نبات الرغل: كنز الصحراء وأهميته البيئية
نبات الرغل (Atriplex leucoclada)، الذي يتبع الفصيلة الرمرامية، هو نبات ملحي معمر صغير الحجم. يُزرع في الرياض، وتزخر المملكة العربية السعودية بعشرة أنواع منه، سبعة منها متوطنة.
ينحدر الرغل من مناطق شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وتحديدًا حوض البحر الأبيض المتوسط. تتميز بعض أنواعه بقدرتها الفائقة على التأقلم مع المستويات العالية من كلوريد الصوديوم.
خصائص نبات الرغل
ينمو الرغل بشكل معتدل في مختلف البيئات، ويصل ارتفاعه إلى حوالي نصف متر. تتنوع أشكال وأحجام أوراقه تبعًا للظروف البيئية، وهي ذات مظهر دائم الخضرة وشكل مثلث. ساقه قائمة ذات لون رمادي، وأزهاره خضراء على شكل ناقوس، تزهر من بداية أبريل إلى نهايته. أما ثمرته فهي علبة صغيرة لا يتجاوز طولها 0.6 سم.
استخدامات نبات الرغل المتعددة
يُستخدم الرغل في تزيين المساحات العامة المفتوحة، ومواقف السيارات، ومناطق المشاة، والحدائق الصخرية. كما يُستعمل لتشجير المتنزهات والشوارع وتغطية التربة، ويصلح كسياج نباتي، بالإضافة إلى زراعته في مجموعات لإضفاء جمالية خاصة.
دور الرغل في إعادة التأهيل البيئي
لا تقتصر فوائد الرغل على الزينة فحسب، بل يمتد ليشمل برامج إعادة التأهيل البيئي، حيث يساهم في تحسين جودة التربة ومكافحة التصحر.
زراعة نبات الرغل والعناية به
يزدهر الرغل في السبخات والمستنقعات الساحلية والداخلية ذات الملوحة العالية، وأحيانًا في التربة السلتية. كما يُزرع في المناطق الصحراوية لقدرته المميزة على تخزين ثاني أكسيد الكربون. يتميز بمقاومته للظروف الحضرية والجفاف، ولكنه حساس للبيئات الغدقة. يتكاثر عن طريق البذور، ويتحمل الصقيع حتى ست درجات مئوية تحت الصفر، بالإضافة إلى تحمله للملوحة العالية التي تصل إلى 5000 جزء في المليون، كما أنه لا يحتاج إلى ري أو رعاية مكثفة.
أنواع الرغل في السعودية
تتميز السعودية بوجود سبعة أنواع متوطنة من الرغل، وهي: (Atriplex coriacea, A. dimorphostegia, A. farinosa, A. glauca, A. halimus, A. leucoclada and A. tatarica)، بالإضافة إلى ثلاثة أنواع تم جلبها من الخارج وهي: (A. canescens, A. semibaccata and A. suberecta).
نبات الرغل في محمية الملك سلمان الملكية
ينتشر الرغل بكثافة في صحاري وأودية محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية، وهو من الأشجار الرعوية الهامة التي تنتشر في مناطق المحمية.
القيمة الغذائية للرغل
تتميز شجرة الرغل باحتوائها على عناصر غذائية قيمة، مما يجعلها مصدرًا علفيًّا احتياطيًّا أو تكميليًّا، ومصدرًا رعويًّا جيدًا وعالي القيمة العلفية للحيوانات البرية في المحمية، وذلك بفضل احتوائها على البروتينات والكربوهيدرات والعناصر المعدنية، بالإضافة إلى استساغتها الجيدة.
جهود المحافظة على الغطاء النباتي
شهدت المحمية توسعًا ملحوظًا في الغطاء النباتي، حيث تضم حوالي 550 نوعًا، تشكل الأنواع العشبية والشجيرات النسبة الأكبر منها. يأتي ذلك ضمن جهود هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية للمحافظة على البيئة وتنمية الغطاء النباتي وتعزيز تنوع الحياة الطبيعية، من خلال زراعة نحو مليونين و400 ألف شتلة من النباتات المحمية ونثر أربعة أطنان من البذور.
وفي النهايه :
باختصار، نبات الرغل ليس مجرد نبات صحراوي، بل هو كنز بيئي ذو فوائد جمة، بدءًا من قدرته على تحمل الظروف القاسية وصولًا إلى دوره الفعال في إعادة التأهيل البيئي وتوفير الغذاء للحيوانات البرية. فهل يمكننا الاستفادة القصوى من هذه الثروة الطبيعية لتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على بيئتنا؟







