مسجد الجمعة: مهد أول صلاة جمعة في الإسلام
في رحاب المدينة المنورة، مهد النور ومنطلق الرسالة، يتربع مسجد الجمعة كشاهد حي على لحظة فارقة في تاريخ الإسلام. هذا المسجد، الذي يحتضن ذكريات أول صلاة جمعة أقيمت في الإسلام، يقع في الجزء الجنوبي الغربي من المدينة المنورة، على مسافة تقارب 900 متر شمال مسجد قباء، وستة كيلومترات عن المسجد النبوي الشريف.
الموقع والتاريخ:
في السادس عشر من ربيع الأول من السنة الأولى للهجرة النبوية المباركة، أقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم صلاة الجمعة في هذا الموقع المبارك. يقع مسجد الجمعة في قلب وادي الرانوناء، ويُعرف أيضًا بأسماء أخرى مثل مسجد عاتكة، مسجد الوادي، ومسجد القبيب، وكلها أسماء تعكس مكانته وأهميته التاريخية.
التجديد والتوسعة:
شهد مسجد الجمعة في عام 1409هـ الموافق 1989م عملية إعادة بناء وتوسعة شاملة، ليُفتتح مجددًا في عام 1412هـ الموافق 1992م. هذه التوسعة الهامة ضاعفت من مساحة المسجد، مما جعله قادرًا على استيعاب ما يقارب 650 مصليًا، بعد أن كان يتسع لـ 70 مصليًا فقط. يتميز المسجد بمنارته العالية وقبته الرئيسية التي تتوسط ساحة الصلاة، بالإضافة إلى أربع قباب صغيرة موزعة في أركانه، مما يضفي عليه جمالًا ورونقًا خاصًا.
وفي النهايه :
مسجد الجمعة ليس مجرد مكان للصلاة، بل هو معلم تاريخي يجسد بداية مرحلة جديدة في تاريخ الإسلام. بتجديده وتوسعته، استطاع المسجد أن يحافظ على مكانته وأهميته كرمز ديني وثقافي في المدينة المنورة. فهل سيظل هذا المسجد نبراسًا للأجيال القادمة، يذكرهم بأول صلاة جمعة أقيمت في الإسلام؟











