خطة الاتحاد السعودي الطموحة: معسكر إعدادي في ديسمبر لإعادة التوازن ومصالحة الجماهير
يستعد نادي الاتحاد السعودي لمرحلة حاسمة في مشواره الكروي، حيث بدأت الإدارة بالتنسيق مع الجهاز الفني بقيادة المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو، في وضع برنامج تحضيري متكامل خلال فترة التوقف القادمة. ويهدف الفريق إلى إقامة معسكر إعدادي طويل في شهر ديسمبر، بالتزامن مع مشاركة المنتخب السعودي في بطولة كأس العرب.
معسكر إعدادي لاستعادة التوازن
يهدف نادي الاتحاد من هذه الخطوة إلى استعادة توازنه ومستواه المعهود، بعد بداية موسم شهدت تذبذبًا في النتائج ضمن منافسات دوري روشن السعودي للمحترفين.
خسارة الكلاسيكو تزيد الضغوط
تلقى الفريق خسارة مؤلمة في مباراته الأخيرة، في الكلاسيكو أمام الهلال بهدفين نظيفين على أرضية ملعب الإنماء بجدة. هذه النتيجة وضعت حامل اللقب في المركز السابع في جدول ترتيب الدوري المحلي، برصيد 10 نقاط جمعها من 6 مباريات، محققًا 3 انتصارات وتعادلًا واحدًا، بينما تلقى هزيمتين.
تفاصيل المعسكر الخليجي المرتقب
وفقًا لما نشرته صحيفة الرياضية السعودية، تعتزم إدارة نادي الاتحاد إقامة معسكر إعدادي مطوّل للفريق الأول خلال شهر ديسمبر المقبل. الهدف الرئيسي من هذا المعسكر هو رفع مستوى الجاهزية البدنية والفنية للاعبين خلال فترة التوقف الطويلة.
قطر أو الإمارات الوجهة المحتملة
كشفت الصحيفة أن وجهة المعسكر الإعدادي ستكون دولة خليجية، وتحديدًا قطر أو الإمارات العربية المتحدة. ومن المقرر أن يتم اتخاذ القرار النهائي بشأن الوجهة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وذلك بالتنسيق الكامل بين إدارة النادي والجهاز الفني بقيادة كونسيساو.
استثمار فترة التوقف
يأتي هذا المعسكر كمحاولة جادة لاستثمار فترة التوقف، لتعويض غياب الإعداد الصيفي المناسب، والذي لم يشرف عليه المدرب كونسيساو بسبب تعاقده المتأخر مع العميد.
برنامج متكامل
أشارت الصحيفة إلى أن البرنامج الإعدادي سيتضمن تدريبات بدنية مكثفة، بالإضافة إلى مباريات ودية تهدف إلى زيادة الانسجام بين اللاعبين ورفع مستوى الأداء الجماعي. كما يشمل البرنامج عقد جلسات لتحليل الجوانب الفنية والبدنية للاعبين.
كونسيساو يركز على مواجهة النصر
من جانبه، قرر المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو تجاوز سريعًا آثار خسارة الكلاسيكو، والبدء في التحضير لمواجهة النصر المرتقبة في دور الـ16 من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين. هذه المباراة تمثل فرصة ثمينة لاستعادة الثقة ومصالحة الجماهير الغاضبة.
عودة النجوم
ذكرت صحيفة الرياضية أن المدرب يعتزم إعادة اللاعب الهولندي ستيفن بيرجوين، والحارس الصربي بريدراج رايكوفيتش، إلى قائمة الفريق في مواجهة النصر، بعد أن استبعدهما لأسباب فنية في مباراة الهلال. وفضل المدرب في الكلاسيكو الدفع باللاعب الألباني ماريو ميتاي، واللاعب المالي محمدو دومبيا، ضمن قائمة الثمانية لاعبين الأجانب المسموح بمشاركتهم في الدوري السعودي للمحترفين.
