب السعودية يمتلك همة تعادل هذا الجبل. وهمة السعوديين لن تنكسر إلا إذا انهار هذا الجبل وتساوى بالأرض.”

مقالات أخرى من القسم

السيرة الذاتية

عبدالله الفيصل

السيرة الذاتية

عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز

السيرة الذاتية

نورة بنت عبدالرحمن آل سعود

السيرة الذاتية

هيفاء آل مقرن

السيرة الذاتية

عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود