حاله  الطقس  اليةم 17.2
موميل,الولايات المتحدة الأمريكية

الإذاعة في عهد الملك عبدالعزيز

بوابة السعودية
بوابة السعودية
أعجبني
(0)
مشاهدة لاحقا
شارك
الإذاعة في عهد الملك عبدالعزيز

إذاعة المملكة في عهد المؤسس: نشأة الإعلام المسموع وتطوره

في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، شهدت المملكة العربية السعودية تأسيس نظام إذاعي رسمي، يعتبر من أوائل وسائل الإعلام المسموعة في البلاد. تجسدت هذه الخطوة بمرسوم ملكي صدر في 23 رمضان 1368هـ الموافق 18 يوليو 1949م، مما وضع الأسس والقواعد لإنشاء هذا النظام الإذاعي، مع تحديد مهامه وأعماله، وكانت مدينة جدة المقر الأول للإذاعة السعودية.

ميلاد الإذاعة السعودية

إن تأسيس الإذاعة السعودية يعود إلى عهد الملك عبدالعزيز، حيث تم توقيع عقد بين الحكومة السعودية ومؤسسة تابعة للشركة العربية العالمية للتلفزيون والتلغراف في السفارة السعودية بالقاهرة بتاريخ 23 رجب 1368هـ الموافق 11 مايو 1949م. هذا العقد نص على تركيب وصيانة إذاعة لاسلكية في جدة، بهدف بث البرامج الدينية والثقافية باللغة العربية.

قبل توقيع العقد، تم شحن الأجهزة الإذاعية، وبعد أسبوع من التوقيع، بدأ العمل في مشروع الإذاعة بجدة. نص العقد على أن تنتهي الأعمال في 19 رمضان 1368هـ الموافق 15 يوليو 1949م. في الموعد المحدد، أُذيع أول برنامج تجريبي من استديو جدة، في حين تأخر استديو مكة المكرمة لأسباب فنية.

انطلقت أول محطة إذاعية في جدة، وبدأ إرسالها المنتظم في يوم عرفة 9 ذي الحجة 1368هـ الموافق 1 أكتوبر 1949م. أُذيعت كلمة للملك عبدالعزيز نيابة عنه ابنه الأمير فيصل (الملك لاحقًا)، تضمنت تهنئة الحجاج بأداء مناسك الحج والترحيب بهم في مكة المكرمة.

نظام الإذاعة في المملكة

في 23 رمضان 1368هـ الموافق 18 يوليو 1949م، أصدر الملك عبدالعزيز مرسومًا ملكيًا بتأسيس أول نظام إذاعي في المملكة. حدد المرسوم طريقة اختيار المدير المسؤول عن تنفيذ سياسة الإذاعة أمام الدولة، وموقعها، ومحتوى البث، وأعمالها الإدارية وبرامجها. تعود فكرة التأسيس إلى الملك سعود بن عبدالعزيز، عندما كان وليًا للعهد، حيث عرض الفكرة على والده، ثم جاءت الموافقة، وكُلِف وزير المالية آنذاك، عبدالله بن سليمان الحمدان، لتنفيذها بإشراف الأمير فيصل نائب الملك في الحجاز.

كانت الإذاعة السعودية تتبع إداريًا وزير المالية ووكيله، بتوجيهات من الأمير فيصل. تعاقب على منصب مدير الإذاعة ثلاثة مديرين حتى نهاية عهد الملك عبدالعزيز: إبراهيم الشورى، ومحمد شطا، وإبراهيم أمين فودة. في ذلك الوقت، كانت الإذاعة تتبع لوزارة المالية، باعتبارها الوزارة الشاملة التي تجمع عديدًا من الخدمات، والجهة التي تمول الإذاعة بجزء من ميزانيتها.

برامج الإذاعة السعودية

بدأت الإذاعة السعودية إرسالها باللغة العربية بفترة واحدة يومية في المساء، ثم بفترة إرسال ثانية صباحية. في 1 ذي الحجة 1370هـ الموافق 3 سبتمبر 1951م، قدمت الإذاعة فترة الظهيرة كفترة ثالثة، وفي بداية شهر صفر عام 1371هـ الموافق أكتوبر 1951م، استخدمت الإذاعة السعودية فترة مسائية ثانية، لتصبح فترات البث اليومي أربع فترات تقدم باللغة العربية، تصل مدتها إلى ثلاث ساعات وربع طيلة اليوم.

