آبار المدينة المنورة: بئر العهن التاريخية
تزخر المدينة المنورة، الواقعة غرب المملكة العربية السعودية، بالعديد من الآبار النبوية التي يعود تاريخها إلى زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وما قبله. ترتبط بعض هذه الآبار بالسيرة النبوية الشريفة، سواء بشربه صلى الله عليه وسلم من مائها، أو توضئه، أو اغتساله بها، أو حتى مروره بجوارها. كما شهدت بعض هذه الآبار أحداثًا مهمة خلال حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد أولى الباحثون والمؤرخون والجهات الرسمية اهتمامًا كبيرًا بتحديد مواقع هذه الآبار القديمة والتأكد من صحتها. كما حرصت الدولة السعودية على ترميمها وصيانتها وحمايتها من الاندثار، بالإضافة إلى إعادة إحياء بعضها، باعتبارها جزءًا من التراث التاريخي والإنساني الذي يرتبط بالحياة الاجتماعية لسكان المدينة المنورة قبل وبعد الهجرة النبوية.
موقع بئر العهن
تقع بئر العهن في منطقة العوالي بالمدينة المنورة، وكانت في السابق تسقي بستانًا يملكه بنو أمية من الأنصار، حيث كانت تقع منازلهم. وفي فترة لاحقة، انتقلت ملكية البئر إلى أحد أفراد أسرة العمريين، نسبة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وتتميز بئر العهن، الواقعة في منطقة العوالي، بمائها العذب وجودتها العالية، حيث حُفرت في الصخر.
ملكية بئر العهن
ورد أن بئر العهن هي نفسها بئر اليسيرة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد نزل عندها، وكان اسمها في الأصل عسرة، فغيره النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليسيرة. كما روي أنه توضأ من مائها وبصق فيها. تقع البئر في منازل بني أمية من الأنصار، وهي محفورة في الصخر ومبنية بالحجارة السوداء المتطابقة. واليوم، تعتبر البئر وبستانها وقفًا لآل البرزنجي، ويتميز ماؤها بالعذوبة والحلاوة، ويُزرع في بستانها النخيل والرمان والعنب والليمون.














