النمور العربية: رمز للتراث البيئي ومسيرة الحماية
تتجلى عظمة الطبيعة في تنوعها البيولوجي، ومن بين كنوزها الثمينة يبرز النمر العربي، هذا الكائن الذي يقطن أعالي الجبال ويحمل بصمة فريدة تميزه عن سائر النمور في العالم. يتميز بحجمه الأصغر ولونه الفاتح، ويُصنف كنوع لا يوجد إلا في ربوع الجزيرة العربية، مما يجعله جزءًا لا يتجزأ من تراثها الطبيعي.
تاريخ النمر العربي وأهميته البيئية
تعود جذور ظهور هذا النمر إلى قارة أفريقيا قبل حوالي 500 ألف عام، وشهدت الكهوف في منطقة الشويمس جنوب شرق محافظة العلا بمنطقة المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية رسومات تُجسد وجوده العريق. يُعتبر النمر العربي من الثدييات آكلة اللحوم وينتمي إلى فصيلة السنوريات، مما يجعله مفترسًا رئيسيًا يلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على توازن النظام البيئي.
وضع النمر العربي الحالي وجهود الحماية
وفقًا لتصنيف الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، يُقدّر عدد النمور العربية المهددة بالانقراض بأقل من 200 نمر، مما يجعله من أندر الحيوانات الفطرية في السعودية والعالم. هذا الوضع الحرج استدعى تضافر الجهود لحماية هذا النوع وضمان بقائه للأجيال القادمة.
في عام 1440هـ/2019م، تم إنشاء الصندوق العالمي لحماية النمر العربي بالعلا في محمية شرعان، وذلك بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العلا. يهدف هذا الصندوق إلى الحفاظ على النمر العربي والتوعية بأهميته البيئية، وذلك من خلال برامج ومبادرات تهدف إلى حماية موائله الطبيعية وتكاثره.
وفي النهايه :
إن الحفاظ على النمر العربي ليس مجرد مهمة بيئية، بل هو واجب وطني وإنساني للحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية تراثنا الطبيعي. فهل ستنجح جهود الحماية في إنقاذ هذا النوع من الانقراض وإعادته إلى موطنه الأصلي؟ وهل سيستمر الوعي بأهمية هذا الكائن في الازدياد ليصبح جزءًا من ثقافة المجتمع؟ تظل هذه الأسئلة مفتوحة، ولكن الأمل يبقى معقودًا على جهود المخلصين الذين يعملون بجد لحماية هذا الكنز الثمين.








