ألعاب الطفولة السعودية: نظرة على لعبة طاق طاق طاقية
في قلب المملكة العربية السعودية، تتألق الألعاب الشعبية كجزء لا يتجزأ من تراث الطفولة، ومن بين هذه الألعاب، تبرز لعبة “طاق طاق طاقية” كأيقونة للمرح والبهجة. هذه اللعبة ليست مجرد وسيلة للتسلية، بل هي نافذة نطل منها على ثقافة غنية بالتقاليد والعادات، حيث يتناقلها الأطفال جيلاً بعد جيل، محافظين على رونقها وأصالتها.
أصول لعبة طاق طاق طاقية
تستمد لعبة “طاق طاق طاقية” اسمها من الأهزوجة المميزة التي يرددها الأطفال أثناء اللعب، وهي بمثابة النواة التي تدور حولها فعاليات اللعبة. هذه الأهزوجة ليست مجرد كلمات عابرة، بل هي تعبير عن الفرح والتناغم بين الأطفال، وتضفي على اللعبة جواً من الحماس والتفاعل.
كيف يلعب الأطفال طاق طاق طاقية؟
تتطلب اللعبة تجمع مجموعة من الأطفال الذين يشكلون حلقة كبيرة. يبدأ أحد الأطفال بالدوران حول الحلقة بخطوات سريعة، مرددًا “طاق طاق طاقية“، فيرد عليه الآخرون بـ “رن رن يا جرس“. تتوالى الأحداث مع ترديد عبارات مثل “محمد راكب ع الفرس” و “الثعلب فات فات، في ذيله سبعة لفات“، مما يزيد من حماس اللعبة وتشويقها.
آلية التحدي والإثارة في اللعبة
في لحظة معينة، يقوم الطفل الدائر برمي شيء صغير، غالبًا ما يكون طاقية، خلف أحد الأطفال الجالسين في الحلقة دون أن ينتبه إليه. تستمر اللعبة في مسارها، وإذا عاد الطفل الدائر إلى مكان الطاقية دون أن يكتشف الطفل الجالس وجودها خلفه، يفوز ويحل محله. أما إذا اكتشف الطفل وجود الطاقية، فعليه أن يمسك بالطفل الدائر قبل أن يصل إلى مكانه، مما يضيف عنصراً من المنافسة والسرعة إلى اللعبة.
اشتراطات ومتطلبات اللعبة
لا تقتصر متعة “لعبة طاق طاق طاقية” على مجرد اللهو، بل تتطلب أيضًا سرعة بديهة ومهارات اجتماعية. يحتاج الأطفال إلى مساحة واسعة للعب بحرية، وإلى غرض خفيف يمكن إخفاؤه بسهولة، مثل الطاقية التقليدية التي تستخدم لتغطية الرأس. هذه العناصر تجتمع لتخلق تجربة لعب ممتعة ومفيدة للأطفال.
وفي النهايه :
لعبة “طاق طاق طاقية” ليست مجرد لعبة، بل هي جزء من الذاكرة الجمعية لأجيال من الأطفال في المملكة العربية السعودية. تعلمنا هذه اللعبة قيم التعاون والمنافسة الشريفة، وتساهم في تنمية مهارات الأطفال الحركية والاجتماعية. فهل يمكن لهذه الألعاب الشعبية أن تستمر في مواجهة تحديات العصر الحديث، وتحافظ على مكانتها في قلوب الأطفال؟











