سد أبها: معلم تاريخي ومنشأة حيوية
سد أبها هو تحفة هندسية من الخرسانة، يقع غربي مدينة أبها، عاصمة منطقة عسير في جنوب غرب المملكة العربية السعودية. شُيِّد في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، وافتُتِح في عام 1394هـ الموافق 1974م، بتكلفة إجمالية بلغت حوالي 35 مليون ريال. يبلغ طول السد 350 مترًا وارتفاعه 30 مترًا، ويستوعب خزانًا مائيًا بسعة تصل إلى 2,130,000 متر مكعب.
تاريخ إنشاء سد أبها
الفكرة الأولى
تعود فكرة إنشاء سد أبها إلى أربعينات القرن العشرين الميلادي، عندما كان الأمير تركي السديري أميرًا لمنطقة عسير. وقد تبلورت هذه الفكرة خلال استشارة الأمير السديري مع جيولوجي أجنبي يُدعى تتشر، حول إمكانية بناء سد في الموقع الحالي. رأى تتشر أن المنطقة مناسبة لإقامة سد يحفظ مياه الأمطار المتدفقة من الجبال المطلة على وادي أبها الرئيسي.
التنفيذ الأولي
في عام 1363هـ الموافق 1944م، بدأ الأمير تركي السديري في حث المؤسسات الإدارية في المدينة، مثل الشرطة والدفاع المدني والمالية، بالإضافة إلى موظفي الإمارة، على التعاون في جلب الأحجار من الجبال والأودية المحيطة. كما استعان الأمير ببعض البنائين المحليين للإشراف على عمليات البناء. استمر العمل لمدة ثلاثة أشهر بتعاون أهالي أبها والمناطق المجاورة، حيث تم بناء جدار السد بارتفاع متر ونصف المتر على امتداد عرض الوادي، وسمكه حوالي متر ونصف المتر، وفي بعض الأجزاء تجاوز المترين.
التحديات والإصلاح
لم يستمر السد في أداء وظيفته لفترة طويلة، حيث أدت الأمطار الغزيرة إلى إحداث فتحة في الجدار الأمامي، ومع تزايد الأمطار، توسعت الفتحة وجرفت الأحجار إلى الوادي.
إعادة بناء سد أبها
الموافقة الملكية
استجابةً لرغبة أهالي أبها في إعادة بناء السد على أسس هندسية وعلمية وفنية، وافق الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود على تكليف وزارة الزراعة (وزارة البيئة والمياه والزراعة حاليًا) بإعادة بنائه.
التنفيذ الحديث
تم الاستعانة بعدة شركات للتخطيط والتنفيذ، إلا أن التنفيذ توقف مؤقتًا لإعادة دراسة المشروع. وفي النهاية، أُعيد بناء السد في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز، ليفتتح رسميًا في عام 1394هـ الموافق 1974م، ليصبح معلمًا بارزًا ومنشأة حيوية في المنطقة.










