مراحل ترميم الكعبة المشرفة في العهد السعودي
في رحاب المسجد الحرام، شهدت الكعبة المشرفة ترميمًا ثانيًا في العهد السعودي عام 1417هـ الموافق 1997م، وذلك ضمن سلسلة من الإجراءات الهادفة إلى الحفاظ على هذا المعلم الإسلامي العظيم. هذه المقالة تستعرض بالتفصيل مراحل هذا الترميم التاريخي، مع إبراز أهميته الدينية والمعمارية.
تفاصيل مراحل الترميم الثاني للكعبة المشرفة
شملت عملية الترميم خطوات دقيقة ومنظمة لضمان استدامة البناء وقوته. فيما يلي عرض تفصيلي لهذه المراحل:
إزالة السقف والمواد القديمة
بدأت العملية بإزالة السقف والمواد الرابطة المتآكلة بين الصخور الرئيسية.
تنظيف وترقيم الحجارة
جرى إخراج حجارة الحشوة الداخلية وتنظيفها بعناية فائقة، مع ترقيم كل حجر لضمان إعادته إلى مكانه الأصلي بدقة.
استخدام مواد لاصقة متطورة
استُخدمت مواد لاصقة حديثة ذات قدرة عالية لملء الفواصل بين الصخور، مما عزز من قوة البناء وتماسكه.
تدعيمات معدنية
تم غرس قطع معدنية لربط أحجار الواجهة الخارجية والبطانة الداخلية للكعبة المشرفة، مما زاد من متانة البناء وقدرته على تحمل العوامل الجوية.
تقسيم ومعالجة الجدران
قُسمت الحوائط إلى شرائح عمودية متعرجة، وفُكت الأحجار الداخلية للشريحة العليا تدريجيًا، مع ترقيمها بدقة قبل معالجتها.
تنظيف ومعالجة الواجهات الخارجية
نُظفت فواصل الواجهات الخارجية للجدران، وجُففت الحجارة بالهواء المضغوط، ثم حُشيت الفواصل بمادة عالية التماسك باستخدام الحقن الآلي.
إعادة تركيب الحجارة
وُضع كل حجر في مكانه المحدد وفقًا لترقيمه، بعد تنظيفه وملء الفواصل بخلطة قوية لضمان الثبات والاستدامة.
حماية الأرضية
رُشت طبقة أساس بمبيد حشري طويل المفعول، ووُضعت شبكة من التوصيلات المعدنية المقاومة للتآكل لحماية أساس البناء.
ترميم أرضية الكعبة
حُفرت أرض الكعبة بعمق 2.2 متر لتقييم الحاجة إلى تعميق الترميم، ثم رُممت الأرضية بنفس الأسلوب المستخدم في ترميم الحوائط العليا.
امتداد العمل
امتد العمل إلى ما دون مستوى المطاف لضمان سلامة القاعدة، مما يعكس الحرص الشديد على أدق التفاصيل.
المصادر
- الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي. تاريخ الكعبة المعظمة: عمارتها وكسوتها وسدانتها. حسين عبدالله باسلامة. الرياض 1419هـ/1999م.
مقالات ذات صلة
مكتبة الحرم المكي الشريف
مواضع أعلام الحرم المكي الشريف
وفي النهايه :
إن ترميم الكعبة المشرفة ليس مجرد عملية صيانة، بل هو تعبير عن التقدير العميق لهذا الرمز الديني العظيم. من خلال مراحل الترميم الدقيقة، يظهر الاهتمام بأدق التفاصيل لضمان بقاء هذا المعلم شامخًا عبر الأجيال. يبقى السؤال: كيف يمكننا الحفاظ على هذا الإرث المعماري والديني للأجيال القادمة؟
