مشروع الملك سلمان لتوسعة مسجد قباء: نظرة شاملة
يمثل مشروع الملك سلمان لتوسعة مسجد قباء علامة فارقة في تاريخ هذا المسجد العريق، الذي يقع في جنوب المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية. أُعلن عن هذا المشروع الطموح في السابع من رمضان عام 1443هـ الموافق 8 أبريل 2022م، بمبادرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. لا تقتصر التوسعة على المسجد نفسه، بل تشمل تطويرًا شاملًا للمنطقة المحيطة به، مما سيؤدي إلى زيادة مساحة المسجد عشرة أضعاف.
الأهمية التاريخية والدينية لمسجد قباء
تتجلى أهمية مشروع الملك سلمان لتوسعة مسجد قباء في كونه أول مسجد أُسس في الإسلام، وهو يحمل مكانة دينية وتاريخية عظيمة عبر العصور، بدءًا من عهد النبوة مرورًا بالعهد الراشدي والأموي والعباسي، وصولًا إلى العهد السعودي الزاهر.
يتميز مسجد قباء بموقعه الاستراتيجي على طريق الهجرة الذي يربط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة. يقع المسجد على بعد حوالي 3.5 كيلومترات جنوب المسجد النبوي الشريف، وقد قام ببنائه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عندما هاجر إلى المدينة المنورة قادمًا من مكة المكرمة.
أهداف مشروع التوسعة الطموح
رفع الطاقة الاستيعابية وتطوير المنطقة المحيطة
يهدف مشروع الملك سلمان لتوسعة مسجد قباء إلى رفع المساحة الإجمالية للمسجد لتصل إلى 50 ألف متر مربع، مما سيزيد طاقته الاستيعابية إلى حوالي 66 ألف مُصلٍ. تُعد هذه التوسعة الأكبر في تاريخ المسجد منذ تأسيسه في السنة الأولى من الهجرة النبوية.
الفوائد المتوقعة من المشروع
تحقيق رؤية 2030 وتحسين تجربة الزوار
يتماشى مشروع الملك سلمان لتوسعة مسجد قباء مع أهداف رؤية السعودية 2030، وذلك ضمن برنامجي خدمة ضيوف الرحمن وجودة الحياة. يهدف المشروع إلى ربط مبنى مسجد قباء الحالي بساحات مظللة من جميع الجهات الأربع، مع وصلها وظيفيًا وبصريًا بمصليات مستقلة غير ملاصقة للمبنى الحالي للمسجد.
تحسين البنية التحتية وتطوير المواقع التاريخية
يسعى المشروع إلى رفع كفاءة المبنى الحالي لمسجد قباء، وتطوير منظومة الخدمات المرافقة له، وتحسين شبكة الطرق والبنية التحتية المحيطة به، وذلك لزيادة كفاءة التفويج وتيسير الوصول إلى المسجد، وحل مشاكل الازدحام المروري. بالإضافة إلى ذلك، يهدف المشروع إلى تطوير وإحياء عدد من المواقع والآثار النبوية الموجودة ضمن نطاق المسجد وساحاته، وتطوير وإحياء 57 موقعًا تاريخيًا، بما في ذلك الآبار والمزارع والبساتين، وربط ثلاثة مسارات نبوية.
وفي النهايه :
يمثل مشروع الملك سلمان لتوسعة مسجد قباء نقلة نوعية في تطوير المواقع الإسلامية التاريخية، ويعكس الاهتمام الكبير الذي توليه المملكة العربية السعودية لخدمة الإسلام والمسلمين. فهل سينجح هذا المشروع في تحقيق أهدافه الطموحة وتلبية تطلعات المسلمين في جميع أنحاء العالم؟











