الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، العاهل السعودي وخادم الحرمين الشريفين، يُعتبر الملك السابع للمملكة العربية السعودية. وهو الابن السادس والأخير من أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود الذين وصلوا إلى سدة الحكم. استلم الملك سلمان زمام الحكم في 3 ربيع الآخر 1436 هـ، الموافق 23 يناير 2015 م، وهو يُعد الحاكم الخامس عشر في تاريخ الدولة السعودية منذ تأسيسها في عام 1139 هـ، الموافق 1727 م.
نسب سلمان بن عبدالعزيز آل سعود
الملك سلمان بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي، يعود نسبه إلى بني حنيفة من بكر بن وائل من ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
هذا النسب العريق يربطه بتاريخ طويل من الزعامة والنفوذ في شبه الجزيرة العربية. يعتبر سلمان بن عبد العزيز آل سعود الابن الخامس والعشرين للملك المؤسس عبد العزيز بن الإمام عبد الرحمن.
هذا الموقع في سلسلة النسب يمنحه مكانة خاصة في تاريخ العائلة المالكة السعودية، حيث يجمع بين إرث المؤسس وتطلعات المستقبل.
استقرار الأسلاف في الدرعية
استقرت أسلاف الملك سلمان في الدرعية الثانية، التي أسسها مانع المريدي، جد آل سعود، والتي أصبحت لاحقًا عاصمة للدولة السعودية الأولى.
ويُرجع تاريخ استقرارهم في الدرعية إلى عام 850هـ الموافق 1446م، حينما استقر مانع المريدي وعائلته في منطقة تضم غصيبة والمليبيد وما بينهما، وذلك في وادي حنيفة بوسط نجد في شبه الجزيرة العربية.
وقد أطلق عليها اسم الدرعية نسبة إلى عشيرته “الدروع”، وكذلك ارتباطًا بـ الدرعية الأولى التي عاشوا فيها شرق شبه الجزيرة العربية.
ومنذ ذلك الحين، لم تكن الدرعية مجرد مكان للإقامة، بل تحولت إلى مركز سياسي واجتماعي واقتصادي بالغ الأهمية، حيث شهدت تطورات كبرى مهّدت لقيام الدولة السعودية الأولى.
وقد أسسها مانع المريدي لتكون نقطة تحول في تاريخ المنطقة، وسرعان ما أصبحت رمزًا للعزة والمنعة، ومهدًا لانطلاق مشروع سياسي وحدوي غير مسبوق في قلب الجزيرة العربية.
الدرعية: من الاستقرار إلى العاصمة
بعد استقرار مانع المريدي وعائلته في الدرعية، بدأت المنطقة في الازدهار والنمو. تميزت الدرعية بموقعها الاستراتيجي في وادي حنيفة، مما جعلها مركزًا تجاريًا هامًا وملتقى للقوافل.
كما تميزت بتربتها الخصبة ووفرة المياه، مما ساهم في ازدهار الزراعة وتوفير الغذاء للسكان. في عام 1157هـ (1744م)، تحالفت الدرعية مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب، مما أدى إلى تأسيس الدولة السعودية الأولى.
أصبحت الدرعية عاصمة لهذه الدولة، وشهدت تطورات كبيرة في جميع المجالات. تم بناء القصور والمساجد والأسواق، وازدهرت العلوم والفنون.
كانت الدرعية مركزًا لنشر الدعوة الإسلامية وتوحيد البلاد، وقادت حركة الإصلاح والتجديد في شبه الجزيرة العربية. استمرت الدولة السعودية الأولى في التوسع والانتشار حتى وصلت إلى أوج قوتها في عهد الإمام سعود الكبير.
ما هو نسب الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود؟
نسب الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود يعود إلى قبيلة عنزة العدنانية، وهي من القبائل العربية الشهيرة.
هو سلمان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، وينتهي نسبه إلى بني حنيفة من بكر بن وائل من ربيعة العدنانية. ويُعد آل سعود من ذرية مانع المريدي، الذي أسس الدرعية في القرن الخامس عشر الميلادي، وهي نواة الدولة السعودية الأولى.
مولد ونشأة الملك سلمان
وُلد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في الخامس من شوال عام 1354هـ، الموافق 31 ديسمبر 1935م، في مدينة الرياض. هذا الميلاد جاء بعد ثلاث سنوات فقط من اللحظة التاريخية التي وحّد فيها الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود أجزاءً متفرقة من البلاد في كيان واحد، معلنًا قيام المملكة العربية السعودية. هذا التوحيد لم يكن مجرد تغيير جغرافي، بل بداية عهد جديد من الاستقرار والتطور.
النشأة في كنف المؤسس: نشأ الملك سلمان في كنف والده الملك المؤسس، رحمه الله، ووالدته الأميرة حصة بنت أحمد السديري، رحمها الله. تلقى تعليمه المبكر في مدرسة الأمراء بالرياض، حيث نهل من العلم والمعرفة والقيم الأصيلة.
كان لهذه النشأة في بيت الحكم الأثر البالغ في تكوين شخصيته القيادية والإنسانية، حيث شهد عن كثب جهود والده في بناء الدولة وتوحيد الصفوف.
كم عمر الملك سلمان؟
الملك سلمان بن عبد العزيز وُلد في 31 ديسمبر 1935م، ويبلغ من العمر حاليًا 89 عامًا.
سيُكمل عامه التسعين في ديسمبر 2025 بإذن الله.
تعليم الملك سلمان
تلقى الملك سلمان بن عبد العزيز تعليمه الأولي برفقة إخوته في مدرسة الأمراء بالرياض، التي أنشأها الملك عبد العزيز في قصره عام 1354هـ الموافق 1935م لتعليم أبنائه.
حيث درس فيها العلوم الدينية والحديثة، وأقيم له حفل بمناسبة إتمامه حفظ القرآن الكريم في 12 شعبان 1364هـ الموافق 22 يوليو 1945م، وكان عمره آنذاك عشر سنوات.
ورافق الملك سلمان والده الملك المؤسس في العديد من المهام والمناسبات، وحرص على حضور مجالس والده، مما أكسبه خبرة واسعة في القيادة والإدارة، نظرًا لما كان يُناقش فيها من قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية.
تشير المصادر إلى اهتمامه بالعلم وتقربه من العلماء والمفكرين، وحرصه على القراءة المستمرة. عُين أميرًا لمنطقة الرياض بالنيابة في 11 رجب 1373هـ الموافق 16 مارس 1954م، وكان عمره 19 عامًا، وذلك بعد وفاة والده الملك المؤسس وتولي أخيه الأكبر الملك سعود الحكم.
كم لغة يتكلم الملك سلمان؟
الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود يجيد اللغة العربية بطلاقة، وهي لغته الأم، ويُعرف بفصاحته وبلاغته في الخطابات الرسمية.
أما اللغات الأخرى، فلا توجد معلومات موثقة تفيد بإجادته للغات أجنبية بطلاقة، إذ يعتمد في المحافل الدولية على الترجمة عند الحاجة، شأنه شأن كثير من القادة العرب.
الملك سلمان قبل تولي الحكم
بعد أن قضى الملك سلمان عامًا كأمير بالنيابة لمنطقة الرياض، صدر الأمر الملكي بتاريخ 25 شعبان 1374هـ الموافق 18 أبريل 1955م بتعيينه رسميًا أميرًا على المنطقة بمرتبة وزير، ليبدأ بذلك أولى خطواته في الإدارة الإقليمية.
وقد استمر في هذا المنصب حتى 7 رجب 1380هـ الموافق 25 ديسمبر 1960م. لاحقًا، صدر الأمر الملكي رقم (17127) بتاريخ 11 رمضان 1382هـ الموافق 5 فبراير 1963م، ليقضي بإعادة تعيينه أميرًا لمنطقة الرياض، وذلك لما لها من أهمية كبيرة، كونها تحتضن عاصمة الدولة، وتمثل مركزًا للثقل الإداري، والاقتصادي، والسياسي، والأمني.
منذ ذلك الحين، قاد الملك سلمان مسيرة التنمية والتطوير في الرياض، حيث بدأ بتحديث البنية التحتية وتهيئة المرافق والخدمات لسكانها، معتمدًا في ذلك على أساليب إدارية عصرية.
وسرعان ما ازدهرت الرياض عمرانيًا، وأثمرت خطط التطوير نموًا واتساعًا شاملًا في جميع المجالات، حتى أصبحت واحدة من أكثر العواصم تطورًا وازدهارًا في العالم.
وفي 28 جمادى الأولى 1394هـ الموافق 18 يونيو 1974م، تم تأسيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض (الهيئة الملكية لمدينة الرياض) بمبادرة من الملك سلمان، حيث كان يترأس اجتماعاتها شخصيًا، ويتابع خططها وإنجازاتها التطويرية بدقة طوال مدة إمارته.
ولم تقتصر خطة التطوير على مدينة الرياض فحسب، بل امتدت لتشمل المدن والمحافظات والمراكز الأخرى في المنطقة، حيث تم إنشاء الطرق والمنشآت العلمية، والثقافية، والحضارية، والترفيهية، والطبية.
وفي هذا الإطار، اعتمدت الهيئة مبدأ التخطيط الاستراتيجي الشامل، الذي يهدف إلى جعل عملية التطوير مستمرة وشمولية، مع القدرة على استيعاب جميع مستجدات التنمية بمرونة وفاعلية.
وخلال فترة إمارته، أطلق الملك سلمان برنامجًا خاصًا لتطوير منطقة قصر الحكم، سعيًا إلى إضفاء طابع مميز يجعلها وجهة سياحية وثقافية بارزة، وقد تم افتتاح المشروع لاحقًا على يد الملك فهد بن عبدالعزيز عام 1412هـ الموافق 1992م.
إلى جانب ذلك، أنشأ مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، الذي يُعد أحد المعالم الثقافية المهمة في الرياض. كما تم تأسيس الحي الدبلوماسي (حي السفارات) في 21 ذي القعدة 1395هـ الموافق 24 نوفمبر 1975م، ونُقلت إليه وزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية من جدة إلى الرياض، تأكيدًا على مكانة العاصمة كمركز للدولة.
وقد حرص الملك سلمان، في جميع مشاريع البناء والتطوير، على ترسيخ القيم والمبادئ التي تشكل الهوية العمرانية والحضارية لمدينة الرياض، الأمر الذي أسفر عن ظهور ما يُعرف بـ”العمارة السلمانية”، التي تم توثيقها لاحقًا في “ميثاق الملك سلمان العمراني” في ربيع الآخر 1443هـ الموافق ديسمبر 2021م، استنادًا إلى الجذور الثقافية والهوية الوطنية.
ورغم التحديات، استطاع الملك سلمان أن يقود مسيرة التنمية بنجاح، محولًا الرياض من مدينة متوسطة يسكنها نحو 200 ألف نسمة، إلى واحدة من أسرع العواصم نموًا في العالم العربي، بل وإلى مدينة عالمية بارزة ومركز إقليمي في مجالات التجارة والسفر.
علمًا بأن مساحة منطقة الرياض التي تولّى إمارتها تبلغ نحو 380 ألف كم²، أي ما يعادل 19% من إجمالي مساحة المملكة، وقد تزامنت فترة إمارته مع حكم خمسة من ملوك المملكة، وهم: الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد، والملك عبدالله.
الملك سلمان وزيراً للدفاع: مسيرة حافلة بالإنجازات
تم تعيين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وزيراً للدفاع بأمر ملكي في 9 ذي الحجة 1432هـ الموافق 5 نوفمبر 2011م، وبذلك استهل مرحلة جديدة من مسيرة طويلة في خدمة وطنه.
فور توليه المنصب، باشر الملك سلمان تقييمًا شاملًا لجميع متطلبات الوزارة، ابتداءً من التنظيم والهيكلة، مرورًا بالتدريب والتأهيل، وانتهاءً بالتجهيزات والمعدات، والقوى العاملة، والأنظمة التقنية الحديثة.
وقد كان الهدف الأسمى من هذا التقييم الشامل هو تعزيز إمكانات القوات المسلحة ورفع مستوى استعدادها القتالي واللوجستي لمواجهة أي تهديدات محتملة.
وفي هذا السياق، قام الملك سلمان بجولات تفقدية مكثفة شملت مختلف وحدات وفروع القوات المسلحة في جميع أنحاء المملكة، وذلك للوقوف على أرض الواقع على احتياجاتها ومتطلباتها.
