هل تتفوق ميتا على نيورالينك في مجال قراءة الأفكار؟
تُعد نيورالينك، الشركة التي أسسها رجل الأعمال المعروف إيلون ماسك، من بين الشركات الرائدة في مجال زراعة الأجهزة الدقيقة في الدماغ. وقد اكتسبت الشركة شهرة واسعة، ويعزى ذلك جزئيًا إلى ميل ماسك إلى إضفاء طابع الإثارة على مشاريعه وشركاته.
في المقابل، تبرز شركة أخرى، وهي ميتا (الاسم الجديد لشركة فيسبوك)، التي يقودها مارك زوكربيرج. تتخذ ميتا نهجًا أكثر ترويًا وتدريجيًا في تطوير تقنياتها، وهو ما يمكن تشبيهه بالسلحفاة في سباق مع الأرنب، في إشارة إلى نيورالينك.
مسيرة ميتا في تطوير تكنولوجيا قراءة الدماغ
منذ عام 2016، انخرطت ميتا في جهود مكثفة لتطوير تكنولوجيا قراءة الدماغ. وقد أثمرت هذه الجهود عن مشروعين رئيسيين: الأول يهدف إلى تمكين الأفراد من السمع عن طريق الجلد، والثاني يركز على مساعدة المستخدمين على التحدث باستخدام أفكارهم فقط.
وفي سياق جهودها، طورت ميتا جهازًا يُرتدى على الرأس، إلا أنها توقفت عن استخدامه لاحقًا. ومع ذلك، واصلت الشركة دعم الأبحاث المتعلقة بكيفية استخدام موجات الدماغ في التواصل.
تحقيق تقدم كبير في قراءة موجات الدماغ
أعلنت ميتا مؤخرًا عن تحقيق تقدم ملحوظ في هذا المجال. وأشار الباحثون في الشركة إلى أنهم قاموا بتدريب برنامج ذكاء اصطناعي على قراءة موجات الدماغ بدقة تصل إلى 80% في بيئة المختبر.
وبعبارة أخرى، تمكن الباحثون من تسجيل المجالات المغناطيسية الدقيقة الناتجة عن النشاط الكهربائي في الدماغ. ثم استخدموا هذه البيانات لتدريب برنامج الذكاء الاصطناعي على قراءة الأفكار وكتابتها، وقد كانت النتائج قريبة جدًا من الأفكار الأصلية.
المخاوف المتعلقة بخصوصية البيانات
يثير مفهوم قراءة العقول تساؤلات هامة حول الخصوصية. فشركة ميتا، بصفتها مؤسسة ضخمة تجمع كميات هائلة من البيانات، قد لا تكون حريصة بالقدر الكافي على حماية معلومات المستخدمين.
تاريخ ميتا في مشاركة بيانات المستخدمين
في الماضي، كشفت التحقيقات عن تورط ميتا في مشاركة بيانات المستخدمين مع شركات أخرى. وعلى الرغم من أن الشركة زعمت أن هذه الممارسات تهدف إلى تحسين تجربة المستخدمين الاجتماعية، إلا أنها أثارت مخاوف بشأن خصوصية البيانات.
وكشفت تقارير لاحقة عن قيام ميتا بالتجسس على شركات منافسة مثل سناب شات ويوتيوب وأمازون. ورغم النفي الأولي، اعترف زوكربيرج لاحقًا بإطلاق هذا المشروع.
وفي عام 2013، تبين أن ميتا متورطة في جمع بيانات المستخدمين الخاصة لصالح الحكومة. كما ظهرت فضيحة أخرى تتعلق ببيع البيانات التي جمعتها ميتا إلى جهات أجنبية.
الجدل حول ممارسات الذكاء الاصطناعي في ميتا
يثير استخدام ميتا للذكاء الاصطناعي جدلاً واسعًا. ففي البداية، حظرت الشركة استخدام برنامج الذكاء الاصطناعي الخاص بها في المجال العسكري، إلا أنها تراجعت عن هذا القرار لاحقًا وقررت تزويد بعض الجهات الأمنية وشركات الأسلحة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
استخدام بيانات المستخدمين القديمة في تدريب الذكاء الاصطناعي
بالإضافة إلى ذلك، استخدمت ميتا منشورات المستخدمين القديمة لتدريب برنامج الذكاء الاصطناعي الخاص بها، دون الحصول على موافقة صريحة من معظم المستخدمين.
لذلك، وبينما تقترب ميتا من تحقيق القدرة على قراءة أفكارنا، يجب أن نتذكر تاريخها في التعامل مع معلوماتنا. يجب أن تثبت الشركة أنها جديرة بالثقة قبل أن نسمح لها بالوصول إلى أفكارنا.
الخلاصة: ضرورة إثبات الجدارة بالثقة
مع اقتراب ميتا من القدرة على قراءة الأفكار، يجب أن نتذكر تاريخها في التعامل مع بيانات المستخدمين. قبل أن نسمح لها بالوصول إلى أفكارنا، يجب أن تثبت أنها جديرة بالثقة في حماية خصوصيتنا.