شجرة السمر: كنز الطبيعة في الصحاري
تعتبر شجرة السمر (Acacia tortilis ssp. spirocarpa, Mimosaceae) شجرة معمرة تنتمي إلى الفصيلة الطلحية وتتخذ شكل المثلث المقلوب. تُعد هذه الشجرة أحد أنواع السمر Acacia tortilis، وتنتشر زراعتها في أنحاء المملكة العربية السعودية، حيث تُعرف محليًا باسم “السمر”. تعود أصولها إلى المناطق الاستوائية وتزرع على نطاق واسع في مناطق شرق إفريقيا، خاصةً على التلال الصخرية والكثبان الرملية، وتمتد زراعتها حتى الصحراء الكبرى.
مواصفات شجرة السمر
تتميز شجرة السمر بنموها السريع، حيث يصل ارتفاعها إلى حوالي 12 مترًا. تمتلك الشجرة جذوعًا متعددة وتاجًا منتشرًا ومستوي القمة، وتكون أغصانها مغطاة بالشعيرات. تتميز الأغصان الحديثة بوجود زغب كثيف عليها، بينما تكون الأزهار بيضاء اللون وتفوح منها رائحة زكية. تزهر الشجرة من بداية شهر مارس حتى نهاية شهر يوليو، وتنتج ثمارًا على شكل قرون ملتوية يصل حجمها إلى حوالي 15 سم.
زراعة شجرة السمر
تنمو شجرة السمر في أنواع مختلفة من التربة، بما في ذلك التربة الحصوية اللاتريّة والملحية والطميّة الجيرية، وتتميز بقدرتها على تحمل الظروف الصحراوية القاسية. تتكاثر الشجرة عن طريق زراعة البذور ونقل الشتلات، وتعتبر مقاومة للبيئة الحضرية والجفاف والحرارة الشديدة. ومع ذلك، فهي حساسة للبيئة الغدقة، وتتحمل الصقيع حتى تسع درجات مئوية تحت الصفر، وتصل إلى درجة ملوحة متوسطة تبلغ 3000 جزء في المليون. تحتاج الشجرة إلى التقليم المنتظم لتحسين مظهرها، كما أنها تتطلب رعاية وري منخفضين، مع العلم أن الري الغزير يمكن أن يساعد النبات على النمو بشكل أفضل خلال فصل الصيف.
السمر في تبوك
تضم الأودية الثلاثة في محافظة الوجه بمنطقة تبوك (المكيسر والنخيرة وأم الطين) أعدادًا كبيرة من أشجار السمر، التي تُشكل بجانب أهميتها البيئية مصدرًا هامًا للمراعي الطبيعية ورحيق الأزهار. يستفيد النحل من هذه الأشجار في إنتاج نوع مميز من العسل يُعرف باسم عسل الطلح.
نبات شجرة السمر
تعتبر شجرة السمر دائمة الخضرة وتتخذ شكلًا مثلثًا، وتتميز بوجود أشواك حادة في قاعدتها. تنمو هذه الأشجار في الأودية والرمال المنبسطة والمناطق المنخفضة، وتتميز بمقاومتها العالية للمناخ الصحراوي القاسي. تغطي أشجار السمر معظم المناطق الصحراوية في الشرق الأوسط، وفي إفريقيا يوجد نوع يسمى صنفراديانا، يمتد انتشاره من مصر إلى المملكة العربية السعودية. تكمن أهمية هذا النبات في قدرته على المساعدة في تخصيب التربة.
استخدامات شجرة السمر
تُزرع أشجار السمر في مجموعات وتستخدم كسياج في المواقع المختلفة وكمصدات للرياح. كما تستخدم أيضًا في تثبيت الكثبان الرملية والأحزمة الشجرية الواقية، وتعتبر نباتًا جاذبًا للنحل، مما يزيد من أهميتها الاقتصادية والبيئية.
وفي النهايه:
تبرز شجرة السمر كعنصر حيوي في النظم البيئية الصحراوية، حيث تجمع بين الفوائد البيئية والاقتصادية. من خلال قدرتها على تحمل الظروف القاسية وتوفير المرعى والمساهمة في إنتاج العسل، تظل شجرة السمر كنزًا طبيعيًا يستحق الاهتمام والرعاية، فهل سنشهد المزيد من الجهود للحفاظ عليها وتوسيع نطاق زراعتها في المناطق الصحراوية؟









