الطاقة المتجددة في السعودية: رؤية نحو مستقبل مستدام
الطاقة المتجددة في السعودية تمثل محورًا أساسيًا في رؤية المملكة 2030، حيث تتبنى المملكة سياسات طموحة وجهودًا حثيثة لتنويع مصادر الطاقة واستغلال إمكاناتها الهائلة في هذا المجال. يهدف هذا التحول إلى بناء قطاع طاقة متجددة تنافسي ومستدام، يساهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي على المديين المتوسط والبعيد، ويخدم مصالح المواطنين.
البرنامج الوطني للطاقة المتجددة: خطوة نحو التنويع والاستدامة
أطلقت المملكة البرنامج الوطني للطاقة المتجددة كإجراء استراتيجي لتنويع مصادر الطاقة. يهدف البرنامج إلى تعزيز مكانة المملكة في قطاع الطاقة، والاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية.
أهداف البرنامج الوطني للطاقة المتجددة
- زيادة حصة المملكة في إنتاج الطاقة المتجددة إلى أقصى حد ممكن.
- تحفيز التنمية الاقتصادية.
- العمل على تحقيق استقرار اقتصادي مستدام، تماشيًا مع أهداف رؤية السعودية 2030.
- تأسيس صناعة متطورة للطاقة المتجددة.
- دعم تطور هذا القطاع الواعد.
- الوفاء بالتزامات المملكة تجاه تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
حشد الاستثمارات في برامج الطاقة المتجددة
تعمل وزارة الطاقة على دعم بناء قطاع الطاقة المتجددة من خلال حشد استثمارات القطاع الخاص وتشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص. تهدف هذه الجهود إلى إيجاد سوق وطنية تنافسية للطاقة المتجددة، مما يعزز فرص قيام صناعة جديدة لتقنيات هذه الطاقة. يختار فريق فني سعودي متخصص المواقع المخصصة لمشروعات الطاقة المتجددة لضمان أعلى جودة ممكنة لإنتاج الطاقة الكهربائية.
الاقتصاد الدائري للكربون
تسهم مشروعات الطاقة المتجددة في صياغة ملامح الاقتصاد الدائري للكربون، الذي تبنته المملكة ودعمته خلال رئاستها مجموعة العشرين في عام 1440هـ/2020م. يهدف هذا الاقتصاد إلى تقليل انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة في المملكة، وتعزيز الاستدامة البيئية.
مشاريع الطاقة المتجددة: خطوات عملية نحو تحقيق الأهداف
افتتحت وزارة الطاقة في عام 1442هـ/2021م مشروع محطة سكاكا للطاقة الشمسية، الذي يُعد بداية مشروعات الطاقة المتجددة في المملكة، وتبلغ سعته الإنتاجية 300 ميغاوات. وخلال حفل الافتتاح، تم توقيع اتفاقيات شراء الطاقة لسبعة مشروعات أخرى للطاقة المتجددة في مختلف مناطق المملكة، مع خمسة تحالفات استثمارية مكونة من 12 شركة سعودية ودولية.
مواقع المشاريع الجديدة وقدراتها الإنتاجية
تقع المشروعات الجديدة في المدينة المنورة، وسدير، والقريات، والشعيبة، وجدة، ورابغ، ورفحاء. يبلغ إجمالي طاقة هذه المشروعات، إضافةً إلى مشروعي سكاكا ودومة الجندل، 3670 ميغاوات. ستوفر هذه المشروعات الطاقة الكهربائية لأكثر من 600 ألف وحدة سكنية، وستخفض أكثر من 7 ملايين طن من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.
أرقام قياسية عالمية
حققت بعض هذه المشروعات أرقامًا قياسية عالمية جديدة، تمثلت في تسجيل أقل تكلفة لشراء الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية في العالم، حيث بلغت تكلفة شراء الكهرباء من مشروع الشعيبة 1.04 سنتًا أمريكيًا لكل كيلووات/ساعة.
تفاصيل حول بعض المشاريع
- مشروع محطة دومة الجندل لطاقة الرياح: ينتج نحو 400 ميغاوات.
- مشروع سدير للطاقة الكهروضوئية: تبلغ سعته 1500 ميغاوات.
- مشروع القريات: 200 ميغاوات.
- مشروع الشعيبة: 600 ميغاوات.
- مشروع جدة: 300 ميغاوات.
- مشروع رابغ: 300 ميغاوات.
- مشروع رفحاء: 20 ميغاوات.
- مشروع المدينة المنورة: 50 ميغاوات.
آلية تنفيذ المشاريع وشراء الطاقة
يبلغ إجمالي سعات هذه المشروعات، إضافةً إلى مشروعي منطقة الجوف؛ وهما مشروع سكاكا للطاقة الشمسية، ومشروع دومة الجندل لطاقة الرياح، 3670 ميغاوات. تتميز المشروعات الجديدة بأنها تنفذ عبر الإنتاج المستقل IPP، كما سيكون شراء الطاقة التي ستنتجها هذه المشروعات في إطار اتفاقيات لشراء الطاقة لمدة تتراوح بين 20 و25 عامًا مع الشركة السعودية لشراء الطاقة.
وفي النهايه:
بقلم سمير البوشي، تجسد جهود المملكة العربية السعودية في مجال الطاقة المتجددة رؤية استراتيجية شاملة نحو مستقبل مستدام واقتصاد مزدهر. من خلال البرنامج الوطني للطاقة المتجددة والمشاريع الطموحة في مختلف أنحاء البلاد، تسعى المملكة إلى تنويع مصادر الطاقة، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي، والوفاء بالتزاماتها البيئية. هل ستنجح المملكة في تحقيق أهدافها الطموحة في مجال الطاقة المتجددة، وهل ستتمكن من تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاستدامة البيئية؟ هذا ما ستكشفه لنا السنوات القادمة، كما سنتابعه عن كثب في “بوابة السعودية”.











