استراتيجية عسير: رؤية نحو العالمية السياحية
في إطار التوجهات الطموحة للمملكة العربية السعودية، أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، استراتيجية تطوير منطقة عسير في عام 1443هـ/2021م. هذه الاستراتيجية، التي تحمل شعار “قمم وشيم”، تهدف إلى تحويل منطقة عسير، الواقعة في جنوب غرب المملكة، إلى وجهة سياحية عالمية المستوى، قادرة على استقطاب أكثر من 10 ملايين زائر بحلول عام 2030م. وتتولى هيئة تطوير منطقة عسير مهمة الإشراف الكامل على تنفيذ هذه الرؤية الطموحة.
الأهداف المحورية للاستراتيجية
تهدف استراتيجية تطوير عسير إلى تحقيق نقلة نوعية شاملة في المنطقة، وذلك عبر ضخ استثمارات تقدر بنحو 50 مليار ريال سعودي. هذه الموارد المالية ستوجه لتمويل مشروعات متنوعة وتطوير مناطق الجذب السياحي في عسير، بهدف ترسيخ مكانتها كوجهة سياحية عالمية على مدار العام. كما تسعى الاستراتيجية إلى جذب وتسهيل الاستثمارات المحلية والعالمية، مما يعزز بدوره الاقتصاد الوطني من خلال دعم وتعزيز قطاعي السياحة والثقافة، اللذين يعتبران من الركائز الأساسية للتنمية الاقتصادية في المنطقة.
طموحات مستقبلية
بحلول عام 2030م، تطمح الاستراتيجية إلى توفير فرص عمل جديدة ومتنوعة، بالإضافة إلى رفع مستوى جودة الحياة والخدمات الأساسية والبنية التحتية، بما في ذلك النقل والصحة والاتصالات وغيرها من المرافق الحيوية.
مبادرات متعددة الجوانب
تتبنى الاستراتيجية نهجًا شاملاً لتطوير منطقة عسير في مختلف المجالات، مع التركيز بشكل خاص على ثلاثة محاور رئيسية: الاقتصاد، والإنسان، والأرض. تسهم الاستراتيجية في دعم اقتصاد المملكة من خلال تنفيذ 17 برنامجًا موزعة على 4 محاور أساسية تشمل: السياحة، والزراعة، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتيسير ممارسة الأعمال.
تعزيز دور الفرد والمجتمع
كما تقدم الاستراتيجية ثماني مبادرات مخصصة للفرد، وتنقسم إلى محورين رئيسيين: إحياء التراث والثقافة، وبناء مجتمع متماسك ذي أسس قوية. بالإضافة إلى ذلك، تتضمن الاستراتيجية برنامجين للحفاظ على الأرض، يركزان على حماية الطبيعة والحفاظ على الهوية المعمارية الفريدة للمنطقة.
مرتكزات أساسية للاستدامة
تستند الاستراتيجية إلى المقومات الطبيعية الفريدة التي تزخر بها المنطقة، حيث تضم عسير 651 موقعًا أثريًا و4,275 قرية تراثية تقريبًا. بالإضافة إلى ذلك، تتيح جبال المنطقة فرصًا متنوعة لإقامة الأنشطة الرياضية المتعلقة بها. ومن بين المرتكزات الأساسية للاستراتيجية فن القط العسيري، الذي تشتهر به المنطقة والمدرج ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو.
المناخ المعتدل والتنوع البيئي
تتميز منطقة عسير بمناخها المعتدل، حيث تبلغ درجة الحرارة الكبرى في فصل الصيف 24 درجة مئوية، كما تتميز بتنوع تضاريسها بين السواحل والسهول والقمم والهضاب والصحاري، بالإضافة إلى غطائها النباتي الغني الذي يشكل ما نسبته 70% من الغطاء النباتي في المملكة.
وفي النهايه : تمثل استراتيجية تطوير منطقة عسير رؤية شاملة ومتكاملة تهدف إلى تحويل المنطقة إلى وجهة سياحية عالمية مستدامة، مع الحفاظ على تراثها الثقافي والطبيعي الفريد. يبقى السؤال المطروح: كيف ستنجح هذه الاستراتيجية في تحقيق التوازن بين التنمية الحضرية والحفاظ على البيئة، وكيف ستستفيد المجتمعات المحلية من هذه التحولات الاقتصادية والاجتماعية؟