كما أنه أجرى سلسلة من الدراسات التقييمية الشاملة لكافة قطاعات القوات المسلحة، بغرض تحديد نقاط القوة والضعف، ومن ثم وضع الخطط والبرامج اللازمة لتطويرها وتحديثها.
بعد ذلك، شرع في وضع خطط جديدة ومتطورة، تهدف إلى ضمان الجاهزية الدائمة للقوات المسلحة برجالها ومعداتها وأسلحتها في جميع فروعها، البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي، وذلك من خلال تطوير استراتيجيات التدريب والتأهيل، إلى جانب تحديث منظومة التسليح، وتعزيز التعاون العسكري مع الدول الشقيقة والصديقة.
ولاية العهد: مسؤولية وأمانة
لم تقتصر مهام الملك سلمان على وزارة الدفاع فحسب، بل امتدت لتشمل مسؤوليات أكبر وأوسع نطاقًا، حيث تم تكليفه بمنصب ولي العهد بأمر ملكي من الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وذلك بتاريخ 28 رجب 1433هـ الموافق 18 يونيو 2012م، مع استمراره في مهامه كوزير للدفاع.
وقد عمل الملك سلمان جنبًا إلى جنب مع الملك عبدالله في إدارة شؤون الدولة الداخلية والخارجية، وتولى جميع مسؤولياته كاملة، بكل تفانٍ وإخلاص.
وقد أنابه الملك عبدالله في رئاسة مجلس الوزراء وحضور وافتتاح المؤتمرات المحلية والدولية، واستقبال الوفود والبعثات الدبلوماسية، ما يعكس الثقة الكبيرة التي كان يوليها له الملك عبدالله.
بالإضافة إلى ذلك، قام الملك سلمان بزيارات عديدة إلى دول العالم نيابة عن الملك عبدالله، حيث ناقش مع قادتها المصالح المشتركة بين المملكة وتلك البلدان، وسبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وفي السنتين الأخيرتين من حكم الملك عبدالله، وبعد تدهور حالته الصحية، تولى الملك سلمان جميع أعباء الدولة بالنيابة عن أخيه الملك عبدالله، وذلك حتى وفاته في 3 ربيع الآخر 1436هـ الموافق 23 يناير 2015م، ليخلفه في حكم المملكة العربية السعودية.
تولي الملك سلمان مقاليد الحكم
في يوم 3 ربيع الآخر 1436هـ، الموافق 23 يناير 2015م، بُويع الملك سلمان ملكًا للمملكة العربية السعودية، وذلك وفقًا للنظام الأساسي للحكم، خلفًا لأخيه الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وفي خطابه الأول للشعب السعودي، أوضح الملك سلمان منهجه في الحكم ورؤيته المستقبلية، مؤكدًا أن تولي حكم البلاد هو أمانة عظيمة. وأكد على التزامه بالنهج الذي تبنته الدولة السعودية منذ تأسيسها على يد والده الملك المؤسس وأبنائه من بعده، مشيرًا إلى أن الدستور هو القرآن الكريم وسنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
كما شدد على أهمية الوحدة والتضامن للأمة العربية والإسلامية، والسعي بكل ما يحقق وحدة الصف وجمع الكلمة والدفاع عن قضايا الأمة.
إعادة الهيكلة القيادية
خلال الأربعين يومًا الأولى من فترة حكمه، أصدر الملك سلمان 44 أمرًا ملكيًّا، والتي تعتبر مشروعًا شاملاً للإصلاح في الكيان الإداري السعودي. تضمنت هذه القرارات إعادة تنظيم أركان الدولة والحكم، بدءًا بإعادة تشكيل مجلس الوزراء والأجهزة السياسية والاقتصادية، بهدف إحداث نقلة عصرية في أساليب وأدوات إدارة الحكم.
وانطلاقًا من رؤيته كقائد، رأى أن قواعد الحكم ستترسخ وتستقر من خلال الانسجام والتكامل بين جيلين في مؤسسة الحكم، لذا قام بتمكين جيل الشباب من القيادة وإشراكهم في مهام الحكم، إيمانًا منه بقدراتهم، وهو ما يعكس قراءة لمستقبل الدولة ورؤية استراتيجية تعبر عن توجهات الملك نحو مصالح ومكتسبات الوطن والشعب المستقبلية.
بعد ثلاثة أشهر من توليه الحكم، عُيّن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وليًا لولي العهد ونائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء.
وبعد عامين، في 26 رمضان 1438هـ، الموافق 21 يونيو 2017م، تم تعيينه وليًا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء، وذلك بعد موافقة أعضاء هيئة البيعة، وتم تعديل مادة من مواد النظام الأساسي للحكم لتنص على أن يكون الحكم في أبناء الملك المؤسس وأبناء الأبناء، ويُبايع الأصلح منهم للحكم.
التعديلات الوزارية
استمرارًا لمسيرة التنمية والبناء للدولة، أولى الملك سلمان أهمية كبرى لتوحيد التوجهات في الأجهزة الحكومية بهدف تحقيق نقلة نوعية على كافة المستويات.
وحرصًا على تنظيم كل ما يتعلق بالشؤون السياسية والأمنية وشؤون الاقتصاد والتنمية، تم إلغاء عدد من الأجهزة، وهي: اللجنة العليا لسياسة التعليم، واللجنة العليا للتنظيم الإداري، ومجلس الخدمة المدنية، والهيئة العليا لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ومجلس التعليم العالي والجامعات، والمجلس الأعلى للتعليم، والمجلس الأعلى لشؤون البترول والمعادن، والمجلس الاقتصادي الأعلى، ومجلس الأمن الوطني، والمجلس الأعلى لمدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والمجلس الأعلى لشؤون المعوقين.
وبدلاً من ذلك، تم تأسيس مجلسين يرتبطان تنظيميًّا بمجلس الوزراء، وهما: مجلس الشؤون السياسية والأمنية، ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وذلك بهدف رفع كفاءة الأداء ومستوى التنسيق بين الجهات الحكومية، وتفادي الازدواجية، بما يؤدي إلى تكامل الأدوار والمسؤوليات والاختصاصات، وبما يواكب التطورات والمتغيرات المتسارعة في مختلف المجالات.
وفي 30 رجب 1437هـ، الموافق 7 مايو 2016م، صدر أمر بدمج وزارتي العمل والشؤون الاجتماعية في وزارة واحدة باسم وزارة العمل والتنمية الاجتماعية. وفي 1 رجب 1441هـ، الموافق 25 فبراير 2020م، ضُمت وزارة “الخدمة المدنية” إلى وزارة “العمل والتنمية الاجتماعية”، وصدر أمر بتعديل اسمها ليصبح “وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية”، وتحولت “الهيئة العامة للاستثمار” إلى وزارة باسم “وزارة الاستثمار”، وحوّلت “الهيئة العامة للرياضة” إلى وزارة باسم “وزارة الرياضة”، و”الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني” إلى وزارة باسم “وزارة السياحة”.
السياسة الخارجية
منذ الأيام الأولى لتوليه الحكم، أظهر الملك سلمان بن عبدالعزيز توجهًا سياسيًا واضحًا يقوم على دعم الاستقرار الإقليمي والدولي، من خلال استقبال عدد من قادة الدول وإجراء لقاءات ثنائية أكّدت ثوابت المملكة في تعزيز السلام العالمي وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث جدّد موقف المملكة الثابت في دعم حق الشعب الفلسطيني في استرداد أراضيه المحتلة.
سعى الملك سلمان إلى جعل المملكة قوة دبلوماسية فاعلة في حل الأزمات الدولية والتعامل مع التحديات الإنسانية، خاصة في منطقة الخليج والشرق الأوسط، مع التركيز على مبدأ الحوار والحلول السلمية.
وجاء إعلان مكة في الدورة الـ14 لمؤتمر القمة الإسلامي عام 2019م، ليجسد هذا التوجه، من خلال دعوته لمكافحة التطرف، وتعزيز التعايش بين الأديان، وإرساء السلام، ودعم الدول النامية ماديًا ومعنويًا، مع التأكيد على صون صورة الدين الإسلامي من استغلال المتطرفين.
تحديثات في عهد الملك سلمان: رؤية شاملة
إصلاحات تنظيمية في شؤون الدولة
شهدت المنظومة العدلية في عهد الملك سلمان تحولًا كبيرًا، حيث صدر في عام 2017م أمر ملكي بتحويل هيئة التحقيق والادعاء العام إلى النيابة العامة. وبموجب هذا القرار، أصبحت النيابة العامة جهة قضائية مستقلة تتبع مباشرة للملك، مما يضمن عدم تدخل السلطات التنفيذية في عملها.
وقد ساهم هذا الإجراء في تعزيز مبدأ الفصل بين السلطات ومنح القضاء الحيادية والاستقلالية الكاملة، بما يتماشى مع المعايير القضائية الدولية وأحكام الشريعة الإسلامية.
وفي سياق مكافحة الفساد، أصدر الملك سلمان في عام 2017م أمرًا بتشكيل لجنة عليا برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تتولى مسؤولية حصر ومتابعة قضايا الفساد واستعادة الأموال المختلسة.
وقد شكلت هذه الخطوة علامة فارقة في جهود تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد في تاريخ المملكة.
تطورات القطاع الاقتصادي والمالي
تبنى الملك سلمان بن عبدالعزيز مسارًا اقتصاديًا جديدًا يهدف إلى تنويع مصادر الدخل القومي وتقليل الاعتماد على النفط، وذلك في إطار رؤية السعودية 2030 التي تضع الاقتصاد المزدهر في صلب أولوياتها.
وقد بدأت المملكة بتنفيذ سلسلة من الإصلاحات الهيكلية لتعزيز الاقتصاد المحلي، وتمكين القطاع الخاص، وتحفيز نمو المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
وقد ساهمت هذه السياسات في تحقيق نمو اقتصادي ملحوظ حتى في أصعب الظروف، مثل جائحة كوفيد-19. ففي عام 2022م، سجلت المملكة أعلى معدل نمو اقتصادي بين دول مجموعة العشرين، بنسبة بلغت 8.7%، متجاوزة التوقعات العالمية.
وشهدت مختلف القطاعات الاقتصادية – من النفط إلى الصناعات التحويلية والخدمات – نموًا إيجابيًا يعكس نجاح السياسة الاقتصادية في عهد الملك سلمان.
تطوير القطاع الأمني
شهد القطاع الأمني في المملكة العربية السعودية، في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، تطورات كبيرة على صعيد الهيكلة والتنظيم، بالإضافة إلى إطلاق العديد من المبادرات والمراكز الاستراتيجية لتعزيز كفاءة المنظومة الأمنية.
ففي 25 رجب 1438هـ (الموافق 22 أبريل 2017م)، صدر توجيه بإنشاء مركز الأمن الوطني، ليكون مرتبطًا مباشرة بالديوان الملكي، مع استحداث منصب مستشار الأمن الوطني ضمن الديوان.
وفي 26 شوال 1438هـ (الموافق 20 يوليو 2017م)، جرت إعادة هيكلة وزارة الداخلية، حيث تم فصل رئاسة أمن الدولة عن الوزارة، لتتولى كافة الاختصاصات المتعلقة بأمن الدولة والارتباط مباشرة برئيس مجلس الوزراء.
كما تم نقل عدد من الجهات من وزارة الداخلية إلى رئاسة أمن الدولة، مثل: المديرية العامة للمباحث، وقوات الأمن والطوارئ الخاصة، وطيران الأمن، والإدارة الفنية، ومركز المعلومات الوطني، ومهام مكافحة الإرهاب وتمويله. وبذلك، تركزت مهام وزارة الداخلية على الجوانب المدنية وحفظ النظام العام من خلال أجهزة الأمن العام.
وفي مجال التطوير التقني والبنية التحتية، أطلقت الوزارة عدة مشاريع مهمة مثل المدن الأمنية، ومركز العمليات الأمنية الموحد (911)، وشبكة الألياف البصرية، وشبكة تترا للاتصالات، والأنظمة الأمنية المتكاملة (SIE)، ومشاريع الوسائط البحرية لحرس الحدود، والعربات المدرعة.
كما شملت المشاريع مباني القوى الأمنية، ومراكز التدريب، ومباني الإدارة العامة للتعاون الدولي، وغيرها من المرافق التي عززت البنية التحتية الأمنية.
تحديثات القطاع العسكري
واصل التطوير العسكري مسيرته في عهد الملك سلمان، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030، من خلال إطلاق مشروع توطين الصناعات العسكرية.
