العناية بالحرمين الشريفين: رؤية متجددة في خدمة ضيوف الرحمن
تعتبر الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي المؤسسة الرائدة المسؤولة عن إدارة شؤون الحرمين الشريفين في المملكة العربية السعودية. تسعى الهيئة جاهدة لتوفير أقصى درجات الراحة والسكينة لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة، وذلك من خلال حزمة متكاملة من الخدمات المتميزة. تعود جذور هذه الهيئة إلى عام 1397هـ (1977م) عندما تأسست تحت مسمى الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين. وفي عام 1407هـ (1987م)، صدر أمر ملكي بتغيير الاسم إلى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي. وفي عام 1445هـ (2023م)، جرى تعديل التسمية لتصبح الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وهي تدار بمجلس إدارة يُعيَّن رئيسه وأعضاؤه بأمر ملكي، وترتبط تنظيميًا بالملك مباشرةً. يقع المقر الرئيسي للهيئة في رحاب مكة المكرمة، على مقربة من المسجد الحرام.
مهام الهيئة العامة: رعاية متكاملة للحرمين الشريفين
تضطلع الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بمهام جسيمة، تتصدرها العناية الفائقة بالحرمين الشريفين وتطويرهما المستمر. كما تعمل الهيئة على تهيئة الأجواء الروحانية التي تمكن الزوار من أداء عباداتهم ومناسكهم بكل يسر وسهولة. وتشمل مهامها أيضًا رفع كفاءة إدارة الحشود وتنظيمها، وزيادة الطاقة الاستيعابية للحجاج والمعتمرين والمصلين بالتنسيق مع الجهات المعنية. ولا تغفل الهيئة عن متابعة نظافة الحرمين الشريفين وتلبية احتياجاتهما الضرورية، بالإضافة إلى توفير مياه زمزم المباركة. يضاف إلى ذلك، الإشراف الدقيق على أعمال مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة. وجدير بالذكر أنه تم نقل الإشراف على شؤون الأئمة والمؤذنين، والدروس والحلقات التعليمية، وكافة الشؤون الدينية المتعلقة بالحرمين، إلى رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي.
خدمات الهيئة: تسهيلات رقمية لراحة الزوار
توفر الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عبر موقعها الإلكتروني الرسمي باقة متنوعة من الخدمات الرقمية، تشمل: تقديم طلبات الاعتكاف، وخدمات مخصصة للمطوفين ودافعي العربات. كما تتيح الهيئة حجز المواعيد المسبقة لزيارة متحف الحرمين الشريفين ومجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة. بالإضافة إلى ذلك، تنظم الهيئة موائد الإفطار خلال شهر رمضان المبارك، وتوفر خدمة طلب مياه زمزم للمساجد في المدينة المنورة، وتتيح إمكانية حضور الدروس العلمية المقامة في المسجد النبوي.
تسخير التقنية: ابتكارات في خدمة ضيوف الرحمن
لا تدخر المملكة العربية السعودية جهدًا في سبيل العناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، حيث تقدم العديد من الخدمات المتميزة، مثل: ترجمة الخطب والدروس واللوحات الإرشادية في الحرمين إلى أكثر من 16 لغة عالمية، بما في ذلك لغة الإشارة، لتيسير التواصل مع الزوار من مختلف الجنسيات. كما يتم تسخير أحدث التقنيات لخدمة الحجاج والمعتمرين من خلال تطبيقات الهواتف الذكية المتطورة. وتقدم الهيئة دورات تدريبية وبرامج إثراء معرفي متنوعة، وتساهم في دعم الحركة العلمية من خلال معهد ومكتبة الحرم المكي الشريف، ومكتبة المسجد النبوي، والمعاهد والكليات التابعة لها.
إدارات الهيئة: منظومة متكاملة لخدمة الحرمين
تشرف الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على مجمع متكامل، ومتحفًا يعرض كنوزًا تاريخية، ومكتبتين تزخران بالنفائس المعرفية، بالإضافة إلى عدد من المعاهد والكليات المتخصصة. وتتبع الهيئة وكالات وإدارات متعددة تتكامل فيما بينها لتنظيم سير العمل بكفاءة وفعالية. كما تصدر الهيئة مجلة دورية باسم “الحرمان الشريفان” تنشر باللغتين العربية والإنجليزية، لتعزيز التواصل مع العالم الإسلامي وإبراز جهود المملكة في خدمة الحرمين الشريفين.
وفي النهايه:
تجسد الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي قمة الاهتمام والرعاية التي توليها المملكة العربية السعودية للحرمين الشريفين وقاصديهما. فمن خلال مهامها المتعددة وخدماتها المتنوعة، تسعى الهيئة جاهدة لتوفير بيئة روحانية مريحة وآمنة للزوار من جميع أنحاء العالم. ومع التطورات التقنية المتسارعة، يبقى السؤال مفتوحًا حول كيف يمكن للهيئة أن تستمر في الابتكار والتطوير لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن في المستقبل؟










