الطوابع البريدية السعودية: توثيق تاريخ المملكة في صور
تعتبر الطوابع البريدية السعودية بمثابة سفراء صغار يحملون على عاتقهم مسؤولية تعريف العالم بأهم الأحداث والمنعطفات التي شهدتها المملكة العربية السعودية. تصدر هذه الطوابع من قبل مؤسسة البريد السعودي “سبل”، وتغطي مناسبات متنوعة تشمل الأحداث الثقافية والفنية والرياضية، بالإضافة إلى المناسبات الدينية والوطنية والدولية الهامة. كل طابع يمثل قصة، وكل قصة تحكي جزءًا من تاريخ المملكة الغني.
طوابع تذكارية سعودية: صفحات من الماضي
طابع الحجاز ونجد: بداية التوثيق
من بين الطوابع التذكارية البارزة، يبرز طابع الحجاز ونجد الذي صدر في عام 1348هـ/1930م. يُعتبر هذا الطابع الأول من نوعه قبل توحيد المملكة، ويجسد ذكرى الجلوس الملكي. تم طباعته باللغتين العربية والفرنسية، مما يعكس الاهتمام بالتواصل مع العالم.
ذكرى مبايعة الأمير سعود بن عبدالعزيز
كما صدر طابع آخر تذكاري بمناسبة مبايعة الأمير سعود بن عبدالعزيز بولاية العهد في عام 1352هـ/1934م، ويحمل هذا الطابع اسم المملكة العربية السعودية، مما يؤكد على أهمية هذه المناسبة في تاريخ المملكة.
مرور 50 عامًا على دخول الرياض
احتفالاً بمرور 50 عامًا على دخول الرياض، أصدرت مؤسسة البريد السعودي مجموعة طوابع مميزة في عام 1369هـ/1950م. يظهر في هذه الطوابع رسم يحيط بأسوار الرياض القديمة، مع اسم المملكة باللغتين العربية والفرنسية، مما يبرز الاعتزاز بالتراث والتاريخ.
الطوابع والمناسبات الدينية
لم تغفل الطوابع السعودية المناسبات الدينية الهامة، مثل الحج وعيدي الفطر والأضحى. ومن الأمثلة البارزة على ذلك طابع موسم الحج خلال جائحة كورونا في عام 1441هـ/2020م، الذي حمل عنوان “صحة وسلامة المسلمين أولويتنا”، مما يعكس اهتمام المملكة بسلامة حجاج بيت الله الحرام.
توثيق المناسبات الوطنية والرياضية
مهرجان الصقور وسباق الخيل
لم تقتصر الطوابع على الأحداث التاريخية والدينية فقط، بل امتدت لتشمل المناسبات الرياضية والوطنية. فقد أصدرت مؤسسة البريد السعودي طوابع تؤرخ لمهرجان الصقور وسباق الخيل، بالإضافة إلى طوابع توثق أهم الزهور في المملكة، مما يعكس التنوع الثقافي والطبيعي للمملكة.
قمة العشرين والذكرى السنوية للمؤسسات
كما أصدرت طابعًا بمناسبة استضافة المملكة قمة العشرين 2020م في الرياض، وآخر بمناسبة مرور 50 عامًا على تأسيس وكالة الأنباء السعودية (واس)، وطابعًا بمناسبة مرور 75 عامًا على تأسيس الخطوط الجوية السعودية، وطابعًا بمناسبة مرور 75 عامًا على تأسيس جامعة الدول العربية، مما يدل على دور المملكة الفاعل في المحافل الدولية والإقليمية.
وفي النهايه :
تظل الطوابع البريدية السعودية وثائق بصرية تسجل تاريخ المملكة بأحداثه ومنجزاته، وتحمل في طياتها رسائل تعبر عن هوية المملكة وتطلعاتها. هل ستستمر هذه الطوابع في القيام بدورها كذاكرة بصرية للأجيال القادمة في ظل التطورات الرقمية المتسارعة؟