وتجسد ذلك في إنشاء الهيئة العامة للصناعات العسكرية في أغسطس 2017، بهدف قيادة عملية التوطين وتنظيم وتمكين هذا القطاع الحيوي، بما يسهم في رفع جاهزية القوات المسلحة وتعزيز السيادة الدفاعية للمملكة.
وفي مجال مكافحة الفكر المتطرف، أُنشئ مركز الحماية الفكرية في 30 أبريل 2017، برئاسة الأمير خالد بن سلمان، وزير الدفاع. ويعمل هذا المركز على تفكيك المفاهيم المتطرفة، وتوضيح المنهج الشرعي المعتدل، من خلال تقديم برامج فكرية وقائية وعلاجية داخل وخارج المملكة.
وفي مجال التدريب العسكري المتقدم، تم افتتاح مركز الحرب الجوي في قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية بالظهران، في 31 مارس 2019، وهو مركز متطور للتدريب على سيناريوهات قتالية واقعية، يتيح تقييم الأسلحة والأنظمة الدفاعية لضمان كفاءتها.
ولتعزيز الابتكار التقني في المجال الدفاعي، صدر أمر ملكي بإنشاء الهيئة العامة للتطوير الدفاعي في 14 سبتمبر 2021، لتتولى وضع السياسات البحثية والتقنية لأنظمة الدفاع وتوجيهها، مما يعزز الريادة الوطنية في الابتكار العسكري.
للمزيد من التفاصيل حول إنجازات المملكة في القطاعين الأمني والعسكري، يمكنكم زيارة موقع بوابة السعودية.
تنمية الصناعة والتجارة والصحة في السعودية
تماشيًا مع أهداف رؤية السعودية 2030 في إنشاء اقتصاد قوي ومستدام، صدر أمر ملكي في 27 ديسمبر 2018م الموافق 20 ربيع الآخر 1440هـ، يقضي بتأسيس هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية.
تتبع هذه الهيئة رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وتتمثل مهمتها في تطوير المحتوى المحلي بجميع جوانبه، وتعزيز نظام المشتريات الحكومية والإشراف عليه.
في عام 2019م الموافق 1440هـ، أُطلق برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، الذي يُعد من البرامج الأساسية في الرؤية، بهدف تحويل المملكة إلى مركز صناعي ومنصة لوجستية عالمية.
وفي 28 مارس 2021م الموافق 15 شعبان 1442هـ، تم إطلاق مبادرة “صُنع في السعودية” لتعزيز مكانة المنتجات والخدمات الوطنية على الصعيدين المحلي والعالمي، وذلك بالتعاون بين القطاعين العام والخاص.
في سياق متصل، قامت وزارة الصناعة والثروة المعدنية بتدشين منصة تعدين في يناير 2019م الموافق جمادى الأولى 1440هـ، لتسهيل إصدار التراخيص للمستثمرين في قطاع التعدين، وضمان الشفافية والحوكمة، وتقليل مدة الإجراءات.
وبحلول عام 2020م الموافق 1441هـ، تم إصدار حوالي 150 رخصة وتسجيل نحو 550 مستثمرًا، وتقليل مدة تجديد الرخصة إلى يوم واحد فقط بعد ربط النظام بالبنوك.
بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء القاعدة الوطنية للبيانات الجيولوجية، التي تتضمن معلومات عن أكثر من 5500 موقع معدني و10 آلاف تقرير فني.
وفي فبراير 2020م الموافق جمادى الآخرة 1441هـ، أُنشئ بنك التصدير والاستيراد السعودي بهدف دعم وتنويع الصادرات غير النفطية وزيادة قدرتها التنافسية عالميًا.
وفي أبريل 2020م الموافق شعبان 1441هـ، تم إطلاق منصة صناعي لتقديم خدمات إلكترونية للمستثمرين الصناعيين، بما في ذلك إصدار التراخيص والتعامل مع آثار جائحة كوفيد-19.
واستعدادًا لمتطلبات الثورة الصناعية الرابعة، تم تطبيق مفاهيمها في 8 مصانع، وتطوير نماذج أولية في 5 مصانع أخرى. كما تم إنشاء مركز الابتكار للثورة الصناعية الرابعة في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والذي يضم تقنيات متطورة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد، والتحكم الرقمي، والواقع المعزز.
شهدت البنية التحتية الصناعية تطورًا كبيرًا، حيث تم تطوير 14 مدينة وواحة صناعية بمساحة إجمالية تبلغ 34 مليون م². وقد ساهمت هذه الجهود في زيادة الاستثمارات الصناعية من 955.4 مليار ريال قبل الرؤية إلى 1.11 تريليون ريال في عام 2020م.
قطاع التجارة
في إطار سعي المملكة لتعزيز العوائد الاقتصادية، تم إطلاق منصة استثمر في السعودية، التي تمثل الهوية الاستثمارية الموحدة وتوفر قاعدة بيانات للفرص والمستثمرين.
كما تم إنشاء 10 هيئات حكومية جديدة لدعم البيئة التجارية، بما في ذلك: هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة، الهيئة السعودية للملكية الفكرية، الهيئة العامة للتجارة الخارجية، مجلس التجارة الإلكترونية، لجنة الإفلاس، والمركز السعودي للأعمال.
القطاع الصحي
حظي القطاع الصحي باهتمام بالغ ضمن رؤية السعودية 2030، والتي تهدف إلى توفير رعاية صحية عالية الجودة لجميع المواطنين والمقيمين. وقد أُطلقت العديد من المبادرات لتسهيل الوصول إلى الخدمات الصحية، وزيادة الطاقة الاستيعابية للمرافق الطبية.
حتى نهاية عام 2021م، تم إنشاء 14 تجمعًا صحيًّا قدمت خدماتها لأكثر من 29 مليون مستفيد. كما تم إنشاء 10 مستشفيات جديدة بسعة إجمالية تفوق 1500 سرير. وساهمت المنصات الرقمية في تحسين تجربة المرضى من خلال خدمات الرعاية الافتراضية.
خلال جائحة كورونا، حققت المملكة المرتبة 13 عالميًا في مؤشر كوفيد-19 الصادر عن منظمة الصحة العالمية، والمرتبة الأولى عربيًا، والـ12 ضمن مجموعة العشرين. كما احتلت المركز 14 عالميًا في أبحاث كورونا.
وقد أُنشئ المركز السعودي لسلامة المرضى في عام 2017م الموافق 1438هـ بهدف تعزيز جودة الرعاية الصحية، وقد اختارته منظمة الصحة العالمية في عام 2020م الموافق 1441هـ كمركز متعاون في سياسات سلامة المرضى.
تطوير القطاعات الحيوية في المملكة العربية السعودية
النهضة الرياضية
في ظل عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، حقق قطاع الرياضة في المملكة العربية السعودية نقلة نوعية، ليصبح مركزًا عالميًا لاستضافة الفعاليات الرياضية الضخمة، مما يبرز قدراتها التنظيمية ومكانتها الدولية المتنامية.
منذ عام 2018م، استضافت المملكة أكثر من 100 فعالية رياضية دولية، من بينها الفوز بحق استضافة كأس العالم FIFA 2034، لتكون أول دولة تستضيف نسخة بمشاركة 48 منتخبًا، وذلك بعد حصول ملفها على أعلى تقييم في تاريخ البطولة (419.8 من 500 نقطة).
كما فازت المملكة بتنظيم دورة الألعاب الآسيوية 2034، والنسخة الأولى من دورة الألعاب الأولمبية للرياضات الإلكترونية، بالإضافة إلى كأس آسيا 2027 لكرة القدم، وكأس آسيا لكرة السلة 2025.
واستضافت المملكة فعاليات بارزة مثل: رالي داكار السعودية، كأس السوبر الإسباني والإيطالي، فورمولا إي الدرعية، جائزة السعودية الكبرى فورمولا 1، بطولة العالم لكرة اليد سوبر جلوب، نهائي بطولة العالم للتنس للسيدات، بطولة الماسترز للسنوكر، بطولة العالم للبلياردو، وكأس العالم لقفز الحواجز والترويض، وغيرها من المنافسات العالمية.
على الصعيد المحلي، وجّه الملك سلمان في بداية فترة حكمه بدعم الأندية الرياضية، حيث تم تخصيص 10 ملايين ريال لأندية الدوري الممتاز، و5 ملايين ريال لأندية الدرجة الأولى، ومليوني ريال لبقية الأندية.
كما تم إطلاق استراتيجية دعم الأندية في عام 2019م، والتي ساهمت في رفع مستوى الحوكمة بنسبة 54%، وزيادة الألعاب الرياضية بنسبة 755%، وتوفير أكثر من 3 آلاف فرصة عمل.
وفي عام 2017م، تم إطلاق خدمة ترخيص الصالات والمراكز الرياضية، ووصل عدد المراكز المرخصة إلى أكثر من 1549 مركزًا في عام 2020م. وتماشيًا مع رؤية السعودية 2030، ارتفع عدد الاتحادات الرياضية من 32 إلى 64 اتحادًا، وتم إنشاء ثلاث شركات استثمارية رياضية تابعة للأندية.
في عام 2020م، تحولت الهيئة العامة للرياضة إلى وزارة الرياضة، وتم إطلاق برامج مثل استراتيجية دعم الاتحادات الرياضية، وبرنامج تطوير رياضيي النخبة، وبرنامج فخر لدعم الموهوبين من ذوي الإعاقة.
كما تم تدشين منصة نافس لتسهيل تأسيس الأندية والأكاديميات، وتم ترخيص أكثر من 2000 أكاديمية و500 نادٍ. وشهد الدوري السعودي انتشارًا عالميًا ببثه في أكثر من 160 دولة، مما عزز من عوائده الاستثمارية ومكانته الدولية.
تطوير التعليم
في 29 يناير 2015م، صدر مرسوم ملكي بدمج وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي في وزارة موحدة تحت اسم وزارة التعليم، مما أحدث تحولًا كبيرًا في نظام التعليم الوطني.
خلال جائحة كورونا، أظهرت المملكة جهودًا كبيرة في تطوير التعليم الإلكتروني من خلال منصة مدرستي، وربط بوابة عين التعليمية بالمنصة الوطنية، وإطلاق 23 قناة تعليمية فضائية لضمان استمرار العملية التعليمية.
كما قدمت الوزارة عدة مبادرات لتوليد الإيرادات وإتاحة الفرص للقطاع الخاص، ووقعت عقودًا لإنشاء مبانٍ تعليمية وفق نموذج BMT، وأطلقت 104 مراكز STEM للعلوم والرياضيات.
من بين المبادرات البارزة: البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين، والأولمبياد الوطني للإبداع العلمي. وتم تنفيذ مشاريع إنشاء مبانٍ تعليمية بقيمة تقارب 9 مليارات ريال، لاستيعاب أكثر من 460 ألف طالب.
دخلت ثلاث جامعات سعودية ضمن أفضل التصنيفات العالمية، وارتفع عدد الكليات والجامعات الأهلية إلى 112 مؤسسة. وتمت إضافة 6 مسارات جديدة في برنامج الابتعاث الخارجي، وأقرت لائحة جديدة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين.
ارتفع معدل النشر البحثي بنسبة 120%، وتم تسجيل 143 براءة اختراع لمنسوبي الجامعات، وخصص مبلغ 350 مليون ريال للتمويل المؤسسي. وحققت المملكة أكثر من 600 جائزة دولية، وتصدرت الدول العربية واحتلت المرتبة 14 عالميًا في نشر الأبحاث المتعلقة بفيروس كورونا.
كما زادت نسبة قبول خريجي الثانوية العامة بأكثر من 200%، وحققت المملكة المرتبة 12 عالميًا في مؤشر المعرفة للتعليم التقني. وفي تصنيف QS العالمي لعام 2023م، تم إدراج 15 جامعة سعودية مقارنة بـ 14 جامعة في العام السابق. وحصلت الجامعة السعودية الإلكترونية على المرتبة 33 عالميًا والأولى محليًا في تصنيف التايمز لأهداف التنمية المستدامة.
وفي عام 2024م، أطلقت هيئة تقويم التعليم البرنامج الوطني للتقويم المدرسي، الذي ساهم في تحسين جودة التعليم العام وتطوير آليات التقييم والتشخيص على مستوى الطلاب والمعلمين والمدارس.
الاستدامة البيئية في السعودية
في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، شهد قطاع البيئة في المملكة العربية السعودية تحولات جذرية، تجسدت في إقرار الاستراتيجية الوطنية للبيئة التي احتوت على 64 مبادرة أساسية.
