مهرجان أفلام السعودية: احتفاء بالإبداع السينمائي في المملكة
في قلب المشهد الثقافي النابض في المملكة العربية السعودية، يبرز مهرجان أفلام السعودية كمنصة فنية رائدة، تحتفي بصناعة السينما المحلية. انطلقت النسخة الأولى من هذا المهرجان في 20 مايو 2008 الموافق 15 جمادى الأولى 1429هـ، واستمرت فعالياته لمدة خمسة أيام. بتنظيم من الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون والنادي الأدبي بالدمام، شهد المهرجان ميلاد حدث سينمائي سعودي هو الأول من نوعه.
انطلاقة المهرجان وأثره
شهدت النسخة الافتتاحية للمهرجان تنظيم ندوات وورش عمل متخصصة في صناعة السينما، إلى جانب عرض مجموعة متنوعة من الأفلام المشاركة، وإن لم تُتح لها جميعًا فرص التنافس على جوائز المهرجان.
يستقطب مهرجان أفلام السعودية جمهورًا واسعًا من المهتمين بالسينما والمواهب الفنية السعودية الواعدة. يُعد المهرجان، على غرار المهرجانات السينمائية العالمية المرموقة، منصة لتكريم المبدعين في مختلف فئات صناعة الأفلام، كما يحتفي في كل دورة بشخصيات تركت بصمة واضحة في هذا المجال.
فئات المسابقة ولجنة التحكيم
في نسخته الأولى، تنافس 44 فيلمًا على جوائز مهرجان أفلام السعودية، ضمن ثلاث فئات رئيسة: مسابقة السيناريو، الأفلام الروائية القصيرة، والأفلام الوثائقية القصيرة. وشملت المسابقات جوائز قيمة، هي: النخلة الذهبية، النخلة الفضية، والنخلة البرونزية، بالإضافة إلى شهادات تقدير للأعمال المتميزة.
تشكلت لجنة التحكيم من لجنتين فرعيتين؛ الأولى لتقييم الأفلام الروائية والوثائقية القصيرة، وتضم خمسة محكمين، والأخرى لمسابقة السيناريو، وتتكون من ثلاثة محكمين.
الأعمال الفائزة في الدورة الأولى
في الدورة الأولى من مهرجان أفلام السعودية، مُنحت جائزة النخلة الذهبية عن فئة السيناريو للكاتب عباس الحايك عن سيناريو “الصديقان”، بينما ذهبت النخلة الفضية للكاتبة هناء العمير عن سيناريو “هدف”.
في فئة الأفلام الروائية القصيرة، فاز فيلم “بقايا طعام” للمخرج موسى آل ثنيان بجائزة النخلة الذهبية، وحصل المخرج عبدالله آل عياف على النخلة الفضية عن فيلمه “مطر”، فيما نال فيلم “بلا غمد” للمخرج بدر الحمود جائزة النخلة البرونزية.
وفي فئة الأفلام الوثائقية القصيرة، حصد المخرج عبدالله آل عياف جائزة ثانية في المهرجان، وهي النخلة الذهبية، عن فيلمه “السينما 500 كلم”، ومنحت النخلة الفضية لفيلم “الحقيقة” للمخرج أسامة الخريجي، والنخلة البرونزية لفيلم “خطر الإبل في السياقة الليلية” للمخرج فالح الدوسري.
الفعاليات المصاحبة للمهرجان
يحرص مهرجان أفلام السعودية في كل دورة على إصدار كتب معرفية تثري النقاش حول الجوانب الفنية في صناعة السينما وتوثق مسيرة السينما السعودية. وفي نسخته الأولى، نُشر كتاب “فيلموغرافيا السعودية: من 1977 – 2007م” لخالد ربيع السيد، وكتاب “الكتابة بالضوء: في السينما اتجاهات وقضايا” لأمين صالح.
كما اختارت لجنة المهرجان المخرج عبدالله المحيسن ليكون الشخصية المكرمة في الدورة الأولى، وعرضت فيلمًا وثائقيًّا قصيرًا يستعرض حياته ومسيرته الفنية.
وفي النهايه :
مهرجان أفلام السعودية، بما يحمله من تاريخ وإرث فني، يظل علامة فارقة في المشهد الثقافي السعودي. فإلى أي مدى سيستمر هذا المهرجان في إلهام الجيل القادم من صناع الأفلام، وما هي التحديات والفرص التي تنتظر السينما السعودية في المستقبل؟











