الخطوة العسيرية: إرث ثقافي يتجسد في رقصة وأهازيج جنوب السعودية
في قلب التراث السعودي، تنبض رقصة الخطوة العسيرية، وهي فن شعبي أصيل يعكس تاريخ وقصص جنوب المملكة. هذه الرقصة التقليدية، المعروفة ببساطة بـ “الخطوة”، ليست مجرد حركات موزونة، بل هي تعبير فني متكامل يجمع بين الإيقاع، الصوت، والشعر الشعبي، ليروي حكايات المنطقة وأهلها.
أسلوب أداء رقصة الخطوة
تتميز الخطوة الجنوبية، كما يطلق عليها لشهرتها في جنوب المملكة، بأسلوب أدائها الفريد الذي يعتمد على حركة متناسقة إلى الأمام والخلف. يلتزم المؤدون بإيقاع منتظم، مشكلين صفًا واحدًا يعكس الانسجام والوحدة. وعلى الرغم من التشابه بينها وبين “لعب العزاوي” في جازان، إلا أن الخطوة العسيرية تتميز بتنوع حركاتها وتجاوزها لمحيط الوقوف الثابت.
الشعر والإيقاع: روح الخطوة
لا تكتمل روعة فن الخطوة إلا بتداخل الشعر الشعبي مع إيقاعات الطبول وأصوات الأقدام. يصدح المؤدون بمقاطع شعرية حماسية، تزيد من حيوية الأداء وتفاعُل الجمهور. ويكتمل المشهد بارتداء الراقصين للجنبية، رمز الزينة الرجالية، وحملهم للخيزرانة في أيديهم، مما يضفي على الرقصة طابعًا تقليديًا أصيلًا.
الخطوة في قلب المشهد الثقافي السعودي
تجسيد للتراث العسيري
تُعتبر لعبة الخطوة جزءًا لا يتجزأ من التراث العسيري، وقد قدمتها وزارة الثقافة السعودية كجزء من الفلكلور الشعبي في مهرجان رجال الطيب عام 2019. كما كانت موضوعًا لمعرض فني بعنوان “الخطوة” نظمه معهد مسك للفنون، مما يعكس الاهتمام المتزايد بهذا الفن العريق.
حضور بارز في المناسبات الوطنية
تتألق الخطوة كعنصر أساسي في احتفالات منطقة عسير بالأعياد الرسمية، وفي الاحتفالات باليوم الوطني للمملكة. كما تحضر بقوة في المهرجانات الوطنية، ومسابقات الأداء للفنون الشعبية في سوق عكاظ، والمهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية، مؤكدةً مكانتها كرمز ثقافي سعودي أصيل.
وفي النهايه:
تظل الخطوة العسيرية أكثر من مجرد رقصة؛ إنها تعبير حي عن هوية ثقافية غنية، تتجسد في حركات موزونة، وأشعار شعبية، وإيقاعات متناغمة. فهل ستستمر هذه الرقصة في التطور والانتشار، حاملةً معها عبق الماضي إلى أجيال المستقبل؟











