تنظيف المسجد الحرام: مهمة مقدسة على مدار الساعة
عملية تنظيف المسجد الحرام هي جهد دؤوب ومستمر لتطهير أقدس بقاع الأرض، يشمل المسجد الحرام بساحاته الشاسعة، وأروقته الفسيحة، وسلالمه المتعددة، والمرافق التابعة له. تمتد هذه العملية على مساحة تقدر بمليون متر مربع، وتنفذها فرق متخصصة تضم حوالي 4 آلاف عامل، يتناوبون على مدار اليوم في أربع فترات عمل لضمان أعلى مستويات النظافة والتعقيم.
الوقت القياسي لتنظيف المسجد الحرام
تغطي عمليات التنظيف جميع طوابق المسجد الحرام، بما في ذلك الطابق السفلي والأسطح، دون التأثير على حركة الطائفين حول الكعبة المشرفة أو الساعين بين الصفا والمروة. يتميز هذا الجهد بالكفاءة والسرعة، حيث يستغرق تنظيف صحن المطاف حوالي 30 دقيقة فقط، بينما يتم تنظيف كامل مساحة المسجد الحرام في غضون 45 دقيقة، وذلك وسط الكثافة البشرية العالية التي يشهدها المسجد على مدار الساعة.
غسل وتطهير مستمر: 10 مرات يوميًا
يتم غسل المسجد الحرام عشر مرات يوميًا، مع الاهتمام بتطهير كل جزء على حدة باستخدام مجموعة متنوعة من الأدوات والمعدات المتخصصة. تشمل هذه الأدوات المساحات الجلدية، والفرش، والفوط، ومعدات الغسيل المتطورة، بالإضافة إلى بعض الآليات التي تساعد في إزالة الأوساخ من الأرضيات وتنظيف المداخل المؤدية إلى ساحات المسجد الحرام. كما يتم غسل الجسور والعبارات الموجودة في الساحات، وتنظيف أطراف الحوائط والأعمدة والزوايا، بالإضافة إلى تنظيف مجاري تصريف المياه في كل موقع.
ولا يقتصر التنظيف على المساحات الداخلية والخارجية الظاهرة، بل يشمل أيضًا دورات المياه المنتشرة في الساحات المحيطة بالمسجد الحرام، والتي يزيد عددها عن 3500 دورة مياه، ويتم تطهيرها على مدار الساعة. كما يتم تعقيم وتنظيف ما يقارب 20 ألف سجادة يوميًا لضمان توفير بيئة نظيفة وصحية للمصلين.
أدوات ومعدات متطورة لتنظيف يليق بالمكانة
تعتمد عملية تنظيف المسجد الحرام على أحدث التقنيات والمعدات، حيث خصص لهذه المهمة 500 معدة وآلة متطورة، بالإضافة إلى 30 سيارة كهربائية و67 آلة أخرى. كما يتم استخدام 400 لتر من المياه لتنظيف المطاف، مع الحرص على استخدام مواد تنظيف عضوية آمنة وصديقة للبيئة للحفاظ على سلامة المصلين والبيئة المحيطة.
إدارة النفايات بكفاءة عالية
تعمل فرق متخصصة في المسجد الحرام على رفع وإزالة ما يقارب 100 طن من النفايات يوميًا، وترتفع هذه النسبة إلى 300 طن يوميًا في أوقات الذروة. يتم جمع النفايات في أكثر من 2000 حاوية نفايات موزعة داخل المسجد وخارجه، ثم يتم نقلها إلى مواقع مخصصة في أطراف الساحات تمهيدًا لنقلها عن طريق ضواغط مخصصة لنقل المخلفات.
مهام شاملة لتنظيف متكامل
تشمل أعمال تنظيف المسجد الحرام الساحات الخارجية ودورات المياه، حيث تستخدم معدات غسيل مخصصة لتنظيف الساحات ومعدات أخرى مخصصة للمسجد من الداخل. يتم إخراج المخلفات إلى خارج المسجد الحرام باستخدام سيارات كهربائية، ونقلها إلى مواقع مخصصة في أطراف الساحات، تمهيدًا لنقلها عن طريق ضواغط لنقل المخلفات.
إدارة متخصصة لتنظيف المسجد الحرام
تتولى إدارة التطهير والفرش في المسجد الحرام مهام تنظيف الحرم المكي، وتتبع لها تسع فرق متخصصة تتكون من مشرفين وعمال مدربين على أعلى مستوى. تتوزع مهام هذه الفرق على النحو التالي:
- الفرقة الأولى: مسؤولة عن تنظيف المشايات.
- الفرقة الثانية: مسؤولة عن تنظيف المناهل.
- الفرقة الثالثة: مسؤولة عن تنظيف المجمعات.
- الفرقة الرابعة: مسؤولة عن تنظيف الدرج.
- الفرقة الخامسة: مسؤولة عن تطهير العناصر المعمارية.
- الفرقة السادسة: مسؤولة عن تنظيف النحاسيات.
- الفرقة السابعة: مسؤولة عن تنظيف نقاط الصرف.
- الفرقة الثامنة: مسؤولة عن تعقيم المجمعات.
- الفرقة التاسعة: مسؤولة عن تنظيف السلالم الكهربائية.
وفي النهايه :
إن عملية تنظيف المسجد الحرام ليست مجرد مهمة روتينية، بل هي تعبير عن الاحترام والتقدير لأقدس مكان على وجه الأرض. فمن خلال هذا الجهد الدؤوب والمتواصل، يتم توفير بيئة نظيفة وصحية ومريحة للمصلين والزائرين على مدار الساعة. فهل يمكن اعتبار هذه الجهود نموذجًا يحتذى به في الحفاظ على نظافة الأماكن الدينية والمقدسة في جميع أنحاء العالم؟
