السياحة البرية في السعودية: استكشاف كنوز الطبيعة والتراث
السياحة البرية في السعودية تمثل أحد أبرز عناصر الجذب السياحي الداخلي، وذلك بفضل المساحات الشاسعة التي تزخر بها المملكة، والشواطئ الممتدة على طول ساحلي البحر الأحمر والخليج العربي، بالإضافة إلى سلاسل الجبال الشاهقة والتنوع البيئي الفريد.
الاستثمار في سياحة الرحلات البرية
لقد حقق الاستثمار في القطاع السياحي بالسعودية نتائج إيجابية ملموسة، حيث ساهم بأكثر من 4% في الناتج المحلي الإجمالي خلال عام 2023. وقد استقبلت المملكة أكثر من 106 ملايين سائح من الداخل والخارج، منهم 27.4 مليون سائح دولي، أنفقوا ما يقارب 250 مليار ريال. هذه الإنجازات تعكس التزام المملكة بتعزيز وتطوير قطاع السياحة تماشيًا مع رؤية السعودية 2030.
الشتاء: موسم الذروة للرحلات البرية
يعتبر فصل الشتاء هو الموسم المثالي للرحلات البرية في السعودية، حيث يتميز بأجواء معتدلة ومناسبة للاستمتاع بالطبيعة. يفضل المواطنون والسياح هذا الوقت من العام للاستفادة من التنوع الجغرافي والمناخي الذي تتمتع به المملكة. ففي منطقة حائل بشمال غربي السعودية، يمكن للمتنزهين الاستمتاع بجمال التضاريس المتنوعة من أودية وسهول ونفود وسفوح جبال.
تجربة “القيلة” في حائل
تستقطب هذه المكونات الجغرافية المتنوعة المتنزهين من داخل المنطقة وخارجها، من خلال الرحلات البرية التي تعرف محليًا باسم “القيلة”. يقوم الزوار بنصب المخيمات في مواقع مختلفة مثل الرعيلة، وتوارن، والشعيبين، وجو، وصحى، وسنيم، وعانقة، والنهايد، وحيه، والمختلف. يختار الزوار هذه الأماكن للاستمتاع بأوقاتهم مع الأهل والأصدقاء، والمبيت لعدة أيام بعيدًا عن صخب المدن.
توفير المستلزمات البرية
يحرص أصحاب المحلات التجارية المتخصصة في المستلزمات البرية على توفير كافة الاحتياجات من الخيام، وحطب التدفئة المستورد، والفرش، ومولدات الكهرباء، وأدوات تجهيز القهوة والشاي، وغيرها. تشهد محطات الوقود والمحال التجارية والمحال المتخصصة نشاطًا اقتصاديًا كبيرًا خلال هذا الموسم.
دعم الأسر المنتجة
يساهم إقبال المتنزهين على المنطقة في تعزيز القوة الشرائية للأسر المنتجة، التي تحرص بدورها على توفير الأكلات الشعبية المعروفة في المنطقة، مثل الجريش، والقرصان، والحنيني، والهريسة، والمرقوق، والكبيبة الحائلية، وغيرها.
نماذج مميزة للرحلات البرية في السعودية
تتنوع الرحلات البرية في السعودية لتناسب جميع الأذواق، إليكم بعض النماذج:
- رحلة حرض – البطحاء: تجربة ثرية تبدأ من حرض في جنوب محافظة الأحساء، المعروفة بمواردها الطبيعية الغنية، وتنتهي في منطقة البطحاء على الطريق السريع بالقرب من الحدود السعودية الإماراتية.
- رحلة أبها – جبال السودة: تجربة فريدة تصعد بك إلى أعلى قمة في السعودية، مرورًا بطريق أبها إلى رجال ألمع، وصولًا إلى جبال السودة. يتميز الطريق بـ 12 منعطفًا حادًا عبر سلسلة من الجبال، وينتهي بزيارة قرية رجال التراثية.
- رحلة جازان – الليث: رحلة طويلة تحاذي البحر الأحمر من جهة، والمساحات الشاسعة من الطبيعة والغابات من جهة أخرى، مما يجعلها من أطول الرحلات البرية في السعودية.
- طريق الهدا السريع: تحفة هندسية تربط بين مدينة الطائف الجبلية ومكة المكرمة، حيث يمكن الاستمتاع بمشاهد طبيعية متنوعة، مثل الجبال المحيطة والتحول من الطقس الصحراوي الحار إلى الطقس البارد والضبابي الذي تشتهر به الطائف.
- منطقة العلا: وجهة جاذبة للرحلات البرية، تجمع بين الثقافة والتاريخ والجمال الطبيعي. تعتبر العلا متحفًا طبيعيًا حيويًا، وتضم مواقع تاريخية عريقة، وتشكيلات صخرية رملية فريدة، ومساكن قديمة، ومعالم أثرية تعود إلى نحو 200 ألف عام.
حقائق رقمية عن جيولوجيا السعودية
تبلغ مساحة السعودية حوالي 2 مليون كيلومتر مربع، وهو ما يمثل نحو 70% من مساحة شبه الجزيرة العربية. وتنقسم المملكة إلى 13 منطقة إدارية، تضم 141 محافظة و 1526 مركزًا. المنطقة الشرقية هي الأكبر مساحة، حيث تبلغ مساحتها 540 ألف كيلومتر مربع، وتمثل حوالي 27.6% من مساحة السعودية. أما منطقة الباحة فهي الأصغر، بمساحة تقدر بنحو 12 ألف كيلومتر مربع، وتمثل 6% من مساحة المملكة. وتعتبر الأحساء أكبر محافظات السعودية، بمساحة 375 ألف كيلومتر مربع، وتشكل 69% من مساحة المنطقة الشرقية، حيث تضم أجزاء كبيرة من الربع الخالي. فيفا التابعة لمنطقة جازان هي أصغر المحافظات، بمساحة 160 كيلومتر مربع. تجاور السعودية بريًا 7 دول عربية هي: الأردن، والعراق، والكويت، وقطر، والإمارات، وعُمان، واليمن، ويبلغ طول الحدود مع هذه الدول 4351 كيلومترًا. أطول الحدود البرية هي مع اليمن، بطول 1327 كيلومترًا، بينما الأقصر هي مع قطر، بطول 86 كيلومترًا. تقع 7 من مناطق السعودية على الحدود البرية مع الدول المجاورة.
وفي النهايه :
تظل الرحلات البرية في السعودية تجربة فريدة تجمع بين متعة الاكتشاف وجمال الطبيعة، وتعكس التنوع الجغرافي والثقافي الذي تتمتع به المملكة. هل ستشهد السياحة البرية في السعودية تطورات جديدة في المستقبل القريب، وكيف ستستفيد من التكنولوجيا الحديثة لتعزيز تجربة الزوار؟
