البروق: كنز الصحراء ومرآة الطبيعة
عشب البروق (الاسم العلمي: ASFODELUS TENUIFOLIUS)، نبات حولي يتبع الفصيلة الزنبقية، ينتشر في مناطق متعددة من المملكة العربية السعودية. يزدهر هذا النبات الصحراوي في الربيع، ورغم أنه غير سام، إلا أن طعمه غير مستساغ.
خصائص فريدة لعشب البروق
يتميز عشب البروق بقدرته الفائقة على الاكتفاء بأقل قدر من الرطوبة، فهو يزهر بمجرد أن يمر الغيم فوقه، حتى أصبح مثالًا للقناعة والاكتفاء. في الأمثال الشعبية، يقال “مثل البروق ينبت على صوت الرعد” للدلالة على من يرضى بالقليل أو بالمظهر.
الوصف النباتي
يحمل البروق ساقًا زهري اللون يصل طوله إلى 30 سم، يتفرع إلى عدة فروع في النصف العلوي. أوراقه قاعدية متطاولة، يصل طولها إلى نصف طول الساق، ويتراوح عرضها بين 1 و2 ملم، وسطحها أملس. أزهاره بيضاء اللون ومزينة بخطوط بنفسجية، بذوره مضلعة، وثمرته مكورة. ينمو عشب البروق في الروضات والأودية والترب الطينية والملحية والجبال.
العلاقة بين البروق والبيئة المحلية
يعتقد البعض أن انتشار عشب البروق بكثرة ينذر بالجفاف، حيث يزداد ظهوره في سنوات الجدب ويقل في سنوات الخصب.
استخدامات عشب البروق المتنوعة
لعشب البروق استخدامات تقليدية متعددة، منها:
- إدرار البول: يستخدم مغلي البذور لهذا الغرض.
- علاج القروح والالتهابات: يستخدم معجون البذور كدهان موضعي.
- تطهير الفم وتسكين ألم التسوس: يتم استنشاق بخار البذور بعد وضعها مع الخل على النار.
استخدامات غذائية وطبية قديمة
على الرغم من أن عشب البروق غير مستساغ، إلا أن الناس قديمًا كانوا يجمعون أوراقه ويقطعونها ويطبخونها بالماء مع الملح والبهارات، على غرار الملوخية اليوم. كما أن هضم البروق صعب على الماشية إلا إذا خُلط بأعشاب أخرى. ويقال للغنم أو الإبل “برقت” إذا أصيبت بمغص نتيجة تناول البروق.
وفي النهايه:
يبقى عشب البروق رمزًا للتكيف مع الظروف القاسية والقناعة بالقليل، كما يمثل جزءًا من التراث الشعبي والاستخدامات التقليدية في المناطق التي ينمو فيها. فهل يمكن الاستفادة من هذا النبات الصحراوي بشكل أكبر في العصر الحديث؟
