موسم الأمطار في السعودية: تحولات الطبيعة ودلالات الوسم
مع إطلالة منتصف أكتوبر من كل عام، تستقبل المملكة العربية السعودية موسمًا ينتظره الكثيرون بشغف، ألا وهو موسم الأمطار، المعروف محليًا باسم “الوسم”. هذه الفترة التي تمتد حوالي 52 يومًا، تحمل في طياتها تحولات ملموسة في الطقس والحياة النباتية والحيوانية.
بداية الخريف: تباين الحرارة وازدهار النباتات
يُعد دخول موسم الأمطار في السعودية بمثابة إيذان ببدء فصل الخريف، حيث تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض التدريجي، ويصبح التباين بين حرارة النهار والليل أكثر وضوحًا. هذا التحول المناخي يشجع على ظهور أنواع معينة من النباتات، وعلى رأسها الخزامى، التي تضفي على الصحراء لمسة جمالية فريدة. وتعود تسمية الموسم بـ “الوسم” إلى أن الأمطار “تسم” الأرض بالخضرة، أي تترك عليها علامة الحياة والخصوبة.
هجرة الطيور واعتدال الأجواء: علامات موسم الأمطار
لا تقتصر أهمية موسم الأمطار على الجانب النباتي فحسب، بل تمتد لتشمل الحياة الحيوانية أيضًا. فخلال هذه الفترة، تُرصد أنواع من الطيور غير المحلية في بعض مناطق المملكة، حيث تتخذها محطات استراحة قصيرة خلال هجرتها الشتوية. وإلى جانب ذلك، يتميز الموسم بتناقص تدريجي في ساعات النهار، وطول الليل، واعتدال الأجواء، مما يجعله فترة مثالية للاستمتاع بالطبيعة والأنشطة الخارجية.
وفي النهايه:
يمثل موسم الأمطار في المملكة العربية السعودية تحولًا طبيعيًا بارزًا، يؤثر في مختلف جوانب الحياة. فهل سيحمل لنا “الوسم” هذا العام أمطارًا غزيرة تروي الأرض وتنعش النفوس؟ وهل سنشهد ازدهارًا استثنائيًا للنباتات وتنوعًا ملحوظًا في الحياة الحيوانية؟ تبقى الأيام القادمة كفيلة بالإجابة على هذه التساؤلات.







