ساحات المسجد النبوي: قلب المدينة المنورة النابض
تُعد ساحات المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، المساحات الفسيحة المحيطة بالمسجد النبوي، حيث تمتد من الجدران الخارجية للمسجد وصولاً إلى السور الذي يفصلها عن فنادق وأسواق المنطقة المركزية المحيطة. هذه الساحات ليست مجرد مساحات مفتوحة، بل هي جزء لا يتجزأ من تجربة الزائر والمسلم على حد سواء، حيث تجمع بين الجمال المعماري والروحانية العالية.
التصميم المعماري لساحات المسجد النبوي
تتميز ساحات المسجد النبوي بتصميم فريد، حيث الأرضيات مرصوفة بالجرانيت والرخام الملون بأشكال هندسية إسلامية بديعة. لقد حظيت هذه البقعة المباركة باهتمام كبير من ملوك المملكة العربية السعودية، بدءًا من المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في عام 1948م، الذي وسع مساحة المسجد النبوي لتصل إلى حوالي 16,327 مترًا مربعًا.
التوسعات المتتالية وزيادة الطاقة الاستيعابية
توالت التوسعات والتصليحات والترميمات في ساحات المسجد النبوي حتى وصلت المساحة الإجمالية إلى نحو 400,500 متر مربع، مما زاد القدرة الاستيعابية لأكثر من 707 آلاف مصلٍ. وفي عهد الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، أُضيفت ساحات كبيرة في الجهات الشمالية والغربية والجنوبية بمساحة بلغت 235,000 متر مربع، تستوعب نحو 450 ألف مصلٍّ إضافي. هذه التوسعات لم تكن مجرد إضافة مساحات، بل كانت تحسينًا جذريًا لتجربة الزائرين وتوفير الراحة لهم.
المظلات العملاقة والساحة الشرقية
في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، استُكملت الأعمال المتبقية من مشروع التوسعة، بما في ذلك تركيب 68 مظلة إضافية، ليصل العدد الإجمالي إلى 250 مظلة تغطي جميع ساحات المسجد النبوي الخارجية. هذه المظلات تُفتح وتُغلق آليًا، وتتميز بتصميم بارتفاعين مختلفين، وتغطي مساحة 144 ألف متر مربع. بالإضافة إلى ذلك، أُنشئت الساحة الشرقية بمساحة 37 ألف متر مربع، تستوعب أكثر من 70 ألف مصلٍ.
مكونات وخدمات ساحات المسجد النبوي
تُعتبر ساحات المسجد النبوي مكانًا للعبادة والصلاة، ويوجد أسفلها بدروم يتضمن عدة طوابق للخدمات، تسهل حركة الزوار من وإلى المسجد النبوي. يضم البدروم مواقف سيارات بمساحة 292,000 متر مربع، تتسع لنحو 4,200 سيارة، بالإضافة إلى مواضئ ومراحيض وخدمات فنية. يمكن الوصول إلى هذه الخدمات عبر المصاعد والسلالم الكهربائية المنتشرة في الساحات.
المظلات وأنظمة تصريف السيول
يشمل المخطط التنفيذي لمشروعات ساحات المسجد النبوي نحو 182 مظلة تغطي جميع الأروقة، لحماية المصلين والزائرين من حرارة الشمس والأمطار. هذه المظلات مجهزة بأنظمة متطورة لتصريف السيول، تمنع مخاطر الانزلاق وقت الأمطار، بالإضافة إلى إنارة إلكترونية تعمل بشكل آلي عند الحاجة.
وفي النهايه : تعكس ساحات المسجد النبوي تحولاً حضارياً يمزج بين الأصالة والمعاصرة، حيث تتجلى العناية الفائقة بضيوف الرحمن وتوفير سبل الراحة لهم. فهل ستشهد المدينة المنورة المزيد من التطورات التي تعزز مكانتها كمركز إشعاع ديني وثقافي؟











