حاله  الطقس  اليةم 15.6
موميل,الولايات المتحدة الأمريكية

مطبعة الفتح بجدة

بوابة السعودية
بوابة السعودية
أعجبني
(0)
مشاهدة لاحقا
شارك
مطبعة الفتح بجدة

مطبعة الفتح بجدة: رائدة الطباعة في المملكة

تُعد مطبعة الفتح في جدة من أوائل المطابع التي شهدتها المملكة العربية السعودية. تأسست هذه المطبعة في عام 1349هـ الموافق 1930م على يد عبدالرحيم صدقة عبدالفتاح، الذي اكتسب خبرته في فنون الطباعة من خلال عمله مع محمد رمزي أفندي في المطبعة الشرقية في فترة مبكرة من حياته.

بدايات مطبعة الفتح ونشأتها

تعلم عبدالرحيم صدقة عبدالفتاح أصول الطباعة من الألف إلى الياء، بدءًا من تجهيز الصف وصولًا إلى تشغيل الآلات اليدوية. بعد إتقانه هذه الحرفة، قام بشراء إحدى المطابع اليدوية من محمد رمزي أفندي، وهي مطبعة كانت تعتمد على عجلة كبيرة تُدار يدويًا. بهذه المطبعة، أسس مطبعة الفتح في قلب الحي التجاري بسوق الندى في جدة.

النواة الأولى لمطبعة الفتح

في بدايتها، تمركزت مطبعة الفتح في حوش الصبان، مقابل مدخل قصر باناجه، وظلت في هذا الموقع لأكثر من 20 عامًا. هذه الفترة تمثل المرحلة الأولى في تاريخ المطبعة. اعتمد عبدالرحيم عبدالفتاح في هذه المرحلة على معدات طباعية بسيطة، شملت المطبعة اليدوية التي اشتراها من محمد رمزي أفندي، بالإضافة إلى مطبعتين صغيرتين تُداران بالرجل. لاحقًا، أضاف إلى هذه التجهيزات مطبعة هايدلبرج حديثة، تعمل بالكهرباء المولدة من مولد خاص.

استعان عبدالفتاح بعدد قليل من العمال، لم يتجاوز الأربعة، بمن فيهم رضا سلامة، وهو أيضًا من سكان جدة. انحصرت أعمال المطبعة في تلبية احتياجات التجار من الدفاتر والسجلات، وطباعة التقاويم والإعلانات، وغيرها من المستلزمات التي تحتاجها البيئة التجارية والمصارف والبيوت التجارية في المدينة. بعد إغلاق مطبعة رمزي، كانت مطبعة الفتح هي الوحيدة التي تلبي احتياجات مدينة جدة في هذا المجال.

التحول نحو طباعة المؤلفات التراثية والفكرية

شهد عام 1353هـ/1934م نقطة تحول مهمة في مسيرة المطبعة، عندما حصل عبدالفتاح على إذن رسمي لمزاولة الطباعة من وزارة الخارجية، التي كانت الجهة المسؤولة عن إصدار التراخيص في ذلك الوقت. بعد هذا الإذن، بدأت مطبعة الفتح في طباعة المؤلفات التراثية والفكرية.

من بين المؤلفات التي طبعت في مطبعة الفتح: ترجمة “طوالع الهدى والفصل بتحذير المسلمين عن الإعلام بوقت الصلاة بضرب الناقور أو الطبل” لمحمد علي المالكي في عام 1353هـ/1934م، وكتاب “مبادئ دروس التوحيد” لعبدالله بن مطلق الغزي. وفي عام 1365هـ/1945م، طُبع كتاب “تاريخ القرآن وغرائب رسمه وحكمه” للشيخ محمد طاهر الكردي.

كما طبعت المطبعة “دليل الطريق لحجاج بيت الله العتيق” للشيخ عبده علي بن سالم العميري، مع مسائل من “أثمد العينين” للعلامة أبي صبرين في هامشه سنة 1370هـ/1950م. بالإضافة إلى ذلك، قامت بطباعة “هبات القدير في أحكام الإحجاج بفعل الأجير”، و”المرام على مسك الختام”، و”الإتحاف في فضل الطواف” لجمال الدين محمد البكري الشافعي، و”فضائل ماء زمزم” للشيخ أحمد بن محمد بن شمس الدين المكيّ، و”قصيدة ذكر الحج” للسيد محمد بن إسماعيل الأمير العيتاني اليماني وشرحها للشيخ عبد التواب بن قمر الدين الهندي.

القفزة الثانية في تاريخ مطبعة الفتح

في عام 1372هـ/1952م، شهدت مطبعة الفتح نقلة نوعية بنتقالها إلى موقع جديد في عمارة الأوقاف بحارة الشام، بجوار قهوة الدكة. هذا الانتقال جاء نتيجة لتحسن أوضاع المطبعة وزيادة أعبائها. تم نقل المطبعة الكهربائية من طراز هايدلبرج، وأضيفت إليها مطبعتان حديثتان تُداران بالكهرباء، مما زاد من إمكانات المطبعة بشكل كبير. كما أضيفت تجهيزات مساندة مثل المقصات وآلات الترتيب والتوضيب، وتوسعت المطبعة في إعداد العاملين والفنيين من المواطنين والمتعاقدين.