وللتكيف مع التنوع البيئي الواسع في المملكة، تم تنفيذ إصلاحات هيكلية من خلال إنشاء خمسة مراكز بيئية متخصصة، وهي: المركز الوطني للالتزام البيئي، والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، والمركز الوطني لإدارة النفايات، والمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، إضافة إلى المركز الوطني للأرصاد. تهدف هذه المراكز إلى تعزيز الاستدامة البيئية، وتوسيع نطاق مشاركة القطاع الخاص، وإيجاد فرص عمل متميزة.
ولدعم الاستدامة المالية للقطاع البيئي، تم تأسيس صندوق البيئة، كما تم تشكيل القوات الخاصة للأمن البيئي بالتعاون مع وزارة الداخلية. وافق مجلس الوزراء على نظام البيئة المتوافق مع أفضل الممارسات العالمية، بالإضافة إلى تطوير أنظمة جديدة لإدارة النفايات والأرصاد.
وفي مجال مكافحة التصحر وتنمية الغطاء النباتي، تم اعتماد الاستراتيجية الوطنية للمراعي، وإطلاق حملات واسعة لزراعة الأشجار المحلية. وفيما يتعلق بالالتزام البيئي، تم إنجاز دراسات وخطط لمكافحة التلوث النفطي، وإعادة تأهيل المناطق المتضررة، وتعزيز أنظمة رصد التلوث في مختلف البيئات.
على الصعيد الدولي، تميزت المملكة بترشيحها لرئاسة اللجنة التنفيذية لبروتوكول مونتريال، وتوقيع اتفاقيات تعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة وعدة دول أخرى.
وفي عام 1446هـ/2024م، استضافت المملكة الدورة السادسة عشرة لمؤتمر اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP16)، بالتزامن مع فعاليات النسخة الرابعة من منتدى مبادرة السعودية الخضراء، حيث تم إطلاق خمس مبادرات جديدة بقيمة إجمالية بلغت 225 مليون ريال، مما يؤكد الدور الريادي للمملكة في قيادة الجهود البيئية والمناخية عالميًا.
جهود المملكة في إدارة المياه والزراعة
اعتمدت وزارة البيئة والمياه والزراعة في عهد الملك سلمان خططًا استراتيجية متكاملة لإدارة مصادر المياه، بهدف تأمين الإمدادات حتى عام 2050، وتحديد المشاريع المستقبلية الضرورية.
كما تم زيادة كميات المياه المخصصة للاستخدامات الحضرية، وتعزيز الاعتماد على المياه الجوفية، لتشكل حوالي 40% من مياه الشرب في المملكة.
من بين الإنجازات الهامة إقرار نظام المياه، الذي يعتبر أداة لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للمياه 2030، ويهدف إلى حماية الموارد، وتنظيم الاستهلاك، وتحسين استخدام المياه المعالجة، وتوفير كميات مستدامة للقطاع الزراعي.
أما قطاع الزراعة، فقد شهد تحولًا نوعيًا من خلال تبني الاستراتيجية الوطنية للزراعة، وإعداد أنظمة جديدة مثل نظام الزراعة ونظام التعامل مع الموارد الوراثية النباتية. كما ارتفع إنتاج الاستزراع المائي من الأسماك والروبيان، وتم توقيع اتفاقيات تصديرية لتعزيز الوصول إلى الأسواق العالمية.
سُجلت نتائج مذهلة في القطاع الزراعي، منها:
- تصدير 215 ألف طن من التمور.
- إنتاج 584 ألف طن من الخضروات في البيوت المحمية.
- زيادة بنسبة 155% في عدد المزارعين المنتقلين للإنتاج العضوي.
- توسيع نطاق تأهيل المدرجات الزراعية وتفعيل تقنيات حصاد الأمطار.
- رفع الطاقات التخزينية لصوامع الغلال.
- نمو التمويل الموجه للقطاع الزراعي بنسبة 36%.
- استحواذ المملكة على حصص في 6 شركات زراعية عالمية.
تطوير البحث والابتكار في المملكة العربية السعودية
في العاشر من مارس عام 2021م، الموافق 26 رجب 1442هـ، اتخذ مجلس الوزراء قرارًا بتأسيس اللجنة العليا للبحث والتطوير والابتكار، بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء.
وتتبع هذه اللجنة مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بشكل مباشر، وتهدف إلى تعزيز النمو في قطاع البحث والتطوير والابتكار في المملكة.
ولتحقيق هذه الغاية، تم إصدار قرار في الأول من يونيو عام 2021م، الموافق 20 شوال 1442هـ، بإنشاء هيئة لتنمية البحث والتطوير والابتكار. وقد كُلفت هذه الهيئة بتقديم الدعم والتمويل وتنسيق الجهود البحثية بين مختلف المؤسسات، بالإضافة إلى اقتراح السياسات والتشريعات التي تنظم هذا القطاع الحيوي.
شهدت المملكة إطلاق مبادرات استراتيجية مثل مركز الأمير سلطان للدراسات والبحوث الدفاعية، الذي أُسس في 23 مايو 2016م، الموافق 16 شعبان 1437هـ. يهدف هذا المركز إلى تعزيز البحوث التقنية في المجالات الدفاعية، وذلك بالتنسيق مع الهيئة العامة للتطوير الدفاعي.
في فبراير 2020م، الموافق جمادى الآخرة 1441هـ، تم تأسيس مركز محمد بن سلمان لعلوم وتقنيات المستقبل بالتعاون مع جامعة طوكيو ومركز مبادرات مسك، بهدف دعم البحث العلمي بين المملكة واليابان في مجالات مثل الأمن السيبراني، والبيانات الضخمة، والطاقة المتجددة، والروبوتات، والتقنيات الطبية.
لتعزيز الشراكات المعرفية، أُنشئ مركز البحوث والتواصل المعرفي في يناير 2016م، الموافق ربيع الآخر 1437هـ، ليعنى بدراسة السياسات والعلاقات الدولية، وتقديم برامج تأهيلية وتنظيم مؤتمرات علمية وثقافية.
بفضل هذه المساعي، تقدمت المملكة 15 مركزًا في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2022، الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية، وحققت مراكز متقدمة في أربعة مؤشرات رئيسية، بما في ذلك: استثمار رأس المال الجريء في شركات التقنية الناشئة (المرتبة السابعة عالميًا)، والبنية التحتية للاتصالات، وبيئة الأعمال التنظيمية.
في الفترة من 2022 إلى 2023م، تصدرت المملكة الدول العربية والشرق أوسطية في تأثير وجودة الأبحاث العلمية، مع زيادة قدرها 146% في معدل النشر العلمي، متجاوزة 59 ألف بحث في عام 2022م، وتحقيق نمو بنسبة 58% في جودة الأبحاث مقارنة بالمتوسط العالمي ودول مجموعة العشرين.
قطاع الطاقة
شهد قطاع الطاقة في عهد الملك سلمان تحولًا استراتيجيًّا، حيث صدر في عام 2016م، الموافق 1437هـ، أمر ملكي بتغيير اسم وزارة البترول والثروة المعدنية ليصبح وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية. وفي عام 2019م، الموافق 1440هـ، تم تعديل الاسم ليصبح وزارة الطاقة، لتكون الجهة المسؤولة عن إدارة وتطوير جميع مصادر الطاقة.
أطلقت الوزارة في أبريل 2017م، الموافق رجب 1438هـ، مبادرة خادم الحرمين الشريفين للطاقة المتجددة، وبدأت بمشروع سكاكا للطاقة الشمسية بقدرة 300 ميجاواط، ومشروع لطاقة الرياح في دومة الجندل بقدرة 400 ميجاواط، بالإضافة إلى 30 مشروعًا للطاقة الشمسية بقدرة إجمالية تبلغ 620 ميجاواط.
لتعزيز الاستثمار، أُنشئ المركز الوطني لبيانات الطاقة المتجددة التابع لمدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، لتوفير بيانات دقيقة للمستثمرين. وفي فبراير 2019م، انضمت المملكة إلى التحالف الدولي للطاقة الشمسية.
خلال رئاسة المملكة لمجموعة العشرين في عام 2020م، الموافق 1441هـ، قدمت المملكة مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، الذي أصبح سياسة معتمدة لدى المجموعة، ويرتكز على محاور: التخفيض، وإعادة الاستخدام، والتدوير، والتخلص.
نفذت المملكة مشاريع لخفض تكاليف الطاقة ورفع الكفاءة، شملت استبدال أكثر من مليون مصباح إنارة في الشوارع، وتأهيل أكثر من 1200 مبنى حكومي. وساهمت شركة ترشيد، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، في تعزيز كفاءة الطاقة، عبر استقطاب الاستثمارات وتوفير وظائف عالية المهارة.
دعم الثقافة والتراث في رؤية المملكة 2030
في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حظي قطاع الثقافة بدعم غير مسبوق، تجسد في تأسيس وزارة الثقافة في 17 رمضان 1439هـ (1 يونيو 2018م).
حيث تهدف الوزارة إلى قيادة العمل الثقافي داخل المملكة وخارجها، مع التركيز على حفظ التراث الوطني وصناعة مستقبل ثقافي مزدهر. هذا الدعم يعكس رؤية المملكة 2030 في تعزيز الهوية الوطنية والتبادل الثقافي العالمي.
وفي جمادى الآخرة 1441هـ (فبراير 2020م)، أطلقت الوزارة 11 هيئة ثقافية مستقلة، تتولى كل منها مهمة تطوير وتنظيم قطاع ثقافي محدد. هذه الهيئات هي: الأدب والنشر والترجمة، الأزياء، الأفلام، التراث، فنون العمارة والتصميم، الفنون البصرية، المتاحف، المسرح والفنون الأدائية، المكتبات، الموسيقى، وفنون الطهي. يهدف هذا التوزيع الاستراتيجي إلى ضمان تغطية شاملة لجميع جوانب الثقافة وتوفير الدعم المتخصص لكل قطاع.
تعزيز الكفاءات الوطنية في المجالات الثقافية
لتعزيز الكفاءات الوطنية، أطلقت الوزارة برنامج الابتعاث الثقافي في ديسمبر 2019م. يمنح هذا البرنامج الطلاب فرصًا نوعية لدراسة التخصصات الثقافية والفنية في أبرز الجامعات العالمية، في مجالات مثل: علم الآثار، التصميم، المتاحف، الموسيقى، المسرح، صناعة الأفلام، الآداب، الفنون البصرية، وفنون الطهي. يهدف الابتعاث إلى تزويد الكفاءات الشابة بالمهارات والمعرفة اللازمة للمساهمة الفعالة في تطوير القطاع الثقافي.
وفي خطوة نحو تمكين المبدعين السعوديين وتحويل هوايتهم إلى مهن احترافية، تم إدراج 400 مهنة ثقافية ضمن التصنيف السعودي الموحد للمهن عام 2020م.
إضافة لذلك، أطلقت الوزارة الجوائز الثقافية الوطنية لتكريم المتميزين في مجالات الثقافة المختلفة، مما يشجع على الإبداع والابتكار في هذا القطاع.
جهود الحفاظ على التراث الوطني وتطويره
أما في جانب التراث، فقد تأسست هيئة التراث ككيان مستقل ضمن وزارة الثقافة، لتتولى مسؤولية تطوير المواقع الأثرية والمحافظة عليها. وقد ارتفع عدد المواقع التراثية المسجلة من 241 موقعًا في عام 2017م إلى 9317 موقعًا في عام 2024م بعد تسجيل 198 موقعًا جديدًا. هذا النمو يعكس الاهتمام المتزايد بحماية التراث الوطني وإبرازه.
كما ارتفع عدد مواقع المملكة المسجلة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي إلى 8 مواقع، بينما وصل عدد عناصر التراث الثقافي غير المادي إلى 16 عنصرًا في عام 2024م، منها 5 عناصر خاصة بالمملكة، و11 عنصرًا مشتركًا مع دول أخرى.
كذلك ارتفع عدد مواقع التراث العمراني المسجلة إلى 1000 موقع في 2020م مقارنة بـ400 موقع فقط في عام 2016م، مما يدل على الجهود المبذولة في الحفاظ على الهوية المعمارية للمملكة.
التحول الرقمي في الخدمات الحكومية
شهدت الخدمات الحكومية نقلة نوعية في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث تم تحويل العديد من الخدمات إلى النظام الرقمي بهدف تبسيط الإجراءات وتسريع المعاملات لجميع الفئات.
هذا التحول يتماشى مع رؤية المملكة 2030 في بناء حكومة رقمية فعالة ومبتكرة. وسعت المملكة إلى تطوير الحوكمة في الجهات الحكومية وتبني المعايير الدولية، مع نشر مؤشرات الأداء والخطط والأهداف، لتعزيز الشفافية ومتابعة الإنجاز.
