الجثجاث: كنز نباتي في صحاري المملكة العربية السعودية
نبات الجثجاث (Pulicaria crispa, Asteraceae)، شجيرة صحراوية تنتمي إلى الفصيلة المركبة، تتأصل في المملكة العربية السعودية وتنتشر في أرجاء شبه الجزيرة العربية. يُعتبر الجثجاث من النباتات المناسبة لإعادة تأهيل الغطاء النباتي الطبيعي في الرياض، حيث ينمو في المناطق شبه الاستوائية، ويتحمل الظروف القاحلة وشديدة الجفاف، مع القليل من العناية، وهو نبات معمر حولي.
يتميز الجثجاث بحساسيته في البيئات الحضرية والمغمورة بالمياه، ولكنه يظهر مقاومة فائقة في البيئات الجافة التي تفتقر إلى الري، ويتحمل ملوحة تصل إلى 5000 جزء في المليون، بالإضافة إلى قدرته على تحمل الصقيع حتى -6 درجات مئوية.
السمات المميزة لنبات الجثجاث
ينمو الجثجاث كشجيرة صغيرة، يتراوح ارتفاعها بين 40 و50 سم، بجذور جانبية ووتدية، وتتميز بتفرعاتها المتعددة التي تنبثق من قاعدة النبات. أوراقها زيتونية مخضرة، متبادلة وجالسة ذات شعيرات. تظهر أزهاره في فصل الربيع على شكل تجمعات صفراء ذات رائحة عطرية، وثمرته فقيرة صغيرة لا يتعدى طولها المليمترين وتحمل شعيرات.
دورة نمو نبات الجثجاث
يتكاثر الجثجاث عن طريق البذر المباشر والتعقيل، وينمو في الأراضي الرملية والصخرية، ويشتهر بمقاومته العالية للأملاح وتكيفه الممتاز مع الظروف الصحراوية القاسية، بما في ذلك الحرارة الشديدة والجفاف والتربة الفقيرة.
النمو السريع والصيانة المنخفضة
يُعرف الجثجاث بسرعة نموه، حيث يتراوح معدل ارتفاعه بين 0.4 و0.5 متر، وتمدده يصل إلى متر واحد. بعد استقراره في الموقع، لا يحتاج إلى صيانة أو ري، ويمكن إكثاره بسهولة عن طريق الزراعة المباشرة للبذور، أو عن طريق العقل، أو حتى الانتشار الذاتي عن طريق البذور.
استخدامات متعددة لنبات الجثجاث
يمكن استخدام الجثجاث في خلطات بذور متنوعة لاستعادة الغطاء النباتي في مناطق محددة، أو لتعزيز وتقوية النظام البيئي. كما يمكن زراعته في الحدائق الطبيعية، مثل الحدائق الصخرية وحدائق المناطق الجرداء، ويعتبر غطاءً أرضيًا فعالاً، ويمكن استخدامه في تنسيق المجموعات النباتية.
استخدامات غذائية
في المجال الغذائي، يُستخدم الجثجاث المنقوع لإعداد مشروب ذي نكهة تشبه الزنجبيل، مما يضيف إلى فوائده واستخداماته المتعددة.
وفي النهايه:
يمثل نبات الجثجاث إضافة قيمة للبيئة الصحراوية، بفضل قدرته على التكيف والاستدامة، واستخداماته المتنوعة التي تتراوح بين إعادة تأهيل الأراضي وتعزيز النظم البيئية، وصولًا إلى الاستخدامات الغذائية. هل يمكن أن يكون الجثجاث مفتاحًا لمستقبل أكثر استدامة في المناطق الصحراوية؟
