مبادرة الاستكشاف المسرع: دفعة قوية لقطاع التعدين في المملكة
في سياق جهودها لتنويع مصادر الدخل وتعزيز الاستدامة الاقتصادية، أطلقت المملكة العربية السعودية مبادرة الاستكشاف المسرع، وهي إحدى الركائز الأساسية لبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية “ندلب”. أعلنت وزارة الصناعة والثروة المعدنية عن هذه المبادرة في 2 يناير 2022، الموافق 29 جمادى الأولى 1443هـ، بهدف استغلال الثروات المعدنية الهائلة التي تزخر بها أراضي المملكة.
أهداف المبادرة
تهدف المبادرة إلى تسريع وتيرة أنشطة الاستكشاف المعدني، ورفع مستوى الثقة في البيانات الجيولوجية المتاحة، بالإضافة إلى جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية لتعزيز هذا القطاع الحيوي.
وفي خطوة تعكس جدية هذه المبادرة، تم الإعلان عن طرح أول رخصة للتنقيب عن المعادن في موقع الخنيقية، التابع لمحافظة القويعية بمنطقة الرياض. هذه الخطوة تؤكد على الأهمية المتزايدة لقطاع التعدين، وتسعى المملكة لجعله الركيزة الثالثة للصناعة الوطنية.
تفاصيل وأبعاد مبادرة الاستكشاف المسرع
تتجاوز أهداف مبادرة الاستكشاف المسرع مجرد جذب الاستثمارات وتسريع العمليات الاستكشافية. فهي تشمل أيضًا إجراء مسوحات وتقييمات للمعادن الاستراتيجية، واستكشاف وتطوير المواقع الواعدة، بالإضافة إلى تدريب وتأهيل الكوادر المحلية لبناء قطاع تعدين مستدام. كما تهدف المبادرة إلى توفير دراسات استكشافية مفصلة للرواسب المعدنية، وخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للمواطنين.
الأهمية الاقتصادية للمبادرة
تتجلى القيمة الاقتصادية للمبادرة في زيادة العائدات من قطاع التعدين من خلال تشجيع الإنفاق على الاستكشاف وتنمية شركات الاستكشاف الصغيرة والمتوسطة. تساهم هذه الجهود في زيادة حجم الإنفاق والاستثمار في الاستكشاف المعدني، مما يزيد من الفرص الاستثمارية المتاحة للمستثمرين المحليين والدوليين، ويعزز تطوير الكفاءات الوطنية وتسريع وتيرة أعمال الاستكشاف والتنقيب.
رخصة التنقيب عن المعادن في الخنيقية
تعتبر رخصة التنقيب عن المعادن في الخنيقية خطوة رائدة، فهي أول رخصة للتنقيب عن المعادن يتم طرحها في السعودية عبر المنافسة. يقع موقع الخنيقية في محافظة القويعية بمنطقة الرياض، ويمتد على مساحة 353 كيلومترًا مربعًا. ينتج الموقع خامات متنوعة تشمل الزنك والمنجنيز والنحاس والذهب، ويقدر حجم الإنتاج بحوالي 55 ألف طن. بالإضافة إلى ذلك، تم فرز وتصنيف 54 موقعًا آخر للاستكشاف والاستثمار، ويجري تطوير 20 موقعًا آخر.
فرص تعدينية جديدة ضمن المبادرة
في إطار مبادرة الاستكشاف المسرع، أعلنت وزارة الصناعة والثروة المعدنية في 3 أبريل 2025، الموافق 24 رمضان 1445هـ، عن طرح ست فرص تعدينية جديدة. تشمل هذه الفرص استكشاف خامات الذهب والنحاس والزنك والرصاص والفضة، على مساحة إجمالية تبلغ حوالي 940 كيلومترًا مربعًا في مناطق مختلفة من المملكة.
تفاصيل الفرص الاستثمارية
- موقع الحلاحلة بمنطقة نجران: يمتد على مساحة 34 كيلومترًا مربعًا، ويحتوي على معادن النحاس والزنك والذهب.
- موقع جبل قرن بمنطقة نجران: يغطي مساحة 57 كيلومترًا مربعًا، ويشمل رواسب النحاس والذهب والزنك والفضة والرصاص.
- مكمن حجاب بمنطقة الرياض: يقع على مساحة 118 كيلومترًا مربعًا، ويحتوي على رواسب خام الذهب والفضة.
- موقع النماص بمنطقة عسير: يمتد على مساحة 222 كيلومترًا مربعًا، ويحتوي على رواسب النحاس والزنك والفضة والذهب.
- موقع المياه بمنطقة مكة المكرمة: يغطي مساحة 234 كيلومترًا مربعًا، ويضم رواسب النحاس والزنك والرصاص والفضة والذهب.
- موقع الهجرة بمنطقة عسير: يقع على مساحة 274 كيلومترًا مربعًا، ويضم رواسب الفضة والنحاس والزنك والرصاص والذهب.
وفي النهايه :
تعتبر مبادرة الاستكشاف المسرع خطوة مهمة نحو تعزيز قطاع التعدين في المملكة العربية السعودية وتنويع مصادر الدخل الوطني. من خلال تسريع عمليات الاستكشاف، وجذب الاستثمارات، وتطوير الكوادر الوطنية، تسعى المملكة إلى تحقيق أقصى استفادة من مواردها المعدنية وتحويل هذا القطاع إلى ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني. فهل ستنجح هذه المبادرة في تحقيق الأهداف المرجوة، وهل ستساهم في تحقيق التنمية المستدامة التي تطمح إليها المملكة؟