وفي 25 رجب 1442هـ (9 مارس 2021م)، تم تأسيس هيئة الحكومة الرقمية لتعزيز الكفاءة الرقمية في الجهات الحكومية وتحسين جودة الخدمات وتجربة المستفيدين. تتولى الهيئة مسؤولية وضع السياسات والاستراتيجيات المتعلقة بالتحول الرقمي، بالإضافة إلى دعم الجهات الحكومية في تنفيذ مشاريعها الرقمية.
كما تم إطلاق المنصة الوطنية الموحدة لتكون مرجعًا للمواطنين والمقيمين والزوار في الحصول على الخدمات الحكومية الإلكترونية، مما يسهل الوصول إلى الخدمات ويحسن تجربة المستخدم.
إنجازات المملكة في مؤشرات الحكومة الإلكترونية
في سبتمبر 2022م، حققت المملكة أعلى تصنيف لها على الإطلاق في مؤشر تطور الحكومة الإلكترونية الصادر عن الأمم المتحدة، حيث احتلت المرتبة 31 عالميًا مقارنة بالمركز 43 في عام 2020م.
كما جاءت في المرتبة 32 في المؤشر الفرعي للخدمات الإلكترونية بنسبة 82%. هذه الإنجازات تعكس التقدم الكبير الذي أحرزته المملكة في مجال التحول الرقمي.
وسجلت المملكة تقدمًا بارزًا في مجالات إتاحة البيانات الحكومية بنسبة 100%، والتنظيمات الرقمية بنسبة 96%، وانتشار الخدمات الحكومية بنسبة 81%.
إضافة إلى ذلك، حققت الرياض المرتبة الرابعة عالميًا في استخدام التقنية بين 193 مدينة، مما يؤكد على مكانة المملكة كمركز رائد في مجال التقنية والابتكار.
النقل والخدمات اللوجستية في المملكة العربية السعودية
في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، حققت المملكة العربية السعودية تقدمًا ملحوظًا في قطاع النقل والخدمات اللوجستية، مما أدى إلى إنجازات استراتيجية هامة تتماشى مع أهداف رؤية 2030. تهدف هذه الرؤية إلى تعزيز مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي يربط بين القارات الثلاث: آسيا وأفريقيا وأوروبا.
في 29 يونيو 2021م، تم الإعلان عن الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتزامن ذلك مع تغيير اسم وزارة النقل إلى وزارة النقل والخدمات اللوجستية.
حيث تركز هذه الاستراتيجية على تطوير البنية التحتية، وإنشاء مناطق لوجستية حديثة، واعتماد أنظمة تشغيل متطورة، بالإضافة إلى تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص.
الأهداف الرئيسية للاستراتيجية
- إنشاء شركة نقل وطنية جديدة.
- توسيع نطاق الربط الدولي ليشمل 250 وجهة.
- رفع تصنيف المملكة إلى المركز السادس عالميًا في جودة الطرق.
- تقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة 25%.
- استكمال الطريق البري الذي يربط شرق المملكة بغربها بطول 1300 كم.
- تنفيذ مشروع قطار الخليج.
- زيادة أطوال الخطوط الحديدية بمقدار 8080 كم.
في عام 2019م، احتلت السعودية المرتبة الأولى عالميًا في مؤشر ترابط شبكات الطرق. كما صنفت شركة سار ضمن أفضل ثلاث شركات عالمية للسكك الحديدية في معيار الأمان وفقًا لتقارير الاتحاد الدولي للخطوط الحديدية (UIC).
تطور قطاع الموانئ
في عام 2020م، حازت المملكة على المركز الأول عربيًا والمركز العشرين عالميًا من حيث القدرة الاستيعابية بفضل أسطولها البحري الضخم، وفقًا لتقارير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD).
تم أيضًا تدشين ميناء الملك عبدالله كأول ميناء سعودي يتم تطويره بالكامل من قبل القطاع الخاص، بالإضافة إلى تفعيل عقود الإسناد في موانئ جدة والدمام، باستثمارات تجاوزت 16 مليار ريال.
في إطار التحول الرقمي، أطلقت الجمارك السعودية نظام القضايا الجمركية الإلكترونية بهدف تحسين الإجراءات وتعزيز التكامل بين الجهات الحكومية المعنية.
تحسينات في النقل البري والبحري
أعيد افتتاح منفذ عرعر مع العراق، مما يساهم في تحسين تدفق البضائع والركاب. بالإضافة إلى ذلك، تم إطلاق خمسة خطوط ملاحية جديدة تربط المملكة بأسواق إقليمية ودولية مثل شرق المتوسط، وشبه القارة الهندية، وشمال أوروبا.
تطوير الطيران المدني
تم إدراج أربعة مطارات سعودية ضمن قائمة أفضل المطارات في العالم من حيث التطور، بما في ذلك مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ومطار خليج نيوم، ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز في المدينة المنورة.
كما تم تدشين قرية الشحن النموذجية بمطار الرياض والصالة الخامسة بمطار الملك خالد. وأُعلن عن مطار الملك سلمان الدولي كمشروع استراتيجي.
أنشأت المملكة عدة شركات لتشغيل المطارات وتنظيم الرحلات مثل شركة المطارات القابضة، ومطارات الرياض، ومطارات الدمام، ومطارات جدة. كما أصبحت المملكة عضوًا مؤثرًا في الحركة الجوية العالمية من خلال استضافة مقر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) في الرياض، ومكتب البرنامج التعاوني لأمن الطيران.
في 12 مارس 2023م، تم الإعلان عن إطلاق شركة طيران الرياض كناقل وطني جديد مدعوم من صندوق الاستثمارات العامة، وتهدف إلى تسيير رحلاتها من العاصمة باستخدام أسطول حديث يتميز بالاستدامة والسلامة والتقنيات الرقمية المتقدمة.
اختتمت هذه التطورات بافتتاح مشروع قطار الرياض في 27 نوفمبر 2024م، والذي يعتبر نواة شبكة النقل العام في العاصمة، ويتألف من ستة مسارات بطول 176 كم و85 محطة، بما في ذلك 4 محطات رئيسة.
قطاع السياحة
في عهد الملك سلمان، برزت السياحة كمحرك اقتصادي حيوي، حيث ساهمت بشكل كبير في انفتاح المملكة على العالم. في سبتمبر 2019م، تم إطلاق التأشيرة السياحية الإلكترونية لمواطني 49 دولة، وتم إصدار أكثر من 440 ألف تأشيرة حتى مارس 2020م، في إجراء يستغرق ما بين 5 إلى 30 دقيقة.
كما أتاحت المملكة لبقية الدول الحصول على التأشيرة من أقرب سفارة أو قنصلية، مما جعل قطاع السياحة الأسرع نموًا عالميًا بنسبة 14%، وساهم في الاقتصاد بنسبة 9.5%.
كانت المملكة أول دولة تترأس فريق السياحة في مجموعة العشرين، حيث أطلقت مبادرات نوعية مثل بيان الدرعية وإطار العلا للتنمية المجتمعية. كما تأسست الهيئة العامة للسياحة لتعزيز السياحة داخليًا وخارجيًا، وتم افتتاح أول مكتب إقليمي لمنظمة السياحة العالمية في الرياض في مايو 2021م.
تم تفعيل مبادرة السياحة الزراعية عبر إصدار أكثر من 100 ترخيص في مناطق متعددة، بما في ذلك الرياض، القصيم، حائل، تبوك، نجران، المدينة المنورة، والأحساء.
في عام 2022م، تصدرت المملكة دول مجموعة العشرين من حيث تدفق السياح الدوليين بنسبة 121% في الأشهر السبعة الأولى من العام، وفقًا لتقارير منظمة السياحة العالمية.
كما ارتفعت المملكة 10 مراتب عالميًا في مؤشر تطوير السفر والسياحة (TTDI)، لتحتل المركز 33، وتصبح ثاني أعلى دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
تميزت المملكة أيضًا بحصولها على المرتبة الأولى عالميًا في مؤشر ضغط الطلب على السياحة، والمرتبة التاسعة في أولوية السفر والسياحة، والمرتبة العاشرة في بيئة الأعمال، مما يعكس التزامها بتعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية متميزة.
تعزيز جودة الحياة من خلال الترفيه والمجالات الدينية والاجتماعية
قطاع الترفيه
في سياق جهود المملكة لتعزيز جودة الحياة، حددت رؤية السعودية 2030 مجموعة من البرامج والمبادرات التي تهدف إلى تحسين أسلوب حياة الأفراد والأسر، وبناء مجتمع يتمتع أفراده بنمط حياة متوازن.
إدراكًا لأهمية الرفاهية النفسية في تحقيق النجاحات وتقديم أفضل ما لدى الفرد لمجتمعه ووطنه، ركزت الرؤية على إثراء حياة سكان المملكة وجعلها أكثر حيوية من خلال دمجهم في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية التي تساهم في تعزيز جودة الحياة للجميع.
وبناءً على ذلك، صدر أمر ملكي في 30 رجب 1437هـ الموافق 7 مايو 2016م بإنشاء “هيئة عامة للترفيه”، وتم اعتماد نظام الهيئة في عام 1438هـ/2016م لتكون الجهة المسؤولة عن تنظيم قطاع الترفيه في المملكة، وذلك من خلال تنظيم الفعاليات والأنشطة الترفيهية، وتشجيع القطاع الخاص على المساهمة في تطوير الأنشطة الترفيهية، بالإضافة إلى استقطاب الكفاءات وتدريبها للعمل في هذا المجال.
في فترة قصيرة منذ تأسيس منظومة الترفيه في المملكة، حقق قطاع الترفيه إنجازات وأرقامًا ملحوظة ساهمت بشكل مباشر في تحسين جودة حياة أفراد المجتمع، وجذب الزوار والسياح من مختلف دول العالم، ليصبح الترفيه في المملكة علامة مميزة منذ بدايته.
ففي آخر إحصائية صادرة عن الهيئة العامة للترفيه في عام 2023م، بلغ عدد زوار الفعاليات الترفيهية في المملكة أكثر من 120 مليون زائر، وأصدرت الهيئة 11,136 ترخيصًا لأنشطة ترفيهية مختلفة، ووصل عدد أيام الفعاليات الترفيهية إلى 76 ألف يوم، بالإضافة إلى إنجازات أخرى.
وفقًا للتقرير الصادر عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، والذي يقيس سنويًا مؤشرات السعادة لحوالي 156 دولة حول العالم، استمرت المملكة في التقدم في مؤشر السعادة العالمي، معززة مكانتها على مستوى العالم، حيث احتلت المركز الخامس والعشرين في مؤشر السعادة العالمي لعام 1443هـ/2022م، على الرغم من تداعيات جائحة فيروس كورونا على مستوى العالم.
وكانت المملكة قد حققت المرتبة السادسة والعشرين عالميًا في تقرير عام 2021م. وأظهرت مؤشرات قياس التقرير التقدم المستمر للمملكة في ترتيب الشعوب الأكثر سعادة منذ عام 1438هـ/2017م حتى 1443هـ/2022م، وذلك في ظل التقدم في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، وقدرة المملكة على التكيف مع متطلبات تطور جودة الحياة في مختلف قطاعاتها.
الأنجازات في المجالين الديني والاجتماعي
المجال الديني
تم في عهد الملك سلمان مواصلة الاهتمام بكتاب الله وسنة نبيه، وذلك من خلال الدعم المقدم لمسابقات حفظ القرآن الكريم الدولية، التي تقام سنويًا تحت اسم الملك المؤسس، بالإضافة إلى دعم المسابقات المحلية لحفظ القرآن الكريم التي تحمل اسم الملك سلمان.
استمرت المملكة في تقديم خدماتها للحرمين الشريفين وقاصديهما، حيث أمر الملك سلمان بإكمال مشروع التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام، بهدف زيادة القدرة الاستيعابية للمصلين من 670 ألف مصلٍ إلى 1,287,474 مصلٍّ.
حيث تُعد هذه التوسعة الأضخم في تاريخ المسجد الحرام، حيث تبدأ من على بعد 200 متر تقريبًا من مركز الكعبة المشرفة، وتمتد بعمق حوالي 684 مترًا من مركز الكعبة المشرفة، وتشمل مبنى التوسعة والجسور الجنوبية التي تربطها بمبنى المطاف والجسور الشمالية، إضافة إلى مبنى الخدمات والساحات والمبنى الخدمي الذي يمر عبر مجموعة من الأنفاق والممرات، وجزء من الطريق الدائري الأول المحيط بالحرم المكي الشريف.
