الإمام عبدالله بن فيصل: سيرة إمام ودولة
الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي، ثالث أئمة الدولة السعودية الثانية، حكم في فترة شهدت تحديات كبيرة. خلف والده، الإمام فيصل بن تركي بن عبدالله، وجده هو الإمام تركي بن عبدالله، مؤسس الدولة السعودية الثانية. امتدت فترة حكمه من 1282هـ/1865م إلى 1307هـ/1889م، وتميزت بمحاولات للحفاظ على استقرار الدولة وتماسكها في ظل الظروف الصعبة.
حياة الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي
كان الإمام عبدالله بن فيصل الذراع الأيمن لوالده طوال فترة حكمه، وقاد الجيش السعودي في عدة معارك مصيرية. رافق والده بعد الاعتداء على الدولة السعودية، ونُقل معه إلى مصر بأمر من محمد علي عام 1254هـ/1838م. عاد مع والده حينما تمكن من الخروج من مصر عام 1259هـ/1843م، ليستعيد الإمام فيصل الحكم.
الثقة والمسؤولية
نال الإمام عبدالله بن فيصل ثقة والده، وعينه حاكمًا على الرياض، وكان ينيبه في المهام الصعبة، فينجزها على أكمل وجه. عرف فيه والده القدرة والكفاءة، لذلك عهد إليه بالحكم من بعده، ليتولى الإمام عبدالله بن فيصل مقاليد الحكم رسميًا في عام 1282هـ/1865م.
تولي الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي الحكم
بناء حصن المسمك
تولى الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي الحكم في عام 1282هـ/1865م، وشرع في تعزيز أمن الرياض وتأمينها. قام ببناء حصن المسمك (المصمك) ليكون مقرًا وسكنًا له ولأسرته، ثم اتخذه مقرًا للحكم. كان يسمى قصر المسمك، وذلك لسمك أدواره وجدرانه الجانبية.
قصر المصمك
لاحقًا، سُمي قصر المصمك بعدما حرف العامة حرف (السين) إلى حرف (الصاد)، ويقع القصر في حي الظهيرة بمدينة الرياض، ولا يزال قائمًا إلى اليوم، ويعد معلمًا أثريًا يحكي ملحمة دخول الرياض في 5 شوال 1319هـ/1902م على يد الملك عبدالعزيز مؤسس المملكة العربية السعودية.
وفي النهايه :
في الختام، يتبين لنا أن الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي قد لعب دورًا محوريًا في تاريخ الدولة السعودية الثانية، سواء كساعد أيمن لوالده أو كإمام تولى الحكم في فترة مليئة بالتحديات. بناء حصن المصمك يظل شاهدًا على اهتمامه بأمن الدولة، والقصر نفسه تحول إلى رمز تاريخي يجسد ملحمة التأسيس. ولكن يبقى السؤال: كيف يمكن للأجيال الحالية استلهام العبر من هذه الفترة التاريخية لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل؟