تدريبات مكثفة
رفض كونسيساو منح لاعبيه راحة بعد مباراة الهلال، حيث خضع اللاعبون الأساسيون لتمارين استرجاعية واستشفائية، بينما أجرى اللاعبون البدلاء تدريبات تكتيكية، تركزت على تصحيح الأخطاء الدفاعية وتحسين التمركز أثناء الهجمات المرتدة.
غضب جماهيري وضغوط متزايدة
أثارت الهزيمة أمام الهلال موجة غضب عارمة بين جماهير نادي الاتحاد، التي حمّلت المدرب البرتغالي مسؤولية الخسارة، بسبب قراراته الفنية التي اعتبروها مثيرة للجدل، وخاصةً استبعاده للحارس الأساسي رايكوفيتش، والدفع بالحارس الشاب حامد الشنقيطي، الذي ارتكب خطأ فادحًا أدى إلى تسجيل الهدف الثاني للهلال.
الدفاع عن القرارات
رغم الانتقادات، دافع كونسيساو عن قراره، مؤكدًا في تصريحاته بعد المباراة أنه يتحمّل المسؤولية الكاملة عن اختياره، مشيرًا إلى أن قراره كان تكتيكيًا بهدف زيادة الكثافة في خط الوسط.
الثقة في الشباب
أضاف كونسيساو: “الشنقيطي من أفضل الحراس الشباب في السعودية، ويستحق الثقة والدعم”.
تحديات قادمة وأرقام سلبية
تولّى كونسيساو مهمة تدريب الاتحاد خلفًا للفرنسي لوران بلان، الذي أقيل بعد الخسارة أمام النصر، بهدف إحداث تغيير إيجابي في الفريق. إلا أن النتائج حتى الآن لم تحقق الطموحات المرجوة.
اختبارات صعبة
من المتوقع أن يواجه كونسيساو تحديات كبيرة في المرحلة المقبلة، بدءًا من مواجهة النصر في كأس خادم الحرمين الشريفين، ثم مواجهة الخليج في الدوري المحلي، قبل لقاء الشارقة الإماراتي في دوري أبطال آسيا، ثم ديربي جدة أمام الأهلي. وتمثل هذه المباريات سلسلة من اللقاءات الحاسمة التي قد تحدد مصير موسم الاتحاد بأكمله.
عقدة الهلال مستمرة
تاريخيًا، استمرت معاناة الاتحاد أمام الهلال، حيث فشل في تحقيق انتصارين متتاليين على “الزعيم” منذ عام 2016، على الرغم من فوزه الكبير على غريمه التقليدي في الموسم الماضي بنتيجة 4-1.
تكرار الهزائم
أعادت الهزيمة الأخيرة إلى الأذهان عقدة الهلال، التي لازمت العميد في السنوات الأخيرة، حيث فشل الفريق في البناء على أي انتصار يحققه أمام منافسه التقليدي.
أرقام سلبية للمدرب
لم تتوقف الأرقام السلبية عند هذا الحد، حيث سجل كونسيساو أسرع خسارة له مع فريق جديد منذ حوالي عشر سنوات، بعد 3 مباريات فقط من توليه المسؤولية. وهو رقم لم يحدث له منذ فترة تدريبه لنادي فيتوريا جيماريش في موسم 2015-2016.
وفي النهاية:
مع اقتراب فترة التوقف الدولي في ديسمبر، يدرك كونسيساو وإدارة نادي الاتحاد أن المعسكر الخارجي قد يمثل نقطة تحول حقيقية لموسم الفريق. فمن خلال تصحيح الأخطاء الفنية، وإعادة الانسجام بين اللاعبين، واستعادة الثقة المفقودة، يسعى العميد إلى أن تكون العودة من المعسكر المرتقب بمثابة انطلاقة جديدة، تعيده إلى دائرة المنافسة على الألقاب المحلية والقارية، خاصةً أنه حامل لقب دوري روشن بعد موسم استثنائي، تألق فيه “النمور” بشكل لافت. وكان العميد قد دخل الموسم الحالي محملًا بآمال كبيرة في مواصلة مسيرته القوية، تحت قيادة المدرب لوران بلان، قبل أن تأتي النتائج على عكس التوقعات.











