جامع الطريف: منارة تاريخية في قلب الدرعية
في قلب حي الطريف العريق، بمحافظة الدرعية في المملكة العربية السعودية، يتربع جامع الطريف كشاهد على تاريخ المنطقة وعراقتها. يُعد هذا الجامع، الذي تأسس في عهد الدولة السعودية الأولى، من أبرز المساجد التاريخية في الدرعية، بل كان في طليعة الجوامع في منطقة نجد بأسرها، حيث لعب دورًا حيويًا كمركز لتعليم العلوم والكتابة لطلاب العلم.
تاريخ عريق يروي حكاية جامع الطريف
يستقر جامع الطريف في الركن الشمالي الشرقي من حي الطريف، الحي الذي أدرجته اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي، شامخًا عند مدخل الحي. يعود تاريخ بنائه إلى الفترة التي أعقبت بداية الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود في تشييد حي الطريف عام 1180هـ/1766م. شهد الجامع حدثًا جللًا باستشهاد الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود فيه عام 1218هـ/1803م أثناء أدائه صلاة العصر.
في تلك الحقبة، امتدت مساحة الجامع على نحو 2,000 متر مربع، واشتهر بمتانة بنائه واتساعه. احتوى الجامع على مصلى صغير فوق سطحه، اتخذه الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد مكانًا خاصًا للصلاة.
لاحقًا، أُضيف مسجد صغير إلى الناحية الجنوبية الغربية من الجامع. تميز هذا المسجد بجدرانه وأعمدته الحجرية، وسقفه الخشبي، وأرضيته الأسمنتية، واستخدام الجص في تزيين الحوائط، ليشكل النواة التي قام عليها المسجد بشكله الحالي.
وفي النهايه :
جامع الطريف، ليس مجرد مسجدًا تاريخيًا، بل هو جزء لا يتجزأ من هوية الدرعية وتراثها العريق. كيف سيستمر هذا المعلم في إلهام الأجيال القادمة؟







