الأراك: كنز الطبيعة الدائم الخضرة
تعتبر شجرة الأراك كنزًا طبيعيًا دائم الخضرة، تزدهر بشكل خاص في منطقة جازان جنوب غرب المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى مكة المكرمة، المدينة المنورة، وعسير. تُعرف علميًا باسم سالفادورا بيرسيكا، وتشتهر بجذورها التي يُستخرج منها السواك، وهو أداة تقليدية لتنظيف الفم والأسنان. هذه الشجرة الفريدة تتميز بمقاومتها العالية للملوحة وقدرتها على التكيف مع مختلف الظروف الجوية. تنتمي الأراك إلى الفصيلة الأراكية، وتتميز بنموها البطيء، حيث يصل ارتفاعها إلى حوالي 6-7 أمتار، وتفضل النمو في المناطق الحارة والاستوائية والأودية، بينما تقل في المناطق الجبلية.
السمات المميزة لشجرة الأراك
تتميز شجرة الأراك بأوراقها البيضاوية الملساء والمتقابلة، والتي يتراوح طولها بين 2 و 5 سم. هذه الأوراق دائمة الخضرة، وتتجه الفروع الشائكة نحو الأعلى والجوانب، مما يمنح الشجرة مظهرًا يشبه الغابة. أزهار الأراك صفراء مخضرة، أما ثمارها فهي أكبر من حبة الحمص، وتتغير ألوانها من الأخضر إلى الأحمر ثم الأسود، لتصبح بعد ذلك صالحة للأكل وذات مذاق حلو، تحتوي الثمرة على بذرة واحدة وتكون محمولة على شكل عناقيد.
الظروف المناسبة لنمو شجرة الأراك
تتميز شجرة الأراك بقدرتها على التأقلم مع ظروف الجفاف ومقاومتها للملوحة، وتنمو بكفاءة في وجود المياه الجوفية، الأودية، والمناطق ذات الرطوبة الموسمية، وكذلك بالقرب من خطوط الصرف. فروعها المنحنية تبعث رائحة زكية، وأوراقها تتراوح بين الأخضر الفاتح والداكن. التربة الرملية والمناطق ذات مستوى الماء الأرضي العالي تعتبر مثالية لزراعتها. إضافة إلى ذلك، فهي مقاومة للجفاف، والري العميق خلال فصل الصيف يساعد في تحسين مظهرها.
أنواع ثمار شجرة الأراك واستخداماتها
يُستخرج من شجرة الأراك نوعان من الثمار: “الغيلة”، وهي حبات صغيرة حمراء، و”الكباث”، وهو أكبر حجمًا وأحمر اللون، يقترب من حجم حبة العنب، وكلاهما صالح للأكل. بعض ثمار الأراك، المعروفة باسم “الحدر”، تستخدم كعلف للماشية، حيث تعتبر مدرة للحليب وتضيف نكهة مميزة له.
الاستخدامات المتعددة لشجرة الأراك
تُستخرج من جذور شجرة الأراك أعواد السواك، والتي تُقطع بأحجام تتراوح بين 15 و 25 سم، أي بحجم استدارة الإصبع. يكون لونها بنيًا داكنًا عندما تكون جافة، وأخضر عندما تكون رطبة. يمكن أيضًا الحصول على السواك من فروع الشجرة وأغصانها، ولكن الإقبال عليه يكون أقل في هذه الحالة.
يُفضل استخدام السواك المأخوذ من شجرة الأراك البالغة من العمر سنتين أو ثلاث سنوات، حيث يتميز بأليافه الكثيفة والناعمة التي تشبه فرشاة الأسنان. يتم استخدامه عن طريق قطع رأس السواك، وإزالة القشرة الخارجية للجزء المراد استخدامه، وترطيبه، ثم استخدامه لتنظيف الفم والأسنان. بفضل مقاومتها للملوحة، يمكن استخدام شجرة الأراك في استصلاح الأراضي الملحية، وتستخدم أوراقها كعلف للحيوانات، كما تصلح للاستخدام كسياج نباتي، أو كمصدات للرياح، وفي تثبيت الكثبان الرملية واستصلاحها، ولا تحتاج إلى عناية كبيرة.
وفي النهايه :
تُعتبر شجرة الأراك كنزًا طبيعيًا متعدد الاستخدامات، من السواك الذي يحافظ على صحة الفم والأسنان، إلى استخداماتها في استصلاح الأراضي وتوفير الغذاء للحيوانات. هل يمكن أن تصبح هذه الشجرة المتواضعة رمزًا للاستدامة والابتكار في مناطق أخرى حول العالم؟