مشاريع التوسعة السعودية الثالثة
في عام 1436هـ/2015م، بدأت خمسة مشاريع رئيسة ضمن المشروع الشامل للتوسعة السعودية الثالثة، وهي: مشروع مبنى التوسعة الرئيس، ومشروع الساحات، ومشروع أنفاق المشاة، ومشروع محطة الخدمات المركزية للمسجد الحرام.
حيث تضم التوسعة السعودية الثالثة أربع منارات بارتفاع 135 مترًا، ويحتوي مبنى التوسعة على 12 قبة سماوية متحركة و6 قباب سماوية ثابتة، ويتضمن المشروع بأكمله 680 سلمًا كهربائيًا لتيسير حركة الزوار.
بالإضافة إلى تطوير الرواق السعودي الذي يشمل مشروع توسعة المطاف خلف الرواق العباسي، ويتكون من أربعة طوابق: الطابق الأرضي، والأول، والثاني (الميزانين)، والسطح.
بلغت الطاقة الاستيعابية للرواق السعودي 287 ألف مصلٍّ و107 آلاف طائف في الساعة بالرواق وصحن المطاف، ويوفر الرواق السعودي مساحات واسعة للطائفين والمصلين، وفقًا لمعايير هندسية عالية الجودة، مع توفير الخدمات التقنية والخدمية وأنظمة الصوت والإنارة.
بدأت المرحلة الثالثة من مشروع توسعة المسجد النبوي بهدف زيادة سعة المسجد وإضافة مساحات خضراء ومظلات ومصليات نسائية ومواقف سيارات وممرات مشاة ومنافذ خدمي.
بالإضافة إلى تجهيز المسجد النبوي بالتقنيات الحديثة، وتقديم الخدمات الصحية والإنسانية من خلال توفير عدد من العيادات والمستشفيات والمراكز الصحية في محيط المسجد النبوي لتقديم الرعاية الطبية والوقائية والعلاجية للزوار والمصلين.
مشروع الملك سلمان لتوسعة مسجد قباء
كما أُطلق مشروع الملك سلمان لتوسعة مسجد قباء وتطوير المنطقة المحيطة به، بهدف رفع المساحة الإجمالية للمسجد إلى 50 ألف م2، أي ما يعادل 10 أضعاف المساحة الحالية للمسجد، وبطاقة استيعابية تصل إلى 66 ألف مصلٍّ، وهي أكبر توسعة في تاريخ مسجد قباء منذ إنشائه في السنة الأولى من الهجرة.
استكمالًا للاهتمام بخدمة ضيوف الرحمن، أطلقت رؤية السعودية 2030 برنامج خدمة ضيوف الرحمن في عام 1440هـ/2019م لتيسير استضافة قاصدي الحرمين الشريفين وتقديم أفضل الخدمات لهم، مع إثراء الرحلة الدينية والتجربة الثقافية، لتحقيق تجربة روحانية ثرية للحاج والمعتمر.
صُمم البرنامج لرحلة الزوار وفق سبع نقاط اتصال رئيسة، تركزت عليها خدمات التحسين والتطوير، وتبدأ بنقطة ما قبل الوصول، ثم القدوم والمغادرة، ويليها التنقل، وزيارة الحرمين والمشاعر المقدسة، وأداء النسك بصحة وأمن، بالإضافة إلى نقطتي الضيافة واكتشاف المملكة.
حقق البرنامج منذ انطلاقته، وبالشراكة مع الجهات ذات العلاقة، عددًا من الإنجازات، من أبرزها إتاحة التأشيرات الإلكترونية للحجاج والمعتمرين من جميع الدول، والإنجاز السريع وبدقة عالية في تقليص مدة الحصول على التأشيرة إلى 5 دقائق بدلاً من 14 يومًا، وتمديد فترة موسم العمرة، مما زاد عدد المعتمرين من 7.42 ملايين معتمر في عام 1439هـ/2018م إلى 24.7 مليون معتمر عام 1443هـ/2022م، بالإضافة إلى العديد من الإنجازات التقنية مثل إطلاق مبادرات إياب والحج الذكي وحج بلا حقيبة وتطبيق اعتمرنا، إضافة إلى التأمين الصحي الشامل لضيوف الرحمن وإطلاق مبادرة طريق مكة.
كما شملت إنجازات البرنامج تطوير 40 مسجدًا وموقعًا تاريخيًّا إسلاميًّا، وتأسيس منصة التدريب الإلكتروني وفادة التي تُعنى بتدريب وتأهيل العاملين في خدمة ضيوف الرحمن، وإنشاء مركز تفويج ضيوف الرحمن وغرفة المتابعة والتحكم، وإطلاق شركة كدانة للتنمية والتطوير في 1441هـ/2020م المختصة بتطوير المشاعر المقدسة في مكة المكرمة، واعتماد نظام مقدمي خدمات حجاج الخارج.
وامتدادًا لخدمة الدين الإسلامي من قِبل ملوك السعودية منذ تأسيسها، صدر أمر ملكي في 27 محرم 1439هـ/17 أكتوبر 2017م بإنشاء مجمع باسم مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للحديث النبوي الشريف في المدينة المنورة، نظرًا لمكانة السنة النبوية لدى المسلمين، بوصفها المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم.
كما تأسس مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية في المدينة المنورة بأمر من خادم الحرمين الشريفين في 15 رمضان 1437هـ/20 يونيو 2016م. ونصّ الأمر الملكي على نقل جميع مقتنيات مكتبة الملك عبدالعزيز من مكتبات وقفية ومخطوطات وكتب نادرة إلى المجمع لتكون متاحة لخدمة العلم والمعرفة.
المنظومة الاجتماعية
في سياق تحقيق رؤية السعودية 2030، تم إطلاق برنامج الإسكان في عام 1439هـ/2018م، بهدف إيجاد محيط نابض بالحياة للأسر السعودية والمجتمع بأكمله. منذ البداية، ركز البرنامج على وضع أسس جديدة لتطوير قطاع الإسكان وتمكين الأسر السعودية من الحصول على خيارات سكنية متنوعة وحلول تمويلية تساهم في رفع نسبة تملك الأسر السعودية للمسكن الأول.
إنجازات برنامج الإسكان
حقق البرنامج منذ انطلاقه عددًا من الإنجازات الهامة، من أبرزها:
- تسهيل إجراءات التملك من خلال الاستحقاق الفوري للحصول على القرض العقاري المدعوم، بدلًا من فترات الانتظار التي كانت تصل إلى 15 يومًا من تاريخ تقديم الطلب.
- نمو القروض العقارية السكنية الجديدة، حيث كانت تقدر قبل إطلاق البرنامج بحوالي 2,000 عقد تمويلي شهريًا، ووصلت إلى استفادة 30 ألف أسرة شهريًا من القروض العقارية الجديدة، مما ساهم في تعزيز العرض وتمكين الطلب.
- زيادة نسبة التملك السكني للأسر السعودية من 47% في عام 1437هـ/2016م إلى أكثر من 60% في عام 1441هـ/2020م.
تأسيس كيانات داعمة لمنظومة الإسكان
كما تأسس عدد من الكيانات التي تدعم منظومة الإسكان، ومنها:
- الشركة الوطنية للإسكان: تعتبر الذراع الاستثماري لمنظومة الإسكان.
- الشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري: تساهم في توفير السيولة والتوسع في الحلول التمويلية.
- الهيئة العامة للعقار: تهدف إلى تنظيم وتطوير النشاط العقاري غير الحكومي.
- المعهد العقاري السعودي: يمثل الذراع الأكاديمي لمنظومة الإسكان، ويهدف إلى تدريب وتأهيل الكفاءات الوطنية ورفع مستوى الاحترافية في تقديم الخدمات العقارية.
- تحويل صندوق التنمية العقارية إلى مؤسسة تمويلية، ليكون أحد أكبر الصناديق التنموية في المملكة، وربطه تنظيميًا بصندوق التنمية الوطني.
- تأسيس “مركز إتمام” لخدمة المطورين العقاريين وتسهيل إجراءاتهم، بهدف توحيد الجهود بين الجهات الحكومية ذات العلاقة وتسريع الإجراءات.
- تشغيل المركز السعودي للتحكيم العقاري ليكون الجهة المختصة بحل الخلافات العقارية.
- تأسيس مركز البيانات والرصد الإسكاني الذي يعمل على مراقبة وتحليل ودراسة قطاع الإسكان في المملكة.د
صندوق التنمية الوطني: رؤية شاملة للتنمية
تأسس صندوق التنمية الوطني بأمر ملكي في 13 محرم 1439هـ الموافق 3 أكتوبر 2017م، ليكون محركًا أساسيًا في دفع عجلة التنمية في المملكة.
يهدف الصندوق إلى رفع مستوى أداء الصناديق والبنوك التنموية، وضمان تحقيقها للأهداف الرئيسية التي أنشئت من أجلها. كما يسعى الصندوق إلى مواكبة أولويات التنمية والاحتياجات الاقتصادية المتغيرة، لضمان تحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة.
يعتبر الصندوق الجهة المسؤولة عن الإشراف العام تنظيميًا ورقابيًا على الصناديق والبنوك التنموية في المملكة. يشمل ذلك التأكد من التزام هذه المؤسسات بالمعايير واللوائح، وتحقيقها للأهداف المرجوة، بالإضافة إلى تقديم الدعم والتوجيه اللازمين لتعزيز أدائها.
أمثلة على دور الصندوق في التنمية
- تمويل المشاريع الاستراتيجية: يساهم الصندوق في تمويل المشاريع الكبرى التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز النمو المستدام.
- دعم رواد الأعمال: يقدم الصندوق الدعم المالي والفني لرواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة، مما يساعد على خلق فرص عمل جديدة وتعزيز الابتكار.
- تطوير القطاعات الواعدة: يركز الصندوق على تطوير القطاعات الواعدة مثل السياحة والتكنولوجيا والطاقة المتجددة، مما يساهم في تحقيق رؤية المملكة 2030.
البرنامج الوطني للتنمية المجتمعية: نحو مجتمع مزدهر
تأسس البرنامج الوطني للتنمية المجتمعية في المناطق تنمية عام 1439هـ الموافق 2018م، بهدف تحقيق تنمية مجتمعية مستدامة للسكان في مناطق المشاريع التنموية. يسعى البرنامج إلى الارتقاء بالمستوى المعيشي لأفراد المجتمع وبناء مستقبل أفضل لهم، وفقًا للأنظمة المحلية والمعايير الدولية.
يعمل البرنامج بالشراكة مع الجهات الحكومية والخاصة وغير الربحية، لضمان تحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة وتلبية احتياجات المجتمع. وقد وضع البرنامج معايير متكاملة في التنمية المجتمعية تراعي حقوق الإنسان بالدرجة الأولى، وتحقق له حياة كريمة وبيئة مستقرة.
جوانب التنمية المجتمعية التي يركز عليها البرنامج
- تحسين مستوى التعليم: من خلال بناء المدارس وتوفير البرامج التعليمية المناسبة.
- توفير الرعاية الصحية: من خلال إنشاء المراكز الصحية وتوفير الخدمات الطبية اللازمة.
- دعم الأسر المحتاجة: من خلال تقديم المساعدات المالية والعينية للأسر الأكثر احتياجًا.
- تنمية المهارات: من خلال توفير البرامج التدريبية التي تساعد الأفراد على اكتساب المهارات اللازمة لسوق العمل.
- تعزيز المشاركة المجتمعية: من خلال تشجيع الأفراد على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والثقافية التي تعزز التلاحم المجتمعي.
باختصار، يمثل صندوق التنمية الوطني والبرنامج الوطني للتنمية المجتمعية ركيزتين أساسيتين في جهود المملكة العربية السعودية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، من خلال دعم النمو الاقتصادي والاجتماعي وتحسين مستوى معيشة المواطنين.
إنجازات تاريخية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان
رؤية المملكة العربية السعودية 2030
في عهد الملك سلمان، تم إطلاق رؤية السعودية 2030، بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، بهدف رسم معالم مستقبل المملكة.
تمثل هذه الرؤية خطة تحول وطنية تستند إلى تعزيز نقاط قوة المملكة، بما في ذلك مكانتها كمهد للحرمين الشريفين ومركز للعالمين العربي والإسلامي.
