القبرة المتوجة: طائر شائع في المملكة العربية السعودية
تُعد القبرة المتوجة (Galerida cristata)، المعروفة أيضًا بالقبرة الشائعة، من الطيور المسجلة في المملكة العربية السعودية، حيث تُصنف كطائر مقيم ومتكاثر واسع الانتشار. يمكن العثور عليها في كل قرية وبلدة في المملكة، خاصة في المناطق الساحلية. تعتبر القبرة المتوجة ثاني أكثر الطيور المتكاثرة انتشارًا في السعودية، حيث يبلغ عدد الأزواج المتكاثرة منها أربعة ملايين زوج سنويًا، ويتركز نشاطها في حرض.
حياة القبرة المتوجة وبيئتها
تستوطن القبرة المتوجة المزارع، المناطق المزروعة، الصحاري القريبة ذات الأشجار المنخفضة، الأراضي المخصصة للنفايات حول القرى، والحدائق في المدن والبلدات. هذا الطائر ينشط خلال النهار، ويتغذى بمفرده أو في أزواج خلال موسم التكاثر، أو في مجموعات صغيرة خلال فصل الشتاء.
تُعتبر القبرة المتوجة جزءًا من بين 550 نوعًا من الطيور المسجلة في السعودية، منها 219 نوعًا متكاثرًا، و280 نوعًا مهاجرًا، و51 نوعًا شاردًا. كما أن 27 نوعًا من هذه الطيور مهددة عالميًا بالانقراض، وتضم السعودية 19 نوعًا من الطيور المتوطنة وشبه المتوطنة في شبه الجزيرة العربية، مما يجعل موقع السعودية الجغرافي بين شرق آسيا وأوروبا وإفريقيا أحد أهم مسارات هجرة الطيور في العالم.
الخصائص الفيزيائية والتغذية
يتراوح طول القبرة المتوجة بين 17 و19 سم، ووزنها بين 35 و50 جرامًا. تعتمد بشكل رئيسي على اللافقاريات كغذاء خلال موسم التكاثر، بالإضافة إلى البذور وأجزاء النبات الخضراء في غير موسم التكاثر. تتغذى القبرة المتوجة أثناء المشي أو الركض على الأرض، وأحيانًا عن طريق إنشاء حفر في الأرض الرملية.
تكاثر القبرة المتوجة ودورة حياتها
تتميز القبرة المتوجة بعلاقات تزاوج أحادية، حيث تتولى الأنثى معظم مسؤوليات الحضانة، بينما يتعاون كلا الوالدين في بناء العش ورعاية الفراخ.
بناء العش والحضانة
العش على شكل فنجان مصنوع من العشب، الغصينات الصغيرة، والجذيرات، ومبطن بأعشاب دقيقة وشعر، وأحيانًا صوف أو ريش. يوضع العش في تجويف طبيعي أو محفور في الأرض، وغالبًا ما يكون مظللًا بأجمة من النباتات أو بصخرة منخفضة على الجانب الشمالي من العش.
تحضن الأنثى من ثلاث إلى أربع بيضات، وتستمر فترة الحضانة من 12 إلى 13 يومًا. تغادر الفراخ العش بعد 9 إلى 11 يومًا، وتختبئ في منطقة قريبة، ثم تطير بعد 15 إلى 16 يومًا.
تحديات البقاء
تعاني الإناث في الأعشاش من معدلات افتراس مرتفعة، مما يؤدي إلى تفوق أعداد الذكور على الإناث بنسبة قد تتجاوز أربعة ذكور لكل أنثى بنهاية موسم التكاثر. ومع ذلك، تُدرج القبرة المتوجة ضمن قائمة الأنواع غير المهددة بالانقراض عالميًا وإقليميًا، مع ملاحظة أن المنحنى العالمي للمجموعة يتناقص، في حين أن المنحنى الإقليمي مستقر.
النطاق الجغرافي والتوزيع
تُصنف القبرة المتوجة عالميًا على أنها طائر مقيم، يتواجد في معظم أنحاء شمال إفريقيا وأوروبا، مرورًا بشبه الجزيرة العربية وآسيا الوسطى، وصولًا إلى الهند وكوريا. يمكن رؤيتها بألوان متعددة حسب الظروف المحلية. يوجد حاليًا 37 نوعًا فرعيًا منها، أحدها G.c.tardinata، المتوطن في شبه الجزيرة العربية، ويوجد في جنوب غربي السعودية، وفي اليمن، وفي سلطنة عُمان.
وفي النهايه :
تظل القبرة المتوجة جزءًا لا يتجزأ من التنوع البيولوجي في المملكة العربية السعودية، حيث تستمر في التكيف مع بيئتها المتغيرة. يبقى السؤال مفتوحًا حول كيفية تأثير التغيرات البيئية المستقبلية على أعدادها وتوزيعها، وما إذا كانت جهود الحماية الحالية كافية لضمان استمرار وجودها في المنطقة.