تبدأ كل فترة إرسالية بآيات من القرآن الكريم، تليها برامج دينية في شكل مواعظ وأخرى ثقافية وبرامج اجتماعية، ونشرات الأخبار. اعتمدت الإذاعة السعودية في بدايتها على البرامج الجادة أكثر من برامج التسلية والترفيه، وكان للأدب نصيب كبير؛ إذ يلقي بعض الأدباء فيها أحاديث اجتماعية وأدبية وتاريخية وثقافية. كان معظم العاملين فيها في بدايتها من الأدباء والشعراء والقاصين، لذلك كثرت آنذاك البرامج الثقافية والأدبية، مثل: روائع الشعر، وقصص مختارة، وقالت العلماء، وألوان من الأدب العربي، إضافة إلى بعض البرامج المختصة بالصحة والأطفال، والمال والاقتصاد، وبرامج علمية.

في بداية عهدها، افتقدت برامج الإذاعة السعودية البرامج الشائعة على مستوى الإذاعات العالمية، مثل: المنوعات، والتمثيليات، والبرامج الترفيهية، والدرامية، والإعلانات. لم يكن هنالك وعي بأهمية المؤثرات الصوتية، لكنها جُلبت فيما بعد في شكل أسطوانات للاستفادة منها في تحسين البرامج. استخدمت لأغراض عدة، منها: تصوير المكان، وتوجيه اهتمام المستمع وعاطفته، والمساعدة في توفير الجو النفسي المطلوب للبرنامج، والإشارة إلى دخول الشخصيات وخروجها، والتنقل بين الفقرات الإذاعية، أو للدلالة على طبيعة البرنامج. استخدمت الموسيقى في الإذاعة السعودية في بداية عهدها، وبلغت مدتها 20 دقيقة طوال فترة الإذاعة الأربع، لكنها كانت مقصورة على موسيقى الجيش (مارش عسكري).

دعمت الإذاعة العمل الإخباري، بهدف تزويد المستمعين بالأخبار الداخلية والخارجية، فبلغت الأخبار 25% من ساعات الإرسال. ولتعزيز هذا الجانب، استوردت الإذاعة جهاز تيكرز المتخصص في التقاط الأخبار من وكالة الأسوشيتدبرس. كانت الإذاعة تُرسل مندوبيها إلى مدن السعودية؛ لتسجيل مظاهر النهضة والتطور في حياة المجتمع السعودي، إضافة إلى تعيين مراسلين في الدوائر الحكومية لتغطية الأخبار فيها.

تطور الإذاعة في المملكة

بدأت الإذاعة السعودية بإمكانات فنيّة وبشريّة بسيطة، واستُخدم لها أبسط أنواع الهوائيات التي تغطي منطقة محدودة حول مركز الإرسال بجدة. كانت نسبة المستمعين إلى برامجها محدودة لقلة عدد أجهزة الراديو لدى أفراد المجتمع، كما كانت الأجهزة معقدة وتحتاج إلى خبرة للحصول على الموجة المطلوبة إضافة إلى عدم كفاية التيار الكهربائي في تلك الفترة.

ارتبطت الإذاعة بإدارة البرق والبريد حتى جمادى الأولى 1369هـ الموافق 1950م، عندما فُصل القسم الهندسي من تبعية البرق والبريد وارتبط بالمديرية العامة للإذاعة، حتى تكونت إدارة هندسية متخصصة في الإذاعة عام 1372هـ الموافق 1952م. تعمل هذه الإدارة على الجانب الهندسي الخاص بتوصيل الإنتاج الإذاعي.

زادت لاحقًا محطات الإرسال واستديوهات إعداد البرامج وتسجيلها في الإذاعة السعودية، وكانت مدينة جدة أول مقر رسمي للإذاعة في السعودية. في العام الثالث من إطلاقها في 1370هـ الموافق 1951م، استكملت أعمال الإرسال من استديو مكة المكرمة، وافتتح رسميًا في 1 محرم 1371هـ الموافق 2 أكتوبر 1951م، في احتفال رسمي بحضور الأمير فيصل بن عبدالعزيز نائب الملك في الحجاز. في الشهر نفسه سجلت الإذاعة أثناء اشتراكها في المؤتمر الدولي للإذاعة واللاسلكي، الموجات العاملة التي استخدمتها للبث والإرسال، كما حصلت على ترددات جديدة، وصحب ذلك زيادة في عدد المحطات والاستديوهات، وتجديد الأجهزة المستخدمة.