كما تهدف إلى استغلال القدرات الاقتصادية الهائلة للبلاد لإنشاء اقتصاد متنوع ومستدام، والاستفادة القصوى من موقع المملكة الجغرافي الاستراتيجي كمركز ربط بين ثلاث قارات، بالإضافة إلى كونها صاحبة أهم الممرات المائية، مع استثمار تاريخها العريق والغني الذي يمتد لآلاف السنين.
تعتمد رؤية السعودية 2030 على ثلاثة محاور أساسية: مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح، تتفرع منها 96 هدفًا استراتيجيًّا، مرتبة حسب الأولويات. وقد تم تخصيص برامج داعمة لتحقيق هذه الرؤية، تشمل برنامج تنمية القدرات البشرية، برنامج تطوير الصناعات الوطنية والخدمات اللوجستية، برنامج التحول الوطني، برنامج خدمة ضيوف الرحمن، برنامج التخصيص، برنامج صندوق الاستثمارات العامة، برنامج جودة الحياة، برنامج تطوير القطاع المالي، برنامج الاستدامة المالية، برنامج تحول القطاع الصحي، وبرنامج الإسكان.
وفي عام 1445هـ/2024م، فازت المملكة باستضافة معرض إكسبو 2030 في مدينة الرياض، مما يعكس ثقة المجتمع الدولي في قدرة المملكة على استضافة الفعاليات العالمية الهامة، ويعزز مكانتها كوجهة عالمية رائدة للأعمال والسياحة والابتكار.
عملية عاصفة الحزم
أطلق الملك سلمان تحالف عملية “عاصفة الحزم”، وهو تحالف عسكري عربي يهدف إلى حماية الحكومة الشرعية في اليمن من انقلاب الميليشيات الحوثية. بدأت أولى الغارات الجوية في 6 جمادى الآخرة 1436هـ/26 مارس 2015م، بهدف استراتيجي يتمثل في منع الحوثيين من الحصول على أسلحة نوعية خطيرة، ووقف التوسع الحوثي داخل اليمن، وتقديم دعم قوي للحكومة الشرعية.
كما قادت المملكة عملية “إعادة الأمل”، وهي المرحلة الثانية من عملية عاصفة الحزم، التي أطلقت لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للشعب اليمني، وتهدف أيضًا إلى حماية المدنيين، وتسهيل إجلاء الرعايا الأجانب من الأراضي اليمنية، وتكثيف المساعدات الإغاثية والطبية للشعب اليمني، وإفساح المجال للجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية، والتصدي لأي تحركات عسكرية من قبل الميليشيات الحوثية، والاستمرار في فرض الحظر الجوي والبري والبحري، وتكثيف الرقابة لمنع تسليح الحوثيين، تنفيذًا لقرار الأمم المتحدة.
التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب
بمبادرة من المملكة العربية السعودية، تشكل التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، وأعلن عنه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، في صفر 1437هـ/ديسمبر 2015م، بهدف توحيد جهود الدول الإسلامية في مواجهة الإرهاب.
يعتمد التحالف على أهداف استراتيجية تقوم على تضافر الجهود الفكرية والتعليمية لتفكيك أطروحات الفكر الإرهابي، وإبراز المبادئ والقيم الإسلامية السمحة، وصناعة خطاب إعلامي مشترك لتوعية الرأي العام بمخاطر الإرهاب وتبعاته، والتصدي للحملات المروجة للإرهاب، بالإضافة إلى إعداد تدابير فعالة تعزز عمليات الوقاية والاكتشاف، والحد من عمليات تمويل الإرهاب، وتنسيق الدعم العسكري والإغاثي للدول الأعضاء في التحالف والمتضررة من الجماعات الإرهابية المسلحة، لتمكينها من هزيمتهم والتخفيف من معاناة السكان.
دعم حقوق الإنسان في عهد الملك سلمان
تعديلات قانونية وقضائية
شهدت فترة حكم الملك سلمان إدخال تعديلات قانونية وقضائية تهدف إلى تعزيز الإصلاح الاجتماعي وتأكيد مبادئ العدالة وحماية حقوق الإنسان.
حيث ساهمت هذه التعديلات في تطوير الجانب الموضوعي للقضاء، حيث تم استكمال البنية التشريعية من الناحيتين الموضوعية والإجرائية، وتدعيم البناء المؤسسي للقضاء، وإطلاق مبادرات تحولية.
حققت المنظومة العدلية في عهد الملك سلمان نقلات نوعية، مما أحدث تطورًا شاملاً في القطاع وعزز من مؤسسية القضاء واستقلاله. بالإضافة إلى ذلك، تم تحديث إجراءات التقاضي وإصدار العديد من المبادئ الموضوعية في المسائل المتعلقة بالقضاء، ورقمنة الخدمات العدلية، وتحقيق تقدم في نسبة رضا المستفيدين عن الخدمات العدلية.
في 4 شعبان 1440هـ الموافق 9 أبريل 2019م، صدر تنظيم لائحة المحافظة على الذوق العام بقرار من مجلس الوزراء. واستكمالًا لتطوير البيئة التشريعية في المملكة، أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء عن منظومة التشريعات المتخصصة في 26 جمادى الآخرة 1442هـ الموافق 8 فبراير 2021م.
تشمل هذه المنظومة أربعة مشاريع: مشروع نظام الأحوال الشخصية، ومشروع نظام المعاملات المدنية، ومشروع النظام الجزائي للعقوبات التعزيرية، ومشروع نظام الإثبات.
وفي مجال حقوق الإنسان، شهدت المملكة العربية السعودية في عهد الملك سلمان العديد من التعديلات والإصلاحات التي ساهمت في تحقيق معايير الاستجابة للأولويات الوطنية والالتزامات الدولية.
كما عززت هذه التعديلات والإصلاحات حقوق الإنسان وحمايتها على المستوى المحلي، بالإضافة إلى انضمام المملكة للعديد من اتفاقيات حقوق الإنسان الدولية وإنشاء هيئة ترتبط بخادم الحرمين الشريفين مباشرة بهدف حماية حقوق الإنسان وتعزيزها.
تمكين المرأة
قاد الملك سلمان جهودًا كبيرة في تمكين المرأة، مما ساهم في تحسين مشاركتها من خلال إصلاح المنظومات التشريعية التي تحافظ على حقوق المرأة لتكون مواطنة كاملة الحقوق.
في العام الأول من حكمه، أجريت أول انتخابات بلدية شاركت فيها المرأة بصفتها ناخبة ومُرشحة في ربيع الأول- ربيع الآخر 1436هـ الموافق ديسمبر 2014- يناير 2015م.
كما سُمح للنساء بقيادة السيارات واستصدار رخص القيادة، وفُعّل القرار في 10 شوال 1439هـ الموافق 24 يونيو 2018م، بالإضافة إلى السماح لها بالبدء في مزاولة نشاطها التجاري والاستفادة من الخدمات الحكومية دون الحاجة إلى موافقة ولي الأمر.
إضافةً إلى ذلك، سُمح للمرأة بدخول الملاعب الرياضية وتولي عدد من المناصب القيادية داخل المملكة وخارجها، مما أدى إلى زيادة مشاركتها في أغلب المجالات الإدارية والاقتصادية والسياسية والحقوقية.
مُنحت المرأة دورًا محوريًّا في برامج رؤية السعودية 2030، ورفعت نسبة مشاركتها في سوق العمل، وتم تعديل أنظمة أوراق السفر والأحوال المدنية والعمل لخدمة المرأة.
في 1 ذي الحجة 1440هـ الموافق 2 أغسطس 2019م، أُعطيت العديد من الحقوق، منها إمكانية حصولها على جواز السفر بنفسها دون الحاجة إلى ولي أمرها، وإمكانيّة السفر بعد بلوغ 21 عامًا.
كما أصبحت حقوقها مماثلة لحقوق الرجل في التعديلات الحديثة، وتمت الموافقة على تعديل نظام العمل لإعطاء المرأة المزيد من الحقوق.
أعماله الإنسانية: الملك سلمان
يُعرف الملك سلمان بأنه رائد في مجال العطاء، ومؤسس للمبادرات الإنسانية في المملكة العربية السعودية. لقد ساهم بشكل كبير في تعزيز قيم التكافل الاجتماعي، وتنمية الإمكانات لتحقيق مستوى معيشة أفضل قائم على القيم النبيلة.
حيث تجسدت جهوده الخيرية في إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي يمثل الذراع الإنساني للمملكة، والجهة الوحيدة المخولة بتلقي المساعدات النقدية والعينية داخل المملكة وتوزيعها على المحتاجين في الخارج.
يتولى المركز أيضًا الإشراف على المشاريع الخيرية السعودية في الخارج وتنظيمها، بالإضافة إلى منح التراخيص للمؤسسات الخيرية المحلية للعمل خارج المملكة، ووضع إطار عمل للعمل الإنساني يضمن عدم استغلاله في أغراض أخرى غير مخصصة له، بالإضافة إلى مراقبة وتقييم العمليات الإنسانية والمشاركة في البحوث والدراسات ذات الصلة.
في عهد الملك سلمان، تصدرت المملكة قائمة الدول المانحة في تقديم المساعدات الإنمائية الرسمية (الإنسانية والتنموية) للدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث بلغت قيمة المساعدات 26.71 مليار ريال سعودي، وفقًا للبيانات الصادرة عن لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في 21 ديسمبر 2022.
ترأس الملك سلمان أكثر من 25 جمعية ومؤسسة ثقافية وإنسانية وحكومية، وحصل على 24 وسامًا و13 دكتوراه فخرية من عدد من الجامعات السعودية والعربية والإسلامية، بالإضافة إلى درع الأمم المتحدة لتقليل آثار الفقر في العالم، ووشاح الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى، والعديد من الجوائز المحلية والدولية، أبرزها جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام.
منذ وقت مبكر، اهتم الملك سلمان بالإسكان الخيري في مدينة الرياض، حيث تم إنشاء حي سكني في غرب المدينة، ثم تحولت هذه الجمعية إلى جمعية الملك سلمان للإسكان الخيري.
على مر العقود الماضية، تولى الملك سلمان رئاسة العديد من اللجان السعودية للإغاثة، بما في ذلك لجان التبرع لضحايا السويس في مصر والجزائر عام 1956، وإغاثة ضحايا باكستان عام 1973، ودعم المجهود الحربي في مصر وسوريا عام 1973، ومساعدة أسر شهداء الأردن عام 1976، وإغاثة المتضررين من الفيضانات في السودان عام 1988، وإيواء المواطنين الكويتيين بعد الغزو العراقي للكويت عام 1990، والتبرع لضحايا الفيضانات في بنجلاديش عام 1991.
الملك سلمان: رائد في الثقافة والتاريخ والتراث
عُرف عن الملك سلمان شغفه العميق بالثقافة منذ صغره، حيث كان محبًا للكتب والقراءة، ومقربًا من الأدباء والمثقفين داخل المملكة وخارجها. أولى الملك سلمان التاريخ اهتمامًا خاصًا، وبالأخص تاريخ الدولة السعودية بمراحلها الثلاث، معتبرًا إياه جزءًا لا يتجزأ من تاريخ العرب والعروبة والإسلام والمسلمين، الأمر الذي جعله يُوصف بأمير أو صديق المؤرخين.
نتيجة لتقدير الملك سلمان للتاريخ والمؤرخين، حرص على دعم كل ما يتعلق بالتراث والفنون والآداب داخل المملكة وخارجها، وترأس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز (سابقًا)، وعمل على تطويرها لتصبح مؤسسة بارزة في جمع وتوثيق التراث الحضاري للمملكة وتاريخ حكامها وعلمائها ومؤرخيها. لم يقتصر دعمه على المملكة، بل امتد إلى جمعيات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مثل الجمعية الجغرافية وجمعية التاريخ والآثار.
دعم الدراسات التاريخية
إيمانًا منه بأهمية الدراسات التاريخية، تبنى جائزة ومنحة الملك سلمان لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية، والتي تشمل جوائز أخرى للكتاب والمقالة العلمية ورسائل الماجستير والدكتوراه، إضافة إلى منح بحثية تهدف إلى تنشيط البحث العلمي في مجال التاريخ والحضارة، وإثراء المكتبة العربية بتاريخ وآثار وتراث جزيرة العرب.
يُعد الملك سلمان مرجعًا في معرفة التاريخ والجغرافيا والمجتمع في المملكة وشبه الجزيرة العربية، وله إسهامات في إنشاء وتطوير مؤسسات تعنى بالتراث في المملكة، ومبادرات تراثية وثقافية، منها:
- دارة الملك عبدالعزيز (تأسست عام 1392هـ/1972م).
