بئر هداج: معلم تاريخي يروي قصة تبوك العريقة
تعتبر بئر هداج، التي يطلق عليها محليًا “شيخ الجوية”، أقدم وأكبر آبار المياه في المملكة العربية السعودية، وتحديدًا في محافظة تيماء بمنطقة تبوك الشمالية. يعود تاريخ إنشاء هذا المعلم الأثري إلى منتصف القرن السادس قبل الميلاد، حيث يبلغ محيط فوهة البئر حوالي 65 مترًا، في حين يتراوح عمقها بين 11 و12 مترًا.
تاريخ عريق وتقنيات مبتكرة
شُيدت بئر هداج باستخدام الحجارة المصقولة، وتحيط بها أشجار النخيل من جميع الجهات الأربع، مما يضفي عليها جمالًا طبيعيًا فريدًا. وتضم البئر 31 قناة حجرية كانت تستخدم لنقل المياه. بعد فترة من الإهمال، أُعيد حفر البئر قبل حوالي 400 عام، واستمرت في تزويد الأهالي والمزارعين بالمياه. كانت الجمال تُستخدم لاستخراج المياه عبر آلية تقليدية تعرف بالسواني، وذلك حتى عام 1373هـ/1954م.
تحول جذري في عهد الملك سعود
في عام 1373هـ/1954م، أمر الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود بتركيب أربع مكائن حديثة لاستخراج المياه من البئر، مما أحدث نقلة نوعية في المنطقة وزاد من رقعة الأراضي الزراعية بشكل ملحوظ. هذا التحول ساهم في تعزيز الازدهار الزراعي والاقتصادي في تبوك.
بئر هداج: معلم سياحي بارز
خضعت بئر هداج لعمليات ترميم وتطوير شاملة، بهدف تحويلها إلى معلم سياحي بارز في منطقة تبوك. واليوم، يقصدها السياح من مختلف الأنحاء للاستمتاع بجمالها وتاريخها العريق، حيث تعد جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية للمنطقة.
وفي النهايه:
بئر هداج ليست مجرد بئر ماء، بل هي شاهد على تاريخ عريق وتطور حضاري شهدته منطقة تبوك. من التقنيات التقليدية لاستخراج المياه إلى التحديث في عهد الملك سعود، تعكس البئر قدرة الإنسان على التكيف والابتكار. فهل ستظل بئر هداج ملهمة للأجيال القادمة، ومحفزة للحفاظ على تراثنا الغني؟











