استكشاف لعبة شريخ الشرخ: تراث من المرح والرشاقة في السعودية
في قلب المملكة العربية السعودية، تتألق لعبة شعبية تعرف بـ “شريخ الشرخ“، والتي تحمل أسماء أخرى مثل “لعبة عجار الملح” أو “لعبة الحصان”. هذه اللعبة ليست مجرد تسلية، بل هي جزء من التراث العربي القديم، حيث كانت تعرف باسم “التدبيج”. تعتمد اللعبة على القفز، وتتطلب من اللاعبين قوة بدنية عالية، ورشاقة، وخفة حركة. وبسبب التنوع الجغرافي للمملكة، تختلف مسمياتها من منطقة لأخرى، ففي القطيف تعرف بـ “التكنبح”، وفي الهفوف بـ “الخطرة”، بينما يطلق عليها “الشقح” في المنطقة الشرقية.
كيف تُلعب شريخ الشرخ؟
تجري فعاليات لعبة شريخ الشرخ في مساحة ترابية آمنة، سواء في النهار أو الليل. تبدأ اللعبة بالقرعة لتحديد من سيقوم بدور “الحصان” أو “الأم”. اللاعب الذي يقع عليه الاختيار ينحني على شكل الركوع، بينما يترتب بقية اللاعبين على بعد أمتار خلفه. ثم يبدأ اللاعبون بالقفز بشكل متناوب فوق اللاعب المنحني، معتمدين على كفوفهم للاستناد وتمرير أرجلهم وأجسامهم دون ملامسته.
الأهزوجة المصاحبة للعبة
خلال اللعب، يردد اللاعبون كلمات محددة: “شريخ الشرخ، يذب الفرخ، دجاجتنا، ارقيطيه، تبيض البيض، كل عصرية، وأبو قديده، تحت العديده، لقى وليده، واطرد ياذا، واطرد ياذا، واطرد يابن مطرود، شد التالي، يالخالتالي، وأبو مغامس، قام يلامس.”
تبادل الأدوار
إذا لمس اللاعب الحصان (المنحني) أثناء القفز، أو أخطأ في ترديد الكلمات، فإنه يحل محل اللاعب الحصان، ويقفز فوقه بقية اللاعبين بالتناوب، بينما ينضم اللاعب الذي كان منحنيًا إلى صفوف اللاعبين الآخرين، وتستمر اللعبة على هذا المنوال.
صعوبة اللعبة
يحاول اللاعب الذي يقوم بدور الحصان أن يصعب مهمة القفز على اللاعبين الآخرين. فإذا كان اللاعب الذي يقفز سريعًا ومتحمسًا، يحاول اللاعب المنحني أن يقلل من مستوى انحنائه لزيادة التحدي.
وفي النهايه :
تظل لعبة شريخ الشرخ جزءًا لا يتجزأ من التراث السعودي، تعكس روح الجماعة والمرح، وتجسد مهارات القوة البدنية والرشاقة. فهل ستستمر هذه اللعبة في الانتشار والتطور مع مرور الأجيال، أم ستندثر كغيرها من الألعاب الشعبية القديمة؟











