مهنة الكُتبية: تاريخ وأهمية بيع الكتب في السعودية
في قلب التراث السعودي، تبرز مهنة الكُتبية كشاهد على الحركة العلمية والثقافية العريقة. هذه المهنة، التي ازدهرت في مكة المكرمة والمدينة المنورة، تعكس أهمية تجارة الكتب في مواسم الحج والعمرة. الكُتبي، أو بائع الكتب، لم يكن مجرد تاجر، بل حارسًا للمعرفة، وما زالت هذه المهنة مستمرة حتى اليوم، وإن اتخذت أشكالًا عصرية.
عمل الكُتبي: بين الماضي والحاضر
مهمة الكُتبي الأساسية
تتمحور مهمة الكُتبي حول اقتناء الكتب، وشرائها، وبيعها، بعد فرزها وتنظيفها بعناية. هذه المهنة، التي تتطلب خبرة ودراية واسعة، كانت غالبًا ما تورث من جيل إلى جيل، محافظةً على أسرارها وتقاليدها.
الكُتبية في العصر الحديث
في العصر الحديث، تحولت الكُتبية إلى مهنة منظمة تتطلب تراخيص حكومية. يجب أن يكون الكُتبي على دراية واسعة بالكتب والمؤلفين، وقادرًا على تنظيم الكتب ومساعدة الزبائن في اختيار ما يناسبهم.
مهام الكُتبي الحديث
تشمل مهام بائع الكتب في العصر الحالي تصنيف الكتب والمجلدات بشكل منهجي، وتوثيقها في سجلات المكتبة، بالإضافة إلى عرضها وبيعها والمحافظة عليها. هذه المهام تتطلب مهارات تنظيمية ومعرفة واسعة بمختلف المجالات.
مهن مرتبطة بالكُتبية
تجليد الكتب
ارتبطت مهنة الكُتبية بمهن أخرى، مثل تجليد الكتب، التي ازدهرت في المدينة المنورة. كان المجلّد يقوم بتجليد الكتب والسجلات الحكومية الهامة باستخدام مواد بدائية مثل الكرتون والجلد والقماش، في عملية يدوية دقيقة.
تطور مهنة التجليد
نظرًا لعدم توفر الآلات الحديثة في ذلك الوقت، كانت عملية التجليد تعتمد على الخياطة اليدوية للصمغ والتغطية بالكرتون والقماش، مما يبرز الحرفية اليدوية التي كانت سائدة.
وفي النهايه :
الكُتبية ليست مجرد مهنة لبيع الكتب، بل هي جزء لا يتجزأ من تاريخ المملكة العربية السعودية الثقافي والعلمي. من خلال الحفاظ على هذه المهنة وتطويرها، نؤكد على أهمية الكتاب والمعرفة في بناء مجتمع مثقف وواعٍ. هل ستستمر هذه المهنة في التطور ومواكبة التغيرات الحديثة، أم ستندثر مع مرور الزمن؟











