مهرجان طرفة بن العبد: احتفاء بالشعر والشعراء في الأحساء
في سياق مبادرة عام الشعر العربي 2023، انطلقت فعاليات مهرجان طرفة بن العبد، الذي نظمته وزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية. يهدف المهرجان إلى إلقاء الضوء على حياة الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد، واستعراض مسيرته الشعرية وأعماله الأدبية.
موقع المهرجان وتاريخه
استضاف متنزه الملك عبدالله البيئي في محافظة الأحساء بالمنطقة الشرقية فعاليات المهرجان. امتدت هذه الفعاليات من 2 إلى 10 جمادى الأولى 1445هـ، الموافق 16 إلى 24 نوفمبر 2023م، لتستقبل الزوار والمهتمين بالشعر العربي.
أهداف المهرجان
يسعى مهرجان طرفة بن العبد إلى تحقيق عدة أهداف منها:
- تكريم رموز الشعر العربي وإبراز أهمية الشعر والشعراء في تاريخ المملكة الثقافي.
- تقديم التراث الشعري بأسلوب إبداعي يواكب العصر.
- توثيق العلاقة بين شعراء العصر الجاهلي ومواقعهم الجغرافية.
نبذة عن طرفة بن العبد
طرفة بن العبد، الذي ولد في الأحساء المعروفة قديمًا باسم هجر، هو أحد أبرز شعراء المعلقات في العصر الجاهلي. اشتهر بحكمته ووصفه البديع. عانى في حياته من اليتم والظلم، وحُرم من ميراثه على يد أعمامه، مما أدى به إلى حياة التمرد والتهميش.
برامج وأنشطة المهرجان
شمل المهرجان مجموعة متنوعة من البرامج والأنشطة الثقافية والفنية والتعليمية التي نظمتها وزارة الثقافة في عدة مناطق، بهدف تجسيد حياة الشاعر وقصائده وإبراز البيئة التي عاش فيها.
منطقة الأطفال
منطقة مخصصة للأطفال تجمع بين الترفيه والتعليم، وتعزز مهاراتهم الفنية والحسية. تضمنت هذه المنطقة أركانًا متنوعة مثل:
- ركن الراوي.
- ركن المتاهة.
- ركن الحيوانات الواردة في المعلقة.
- ركن التلوين والخطاطة.
- ركن الرمل ومسرح العرائس.
- ركن التصوير والتعبير الشعري الدرامي.
- جدارية تفاعلية للتلوين وورشة تدريبية على إلقاء الشعر.
مسرح الشاعر
استضاف مسرح الشاعر أربع ندوات علمية تناولت جوانب مختلفة من حياة الشاعر، بالإضافة إلى خمس أمسيات شعرية شارك فيها شعراء من المنطقة الشرقية. قدم الشعراء قصائد مستوحاة من الشعر العربي القديم، خاصة عن طرفة بن العبد. كما تم عرض مسرحية تجسد حياة الشاعر وشخصيته وقصائده، مع التركيز على طبيعة الحياة في عصره.
منطقة عوالم الشاعر
تضمن معرضًا مخصصًا للشاعر، يضم مجسمًا لطرفة بن العبد وشجرة عائلته، بالإضافة إلى عرض لجغرافيته ورسمه. كما احتوت المنطقة على ركن للتصوير يؤدي إلى السوق، الذي يضم الحرف اليدوية والمشغولات والمهن التقليدية. تضمنت الفعاليات:
- حرف البناء.
- صناعة البشوت.
- الأحجار الكريمة.
- الخشبيات.
- ركن للواقع الافتراضي يعرض مناطق من بيئة الشاعر.
- ركن الرسم بالرمل.
منطقة ورش العمل
قدمت ورش عمل متنوعة، مثل ورشة “الشاعر في عيون الفنانين”، التي شارك فيها الزوار بقصائد شعرية مرتبطة بحياة وشخصية طرفة بن العبد، وورشة “أقسام البيت الشعري”، وورشة الرسم على الجلد.
منطقة تذوق المأكولات المحلية
أتاحت للزوار التعرف على الأطباق التقليدية وتذوق المأكولات المحلية المرتبطة بالمنطقة الشرقية، وتحديدًا محافظة الأحساء، من خلال ركن “حكاية طبق”.
وفي النهايه:
مهرجان طرفة بن العبد لم يكن مجرد فعالية ثقافية عابرة، بل محاولة لإحياء ذكرى شاعر ترك بصمة واضحة في الأدب العربي. من خلال الأنشطة المتنوعة والبرامج التعليمية، تمكن المهرجان من تقديم صورة شاملة عن حياة وإبداع طرفة بن العبد. هل يمكن لمثل هذه المبادرات أن تعيد للشعر مكانته في عصرنا الحديث، وهل ستستمر في جذب الأجيال الشابة للتراث الثقافي العربي؟