في مطلع رجب 1371هـ الموافق مارس 1952م، قدمت الإذاعة لأول مرة فترة إرسال إضافية يوم الجمعة من كل أسبوع؛ لإذاعة شعائر صلاة الجمعة على الهواء من الحرم المكي. وفي 1371هـ الموافق 1952م تمكّنت من نقل أذان المغرب من المسجد الحرام، كما نُقلت صلاة الفجر وصلاة عيد الأضحى، وخطبة العيد على الهواء.

في شعبان 1371هـ الموافق مايو 1952م استُكملت الوسائل الفنية لإمكان الاتصال السلكي واللاسلكي والإرسال الإذاعي بين المسجد الحرام واستديو مكة المكرمة، وتمكنت الإذاعة من نقل أذان العشاء مباشرة من الحرم المكي.

في أواخر شوال 1371هـ الموافق يوليو 1952م تمكنت الإذاعة من الانضمام إلى هيئة B.B.C راديو لندن، لنقل الحديث الذي ألقاه الأمير عبدالله الفيصل، واستكملت التحسينات الفنية والهندسية والبرامجية، كما تمكنت الإذاعة من القيام بتسجيلات خارجية في حفلات القصور الملكية بجدة ومكة المكرمة والرياض بعد إدخال أجهزة التسجيل.

وفي النهايه :

تعكس قصة تأسيس وتطور الإذاعة السعودية في عهد الملك عبدالعزيز رؤية طموحة نحو بناء دولة حديثة، تسعى إلى نشر العلم والثقافة والدين. من خلال هذه المبادرة الرائدة، تمكنت المملكة من التواصل مع مواطنيها والعالم، مسجلةً بذلك بداية حقبة جديدة في تاريخ الإعلام السعودي. هل يمكن اعتبار هذه الخطوة بمثابة حجر الزاوية في مسيرة الإعلام السعودي الحديث؟

الاسئلة الشائعة

01

ما هو تاريخ تأسيس الإذاعة في عهد الملك عبدالعزيز؟

أسست الإذاعة في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وذلك بموجب مرسوم ملكي صدر في 23 رمضان 1368هـ الموافق 18 يوليو 1949م.
02

أين كان أول مقر رسمي للإذاعة في السعودية؟

كانت مدينة جدة أول مقر رسمي للإذاعة في السعودية.
03

متى بدأ البث المنتظم للإذاعة السعودية؟

بدأ الإرسال المنتظم للإذاعة السعودية في يوم عرفة 9 ذي الحجة 1368هـ الموافق 1 أكتوبر 1949م.
04

من هو الأمير الذي ألقى كلمة الملك عبدالعزيز في أول بث إذاعي؟

ألقى الأمير فيصل (الملك لاحقًا) كلمة الملك عبدالعزيز في أول بث إذاعي نيابة عنه.
05

من الذي اقترح فكرة تأسيس الإذاعة على الملك عبدالعزيز؟

تعود فكرة تأسيس الإذاعة إلى الملك سعود بن عبدالعزيز عندما كان وليًا للعهد.
06

من كان وزير المالية المكلف بتنفيذ مشروع الإذاعة؟

كُلِف وزير المالية آنذاك عبدالله بن سليمان الحمدان بتنفيذ مشروع الإذاعة.
07

ما هي اللغات التي كانت تبث بها الإذاعة السعودية في بدايتها؟

بدأت الإذاعة السعودية إرسالها باللغة العربية فقط.
08

ما هي أنواع البرامج التي كانت تقدمها الإذاعة السعودية في بدايتها؟

كانت الإذاعة تقدم برامج دينية، ثقافية، اجتماعية، ونشرات الأخبار، مع التركيز على البرامج الجادة والأدبية.
09

متى بدأت الإذاعة السعودية في نقل شعائر صلاة الجمعة على الهواء؟

بدأت الإذاعة في نقل شعائر صلاة الجمعة على الهواء من الحرم المكي في رجب 1371هـ الموافق مارس 1952م.
10

متى انضمت الإذاعة السعودية إلى هيئة B.B.C راديو لندن؟

انضمت الإذاعة إلى هيئة B.B.C راديو لندن في أواخر شوال 1371هـ الموافق يوليو 1952م.