الدخلة البصرية: نظرة عن قرب إلى هذا الطائر المهدد بالانقراض في السعودية
تُعد الدخلة البصرية (Acrocephalus griseldis) من الطيور النادرة التي تم تسجيلها في المملكة العربية السعودية، حيث تُصنف كمهاجر متكاثر شديد الندرة ومهاجر عابر محدود. يتركز نشاط هذا الطائر بشكل خاص في مجرى وادي الحائر بمدينة الرياض، مما يجعل هذا الموقع ذا أهمية خاصة للحفاظ عليه.
تنطلق طيور الدخلة البصرية في رحلتها من الكويت نحو الجنوب والجنوب الغربي، بهدف مغادرة الأراضي السعودية من منطقة قريبة من جازان. وقد يصل عدد الأزواج التي تعشش في مجرى وادي الحائر إلى حوالي 20 زوجًا، إلا أن هذا لا يحدث بشكل سنوي منتظم.
الموطن الطبيعي للدخلة البصرية
تفضل الدخلة البصرية التكاثر في الأراضي الرطبة التي تتميز بوجود عيدان القصب الطويلة وأشجار الطرفاء المجاورة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن العثور عليها خلال فترات الهجرة في حقول الأعلاف المنتشرة في المنطقة الشرقية من المملكة.
تم تسجيل هذا الطائر ضمن قائمة تضم 550 نوعًا من الطيور المسجلة في السعودية، والتي تشمل 219 نوعًا متكاثرًا، و280 نوعًا مهاجرًا، و51 نوعًا شاردًا. ومن بين هذه الأنواع، يوجد 27 نوعًا مهدد عالميًا بالانقراض. وتتميز السعودية باحتضانها 19 نوعًا من الطيور المتوطنة وشبه المتوطنة في شبه الجزيرة العربية، نظرًا لموقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يجعلها نقطة عبور مهمة للطيور المهاجرة بين قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا.
تكاثر طائر الدخلة البصرية
تعتمد الدخلة البصرية في تزاوجها على نظام الأزواج المتكاثرة المناطقية، وهي أحادية الزواج اجتماعيًا. عادةً ما يتم تسجيلها منفردة أو في مجموعات صغيرة متفرقة، تتألف من خمسة طيور كحد أقصى. يُذكر أن هذا الطائر يتكاثر في السعودية، ويبلغ متوسط عدد الأزواج المتكاثرة فيها حوالي 10 أزواج سنويًا.
تفاصيل العش والرعاية الأبوية
لا تزال مهام الأبوة لهذا الطائر غير معروفة بشكل كامل. يتميز العش بأنه على شكل فنجان عميق، مصنوع من شرائح القصب وأوراقه ورؤوسه، ومنسوج حول ساقين إلى أربع سيقان مستقيمة في حوض قصب.
يتراوح عدد البيض المحضون لدى الطائر بين 3 إلى 4 بيضات. وعلى الرغم من أن مدة فترة الحضانة غير معروفة تحديدًا، إلا أنها في الأنواع المماثلة تتراوح عادةً ما بين 9 و15 يومًا، وتكون على شكل حضنة مفردة. أما مدة التعشيش، فهي تتراوح بين 11 إلى 15 يومًا في الأنواع المشابهة.
الوصف المظهري للدخلة البصرية
يتراوح طول هذا الطائر بين 17 و18 سم، بينما يتراوح وزنه بين 12 و29 جرامًا. ينشط خلال النهار، وعادةً ما يُشاهد منفردًا أو في أزواج، على الرغم من أنه قد يرعى مع مجموعة أخرى في المنطقة نفسها.
غذاء الدخلة البصرية
يعتبر غذاء طائر الدخلة البصرية غير معروف بشكل كافٍ، ولكن يُعتقد أنه يشمل الحشرات بشكل أساسي.
وضع الحماية للدخلة البصرية
تعتبر الدخلة البصرية من الأنواع المدرجة في قوائم الأنواع المهددة بالانقراض على المستويين العالمي والإقليمي. وعلى الرغم من أن المنحى العالمي لمجموعتها مستقر نسبيًا، إلا أن المنحى الإقليمي للمجموعة لا يزال غير واضح.
التهديدات التي تواجه الدخلة البصرية
تعرضت الدخلة البصرية لانخفاض سريع في أعدادها خلال الفترة ما بين عامي 1950م و2003م، وذلك بسبب جفاف موائل تكاثرها من الأراضي الرطبة والمستنقعات الضحلة. بالإضافة إلى ذلك، يمثل الجفاف ومشاكل إدارة المياه تهديدًا كبيرًا لتعدادها الصغير.
النطاق الجغرافي العالمي للدخلة البصرية
تصنف الدخلة البصرية عالميًا على أنها طائر مهاجر، يتكاثر بشكل رئيسي في الأراضي الرطبة جنوب شرقي العراق (جنوب نهري دجلة والفرات)، وفي شمال السعودية، وفلسطين، والكويت، وربما جنوب غربي إيران. يقضي هذا الطائر فصل الشتاء على بعد حوالي 5 آلاف كيلومتر جنوبًا في شرق أفريقيا (من جنوب الصومال إلى موزمبيق)، ثم يتوجه إلى الجنوب الغربي.
وفي النهايه :
تظل الدخلة البصرية مثالًا حيًا على التحديات التي تواجه الطيور المهاجرة والمهددة بالانقراض في منطقة الشرق الأوسط. إن الحفاظ على موائلها الطبيعية، خاصةً الأراضي الرطبة وإدارة الموارد المائية بشكل مستدام، يمثل ضرورة ملحة لضمان بقاء هذا النوع وغيره من الأنواع المهددة. هل ستنجح جهود الحماية في إنقاذ الدخلة البصرية من خطر الانقراض، وهل سيتمكن هذا الطائر الجميل من الاستمرار في إثراء التنوع البيولوجي في منطقتنا؟
