وادي الرمة: شريان الحياة في قلب السعودية
وادي الرمة يُعتبر من أهم الأودية في المملكة العربية السعودية، وهو مجرى مائي موسمي ينبع من حرة خيبر. يقطع الوادي سبع محافظات، ويصب في نفود الثويرات جنوب محافظة الأسياح، ممتدًا عبر منطقتي حائل والقصيم.
خصائص فريدة لوادي الرمة
يُصنف وادي الرمة كأطول مجرى مائي موسمي في المملكة، إذ يبلغ طوله حوالي 510 كيلومترات. تشكل هذا الوادي عبر العصور المطيرة التي شهدتها شبه الجزيرة العربية، وهو اليوم موقع جذب سياحي مهم في منطقتي حائل والقصيم.
يعتبر وادي الرمة ظاهرة طبيعية فريدة نظرًا لاتساعه وامتداده الطويل عبر مساحة شاسعة من غرب المملكة إلى شرقها. هذا الامتداد جعله أطول أودية شبه الجزيرة العربية، حيث يبدأ من مشارف المدينة المنورة، وتحديدًا من السفوح الشرقية لجبالها والحرات المجاورة. يتجه الوادي شرقًا ويمر بمنطقة القصيم، حيث يعرف باسم وادي القصيم؛ وذلك بسبب تمركزه وجريانه الكبير في هذه المنطقة، ويستقبل أكثر من 600 رافد مائي، مما يجعله متنزهًا طبيعيًا لأهالي القصيم.
موقع وادي الرمة الجغرافي
ينبع وادي الرمة من حرة خيبر شمال منطقة المدينة المنورة، ويتجه من الشمال الغربي نحو الشرق بانحدار متوسط يبلغ مترين. يمتد الوادي داخل الحدود الجغرافية لمنطقتي حائل والقصيم، ويصب في نفود الثويرات جنوب محافظة الأسياح وسط المملكة.
المحافظات التي يعبرها وادي الرمة
يمر وادي الرمة عبر سبع محافظات، وهي: عنيزة، رياض الخبراء، الرس، الأسياح، وعقلة الصقور في منطقة القصيم، بالإضافة إلى الحائط والسليمي في منطقة حائل. يعتبر وادي الشعبة ووادي الجرير من أهم الروافد التي تغذي مجرى الوادي.
حوض وادي الرمة وتوزيعه الجغرافي
يقع الجزء الأكبر من حوض وادي الرمة في منطقة القصيم، بينما تمتد أطرافه إلى جنوب منطقة حائل، وشرق منطقة المدينة المنورة، وشمال غرب منطقة الرياض.
يمتد حوض الوادي غربًا من حرات بركانية سوداء، مثل حرة خيبر شرق المدينة المنورة، والتي ترتفع عن سطح البحر بأكثر من 1300 متر. يبدأ الوادي من حرة اثنين شرق المدينة المنورة، ويمتد نحو الشمال الشرقي للمملكة، ثم يعدل مساره شرقًا ليأخذ الاتجاه الجنوبي الشرقي، ثم الشمال الشرقي حتى يصل إلى حدود نفود الثويرات. يواصل الوادي مساره في الاتجاه نفسه حتى يصل إلى صحراء الدهناء، حيث تختفي بعض أجزائه تحت رمالها المتحركة، ثم تعاود الظهور عند جريان المياه، ليُعرف الوادي في هذا الجزء باسم «الباطن»، أي الخفي وغير الواضح.