- مكتبة الملك فهد الوطنية (تأسست عام 1410هـ/1989م).
- قصر طويق التراثي بالحي الدبلوماسي في الرياض (تأسس عام 1403هـ/1982م).
- جائزة ومنحة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية (أُنشئت عام 1426هـ/2005م).
- معرض الرياض بين الأمس واليوم.
- معرض الرياض الدولي للكتاب، وهو مهرجان ثقافي أُنشئ عام 1427هـ/2006م.
أبناء الملك سلمان
تزوج الملك سلمان من عدة أميرات هن: الأميرة سلطانة بنت تركي السديري، والأميرة فهدة بنت فلاح آل حثلين، والأميرة سارة بنت فيصل أبو اثنين، وأنجب اثني عشر ابنًا وابنة واحدة، هم:
- فهد (متوفى).
- سلطان (مستشار خادم الحرمين الشريفين).
- أحمد (متوفى).
- عبدالعزيز (وزير الطاقة).
- فيصل (مستشار خاص لخادم الحرمين الشريفين، رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، رئيس مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية).
- حصة.
- محمد (ولي العهد رئيس مجلس الوزراء).
- سعود.
- تركي.
- خالد (وزير الدفاع).
- نايف.
- بندر.
- راكان.
من هي حرم الملك سلمان؟
حرم الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود هي فهدة بنت فلاح بن سلطان آل حثلين، وهي من قبيلة العجمان، إحدى القبائل المعروفة في شبه الجزيرة العربية. تنتمي لأسرة آل حثلين، التي لها مكانة بارزة، ووالدها هو رئيس قبيلة العجمان. وقد أنجبت للملك سلمان عددًا من الأبناء، من أبرزهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
مكتبة الملك سلمان الخاصة: كنز للمعرفة والتاريخ
منذ نعومة أظفاره، أولى الملك سلمان اهتمامًا بالغًا بالقراءة، وظلت جزءًا لا يتجزأ من برنامجه اليومي واهتماماته الشخصية. وقد أنشأ مكتبة خاصة في منزله، نمت وتطورت مع مرور الزمن لتصبح اليوم واحدة من أبرز المكتبات في المملكة.
تضم المكتبة كنوزًا من الكتب النادرة والمخطوطات القيمة، بالإضافة إلى مصادر ومراجع متخصصة في تاريخ شبه الجزيرة العربية بشكل عام، وتاريخ المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، فضلًا عن أمهات الكتب في العلوم الشرعية واللغوية، وكتب التراجم والرحلات والمذكرات، ومجموعة من الكتب الموسوعية والرسائل الجامعية والدوريات، إلى جانب مؤلفات الأدب والشعر.
حيث يبلغ إجمالي محتويات المكتبة 27 ألف عنوان، موزعة على 120 ألف مجلد. تتكون المكتبة من قاعتين رئيسيتين وقاعة ثالثة منفصلة مخصصة للمطالعة والقراءة، وقد صُنعت جميعها من خشب السنديان الفاخر.
يُعد الملك سلمان شخصية فريدة من بين أفراد الأسرة المالكة السعودية، فهو من المهتمين والباحثين في التاريخ، وقد تميز بعنايته بتاريخ المملكة العربية السعودية، حتى لُقب بـ “ملك المؤرخين“.
كما يولي اهتمامًا كبيرًا بتاريخ وتراث السعودية، وهو ما انعكس على أبنائه الذين أظهروا اهتمامًا مماثلًا بهذا المجال. وقد أثرى الملك سلمان المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات التاريخية، وله مشاركات تاريخية باسمه في الصحافة المحلية والخليجية والعربية والدولية.
ألف الملك سلمان عددًا من الكتب التي تهتم بالتاريخ السعودي، من بينها: “ملامح إنسانية من سيرة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود”، وكتاب “الأسس التاريخية والفكرية للدولة السعودية”.
أوسمة وتكريمات الملك سلمان
التكريمات والجوائز الممنوحة للملك سلمان
فيما يلي عرض لأبرز الأوسمة والتكريمات التي حظي بها الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله:
- نال شهادة الدكتوراه الفخرية في تاريخ الدولة السعودية من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، بتاريخ 24 ربيع الآخر 1432هـ، الموافق 29 مارس 2011م.
- حصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة أم القرى بمكة المكرمة، بتاريخ 21 ربيع الأول 1429هـ، الموافق 29 مارس 2008م.
- مُنح الدكتوراه الفخرية في الدراسات التاريخية والحضارية من جامعة الملك سعود بالرياض، بتاريخ 13 جمادى الآخرة 1437هـ، الموافق 22 مارس 2016م.
- كُرِّم بـ الدكتوراه الفخرية في مجال تعزيز الوحدة الإسلامية من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، بتاريخ 18 شعبان 1437هـ، الموافق 25 مايو 2016م.
- نال الدكتوراه الفخرية في مجال خدمة القرآن الكريم وعلومه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
- قُلد الدكتوراه الفخرية من الجامعة الملّية الإسلامية في دلهي بالهند، بتاريخ 29 ربيع الآخر 1431هـ، الموافق 14 أبريل 2010م، تقديرًا لجهوده الإنسانية والخيرية.
- حاز على الدكتوراه الفخرية في الحقوق من جامعة واسيدا اليابانية، بتاريخ 22 ربيع الآخر 1435هـ، الموافق 22 فبراير 2014م.
- حصل على الدكتوراه الفخرية في العلاقات الدولية من جامعة موسكو الحكومية للعلاقات الدولية، بتاريخ 17 محرم 1439هـ، الموافق 7 أكتوبر 2017م.
- كُرِّم بـ الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة في مصر، بتاريخ 4 رجب 1437هـ، الموافق 11 أبريل 2016م.
- مُنح الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية (خدمة الإسلام والوسطية)، بالإضافة إلى جائزة الإنجاز الفريد المتميز في خدمة الإسلام والأمة من الجامعة الإسلامية بماليزيا، بتاريخ 1 جمادى الآخرة 1438هـ، الموافق 28 فبراير 2017م.
- قُلد الدكتوراه الفخرية في العلوم من جامعة سراييفو البوسنية للعلوم والتقنية بتاريخ 26 ذو الحجة 1434هـ، الموافق 31 أكتوبر 2013م.
- حاز على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة مالايا في ماليزيا، بتاريخ 30 جمادى الأولى 1438هـ، الموافق 27 فبراير 2017م.
- حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة بكين الصينية، بتاريخ 18 جمادى الآخرة 1438هـ، الموافق 17 مارس 2017م.
- نال زمالة بادن باول الكشفية في السويد، في صفر عام 1429هـ، الموافق فبراير 2008م.
الأوسمة والجوائز
تتضمن الأوسمة والتقديرات التي حصل عليها:
- وسام الذكرى المئوية الثانية لتأسيس مدينة باريس، وذلك في عام 1405 هـ/1985 م.
- وسام الكفاءة الفكرية المغربي، تم منحه في الدار البيضاء عام 1409 هـ/1989 م.
- قلادة الشريف الحسين بن علي، وهي أرفع الأوسمة في المملكة الأردنية الهاشمية.
- قلادة مبارك الكبير، وهي أرفع تقدير في دولة الكويت، تم الحصول عليها في ربيع الأول 1438 هـ/2016 م.
- قلادة النيل العظمى، وهي أرفع الأوسمة في جمهورية مصر العربية، تم منحها في جمادى الآخرة 1437 هـ/أبريل 2016 م.
- وسام “كنت” من أكاديمية برلين – براندنبرج للعلوم والعلوم الإنسانية، في 19 جمادى الآخرة 1431 هـ/2 مايو 2010 م.
- وسام البوسنة والهرسك الذهبي، في شوال 1418 هـ/مارس 1997 م.
- الوسام البوسني للعطاء الإسلامي من الدرجة الأولى، تم تسليمه في سراييفو، صفر 1431 هـ/يناير 2010 م.
- وسام نجمة القدس، تم الحصول عليه في عام 1419 هـ/1998 م.
- وسام “سكتونا”، الذي يعتبر أعلى الأوسمة في جمهورية الفلبين، عام 1420 هـ/1999 م.
- وسام من الجمهورية اليونانية.
- وسام نسر الأزتيك من درجة القلادة، وهو أرفع وسام في الولايات المتحدة المكسيكية.
- وسام القلادة الكبرى، وهو أعلى وسام في دولة فلسطين.
- وسام ياروسلاف الحكيم من الدرجة الأولى، وهو أعلى وسام دولة في جمهورية أوكرانيا، في 12 صفر 1439 هـ/1 نوفمبر 2017 م.
- الوسام الأعلى في جمهورية مالي، 21 رجب 1438 هـ/18 أبريل 2017 م.
- وسام الجمهورية التركية، وهو أرفع وسام في تركيا، في 5 رجب 1437 هـ/12 أبريل 2016 م.
- الوسام الأكبر، الذي يعد أرفع وسام في جمهورية السنغال، ربيع الأول 1420 هـ/يوليو 1999 م.
- وسام الوحدة اليمنية، تم منحه في صفر 1422 هـ/مايو 2001 م.
- وسام الاستحقاق الوطني، الذي يعتبر أعلى وسام في جمهورية النيجر.
- وسام البرلمان العربي من الدرجة الأولى، في رجب 1436 هـ/مايو 2015 م.
- وسام نجمة جيبوتي الكبرى، 4 محرم 1437 هـ/17 أكتوبر 2015 م.
- وسام الهلال الأخضر القمري من درجة الهلال الأكبر.
- وسام زايد، الذي يعد أعلى وسام في دولة الإمارات العربية المتحدة.
- وسام الدولة الأول “وسام التاج”، وهو أعلى الأوسمة الماليزية، 29 جمادى الأولى 1438 هـ/26 فبراير 2017 م.
- وسام نجمة الجمهورية الإندونيسية، الذي يعد أعلى أوسمة الجمهورية، 2 جمادى الآخرة 1438 هـ/1 مارس 2017 م.
- وسام الأسرة المالكة للعرش من سلطنة بروناي دار السلام، 5 جمادى الآخرة 1438 هـ/4 مارس 2017 م.
- وسام الأمير نايف للأمن العربي من الدرجة الممتازة، 8 رجب 1438 هـ/5 أبريل 2017 م.
- وسام الشرف من جمهورية سيراليون، في 11 شعبان 1438 هـ/7 مايو 2017 م.
- وشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الأولى.
- درع الأمم المتحدة لتقليل آثار الفقر في العالم، عام 1997 م.
تكريمات وجوائز الملك سلمان
- جائزة جمعية الأطفال المعوقين بالمملكة العربية السعودية للخدمة الإنسانية، عام 1995م.
- جائزة البحرين للعمل الإنساني المقدمة لدول مجلس التعاون الخليجي، في صفر 1429هـ الموافق 2008م.
- جائزة الأولمبياد الخاص الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تقديراً لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة وتشجيع البحث العلمي في مجال الإعاقة، في محرم 1431هـ الموافق ديسمبر 2009م.
- جائزة الشخصية القيادية الفخرية في مجال رعاية الأيتام، وذلك خلال حفل التكريم بجائزة السنابل للمسؤولية المجتمعية لمؤسسات رعاية الأيتام بدول الخليج لعام 1438هـ الموافق 2017م.
- جائزة الإنجاز الفريد المتميز، والتي مُنحت له من قبل السلطان أحمد شاه، سلطان ولاية باهانج الماليزية.
- جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام، المقدمة من مؤسسة الملك فيصل الخيرية، في 3 ربيع الآخر 1438هـ الموافق 1 يناير 2017م.
مؤسسات وكيانات تحمل اسم الملك سلمان
- مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
- واحة الملك سلمان للعلوم.
- حديقة الملك سلمان.
- مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية.
- مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة.
- قاعدة الملك سلمان الجوية.
- مطار الملك سلمان الدولي.
- مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز للترميم والمحافظة على المواد التاريخية.
- مركز الملك سلمان لدراسات تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها.
- مركز الملك سلمان الاجتماعي.
- ميثاق الملك سلمان العمراني.
- مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية.
- محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية.
- مدينة الملك سلمان للطاقة ‘سبارك’.
- جائزة الملك سلمان العالمية لأبحاث الإعاقة.
- جائزة ومنحة الملك سلمان لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية.
- طريق الملك سلمان في شمال مدينة الرياض.
- استاد الملك سلمان الدولي.
- جمعية الملك سلمان للإسكان الخيري.