المكتبة المحمودية في المدينة المنورة: تاريخ وإرث ثقافي
تُعد المكتبة المحمودية صرحًا ثقافيًا عريقًا في المدينة المنورة، تأسست عام 1237هـ الموافق 1821م كمكتبة وقفية مخصصة لطلاب العلم. لاحقًا، أُلحقت هذه المكتبة بالمدرسة التي أُنشئت في عهد السلطان قايتباي، وذلك بعد الحريق الذي اندلع في المسجد النبوي الشريف عام 886هـ الموافق 1481م.
موقع المكتبة المحمودية عبر التاريخ
في بدايتها، كانت المكتبة المحمودية تقع في منطقة باب السلام، تحديدًا في الجهة الغربية من المسجد النبوي الشريف. مع مرور الوقت، نُقلت المكتبة إلى داخل المسجد، لتستقر أخيرًا في مجمع مكتبات المدينة المنورة العامة، وهي الآن جزء من مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية. تجدر الإشارة إلى أن المدرسة التي كانت ملحقة بالمكتبة قد أزيلت في عام 1371هـ الموافق 1951م، وذلك خلال مشروع توسعة المسجد النبوي.
كنوز المخطوطات في المكتبة المحمودية
مجموعة نفيسة من المخطوطات والمطبوعات
تَضُم المكتبة المحمودية بين جنباتها مجموعة قيّمة تتألف من 3314 مخطوطًا و4391 مطبوعًا. من بين هذه المخطوطات، تبرز نوادر تعكس ثراء التراث الإسلامي والعربي، ومنها:
- القاموس المحيط للفيروز آبادي، بنسخة يعود تاريخها إلى عام 1016هـ الموافق 1607م.
- معجم ما استعجم من أسماء البلدان للبكري الأندلسي، نُسخ في عام 669هـ الموافق 1270م.
- البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي، وهو موسوعة لغوية تقع في تسعة مجلدات، نُسخت عام 749هـ الموافق 1348م.
- فتح الباري لابن حجر العسقلاني، وهو شرح صحيح البخاري، يقع في ثلاثة عشر مجلدًا.
- تفسير غريب القرآن والحديث لأبي الحسن علي بن القاسم الخواقي.
- مفردات الراغب الأصفهاني، وهو معجم للكلمات القرآنية.
- المسند للإمام أحمد بن حنبل، ويضم الجزء الأول منه نسخة يعود تاريخها إلى عام 651هـ الموافق 1253م.
- جامع الأصول في أحاديث الرسول لابن الأثير الجزري، ويقع في خمسة مجلدات.
- البحر المحيط في تفسير القرآن لأبي حيان الأندلسي، ويقع في ثمانية مجلدات.
الأوقاف المخصصة للمكتبة والمدرسة المحمودية
دعم مالي وشروط للحفاظ على المقتنيات
حظيت المدرسة التي كانت ملحقة بالمكتبة المحمودية بموارد مالية كبيرة من الأوقاف التي خُصصت لها، بالإضافة إلى رواتب مجزية للعاملين بها. وُضعت شروط دقيقة لضمان الحفاظ على مقتنيات المكتبة، كما قام العديد من المحسنين بوقف كتبهم الخاصة عليها. يوجد في المكتبة ختم دائري نُقش عليه “وقف كتبخانة مدرسة محمودية في المدينة المنورة سنة 1333هـ أو 1332هـ”، مما يدل على الاهتمام الكبير الذي حظيت به المكتبة.
وفي النهايه :
تبرز المكتبة المحمودية كمعلم ثقافي وتاريخي في المدينة المنورة، شاهدة على اهتمام المسلمين بالعلم والمعرفة. كيف يمكن لهذه المؤسسة العريقة أن تستمر في إلهام الأجيال القادمة؟










