العريكة: تحفة من مائدة التراث السعودي
تعتبر العريكة، من الأطباق الشعبية الأصيلة في المملكة العربية السعودية، حيث تتكون من مزيج فريد يجمع بين السمن البلدي، العسل الطبيعي، وفتات خبز البر الأسمر. يشتهر بها بشكل خاص سكان منطقة عسير، إلا أن معظم مناطق المملكة تتشارك في إعداد هذا الطبق الشهي، مع وجود اختلافات طفيفة في المكونات الإضافية وأنواع الدقيق المستخدم. وتجدر الإشارة إلى أن نسب المكونات تحدد ما إذا كانت العريكة ستميل إلى الحلاوة أو الملوحة.
طريقة تحضير العريكة
اسم “العريكة” نفسه يشير إلى الطريقة العملية لتحضيرها، والتي تعتمد على عرك قطع الخبز الأسمر الناضج جيدًا حتى تتجانس المكونات وتتماسك. وهذا ما يميزها عن طبق آخر شهير هو “العصيدة”. فالعريكة تعتمد على عرك فتات الخبز المحضر مسبقًا، بينما العصيدة تُعد عن طريق مزج المكونات وطهيها وعجنها مباشرة دون خبز. وعادةً ما يستغرق تحضير العريكة حوالي 30 دقيقة.
في الماضي، كان تحضير العريكة يعتمد بشكل أساسي على استخدام اليدين في عرك قطع الخبز مع السمن. أما اليوم، فقد تطورت طرق التحضير وأصبح بالإمكان استخدام الأدوات الكهربائية الحديثة، مثل العجانات، مما جعل عملية تحضير العريكة أسرع وأكثر سهولة.
العريكة في المناسبات المختلفة
تحتل العريكة مكانة مرموقة ضمن قائمة الأكلات الشعبية التي تُقدم في المناسبات التقليدية السعودية، حيث تحضر بقوة في السياقات التراثية. ويمكن اعتبارها من الأكلات الموسمية التي يفضل تناولها في فصل الشتاء، وذلك لأنها غنية بالسعرات الحرارية التي تمنح الجسم الدفء والطاقة اللازمة. وغالبًا ما تُقدم العريكة مع أطباق أخرى مكملة، مثل التمر والعسل والسمن. وفي بعض الولائم والمناسبات، تُقدم العريكة كطبق جانبي شهي.
وفي النهايه :
تظل العريكة جزءًا لا يتجزأ من التراث الغذائي السعودي، تجمع بين البساطة في المكونات والعمق في النكهة، وتعكس كرم الضيافة وأصالة التقاليد. فهل ستظل العريكة تحافظ على مكانتها كرمز للمائدة السعودية في ظل التغيرات العصرية التي تطرأ على عاداتنا الغذائية؟