لضمان تلبية احتياجات المطبعة من الورق والأحبار والأدوات، استورد المؤسس هذه المواد من الشركات الأجنبية عبر وكلائهم في شركة جلاتلي هنكي. كما ساهم حسين حمادي في توريد بعض مستلزمات المطبعة من الخارج. خلال هذه الفترة، اعتمدت المطبعة على تنفيذ تعاقدات طباعية للقطاعين الأهلي والحكومي، مما أدى إلى زيادة نشاطها والتوسع في تجهيزاتها المادية والبشرية.

الانتقال إلى موقع جديد وتحديث التجهيزات

في عام 1380هـ/1960م، تم بناء موقع خاص بالمطبعة خارج المنطقة التجارية، في وسط المدينة على طريق المدينة المنورة، بجوار مركز الشعلة. هذا الموقع يضم واحدة من أقدم المطابع القائمة في جدة، وقد تم تجهيزه بمطابع الأوفست وجميع التجهيزات الآلية الحديثة، ويُدار بواسطة كوادر وطنية مؤهلة.

التنافس بين مطابع جدة

تظهر علاقة استمرار وارتباط بين أقدم ثلاث مطابع في جدة: مطبعة الإصلاح التي تأسست عام 1327هـ/1909م على يد راغب مصطفى توكل، والتي آلت لاحقًا إلى محمد رمزي أفندي الذي أسس بها المطبعة الشرقية قبل عام 1344هـ/1925م. في عام 1349هـ/1930م، اشترى عبدالرحيم صدقة عبدالفتاح مطبعة رمزي اليدوية وأسس بها مطبعة الفتح. يمكن اعتبار هذه المطابع الثلاث امتدادًا لبعضها البعض من حيث التجهيزات الطباعية اليدوية الأساسية.

كما يظهر الارتباط بين العاملين في هذه المطابع، حيث عمل محمد رمزي أفندي مع راغب مصطفى توكل، وعبدالرحيم صدقة عبدالفتاح مع محمد رمزي أفندي. ويؤكد هذا التلازم المهني ما حدث لاحقًا عندما قام محمد رضا حسين سلامة، وهو أحد العاملين السعوديين في مطابع الفتح، بافتتاح مطبعته الخاصة في جدة تحت اسم مطبعة فضل الرحمن الوطنية، لتصبح رابع مطبعة يتم تأسيسها في المدينة عام 1371هـ/1951م.

وفي النهايه :

مطبعة الفتح بجدة لم تكن مجرد صرح للطباعة، بل كانت شاهدًا على تطور المملكة العربية السعودية وانتقالها نحو الحداثة. من بدايات متواضعة في حوش صغير إلى موقع متكامل يضم أحدث التقنيات، أسهمت المطبعة في نشر العلم والمعرفة، وكانت جزءًا لا يتجزأ من تاريخ جدة الثقافي والتجاري. فهل ستظل هذه المطبعة محافظة على إرثها العريق في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة في عالم الطباعة؟

الاسئلة الشائعة

01

ما هي السنة التي تأسست فيها مطبعة الفتح في جدة؟

تأسست مطبعة الفتح في جدة عام 1349هـ الموافق 1930م.
02

من هو مؤسس مطبعة الفتح؟

مؤسس مطبعة الفتح هو عبدالرحيم صدقة عبدالفتاح.
03

ممن اكتسب عبدالرحيم صدقة عبدالفتاح خبرته في فنون الطباعة؟

اكتسب عبدالرحيم صدقة عبدالفتاح خبرته من خلال عمله مع محمد رمزي أفندي في المطبعة الشرقية.
04

أين تمركزت مطبعة الفتح في بدايتها؟

في بدايتها، تمركزت مطبعة الفتح في حوش الصبان، مقابل مدخل قصر باناجه.
05

ما هي أولى المعدات الطباعية التي اعتمدت عليها مطبعة الفتح؟

اعتمدت المطبعة على مطبعة يدوية اشتراها عبدالرحيم عبدالفتاح من محمد رمزي أفندي، بالإضافة إلى مطبعتين صغيرتين تُداران بالرجل.
06

متى حصل عبدالفتاح على إذن رسمي لمزاولة الطباعة؟

حصل عبدالفتاح على إذن رسمي لمزاولة الطباعة في عام 1353هـ/1934م.
07

ما هي الجهة التي كانت مسؤولة عن إصدار تراخيص الطباعة في ذلك الوقت؟

كانت وزارة الخارجية هي الجهة المسؤولة عن إصدار التراخيص.
08

في أي عام انتقلت مطبعة الفتح إلى موقع جديد في عمارة الأوقاف بحارة الشام؟

في عام 1372هـ/1952م انتقلت مطبعة الفتح إلى موقع جديد في عمارة الأوقاف بحارة الشام.
09

من هو أحد العاملين السعوديين في مطابع الفتح الذي أسس مطبعته الخاصة؟

محمد رضا حسين سلامة هو أحد العاملين السعوديين في مطابع الفتح الذي أسس مطبعته الخاصة تحت اسم مطبعة فضل الرحمن الوطنية.